موقع 24:
2024-09-08@11:22:14 GMT

هل تبتلع إسرائيل طعم حماس في غزة؟

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

هل تبتلع إسرائيل طعم حماس في غزة؟

على نحو لم يفاجئ أحداً، استأنفت إسرائيل وحماس القتال في غزة بعد نحو أسبوع من الهدنات المؤقتة وصفقات تبادل الأسرى. وعلى الرغم من مناشدات أمريكا وغيرها للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، إلا أن إسرائيل تبدو مصرّة على التوغل في جنوب غزة، لكن تفكيرها الاستراتيجي على ما يبدو انتهى عند هذا الحد، ولا تلوح في الأفق أي نهاية معقولة للمعركة.

قد تسعى إسرائيل إلى تدمير الأنفاق نفسها، ربما بإغراقها بمياه البحر


وفي هذا الإطار، قال حسين إيبيش، باحث أول مقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، في مقاله بمجلة "أتلانتك": "المرحلة التالية من هذا الصراع الشرس ستقود إسرائيل على نحو شبه مؤكد إلى معضلة لا تحسد عليها: هل تمنح حماس نصراً صغيراً وفي جوهره أجوف أو نصراً أكبر كثيراً وحقيقيّاً بكل معنى الكلمة".
وأضاف: "تبدو المراحل المقبلة من القتال واضحة. فالأرجح أن تستولي إسرائيل على جميع المناطق الحضرية المهمة الواقعة فوق سطح الأرض في جنوب غزة، تماماً كما فعلت في الشمال. وبعد ذلك ستأتي معركة كبرى للسيطرة على شبكة أنفاق حماس الضخمة يُفترض أن تؤوي غالبية مقاتلي الحركة وقادتها وعتادها وما تبقى من رهائن".
وفي نهاية المطاف قد تسعى إسرائيل إلى تدمير الأنفاق نفسها، ربما بإغراقها بمياه البحر. وبفعلها ذلك، تتوقع إسرائيل إلحاق ضرر يتعذر إصلاحه بحماس، مما يفقدها القدرة على حكم غزة أو تشكيل تهديد لجنوب إسرائيل في المستقبل المنظور. القضاء على حماس..مستحيل

وأوضح الباحث أن هذه الأهداف كلها قابلة للتحقيق ظاهريّاً، لكن هدف إسرائيل الأكبر المعلن – وهو القضاء على حماس بشكل كامل –  مستحيل؛ فحماس فكرة لا مجرد قائمة من الأفراد والأشياء. وبإمكان إسرائيل تدمير قادتها وعتادها كله، وإعلان النصر، وترك غزة تلقى مصيرها. وستظل حماس، بشكل أو بآخر، تزحف خارجة من تحت الأنقاض وتعلن "نصرها الإلهي".

 

"If the Israelis stay in Gaza out of determination to deny Hamas a hollow win, they will instead ensure that Hamas gets a political victory that is actually worth something—one that will play out over months and years," @Ibishblog writes: https://t.co/nGNXucwOAB

— The Atlantic (@TheAtlantic) December 4, 2023


وليس هذا فحسب، فحماس لديها كوادرها في عموم الشرق الأوسط، بما في ذلك فرع الجماعة الدبلوماسي بحكم الواقع في قطر، فضلاً عن جيوب كبيرة من المقاتلين في الضفة الغربية ولبنان وأماكن أخرى. وتستطيع إسرائيل اغتيالهم جميعاً، لكن في نهاية هذه الجولة من القتال، سيعلن شخص، باسم حماس، النصر على إسرائيل، حتى لو بمجرد الإشارة إلى 7 أكتوبر والادعاء بأنه قضى على أسطورة إسرائيل التي لا تقهر، وحس المنعة من العقاب، وغطرستها التي لا تطاق، مع إحياء القضية الفلسطينية على الساحة الدولية في الوقت نفسه.
وبالنسبة لإسرائيل، يقول الباحث، تنطوي مغادرة غزة على هذه المخاطر، بصرف النظر عن مدى شدة الدمار المادي. وليس بإمكان حماس إعلان النصر فحسب، بل يمكنها إعادة إحياء هياكلها الحاكمة في غزة إذا انسحبت إسرائيل. وعندئذ ستواصل إسرائيل حصارها الفعلي وتعمل على تحصين منطقتها العازلة، فيما تعلن حماس أن إسرائيل انسحبت ذليلة مهزومة.

 

Here is an insightful piece by @Ibishblog in the @TheAtlantic -certainly worth the read https://t.co/jti2t8ryY0 @GulfStatesInst

— Lawrence Rubin (@lprubin73) December 5, 2023


لكن هناك حقيقة أعمق لا لبس فيها للجميع في كل مكان في هذا السيناريو، برأي الكاتب، وهي أن غزة في حالة من الدمار بسبب المواجهة الكارثية التي أشعلتها حماس عمداً لتحقيق أغراضها السياسية. فما حدث لأهل غزة بسبب تصرفات حماس سيبدأ في الحديث عن نفسه بالنسبة للكثيرين.

نصر إلهي باهظ الثمن وتابع الكاتب: بإمكان "النصر الإلهي" باهظ الثمن على إسرائيل أن يتحول، عندما تهدأ ثائرة الغبار، إلى كارثة سياسية بالنسبة لحماس، التي كان هدفها ترسيخ تفوقها على منافسيها الفلسطينيين. وقد حدث هذا المشهد من قبل، حيث تلقى حزب الله – إبّان حربه الأخيرة مع إسرائيل سنة 2006 – دعماً هائلاً من المجتمع اللبناني، بما في ذلك الكثير من المجتمعات المعارضة له. وكان تأثير الالتفاف الشعبي قوياً أثناء القتال.
لكن بعد توقف القتال، عاين اللبنانيون الحطام بأعينهم وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن حزب الله جر البلاد بكل طيش إلى صراع باهظ الثمن بلا داعٍ. وقد اضطر زعيم حزب الله حسن نصر الله إلى الظهور على شاشة التلفزيون والاعتذار، مدعياً بشكل مثير للسخرية أنه لم يكن يتصور أن إسرائيل سترد بمثل هذا العنف على هجوم على جنودها في المنطقة الحدودية، ولو تصور ذلك لما سمح أبداً بالقيام بتلك العملية.
ويمثل مدى مسؤولية حماس عما يجري في غزة أمراً بالغ الأهمية يجب على الفلسطينيين مناقشته، لكن لا يمكن أن نتوقع منهم أن يفعلوا ذلك فيما تهيمن إسرائيل على مشاعرهم الفردية والجماعية كمحور تركيز الغضب والاستياء والإرهاب الفج.
ولو انسحبت إسرائيل من غزة فستعلن حماس النصر، وهو أمر سيثير الاشمئزاز. لكن خروجها ـ لا سيما إذا فعلت ذلك مع أخذ زمام المبادرة لدعم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وإحياء مفاوضات السلام الجادة ـ يمكن أن يكون أفضل سبيل أمام إسرائيل لتحويل هذا النصر إلى إخفاق سياسي لحماس.
والبدائل أسوأ من ذلك، يقول إبيش، فالخيالات الإسرائيلية بشأن تدخل قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، أو قوات تدخل سريع أو شرطة عربية، أو لواء خاص متعدد الجنسيات لاستقرار الأوضاع، من أجل حكم غزة أو حتى تأمينها، كلها محض أوهام، حسب وصف الباحث، ولن ينقذ أحد إسرائيل من الكارثة في غزة.
وبالتالي يرى الكاتب أن الخيار الآخر الوحيد هو بقاء إسرائيل في غزة، وهذا شيء أبان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدة مرات أنه يفضل فعله، وذلك على أمل ضمان عدم تمكن حماس من إعلان النصر أو استعادة السيطرة. حرب أبدية وحماس تفضّل هذه المحصلة أيضاً، يضيف الكاتب، إذْ كان يُفترض أن يؤدي هجوم 7 أكتوبر إلى حالة من "الحرب الأبدية" مع إسرائيل باستفزاز اجتياح إسرائيلي تواجهه حماس بتمرد مستديم. ومثل هذا المجهود لن يكون صعباً في تنفيذه، حيث يمكن لحركات تمرد فعالة أن تتطور بسرعة، وبميزانية محدودة، وفي ظل ظروف مرهقة. وأي شخص راغب في الموت، كما هو الحال مع الكثيرين من مقاتلي حماس، يستطيع استخدام وسائل بسيطة لقتل جنود الدوريات، لا سيما في المناطق الحضرية التي يتمتع فيها المتمردون بدعم شعبي واسع.
وعندئذ تستطيع حماس متمردة إعلان نفسها زعيمة للحركة الوطنية الفلسطينية باعتبارها القوة الوحيدة التي تقاتل جنود الاحتلال بشكل يومي. وفي مقابل ذلك، ستتهم السلطة الفلسطينية بالعمل كقوة شرطة لصالح الاحتلال في الضفة الغربية ومنظمة التحرير الفلسطينية بالجلوس إلى طاولة مفاوضات فارغة نادراً ما تجري عليها محادثات، وإذا جرت هذه المحادثات فإنها لا تحقق أي شيء.
ولفت الكاتب النظر إلى أن حماس سعت، منذ تأسيسها على يد جماعة الإخوان في غزة سنة 1987، إلى تهميش قوميي فتح العلمانيين والاستيلاء على الحركة الوطنية الفلسطينية، محوّلةً إياها إلى قضية إسلامية تهيمن عليها حماس.
والجائزة النهائية هي السيطرة على الوجود الدبلوماسي العالمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي يشكل أحد الإنجازات الرئيسية القليلة التي حققتها الحركة الوطنية منذ إعادة تشكيلها في أواخر الستينيات.
وإدخال إسرائيل في حرب أبدية في غزة يخدم هذا الغرض. لكن أكبر نقطة ضعف في استراتيجية حماس اعتمادها على ابتلاع إسرائيل للطعم. ولو انسحبت إسرائيل بسرعة، مخلفةً وراءها خراباً كاملاً وسامحةً لحماس بإعلان "نصرها الإلهي"، فستقبل حماس هذه المحصلة وتحتفل بنجاحها المفترض ليل نهار. لكن خطر حدوث رد فعل قوي واسع سيكون واضحاً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل فی غزة

إقرأ أيضاً:

أردوغان يدعو لتحالف إسلامي ضد مطامع إسرائيل التوسعية: حماس تدافع عنا

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، دول العالم الإسلامي إلى التحالف لمواجهة مطامع الاحتلال الإسرائيلي التوسعية في المنطقة، مشددا على أن "الوقوف ضد إرهاب الدولة لإسرائيل واجب إسلامي".

وقال أردوغان في كلمة له خلال مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء شمالي تركيا، إن "ما يحدث في غزة ليس حربا بين إسرائيل وفلسطين، بل صراع بين الصهيونية التوسعية والمسلمين المدافعين عن وطنهم".

وأضاف أن "إسرائيل لن تتوقف (في غزة)، بل ستحتل رام الله أيضا إن استمرت بهذا الشكل، وستضع مناطق أخرى نصب عينيها إلى أن يأتي الدور على دول أخرى في المنطقة مثل لبنان وسوريا"، حسب ترجمة وكالة الأناضول.


وأشار إلى أن الاحتلال "سيطمع في أراضي وطننا بين (نهري) دجلة والفرات، ويعلن صراحة من خلال الخرائط التي يلتقطون الصور أمامها، أنهم لن يكتفوا بغزة".

وشدد أردوغان، على أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس تقاوم باسم المسلمين، وتدافع ليس عن غزة فحسب، بل عن الأراضي الإسلامية وعن تركيا أيضا".

وفي السياق، وجه الرئيس التركي نداء إلى العالم الإسلامي من أجل "تيقظ الدول الإسلامية في مثل هذه الفترة الحرجة، وإدراك الخطر المحدق وتعزيز التعاون فيما بينها".

واعتبر أن خطوات التقارب التي تتخذها بلاده مع كل من مصر وسوريا "تهدف لتأسيس محور تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد".

ودعا أردوغان جميع الدول الإسلامية إلى اتخاذ "موقف مناهض للاحتلال الإسرائيلي الذي من غير المعروف الحد الذي سيقف عنده"، مشددا على أن "الخطوة الوحيدة التي ستوقف الغطرسة والبلطجة وإرهاب الدولة الإسرائيلي هي تحالف الدول الإسلامية".

وتطرق الرئيس التركي خلال حديثه إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمتضامنة الأمريكية التركية عائشة نور أزغي أيغي برصاصة في الرأس خلال قمع مسيرة جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى وفاتها


وقال إن "إسرائيل قتلت بخسة أمس ابنتنا الشابة عائشة نور أزغي أيغي فضلا عن قتلها 40 ألف مدني بريء حتى اليوم"، وفقا للأناضول.

ولليوم الـ337 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة بحق الفلسطينيين، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة ومراكز الإيواء والطواقم الطبية والصحفية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، إلى ما يزيد على الـ40 ألف شهيد، وأكثر من 94 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • حماس: خياران أمام إسرائيل في قضية الرهائن
  • أردوغان يدعو لتحالف إسلامي ضد مطامع إسرائيل التوسعية: حماس تدافع عنا
  • كيف تستغل حماس "فيديوهات الرهائن" في الضغط على إسرائيل؟
  • الأهلي يتخذ كل الاجراءات التي تضمن مشاركة كل اللاعبين الأجانب قبل الكلاسيكو
  • إسرائيل.. سجن امرأة ألقت الرمل على الوزير المتشدد بن غفير
  • التاريخ اليهودي وسياسية إسرائيل.. هذه الدورات التي تلقاها يحيى السنوار
  • الـWasington Post:كيف استغلت إسرائيل معاركها مع حزب الله لاغتيال هذه الشخصيّات؟
  • حماس تطالب بضغط أمريكي على إسرائيل لوقف إطلاق نار بغزة
  • باحث: إسرائيل تحاول بشكل مركز وحقيقي عدم الوصول إلى صفقة بأي شكل من الأشكال
  • حماس: يجب أن تبحث أي مفاوضات جديدة تهرب إسرائيل مما اتفقنا عليه وليس العودة إلى نقطة الصفر