بعد ثلاثة أسابيع من رفض مشروع سابق، وقعت لندن وكيغالي معاهدة جديدة في رواندا، تهدف إلى إحياء اتفاق مثير للجدل لترحيل المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.

وتحاول الحكومة البريطانية إنقاذ هذا الإجراء الرائد في سياستها ضد الهجرة غير الشرعية، بعد صفعة منتصف نوفمبر من قبل المحكمة العليا البريطانية، التي أكدت أن مشروعها غير قانوني كما هو.

تم توقيع الاتفاقية الجديدة في كيغالي ، العاصمة الرواندية ، من قبل وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي ووزير الخارجية الرواندي فنسنت بيروتا.

 أعلن جيمس كليفرلي أنه "معجب للغاية بالحكومة الرواندية ، التي تلقت الكثير من الانتقادات، لقد تابعنا هذه الشراكة مع المملكة المتحدة لأننا نعتقد أن لدينا دورا نلعبه في أزمة الهجرة غير الشرعية هذه" ، أكد فنسنت بيروتا في مؤتمر صحفي.

المعاهدة الجديدة "تستجيب مباشرة لنتائج المحكمة العليا وتقدم حلا جديدا طويل الأجل" ، كما تقول وزارة الداخلية البريطانية في بيان.

ويضمن النص المكون من 43 صفحة، وهو "ملزم" بموجب القانون الدولي، أن المهاجرين المرحلين إلى رواندا "لن يكونوا عرضة لخطر إعادتهم إلى بلد تكون فيه حياتهم أو حريتهم مهددة".

كما أكد نائب المتحدث باسم الحكومة الرواندية آلان موكوراليندا في المؤتمر الصحفي. وتابع قائلا: "وسيضمن أيضا الاستماع إلى جميع شكاوى المهاجرين، ويتضمن الاتفاق أيضا إنشاء "محكمة مشتركة مع قضاة روانديين وبريطانيين في كيغالي لضمان سلامة المهاجرين وعدم ترحيل أي من المهاجرين الذين يتم إرسالهم إلى رواندا إلى بلادهم".

ويجب الآن التصديق على النص من قبل البرلمانين البريطاني والرواندي.

- بلد آمن" -

وقبل التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، زار رئيس وزارة الداخلية الجديد موقع النصب التذكاري للإبادة الجماعية في رواندا.

ونقل عن جيمس كليفرلي قوله "من الواضح أن رواندا بلد آمن، ونحن نعمل بوتيرة سريعة لدفع هذه الشراكة إلى الأمام لوقف القوارب التي تعبر القناة وإنقاذ الأرواح".

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت المحكمة العليا البريطانية استئنافا تقدمت به حكومة ريشي سوناك، وحكمت بأن محكمة الاستئناف كانت محقة في استنتاجها أن رواندا لا يمكن اعتبارها دولة ثالثة آمنة.

ومباشرة بعد قرار المحكمة العليا البريطانية، ذكرت كيغالي أنها "تعترض على القرار القائل بأن رواندا ليست بلدا ثالثا آمنا لطالبي اللجوء واللاجئين".

يحكم رواندا بحكم الأمر الواقع بقبضة حديدية منذ عام 1994 من قبل بول كاغامي.

يجب على لندن "أن تفتح عينيها على تاريخ رواندا من انتهاكات حقوق الإنسان، لا سيما ضد اللاجئين وطالبي اللجوء والتخلي نهائيا عن خططها لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا"، حثت ياسمين أحمد، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية في المملكة المتحدة.

- محظور" -

ومنذ بداية العام، وصل 29,705 أشخاص عبر القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، وفقا لإحصاء وكالة فرانس برس.

"لقد سئمت من سياستنا مع رواندا التي يتم حظرها" ، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مقابلة مع The Sun مساء الاثنين.

وأضاف أنه بالإضافة إلى المعاهدة، ستقدم الحكومة البريطانية "تشريعا طارئا" في البرلمان لتعيين رواندا كدولة آمنة وبالتالي "وضع حد لهذه الجولة المرحة".

وفي أعقاب الانتكاسة التي ألحقها القضاة البريطانيون، دافع وزير الداخلية عن "التحول المعجزة" في رواندا وقال إنه رأى في بعض المنتقدين "مواقف كسولة لأنها بلد أفريقي".

وتسعى حكومة المحافظين، التي تفوق عليها حزب العمال المعارض إلى حد كبير في استطلاعات الرأي في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة العام المقبل، إلى اتخاذ موقف حازم بشأن الحد من الهجرة القانونية وغير الشرعية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أزمة الهجرة غير الشرعية الهجرة غير الشرعية المملكة المتحدة الحكومة البريطانية رواندا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك كيغالي المملکة المتحدة المحکمة العلیا إلى رواندا من قبل

إقرأ أيضاً:

المحكمة الدستورية في أسبوع | توصيات بتشريعات الظروف الاستثئنائية بمؤتمر المحاكم العليا الإفريقية

جلسات ناجحة وتوصيات محددة أعلنتها المحكمة الدستورية العليا المصرية خلال عملها على مدار أسبوع بمؤتمر المحاكم الدستورية الأفريقية ويستعرض موقع “صدى البلد” أهم تلك الفاعليات والتوصيات


الاجتماع التحضيري 


عقدت المحكمة الدستورية العليا المؤتمر التحضيرى لمؤتمر المحاكم والمجالس الدستورية من 35 دولة، إلى جانب 5 منظمات دولية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.


أكد المستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا، فى بداية المؤتمر على حرص الدولة المصرية على الانفتاح بشكل مؤسسي وبزخم كبير على دول القارة الإفريقية، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الإفريقية، يمثل أحد أوجه التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة في مجال القضاء الدستوري الذي له تأثيرات كبيرة على توجهات الدول الإفريقية جميعًا.


وأشار إلى أن استضافة هذا العدد من الفقهاء الدستوريين الأفارقة بالقاهرة يعكس الدور المحوري الذي تمثله مصر في مجال القضاء الدستوري، وريادتها في هذا المضمار، مشددًا على أن مصر بتاريخها العريق في مجال القضاء الدستوري حريصة أشد الحرص على التعاون وتمرير هذه الخبرة النوعية للدول الإفريقية الشقيقة.


وأضاف أن المؤتمر يمثل أحد أوجه القوى الناعمة لمصر في مجال دعم الأشقاء الأفارقة من خلال مسارات التعاون القضائي الدستوري في إطار من انفتاح الدولة المصرية وحرصها على تعزيز أواصر التعاون الوثيق في مختلف المجالات مع الدول الأفريقية.


وأوضح أن اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الإفريقية، يعد بمثابة استحقاق دستوري باعتبار أن دستور مصر يتحدث بشكل صريح عن انتماء مصر لإفريقيا وأن الدولة المصرية، بكل مؤسساتها وعلى رأسها القيادة السياسية، ارتأت تفعيل هذا النص الدستوري الخاص بالانتماء المصري الإفريقي، واعطاءه الزخم الذي يستحق، في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي انعكس بإنشاء مؤتمر القاهرة للمحاكم والمجالس الدستورية الإفريقية.


ولفت إلى أن القيادة السياسية أولت كل الرعاية اللازمة لإنجاح هذا المؤتمر منذ أن تأسس في عام 2014، وحينما انضمت مصر لمؤتمر الهيئات القضائية الدستورية تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، مؤكدًا أن مصر ارتأت أن مؤتمر المحاكم والمجالس الدستورية الإفريقية يجب أن يمثل منصة إفريقية على المستوى القضائي؛ لاسيما القضاء الدستوري لتعزيز أوجه التعاون في هذا المجال الذي يؤثر تأثيرًا كبيرًا على كافة مناحي حياة الدول الإفريقية، وأن هذا الأمر انعكس إيجابيًا بالنتائج المثمرة التي أفضت إليها الدورات السابقة؛ حيث هذا المؤتمر منذ إنشاءه الجانب الأعظم من أهدافه.
واستعرض رئيس المحكمة الدستورية، عددًا من أهم النتائج التي انتهت إليها المؤتمرات السابقة، والتي تعكس توطيد أوجه التعاون المصري الإفريقي؛ ومن بينها إنشاء منصة رقمية لتبادل الأحكام القضائية الدستورية على مستوى إفريقيا للمرة الأولى، إلى جانب البحث المركز في فكرة الذكاء الاصطناعي واستخداماتها، فضلًا عن إنشاء مركز البحوث والدراسات الإفريقية في مصر، مشيرًا إلى أن هذا المركز له أثر بالغ الأهمية في توطيد أواصر الصلة مع القضاء الدستوري الإفريقي، وأن هذا المركز حظي بدعم كبير من الدولة المصرية على نحو أصبح تأثيره يتجاوز المستوى الإفريقي إلى البعدين الإقليمي والدولي.


وأضاف أن هذا المؤتمر بما يمثله من زخم فكري وقضائي كان دافعًا للعديد من الدول الأوروبية والآسيوية والإقليمية على الانضمام إليه بصفة أعضاء مراقبين، ومن بين تلك الدول تركيا والأردن والعراق وقطر.
وشدد المستشار بولس فهمي على أن الدستور المصري، يفرض سياجًا من الحماية الدستورية على الحقوق والحريات لجميع المواطنين المصريين، كما تمتد هذه الحماية بمفهومها الشامل للإنسان وهو الأمر الذي لم تلتفت إليه الكثير من الدساتير الأخرى في العالم.


وأضاف أن للمحكمة الدستورية العليا، العديد من الأحكام الراسخة والمضيئة في مجال تأكيد الحريات، والمساواة، وتكافؤ الفرص وتساوي المصري مع غيره فلا اعتداء على ملكية أي أجنبي على أرض مصر، كما أن الحقوق الدستورية لغير المصريين مضمونة ومصانة في مصر وهو أمر يعكس رقي الدولة المصرية ومؤسساتها وقضائها الدستوري باعتبار أن هذا الأمر تتفرد به الدول الديمقراطية التي تعلي من حقوق الإنسان.


من جانبه، قال المستشار محمد عماد النجار، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والأمين العام لاجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى، إن الاجتماع سيناقش في جلسات ثلاث رئيسية أولًا طبيعة المخاطر التي تواجه الدول الإفريقية في الظروف الاستثنائية، وكذلك دراسة التجارب التشريعية، لمواجهة الظروف الاستثنائية، إلى جانب الرقابة الدستورية على التشريعات المنظمة للظروف الاستثنائية، على أن يعقب ذلك إصدار التوصيات في ختام أعمال الاجتماع.


من جهته، قال المستشار الدكتور طارق شبل نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، إن الاجتماع يمثل أهمية بالغة في مجال توطيد أوجه التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة، في مجال القضاء الدستوري، مشيرًا إلى أن هذه الأهمية عكستها حرص 130 شخصية وجهة إعلامية محلية وإفريقية ودولية، على متابعة أعماله على مدى جلسات انعقاده.

الجلسة الافتتاحية 


انطلق المؤتمر بتأكيد المستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية  أن المشاركة الواسعة من جانب كبار القضاة والفقهاء الدستوريين الأفارقة، في اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الافريقية، تعكس صدق الغايات لدول القارة، لتعزيز أوجه التعاون وإعلاء قيمة الحوار بين الدول الأفريقية.

وأضاف أن الاجتماع الذي يحتضن قامات كبيرة من كبار قضاة أفريقيا والفقهاء الدستوريين، لمناقشة التحديات التي تواجه عملهم ودولهم، يوضح بجلاء أن القضاة الأفارقة، يبتغون إقامة العدل على أسس رفيعة.
وأعرب عن تقديره الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه غير المحدود للاجتماع في كافة دورات انعقاده، سعيا لتعزيز نجاح الاجتماع، مشيرا إلى أن هذا الأمر يؤكد أن الدولة المصرية حريصة على القضاء ودعم استقلاله.
وأكد أن اجتماع القاهرة على مدى دوراته السابقة، ضمن أجندة الاتحاد الإفريقي، في أعمال اجتماعاته ومناقشاته، باعتبار أن تحقيق السلم المجتمعي العام في القارة الأفريقية، وضمان السلام الاقتصادي وخصوصيات تراثنا الافريقي المشترك،  يمثل أمرا بالغ الأهمية.


وأشار إلى أن التجربة المصرية في التعامل مع الظروف الاستثنائية، خلال مراحل تاريخية متعددة، تكشف عن مقاربات لتلك الظروف بخبرات دستورية و قانونية، تستهدف حفظ الأطر الشرعية الدستورية، وأن مصر لطالما حافظت على الشرعية الدستورية، خلال أزمات الحروب العالمية والحروب الإقليمية وموجات الإرهاب المتنوعة التي كانت تستهدف النيل من وحدة الشعب المصري، وخلال الجوائح الصحية، وهي جميعا ظروف استثنائية تكدست في مراحل زمنية ضيقة وشكلت تحديا كبيرا لمصر والدول الافريقية.


وأوضح أن مصر لطالما حرصت على ترسيخ ضمانات حقوق الإنسان وحريات وحقوق الأفراد، وهو الأمر الذي يظهر بجلاء في مدونات الأحكام التي أصدرتها المحكمة الدستورية العليا وكذا الأحكام القضائية، مؤكدا أن هذا الأمر يتعين معه الإشادة بتوجهات الدولة المصرية التي تحملت القيود التي فرضتها السلطة القضائية لضمان تلك الحقوق، خلال فترات استثنائية اقتضت اتخاذ العديد من الإجراءات في سبيل تحقيق المصلحة العامة الفضلى مشيرا إلى أن دستور مصر القائم، فرضت نصوصه سياجا محكما من الإجراءات والضوابط التي حدت كثيرا من تبعات فرض حالة الطوارىء، على نحو أصبحت معه تلك الحالة عصية على الاستمرار لفترات زمنية ممتدة، ومن ثم فرض الدستور بنصوصه إنهاء تلك الحالة، وأصبحت الشرعية الطبيعية هي الحاكمة.


وشدد رئيس المحكمة الدستورية العليا، على أن اجتماع القاهرة لطالما كان يستهدف تعزيز الهويات الثقافية لدول القارة الأفريقية، وتتحقق معه العدالة الاجتماعية التي تستهدفها أجندات الاتحاد الأفريقي للتنمية المستدامة.

كلمة رئيس الوزراء 


أكد الدكتور مصطفي  مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن المحكمة الدستورية العليا تقوم بدور عظيم يسهم في تعزيز الجمهورية الجديدة، لاسيما في التعاون مع الدول الأفريقية والذي يعد نفاذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الصدد بما يحفظ حقوق ومصالح الشعوب الأفريقية ودولها.
وأشار مدبولي - في كلمة ألقاها نيابة عنه المستشار عدنان فنجري وزير العدل - إلى تعاون المحكمة الدستورية العليا مع مختلف مؤسسات الدولة لضمان حماية حقوق وحريات الأفراد وكذلك توجه الدولة نحو أفريقيا موحدة وقوية.


وتابع رئيس الوزراء، أن الظروف الاستثنائية التي فرضت علينا يجب أن تكون فرصة للعمل المشترك للحد من آثارها والتي تنوعت بين النزاعات والجوائح الصحية، بما يضمن حفظ حقوق شعوب الدول الأفريقية في تحقيق التنمية المستدامة ورعاية الفئات الأولى بالرعاية.


كما نوه بأهمية التعاون للتوافق علي مبادئ مشتركة لمواجهة التحديات المستحدثة وخاصة التكنولوجية بما يضمن حقوق الشعوب والدول الأفريقية.

رئيس مجلس الشيوخ 


من ناحيته، ثمن المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ، أن التحديات التي تواجهها بلادنا الأفريقية لم تزدنا إلا اصرارا علي العمل وفق مبادئ العيش المشترك واحترام الكرامة الإنسانية وصون الحقوق والحريات رغم الظروف الاستثنائية.


وأشاد رئيس مجلس الشيوخ بالمساعي المصرية المتواصلة من أجل وحدة أفريقيا في مختلف المجالات وبالتعاون مع مختلف المؤسسات ومن خلال كل المنظمات.
 

نائب رئيس المحكمة الدستورية


من جانبه، استعرض المستشار محمد عماد النجار نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا والأمين العام لاجتماع القاهرة، ان الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم والقارة الأفريقية خلقت ظروفا استثنائية يصعب معها تطبيق القوانين العادية، ما استدعى الحاجة إلى قوانين استثنائية.


وأضاف أن الدساتير تستهدف حماية حقوق الأفراد وكذلك ضمان عمل مؤسسات الدولة علي حد السواء، ما استوجب ان يكون هناك توازن بين استمرار عمل مؤسسات الدول في أداء دورها.


ولفت أمين عام اجتماع القاهرة رفيع المستوى، الي ان الدورة الثامنة تناقش تلك الظروف الاستثنائية ثم استعراض التجارب الدستورية المختلفة وصولا إلى حدود الرقابة الدستوريّة علي التشريعات الاستثنائية التي لا تتعارض في أحكامها مع الدستور بما لا يجعلها تخل بحقوق الأفراد علي النحو الذي لا يمكن التسامح معه.

رئيس مجلس النواب


أكد المستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، أن مصر هي قلب أفريقيا النابض، وتعتز بانتمائها الإفريقي، وأن حرصها الكبير على الدفاع عن مقدرات ومصالح الشعوب الإفريقية الشقيقة، هو التزام أصيل لا تحيد عنه.
وثمن رئيس مجلس النواب، تضافر جهود الوزارات ومؤسسات الدولة المصرية، في سبيل تعزيز التعاون المصري الإفريقي من خلال هذا الاجتماع، وبما يؤسس لتعاون راسخ مع جميع دول وشعوب القارة.
وأشار إلى أن التعاون القضائي المستدام يعزز الخطوات الإفريقية الحثيثة في مواجهة التحديات التي تواجهها الدول والشعوب، وبما يساهم في ضمان التنمية الشاملة لشعوب القارة.
وأضاف أن الحضور من كبار رجال القضاء والفقهاء الدستوريين الأفارقة، يقع على عاتقهم تحقيق متطلبات الشعوب  وصون مقدراتها، على نحو يعزز جهود الرخاء والاستقرار التي يرنو إليها الجميع.

ختام المؤتمر والتوصيات 


أكد المشاركون في اجتماع القاهرة الثامن رفيع المستوى لرؤساء المحاكم الدستورية والمحاكم العليا والمجالس الدستورية الإفريقية، أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين القضاة الأفارقة على نحو من شأنه تعزيز سيادة القانون وإرساء مبادئ العدالة، وحماية حقوق الإنسان، مثمنين استضافة مصر لهذه الدورة من الاجتماع التي تناقش بشكل أساسي المواجهة الفعالية للظروف الاستثنائية والطارئة التي تتعرض لها المجتمعات.


جاء ذلك في التوصيات الختامية للاجتماع؛ والتي أعلنها المستشار بولس فهمي رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس الاجتماع، الذي عقد على مدى يومين برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ومشاركة ممثلين عن 35 دولة إفريقية بالإضافة إلى 5 منظمات دولية، وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية بصفة مراقب.


وقال المستشار بولس فهمي إن انعقاد الاجتاع يأتي إيمانًا بالدور الكبير الذي تقوم به الهيئات القضائية الإفريقية في ترسيخ دعائم الشرعية الدستورية لمجتمعاتنا، وضمان حماية حقوق مواطنينا وحرياتهم الرئيسية، فضلًا عن الأهمية القصوى لتعزيز التعاون القضائي المشترك، وضرورة اتخاذ التدابير الفعالة لدعم سيادة القانون، وإرساء مبادئ العدالة، وحماية حقوق الإنسان وحرياته، وصون مقومات المجتمع الأساسية في بلداننا الأفريقية، خاصة في إطار مواجهة التغيرات والظواهر الاستثنائية والطارئة. 

وأكد أن اجتماعات القاهرة رفيعة المستوى قد أسهمت في إتاحة المجال الواسع لتبادل الآراء والخبرات بين القضاة الأفارقة، وتحقيق المساهمة في مواجهة العقبات المشتركة التي تواجه بلادنا.
ونوه بإشادة المجتمعين للقيادة السياسية لجمهورية مصر العربية لرعايتها هذا المؤتمر المهم، ودعمها استمرارية انعقاده، لاسيما في ظل الأهمية البالغة لدور القضاء في تحديد الإطار الدستوري للسلطات الاستثنائية التي أقرتها دساتير دولنا، من أجل المواجهة الفعالة للظروف الطارئة والاستثنائية التي تتعرض لها بلادنا، وضمان حماية واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. 


وتضمنت التوصيات التسليم بأهمية توفر تشريعات وسياسات وتدابير تكفل تحقيق المواجهة المناسبة والفعالة للظروف الاستثنائية والطارئة التي تتعرض لها مجتمعاتنا، وتتضمن توفير الحماية والمساعدة اللازمة للمتضررين منها، ومنع تعرض الأشخاص للخطر الناتج عنها.


كما شملت التوصيات التأكيد على أهمية الدور الدستوري الذي تضطلع به سلطات بلادنا في التعامل مع الظروف الاستثنائية والطارئة، وأن مواجهة هذه الظروف يؤثر إيجابيًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. 


وأكد المجتمعون إدراكهم أهمية التحدي الذي يُمثله التعامل مع الظروف الاستثنائية والطارئة التي قد تتعرض لها مجتمعاتنا، وكذا إدراك ما لمواجهة هذه الظروف من أهمية حاسمة في كبح آثارها السلبية على المجتمع والمواطنين، وأن تحقيق أهداف هذه المواجهة قائم على تقديرات وملائمات واقعية تنعكس على طبيعة التدابير والسياسات التي تتخذها دولنا حيالها.


وأقر المجتمعون أهمية الاستفادة من التجارب الدولية في تحقيق المواجهة التشريعية والتنفيذية للظروف الاستثنائية والطارئة، وفي صياغة وتطوير التدابير والسياسات الوطنية، من أجل تعزيز سبل المواجهة الفعالة، وتحقيق الأهداف المجتمعية، والتعامل مع العقبات المشتركة، وتلافي السلبيات التي أسفرت عنها هذه التجارب، ومراعاة الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي في هذ الشأن. 


وشملت التوصيات ملاحظة أن التطور العلمي والتكنولوجي الهائل في مختلف المجالات الحياتية في عالمنا المعاصر، قد صاحبه تأثير ملحوظ في طبيعة ونطاق وآثار الظروف الاستثنائية والطارئة التي تتعرض لها مجتمعاتنا، وهو ما أسهم في امتداد مُسبباتها وآثارها لأكثر من دولة.


ونوه المجتمعون بأن التجارب القانونية في الدول المختلفة تشير إلى أن مواجهة الظروف الاستثنائية والطارئة، وقد لا يحُتم اللجوء إلى السلطات الاستثنائية التي تقرها دساتير بلادنا، وأن السياسات والتدابير العادية قد تكون كافية في التعامل مع هذه الظروف، وصون المقومات الأساسية لمجتمعاتنا، وحماية حقوق المواطنين وحرياتهم. 

كما أكدوا أن التمسك بسيادة القانون والإدارة الرشيدة وتحقيق التناسب بين المواجهة الوطنية للظروف الاستثنائية ومقتضيات تحقيق المصلحة العامة وحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، هو شرط سابق ورئيس لخلق وتهيئة بيئة تتيح تحقيق التنمية وحماية الأمن القومي والنظام العام والسلامة والصحة العامة.
وشددوا على أن المواجهة الفعالة والمنصفة للظروف الاستثنائية والطارئة، يتعين أن تكون في أضيق الحدود، وأن يُراعي شرط التناسب، وأن تكون مؤقتة زمانًا ومكانًا، وفقًا لطبيعة الظرف ونطاق آثاره. 
كما أكد المجتمعون أهمية دور الهيئات القضائية – في حدود ولايتها الدستورية - في مراقبة التشريعات واللوائح والتدابير التي تتخذها دولنا في إطار مواجهة الظروف الاستثنائية والطارئة، والتحقق من مراعاتها الشرائط والمعايير الدستورية.


ولفت المجتعون إلى أهمية دور الهيئات القضائية في حماية حقوق الإنسان وحرياته، من خلال توفير الترضية القضائية لكافة الأفراد، بصورة ميسرة وناجزة ومُنصفة ونزيهة. وهو الدور الذي ينعكس في خلق بيئة تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وتدعيم سيادة القانون والمحافظة على الأمن والنظام العام والسلامة والصحة العامة، سواء في الظروف العادية أو الاستثنائية، وأن اضطلاع هذه الهيئات بدورها يستلزم بناء مؤسسات قضائية فعالة ومستقلة. 


وأعربوا عن دعمهم لأهمية استفادة الهيئات القضائية الأفريقية من التحول الرقمي والتطورات العلمية والتكنولوجية المختلفة في توفير خدمات التقاضي للكافة بصورة آمنة، ضمانًا لحقهم في العدالة الناجزة، وأن تتخذ منها وسيلة لدعم التعاون الدولي وتبادل الخبرات، وأن تستفيد الهيئات القضائية الأفريقية من الخدمات التي توفرها البوابة القضائية الإفريقية الالكترونية، والتي تتضمن تجمع رقمي للدساتير الأفريقية وأحكام المحاكم الدستورية والعليا والمجالس الدستورية الأفريقية، وتعمل كمنصة للربط الالكتروني بينها، بوصفها وسيلة ميسرة ومتطورة لتبادل المعلومات في المسائل القضائية. 


كما شددوا على أهمية التوافق على معايير ومبادئ مشتركة لمواجهة المسائل القانونية المستحدثة التي أنبتها التطور العلمي في مجتمعاتنا المعاصرة، مع مراعاة الاختلافات الثقافية والاجتماعية لكل دولة.
ورحب المجتعون بإنشاء مركز البحوث والدراسات الدستورية للدول الأفريقية، وأوصوا الهيئات القضائية الأفريقية بالتعاون مع المركز، والاستعانة بالدراسات والأبحاث القانونية التي يُجريها أو يُشرف عليها، والاستفادة من الأنشطة العلمية الأخرى التي يضطلع بها، خاصة برامج تدريب وإعداد القضاة.

مقالات مشابهة

  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • عملية إنقاذ إفريقية وأممية مشتركة لطالبي اللجوء واللاجئين في ليبيا
  • المحكمة الدستورية في أسبوع | توصيات بتشريعات الظروف الاستثئنائية بمؤتمر المحاكم العليا الإفريقية
  • الجارديان: خطة ترامب لإرسال المهاجرين إلى جوانتانامو "تصنفهم على أنهم إرهابيون"
  • تقرير روسي: الولايات المتحدة تحاول منع حرب أفريقية كبرى جديدة
  • تقرير روسي: الولايات المتحدة تحاول منع حرب إفريقية كبرى جديدة
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • سفير الإمارات يلتقي رئيس المحكمة العليا في بنين
  • الكعبي يبحث التعاون مع رئيس المحكمة العليا في بنين
  • أبرز المرشحين لقيادة ألمانيا ينجح في الحصول على تأييد لرفض طالبي اللجوء