حداة الإعلام يعزفون "نشاز"
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يعتزل لاعبو كرة القدم خشية ألا يستطيعوا الركض خلف الكرة أو الزود عن مرماهم أو مجاراة الفريق المنافس.
يعتزلون في أوج شهرتهم ومجدهم ليحفظوا ماء وجوههم غير مستجيبين لنداءات الجمهور بالبقاء فهم يدركون أن هذه الهتافات ستتحول إلى شتائم إذا وهنت أقدامهم وأضاعوا هدفا وراء الآخر وعجزوا أن يهربوا من التسلل.
هذا حال أهل الكرة أما حال أهل الإعلام فمن المنطق أن يزيدهم العمر حصافة وألقًا وثقافة وخبرة وتنوعًا في التناول والطرح وأن تقل أخطاؤهم حتى تتلاشى وتزداد خبرتهم في الركض خلف المعلومة، وتزداد قوتهم في الزود عن مرمى وطنهم.
ودون وضع قانون للاعتزال وجب على من فقد إحدى تلك الميزات أن يتحلى بالشجاعة ويعلن الاعتزال.
وكم نحن في أمس الحاجة إلى أن يتحلى هؤلاء بتلك الشجاعة بعد تمريرات كثيرة مهدرة وتصويبات خارج الثلاث خشبات، وتباطؤ في الحركة وكثير من الأخطاء لصالح الفرق المنافسة، ظهر جليًا منها أنه ليس هناك تناغم ولكن تطغى العشوائية وأنانية الانفراد وحب الظهور في وقت نحتاج فيه إلى اللعب الجماعي.
ليتهم يعتزلون حتى تعود الجماهير للمدرجات فمنذ سنوات عزفت عن مشاهدة المبارايات واكتفت بمتابعة أهم ما جاء بها في دقائق على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.. بل باتت تسخر منها في صورة كوميكسات.
ليتهم جميعا يعتزلون بأسباب أو بدون أسباب فبدل من أن يبنوا وعيًا، هدموا حتى الأساس وانشغلوا عن المحتوى بالأثاث.. تركوا قضايا الناس ولهثوا وراء الترند.. عرضوا القبح والسئ في الوطن وسلطوا الضوء على الجريمة والفشل والانتكاس وكأن هذا المجتمع بتنوع ثقافاته وتاريخه وعلمه وفنه لم يعد فيه سوى الدجل والشعوذة والقتل والزنى وبرامج الطبخ.
ليتهم يعتزلون وسيكون لهم أكبر ثواب فلسنا الآن بحاجة إلى فقرة المهرجين في مسرح الحياة، نحن بحاجة إلى روايات جادة وأقلام صادقة تسلط الضوء على الشرفاء وأبطال هذا المجتمع.
نحن بحاجة إلى وجوه جديدة بحكايات جديدة تليق بنهار جديد.
وإذا كانوا لا يستطيعون اتخاذ القرار، وإذا أغوتهم الشهرة على البقاء وإذا تمسكوا بالشاشات فحسنًا.. لنجمعهم في فقرة واحدة قبل الفاصل كتذكرة بما كنا فيه ثم بعد الفاصل تطل علينا وجوه أخرى بأحلام أخرى فلن تسير القافلة للأمام بينما الحداة يعزفون نشازًا.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
«ذا نورث أفريكا بوست»: ليبيا بحاجة إلى استراتيجية اقتصادية وطنية شاملة
أكد موقع «ذا نورث أفريكا بوست»، أن ليبيا بحاجة إلى استراتيجية اقتصادية وطنية شاملة، تتجاوز الاعتماد على الهيدروكربونات، موضحا أن توقعات صندوق النقد الدولي تشير إلى أن ليبيا تواجه أزمة في اعتمادها على مواردها من النفط والغاز.
وقال الموقع في تقرير صادر عنه: “قطاع النفط والغاز يُشكل حاليًا ما يقرب من 60% من الناتج المحلي الإجمالي لليبيا، ويمثل 94% من صادراتها، ويوفر 97% من إيرادات الحكومة، وتفاؤل صندوق النقد يرجع إلى توقعاته بتعافي قطاع النفط الليبي، وهو أمر بالغ الأهمية لاقتصاد البلاد”.
وأضاف “صندوق النقد الدولي أشار إلى أن النمو المتوقع سيتعزز بشكل أكبر من خلال الجهود الناجحة التي تبذلها الجهات المعنية الليبية لحل أزمة المصرف المركزي، وتوقعات صندوق النقد، تسلط الضوء على الأهمية الحاسمة لتنويع الاقتصاد الليبي، لضمان التنمية المستدامة والمرونة في مواجهة التقلبات الاقتصادية في المستقبل، ومع تحرك ليبيا نحو مسار النمو، فإن إرساء رؤية اقتصادية واضحة سيكون ضروريًا لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو الأوسع في السنوات القادمة”.
الوسومأمريكا الاقتصاد الغاز النفط ليبيا