ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية لفلسطين في مكتبة قطر
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
نظمت المكتبة التراثية بمكتبة قطر الوطنية، اليوم، ندوة افتراضية بعنوان "فلسطين: ذاكرة المكان والمعنى.. قراءة تاريخية اجتماعية" تحدث خلالها أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت أباهر السقا، والباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس.
تأتي الندوة دعما للشعب الفلسطيني في محنته الحالية وإسهاما في نشر الوعي بتاريخ فلسطين العربي والإسلامي، وقد انطلقت بكلمة للمسؤولة بمكتبة قطر إخلاص شامية، استعرضت فيها نماذج لأبرز ما تحويه المكتبة التراثية من مجموعات لكتب ومخطوطات وصور ومواد أرشيفية تعد من المصادر الهامة في الاستزادة المعرفية، منوهة بأن جهود المكتبة التراثية تتمثل في إتاحة المصادر والمجموعات الخاصة بتاريخ فلسطين ومكانتها في الحضارة الإسلامية والعربية.
وأشارت إلى أن هذا الدور يبرز في وقت الأزمات مع ما شهدناه خلال أحداث غزة وفلسطين وما تزامنت معه من حملات ممنهجة في تضليل الوعي وإخفاء المعرفة بمصادرها الموضوعية غير المتحيزة.
خرائط المكتبةوقدمت شامية بعضا من نماذج الخرائط التي تحويها المكتبة، من بينها خريطة ترجع لأوائل القرن الـ16 الميلادي، وتعتبر من أندر الخرائط التي صورت الأرض المقدسة، إذ رسمت وفقا لتصور بطليموس الجغرافي للأرض التي قسمها إلى 7 أقاليم، هذه الخريطة باللاتينية حيث تظهر تصورا أفقيا لفلسطين وبعض أسماء المدن الفلسطينية وهي ضمن الأراضي المحتلة حاليا مثل الجليل وبحيرة طبريا وصفد، فضلا عن خريطة أخرى ترجع للقرن الـ17 الميلادي.
وتحدثت شامية عن أبرز مدونات الرحالة الذين تناولوا فلسطين، كما ساقت مجموعة من الصور في المكتبة التراثية الخاصة بفلسطين، تعكس اهتمام المصورين الغربيين خلال القرنين الـ19 والعشرين الميلاديين في تجربة اكتشاف التصوير الفوتوغرافي واهتمامهم بمحيط الأرض المقدسة التي نقلت معالم الأرض وسكانها الأصليين، رغم تقنيات إنتاجها التي تأتي ضمن سياق التوسع الاستعماري الأوروبي في المنطقة العربية.
ومن الصور المتفردة عرضت شامية صورة التقطت لمدينة القدس بفلسطين عام 1839 التي تزامنت مع بداية اختراع التصوير.
وأشارت إلى أن المكتبة التراثية تمتلك مجموعة هامة ومتميزة من الوثائق ذات صلة وثيقة بالتاريخ الفلسطيني التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة.
من جهته، عرض الدكتور أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة بيرزيت بفلسطين، أثناء مداخلته فصولا من كتابه الموسوم بـ "غزة: التاريخ الاجتماعي تحت الاستعمار البريطاني (1917-1948)"، وأهم المحطات التاريخية لمدينة غزة التي تعد من أقدم المدن في التاريخ، حيث إن بعض المؤرخين يقولون إنها المدينة الرابعة التي تم تأسيسها.
وأكد أن مدينة غزة لم تكن بائسة أو فقيرة، بل كانت ثرية بمواردها المتنوعة ومصادرها البنيوية وإرثها التاريخي والمعماري، لكنها سلبت بالتدريج عناصر كينونتها ومجدها وسبل رفاهيتها ووسائلها.
وأشار السقا إلى أن غزة كان لها حضور مهم في التاريخ الإسلامي، وكانت مقصدا للتجارة وارتبط اسمها باسم هاشم بن عبد مناف، جد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثير التردد عليها، حيث توفي بها، بالإضافة إلى أن لها حضورا في المخيال الأدبي، فضلا عن أن لها حضورا في كتابات الرحالة، وأهمهم ابن بطوطة والشريف الإدريسي، حيث وصفوا عمارتها بـ"الحسنة".
وقال السقا إن من المآسي التي تلقتها المدينة تدمير متحف في منطقة السودانية (شمال غزة)، مؤكدا أن أفضل شيء ينبغي القيام به عقب انتهاء الحرب هو جمع التاريخ الشفوي، وإعادة بناء الأرشيف.
أما الباحث المقدسي في الدراسات التراثية إبراهيم باجس، فقد كشف الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، وعدد الباحث المقدسي عددا من القرى الفلسطينية التي طمس الاحتلال معالمها ويحارب مآثرها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المکتبة التراثیة مکتبة قطر إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطة تطوير الميادين والمناطق التراثية بالغربية
استقبل اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، اليوم بمكتبة بديوان عام المحافظة ، وفدًا من الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، لبحث سبل التعاون المشترك لتطوير عدد من الميادين والمناطق ذات الطابع التراثي بالمحافظة.
جاء ذلك في إطار جهود الدولة للحفاظ على الهوية المعمارية والتراثية، والارتقاء بالمشهد الحضاري في مختلف مدن ومراكز الغربية،بحضور المهندس علي عبد الستار السكرتير العام المساعد.
الجندي :رؤية واضحة لتطوير المناطق التراثية والتاريخيةوخلال اللقاء، أكد محافظ الغربية أن المحافظة تسير وفق رؤية واضحة لتطوير المناطق التراثية والتاريخية، بما يتماشى مع خطط الدولة للحفاظ على الهوية المصرية الأصيلة، مشددًا على أهمية التنسيق بين جميع الجهات المعنية لتحقيق التكامل في عمليات التطوير، والخروج بمشروعات تعكس الوجه الجمالي والحضاري للمحافظة.
استعراض مقترحات تطوير عدد من الميادين والشوارع الرئيسيةناقش اللقاء عددًا من الملفات المهمة، حيث تم استعراض مقترحات تطوير عدد من الميادين والشوارع الرئيسية في مدن الغربية، من خلال إعادة تخطيطها وفق معايير التنسيق الحضاري، مع الحفاظ على الطابع التاريخي للمباني التراثية، ورفع كفاءة البنية التحتية بما يضمن تحقيق السيولة المرورية وسهولة الحركة للمواطنين.
إبراز الهوية البصرية لمدنهاوأكد اللواء أشرف الجندي أن المحافظة تولي اهتمامًا خاصًا بإبراز الهوية البصرية لمدنها، مشيرًا إلى أن التطوير لن يقتصر على الشكل الجمالي فقط، بل يمتد ليشمل تحسين الخدمات العامة، ورفع كفاءة المرافق، وتعزيز المساحات الخضراء، بما يضمن بيئة حضارية متكاملة.
وفي ختام اللقاء، أشاد وفد الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بالدعم الكبير الذي يوليه محافظ الغربية لملف التطوير الحضاري، مؤكدين أن هناك تعاونًا مستمرًا بين الجهاز والمحافظة لضمان تنفيذ المشروعات وفق أعلى المعايير، وبما يتماشى مع رؤية الدولة في تحقيق تنمية حضرية مستدامة.
خطة شاملة للارتقاء بالمظهر العام لمحافظة الغربيةكما أكد اللواء أشرف الجندي أن المحافظة لن تدخر جهدًا في تنفيذ هذه المشروعات على أعلى مستوى، مشيرًا إلى أن المواطن سيشعر بنتائج ملموسة لهذه الجهود خلال الفترة المقبلة، حيث سيتم الإعلان عن الخطوات التنفيذية لعدد من مشروعات التطوير قريبًا، في إطار خطة شاملة للارتقاء بالمظهر العام لمحافظة الغربية.