تبذل الحكومة جهودا كبيرة في سبيل النهوض بقطاع الكهرباء من خلال تعظيم استغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والوصول إلى نسبة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة بمزيج الطاقة حتى 42% بحلول عام 2035، وتحقيق رؤية مصر في هذا الإطار.

مشروع نقل الكهرباء لإيطاليا

كشفت 4 شركات من بينها مجموعة بريسميان الإيطالية، وسيمنز إنرجي الألمانية، عن تطوير نظام ممر كهربائي يسهل نقل الكهرباء الخضراء من مصر إلى إيطاليا، على هامش مؤتمر الأطراف (COP28) المنعقد حاليا في دبي.

ووفقا لـ "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن هذا المشروع ينتقل حاليا إلى مرحلة أكثر شمولية من دراسة الجدوى التفصيلية، بعد نجاح الدراسات الأولية، وتوقيع مذكرة تفاهم بشأنه مع الأطراف المعنية، وبحسب البيان فإن هذا المشروع تم تطويره بالتعاون مع مجموعة "K&K" و"CESI".

قال الرئيس التنفيذي لشركة "CESI"، دومينكو ميلاني، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية، إن مشروع نقل الكهرباء الخضراء من مصر إلى إيطاليا سيكون له أهمية كبيرة في إطار التحول المناخي.

وذكر البيان أن الممر الكهربائي من المقرر أن تبلغ طاقته في البداية حوالي 3 جيجاوات، بما يمثل نحو 5 بالمئة من ذروة الطلب على الكهرباء في إيطاليا مع إمكانية التوسع المستقبلي.

وبحسب ما جاء في البيان فإن تطوير هذا المشروع يعد خطوة حاسمة في دعم أهداف أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ويشار إلى أنه قد نجحت الدولة في إضافة قدرات لتوليد الكهربائية بلغت 31 ألف ميجا وات خلال 9 سنوات ليصل الإجمالي إلى 59.9 ألف ميجا وات، من إضافة قدرات توليد (بخارية– دورة مركبة– محطات ووحدات غازية- وحدات ديزل) لعدد (17) مشروع جديد بإجمالي قدرات حوالي 28676 ميجا وات، ومشروعات إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة بقدرات 1634 ميجا وات من الرياح، و1631 من الطاقة الشمسية بإجمالي تكلفة 1.79 تريليون جنيه، فيما بلغ عدد مشتركي شبكة الكهرباء 39.8 مليون مشترك حتى نهاية عام 2022 بزيادة 8.9 مليون مشترك مقارنة بالفترة من عام 2014 حتى عام 2022.

كنز كبير تسعى مصر للاستفادة منه بالتعاون مع الإمارات.. اعرف الحكاية بالتفصيل أبو العينين: الاستثمارات في الهيدروجين الأخضر بمصر تجذب الشركات العالمية

كما عملت الحكومة، على استكمال تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية لتبادل 3000 ميجا وات، ومن المخطط الانتهاء من تنفيذ المشروع بالكامل عام 2026، كما تم الانتهاء من تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط بين مصر والسودان بقدرة 80 ميجا وات وجارٍ الإعداد للمرحلة الثانية وهي رفع القدرة المنقولة إلى 240 ميجا وات، ويمكن رفع القدرة المنقولة إلى 300 ميجا وات، وتم إجراء مزيد من الدراسات بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت.

سوق واعد للطاقة المتجددة

وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور السيد خضر، إن اتجاه مصر لتصدير الكهرباء إلى أوروبا يمثل خطوة استراتيجية مهمة ولها أهمية بالغة فى تنويع مصادر الدخل، حيث يعتمد اقتصاد مصر بشكل كبير على قطاعات مثل السياحة والنفط والغاز الطبيعي،.

وأكد أن تصدير الكهرباء إلى أوروبا يمكن أن يسهم في تنويع مصادر الدخل وتحقيق استقرار اقتصادي أكبر عبر توسيع قاعدة الصادرات، تعزيز القطاع الطاقوي، حيث يعتبر تصدير الكهرباء إلى أوروبا فرصة لتعزيز القطاع الطاقوي في مصر، يمكن للدولة الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية، مثل الطاقة الشمسية والرياح، لإنتاج كهرباء نظيفة ومستدامة وتصديرها تعزيز العلاقات الدولية تصدير الكهرباء إلى أوروبا يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر والدول الأوروبية.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": تؤدي هذه العلاقات إلى تبادل التكنولوجيا والخبرات وزيادة فرص الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري بشكل عام، أيضا تعزيز الأمن الطاقوي من خلال تصدير الكهرباء إلى أوروبا، يمكن لمصر أن تسهم في تعزيز الأمن الطاقوي في المنطقة.

وأشار: يساهم ذلك في تحقيق الاستقرار والأمان في إمدادات الطاقة، تحقيق الفوائد الاقتصادية، يمكن لتصدير الكهرباء إلى أوروبا أن يساهم في خلق فرص العمل وتحفيز النمو الاقتصادي في مصر ، بالإضافة إلى ذلك، فإن التحويلات النقدية من عمليات التصدير يمكن أن تسهم في تحسين الاحتياطي النقدي للبلاد وتعزيز الاستدامة.

وأكمل: أرى أن الدول  الأوروبية لديها اهتماما متزايدا بالإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها القاهرة في مجال الطاقة المتجددة للأسباب التالية منه، والاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة، حيث تواجه الدول الأوروبية تحديات كبيرة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والتلوث البيئي لذلك فإنها تسعى للانتقال من استخدام الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.

ولفت: بالنظر إلى القدرات الكبيرة لمصر في مجال الطاقة المتجددة، يمكن للدول الأوروبية الاستفادة من تلك الإمكانات لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الكهرباء المستدامة، التعاون الدولي والشراكة حيث تعتبر القاهرة من الأسواق الواعدة في قطاع الطاقة المتجددة، وهذا يجذب اهتمام الدول الأوروبية التي تسعى لتعزيز التعاون الدولي والشراكات الاقتصادية في هذا المجال.

وقال: يمكن للدول الأوروبية تبادل التكنولوجيا والخبرات مع مصر والاستفادة من تجربتها في تطوير وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، الاستدامة والتنمية الشاملة حيث يمثل الاستثمار في الطاقة المتجددة فرصة لتحقيق التنمية الشاملة والاستدامة البيئية والاقتصادية، وبالتالى يمكن لمصر أن تلعب دورا هاما في تزويد الأسواق الأوروبية بالكهرباء المتجددة، مما يساهم في تحسين حالة البيئة وتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادية، التبادل التجاري والاقتصاد المستدام.

القاهرة مركز إقليمي للطاقة 

وشدد: توجد فرص كبيرة لتعزيز التبادل التجاري بين مصر والدول الأوروبية في مجال الطاقة المتجددة، وبالتالى الدول الأوروبية تروج للتعاون مع مصر في مجال الطاقة المتجددة بناء على المصلحة المشتركة في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

وتابع: تصدير الكهرباء إلى أوروبا  يساعد مصر في أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة بعدة طرق منها تعزيز البنية التحتية لتصدير الكهرباء بكميات كبيرة إلى أوروبا، وبالتالى ستحتاج مصر إلى تطوير وتحسين بنية تحتية الشبكة الكهربائية ومرافق النقل والتوزيع، هذا يشمل تحديث وتطوير شبكات الكهرباء وبناء خطوط نقل قوية ونقاط اتصال كهربائية مع أوروبا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الكهرباء الطاقة المتجددة الوقود الاحفوري مصر إيطاليا الحكومة تصدیر الکهرباء إلى أوروبا فی مجال الطاقة المتجددة الدول الأوروبیة میجا وات بین مصر مصر فی

إقرأ أيضاً:

تقديم الساعة رسميًا 60 دقيقة.. إليك الموعد والتفاصيل

تستعد مصر لإعادة العمل بنظام التوقيت الصيفي من جديد، ابتداءً من منتصف ليل يوم الجمعة الموافق 25 أبريل 2025، وذلك تنفيذًا لأحكام القانون رقم 24 لسنة 2023، الذي أقرّه مجلس النواب وصدّق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
القرار يأتي في ظل سعي الدولة إلى تحقيق وفورات في استهلاك الطاقة، ومواجهة التحديات الاقتصادية، وسط حديث متجدد عن تأثير التوقيت الصيفي على الحياة اليومية والمردود الاقتصادي والبيئي لهذه الخطوة.

كيف سيتم تطبيق التوقيت الصيفي؟

وفقًا للقرار، سيتم تقديم الساعة 60 دقيقة كاملة عند حلول منتصف ليل الخميس/الجمعة، لتصبح الساعة 1:00 صباحًا بدلاً من 12:00.
وينصح من يضبط ساعته يدويًا بأن يقوم بتقديمها قبل النوم بساعة، لتفادي أي ارتباك في المواعيد صباح الجمعة.

الهدف من التوقيت الصيفي| توفير واستغلال ذكي لضوء النهار

الفكرة الأساسية من التوقيت الصيفي تدور حول الاستفادة من ساعات النهار الطويلة خلال فصل الصيف، حيث يتم تقديم الوقت ساعة كاملة لزيادة فترة النشاط النهاري تحت أشعة الشمس، وتقليل الاعتماد على الإضاءة مساءً.
وقد اعتمدت مصر هذا النظام لسنوات طويلة، قبل أن يتم إلغاؤه عقب ثورة 25 يناير 2011 بسبب شكاوى المواطنين. ومع ازدياد الضغوط الاقتصادية وارتفاع أسعار الطاقة، عادت الدولة لتطبيق التوقيت الصيفي بدءًا من عام 2023، كجزء من حزمة إجراءات لترشيد استهلاك الكهرباء.

هل فعلاً يوفّر التوقيت الصيفي الطاقة؟

المهندس حسن الببلي، رئيس مجلس إدارة شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، أكد أن العودة إلى التوقيت الصيفي تسهم في تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية، وبالتالي خفض استهلاك الغاز الطبيعي والوقود المستخدمين في إنتاج الكهرباء.

وأوضح أن تمديد ساعات النشاط تحت أشعة الشمس لا يؤدي بالضرورة إلى تقليل استهلاك الكهرباء، بل قد يسهم في زيادته، خاصة بسبب الاعتماد الكبير على أجهزة التكييف خلال فترات الصيف الحارة، حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية في مناطق عديدة.

ومع ذلك، يرى الببلي أن الفائدة الكبرى تتمثل في تقليل الضغط على الشبكات ومحطات الكهرباء خلال فترات الذروة المسائية (من السابعة مساءً حتى منتصف الليل)، مما يتيح فرصة أكبر لتصدير الغاز الطبيعي، ويوفر عملة صعبة، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية.

أثر اقتصادي وسياحي إيجابي

لا تقتصر فوائد التوقيت الصيفي على المجال الطاقي فحسب، بل تمتد إلى الجوانب الاقتصادية أيضًا. إذ يساعد تمديد فترات النشاط التجاري والترفيهي في تعزيز الحركة السياحية وتنشيط الأسواق، ما يدعم الاقتصاد المحلي.

الببلي أشار أيضًا إلى أن تطبيق التوقيت الصيفي معمول به في العديد من دول العالم، لما له من جدوى بيئية واقتصادية، وهو ما دفع مصر للعودة إلى هذا النظام في توقيت مدروس، رغم التحديات المصاحبة له.

ماذا عن مواعيد العمل؟

رغم احتمالية حدوث ارتباك طفيف في الأيام الأولى من تطبيق النظام، فإن مواعيد العمل الرسمية في القطاعين العام والخاص لن تتغير، حيث سيتم الاستمرار في العمل بالمواعيد ذاتها ولكن وفق التوقيت الجديد.

بين التحديات والفرص

عودة مصر إلى التوقيت الصيفي ليست مجرد تعديل في عقارب الساعة، بل خطوة تحمل في طياتها أهدافًا اقتصادية واستراتيجية واضحة. وبين الجدل حول فعالية النظام والرهانات على توفير الطاقة وتنشيط الاقتصاد، يبقى الوقت وحده هو الكفيل بإثبات مدى جدوى هذا القرار على المدى البعيد.

مقالات مشابهة

  • موانئ دبي العالمية تعتمد الطاقة المتجددة لتوليد 65% من الكهرباء في عملياتها
  • مشاورات سياسية بين مصر وإيطاليا لتعزيز التعاون الاقتصادي والهجرة والطاقة
  • وزير الخارجية: مصر وإيطاليا وقعتا اتفاقية في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة ستيت جريد الصينية تعزيز الشراكة في الطاقة المتجددة
  • وزير الكهرباء يبحث مع مسؤولي ‏State Grid الصينية سبل تعزيز الشراكة
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة صينية تحديث الشبكات واستخدام بطاريات التخزين
  • تقديم الساعة رسميًا 60 دقيقة.. إليك الموعد والتفاصيل
  • وزير الكهرباء يبحث مع هواوي التعاون في مشروعات الطاقة المتجددة وأنظمة التخزين
  • وزير الكهرباء يبحث مع هواوي الصينية سبل دعم وتعزيز التعاون فى مجالات الطاقة المتجددة
  • وزير الكهرباء يبحث مع شركة هواوي الصينية التعاون فى مجالات الطاقة المتجددة