أبلغت إيطاليا رسميا بكين بقرارها الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق التي يرأسها الرئيس الصيني شي جين بينج، مما أنهى شهورا من التكهنات حول علاقة أثارت انزعاج حلفاء روما الغربيين. حسبما ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.

وجاء القرار الرسمي بعد ثلاثة أشهر من تأكيد رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني - التي كانت قد وصفت مشاركة روما في المبادرة بأنها “خطأ” في الماضي - أن حكومتها اليمينية تدرس الانسحاب، مؤكدة في الوقت نفسه عزمها على الحفاظ على علاقات “متبادلة المنفعة” مع بكين.

وأكد مسؤول إيطالي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، اليوم الأربعاء أن روما أبلغت بكين رسميا بنيتها الانسحاب من الاتفاق، الذي كان سيتم تجديده تلقائيا لمدة خمس سنوات أخرى في أوائل عام ٢٠٢٠.

وكان قرار روما في عام 2019 بالانضمام إلى مخطط الصين الطموح للتجارة والاستثمار في البنية التحتية الدولية قد أحبط حلفاءها الغربيين، لأنها كانت الدولة الوحيدة من الدول السبع الكبرى التي فعلت ذلك.

وقال ستيفانو ستيفانيني، السفير الإيطالي السابق لدى حلف شمال الأطلسي، إن الحكومة الإيطالية في ذلك الوقت - وهي ائتلاف غير محتمل من الحركة الشعبوية خمس نجوم وحزب الرابطة اليميني المتطرف بقيادة ماتيو سالفيني - كانت قد “تقللت من أهمية المبادرة الجيوسياسية”.

وأضاف: “ظنوا أن إيطاليا يمكنها أن تفلت من التودد إلى الصين على الرغم من كونها الدولة الوحيدة من الدول السبع الكبرى التي تفعل ذلك”.

لكنه قال إن استمرار مشاركة إيطاليا في المبادرة أصبح غير ممكن الآن، نظرا لتدهور العلاقات بين بكين من جهة وواشنطن والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، والجهود الغربية لتقليل الاعتماد على الصين، لا سيما في المجالات الاستراتيجية.

وقال: “هناك الآن سياسة رسمية لدى مجموعة الدول السبع تسمى إزالة المخاطر”. “وأوضحت الولايات المتحدة للحكومة الإيطالية الحالية أن المشاركة غير متوافقة مع موقف إيطاليا في مجموعة الدول السبع”.

وكانت الحكومة الإيطالية تتطلع إلى إيجاد طريقة للانسحاب بشكل كريم من المخطط دون أن تثير رد فعل قاسيا من بكين.

وسافر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلى بكين هذا العام لإجراء محادثات، في حين التقت ميلوني برئيس الوزراء الصيني على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر.

وفي مؤتمر صحفي بعد ذلك الاجتماع، أكدت ميلوني رغبة إيطاليا في الحفاظ على علاقات قوية مع الصين، حتى وهي تشير إلى إمكانية خروج إيطاليا من المبادرة. وقالت: “المسألة هي كيفية ضمان شراكة يمكن أن تكون متبادلة المنفعة بغض النظر عن الخيارات التي نتخذها بشأن المبادرة”.

ومع ذلك، كان ميشيل جيراتشي، الذي كان وكيلا في وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية في عام 2019 ودافع عن انضمام إيطاليا إلى المبادرة، منتقدا بشدة لانسحاب حكومة ميلوني.

وقال: “لا يوجد جانب إيجابي في الخروج. إنه قرار سيضر بالشركات الإيطالية التي تحتاج إلى حماية الحكومة للقيام بأعمال تجارية في جميع أنحاء العالم. أتوقع أن تتأثر صادراتنا كثيرا. ستكون ردة فعل المستهلكين الصينيين قاسية ضد المنتجات الفاخرة المصنوعة في إيطاليا”.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحزام والطريق الرئيس الصيني شي جين بينج المنتجات الفاخرة إيطاليا حركة الشعب جورجيا ميلوني مبادرة الحزام والطريق مجموعة الدول السبع الدول السبع

إقرأ أيضاً:

مؤسسة فاهم تدشن مبادرة حياة أطفالنا لتقديم الدعم النفسى لأطفال غزة

أعلنت السفيرة نبيلة مكرم رئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي اليوم الجمعة عن إطلاق برنامج رائد لدعم الأطفال نفسيًا باسم "حياة أطفالنا "، بحضور دكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة و بالشراكة مع شركة نستله لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبدعم من مؤسسة تروس مصر"، و"مستشفى المشفى"، و "مؤسسة ويل سبرنج"، ويعد البرنامج هو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط لدعم الأطفال الفلسطينيين المتضررين من الأزمات الإنسانية الكبرى .

و تهدف المبادرة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال برامج توعوية وورش تدريبية ودعم متخصص للأسر ، سعياً لخلق بيئة داعمة تساهم في بناء جيل متوازن نفسياً.

وقد أعربت السفيرة نبيلة مكرم رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، عن أهمية المبادرة في ظل التحديات النفسية المتزايدة التي تواجه الأطفال والشباب وجاء إطلاق المبادرة بحضور الأستاذ طارق كامل رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نستله مصر، والمهندس هاني محمود، وزير الاتصالات الأسبق و رئيس مجلس أمناء مؤسسة تروس مصر، والدكتور أحمد الصفتي، المدير الطبي لمستشفى المشفى، والأستاذ ماجد فوزي، رئيس مؤسسة ويل سبرنج.

وخلال كلمته أكد دكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة نشهد فيه إطلاق برنامج الدعم النفسي الخاص بمبادرة أطفالنا حياة"، وهو الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، ويهدف إلى تقديم الدعم النفسي لأطفال غزة الذين تأثروا بالحروب والمآسي الانسانية ويعالجون في مصر وأضاف إننا اليوم نقف أمام لحظة هامة تستهدف تعزيز الصحة النفسية لأطفالنا في غزة تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بتقديم كل الدعم لضيوف مصر ، ومساعدتهم على تجاوز ما مروا به من صعوبات، لتكون هذه المبادرة الرائدة بداية لمستقبل أكثر إشراقا لهم.

ورحب وزير الشباب والرياضة بمؤسسة فاهم وشركاء المبادرة في نادي النادي بشيراتون الذي يعد احد ثمار تطوير المنشآت الرياضية والذي يدعم الجهود التنموية والعمل الاهلي ، مشيرا الي ان تلك الجهود لم تكن لتتحقق لولا التعاون المثمر بين عدد من الجهات الرائدة التي تشترك جميعها في هدف واحد، وهو بناء الإنسان ودعمه على جميع المستويات.

وفي كلمتها أكدت السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، أن “هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها عالميًا لدعم أطفال غزة الذين يعالجون في مصر، وتهدف إلى تقديم الرعاية النفسية اللازمة لهم في ظل ما تعرضوا له من أزمات وصراعات مستمرة.

مضيفة، إننا نؤمن بأهمية تعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدني والحكومة، والقطاع الخاص لتحقيق هذا الهدف من خلال هذا التعاون، نعمل على تقديم أفكار ملهمة تسهم في بناء الإنسان وتعزيز مكانة مصر كداعم رئيسي للأشقاء في غزة".

وتابعت، إنه تم تصميم هذا البرنامج خصيصا لتلبية الاحتياجات النفسية للأطفال الفلسطينيين الذين تعرضوا لصدمات شديدة نتيجة النزاعات والحروب. ويتضمن مقاربة علمية ممنهجة تراعي التأثيرات النفسية والثقافية لهؤلاء الأطفال، ويهدف إلى تمكينهم من تجاوز الأزمات النفسية التي مروا بها .

وتعليقاً على هذه المبادرة قال طارق كامل رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة نستله مصر : " نعمل في نستله دائما كقوة للخير في توحيد الجهود للمساهمة في تنميه مجتمعاتنا، ونضع صحة الأطفال على رأس أولوياتنا. منذ بدء الأزمة في قطاع غزة، قمنا بإنشاء مبادرة "أطفالنا حياه" بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ومؤسسة تروس مصر والتي قمنا من خلالها في دعم وعلاج أكثر من 1000 طفل من الحالات الحرجة من مصابي أطفال غزة، وتوفير الرعاية الطبية الشاملة لهم".

وأضاف: "لإننا نؤمن بأن الصحة النفسية للأطفال لا تقل أهمية عن صحتهم الجسدية،فقد قمنا بإطلاق برنامج "الدعم النفسي" تحت مظلة مبادرة أطفالنا حياة"، بالشراكة مع مؤسسة فاهم للدعم النفسي وبالتعاون مع المؤسسات المشاركة، حيث نعمل لتقديم الرعاية النفسية للأطفال الفلسطينيين الذين يعالجون في مصر لمساعدتهم على تجاوز الأزمات التي مروا بها، ونأمل أن يسهم هذا في تخفيف معاناتهم وتحسين حياتهم وحياة "أسرهم".

ويتكون البرنامج من مرحلتين رئيسيتين المرحلة الأولى (2024) تشمل فحصاً شاملاً وتقييمًا دقيقًا لاحتياجات الأطفال النفسية من خلال جلسات فردية وجماعية، تهدف إلى تحديد التدخلات اللازمة بناءً على الحالة النفسية لكل طفل.

المرحلة الثانية (2025) تتضمن تنفيذ التدخلات العلاجية المتخصصة بناءً على تقييم المرحلة الأولى، من خلال أنشطة علاجية وترفيهية تهدف إلى تحسين الحالة النفسية للأطفال وتعزيز قدرتهم على التأقلم مع التحديات النفسية الناتجة عن الأزمات.

ويستضيف المعسكر الأول 80 طفلا و 30 أما ، حيث يعاني ثلث هؤلاء الأطفال من أمراض مزمنة وإصابات ناتجة عن الحرب، بجانب التأثيرات النفسية التي تتطلب رعاية خاصة. سيتم تنفيذ الأنشطة بإشراف فريق من الأخصائيين النفسيين المتخصصين.











مقالات مشابهة

  • مؤسسة فاهم تدشن مبادرة حياة أطفالنا لتقديم الدعم النفسى لأطفال غزة
  • إعلام عبري: إسرائيل تطالب الدول الغربية بفرض عقوبات على إيران
  • أنشطة خدمية للمبادرة الرئاسية "بداية" لمواطني الجيزة
  • منسق حياة كريمة: إقبال كثيف من المواطنين على المبادرة في الإسماعيلية
  • مبادرة وطنية لاستصلاح واستزراع الشعاب المرجانية في الشرقية
  • الخارجية الصينية: بكين وموسكو ستدعمان قضايا السيادة والأمن
  • إطلاق مبادرة يوم التوظيف المفتوح في جامعة طرابلس
  • عن كثب.. ما هي جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل؟
  • موجة إجلاء.. الدول الغربية تستعد لعمليات الإخلاء من لبنان
  • تضامن المنيا تواصل فعاليات مبادرة "كمل الزغروطة - خلي الفرحة تكمل"