حيروت – وكالات
حددت الولايات المتحدة الأمريكية موعدا لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بداية العام المقبل 2024 وفق تصريحات نقلها موقع “المونيتور” الأمريكي نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية.

وأضاف الموقع الأميركي، أن “إدارة بايدن حددت بداية عام 2024 موعدا مستهدفا لإنهاء الحملة العسكرية الإسرائيلية الضخمة في غزة”، وذلك رغم توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي لعملياته لتشمل جنوب القطاع المحاصر.

وشدد الموقع على أن الحديث ليس عن “موعد نهائي، وإنما عن هدف” ترجو واشنطن من “تل أبيب” تحقيقه، مشيرا إلى أن “المواعيد المستهدفة خلال الحرب قابلة للتغيير”.

وأضاف: “من الواضح أن المسؤولين في واشنطن يعتقدون أن إسرائيل تقترب من استنفاد جدوى التوغل البري واسع النطاق الذي بدأ في 27 تشرين الأول/ أكتوبر، وينبغي لها أن تتحول إلى جهود محددة أكثر تستهدف إسقاط حركة حماس”.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لموقع “المونيتور”، إن “الفجوة بين “تل أبيب” وبين الأمريكيين تتراوح ما بين ثلاثة أسابيع إلى شهر”، واستدرك قائلا: “لكن لا شيء لا يمكن حله”.

العدوان على غزة والانتخابات الأمريكية

من جانبها ناقشت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11″، في نشرتها المسائية، مدى ارتباط هذا التاريخ مع بدء الانتخابات الداخلية في الحزب الديمقراطي لاختيار مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ووصفت “كان 11” التوجيه الأمريكي إلى “تل أبيب” بأنه “رسالة واضحة ولا لبس فيها” بضرورة إنهاء العمليات العسكرية بكثافتها وقوتها الحالية “في غضون أسابيع وليس خلال أشهر”.

وأضافت أن ذلك يأتي في ظل المشاهد التي تنقل صورة الوضع في جنوب قطاع غزة وفي منطقة خانيونس على وجه التحديد، واعتبرت أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تجنب الإضرار ببايدن في حملته الانتخابية جراء دعمه المطلق لـ”إسرائيل”.

تغيير في استراتيجية العدوان

من جانبها نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤولين في إدارة بايدن، أنهم يتوقعون أن تستمر المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي لغزة الذي يستهدف الطرف الجنوبي من القطاع عدة أسابيع قبل أن تنتقل “إسرائيل”، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية أقل شراسة تستهدف بشكل مباشر مقاتلين وقادة محددين من حركة حماس.

وأوضحت، الشبكة أنه مع دخول الحرب هذه المرحلة البرية الجديدة في الجنوب، فإن البيت الأبيض يشعر بقلق عميق بشأن كيفية تطور العمليات الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بحسب مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.

وقال المسؤول للشبكة إن الولايات المتحدة حذرت “إسرائيل” بشدة في محادثات “جادة” و”مباشرة” من أن القوات الإسرائيلية لا يمكنها تكرار هذا النوع من التكتيكات المدمرة التي استخدمتها في الشمال، ويجب عليها بذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.

ورغم أن كبار المسؤولين في إدارة بايدن، دعوا “إسرائيل” علنا إلى بذل المزيد من الجهد لتقليل عدد الوفيات بين المدنيين، إلا أنهم حرصوا على تجنب انتقاد أي من تكتيكات “إسرائيل” بشكل مباشر، معتقدين بأنه من الأكثر فعالية تقديم المشورة لـ”إسرائيل” بهدوء خلف الكواليس بدلا من التحدث بصوت عال.

ووفقا لـ”سي أن أن”، فقد أبلغت الولايات المتحدة “إسرائيل” بأنه مع تحول الرأي العام العالمي بشكل متزايد ضد حملتها البرية، التي أودت بحياة آلاف المدنيين، فإن مقدار الوقت المتاح لـ”إسرائيل” لمواصلة العملية بشكلها الحالي والاحتفاظ بدعم دولي حقيقي يتضاءل بسرعة.

وأكد مسؤولون “إسرائيليون” لشبكة “سي إن إن” أن هدفهم النهائي يتلخص في إضعاف “حماس” إلى الحد الذي يجعلها غير قادرة على تكرار الهجوم الذي شنته على “إسرائيل” في السابع من أكتوبر.

وهذا الهدف، من غير المرجح أن يتم تحقيقه بحلول نهاية العام الجاري، ومن المتوقع أن تستمر “إسرائيل” في السعي لتحقيق هذا الهدف في المرحلة التالية من الصراع الذي يعتبره المسؤولون الأمريكيون “حملة طويلة الأمد”.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر، قال في مؤتمر صحافي: “لم يبذل ما يكفي من جهد في الوقت الحالي وإن مستوى المساعدات التي يجري إدخالها ليس كافيا ويجب أن يرتفع وقد أوضحنا ذلك لحكومة ’إسرائيل’ “.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استئناف العمليات القتالية ضد حركة حماس في قطاع غزة وحمّلت “حماس” المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، المسؤولية عن استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وانتهت الهدنة المعلنة بين “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية، والتي استمرت لسبعة أيام، صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر الجاري، تخللها إطلاق سراح المئات من المحتجزين والأسرى بين الطرفين.

 

 

المصدر: موقع حيروت الإخباري

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الدخول البري في لبنان.. أميركا ستضحي بالعالم كله من أجل إسرائيل

مع دخول القوات الإسرائيلية برّياً إلى جنوب لبنان اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، نعود إلى فصل جديد من التصعيد المستمر في المنطقة، حيث لا تزال آلة الحرب تدور دون أن تبدو هناك نهاية في الأفق. الاجتياح البرّي ليس مجرد خطوة تكتيكية في سياق صراع مسلح متكرر، بل هو جزء من مخطط أوسع يعيد تذكيرنا بحقيقة أن السلام في هذه البقعة الملتهبة من الشرق الأوسط لا يزال بعيد المنال.

المعضلة الكبرى تكمن في أن هذه التحركات العسكرية لا تجلب سوى مزيد من العنف والكراهية، وتعيد إنتاج نفس السيناريوهات القديمة التي أثبتت فشلها في تحقيق أي تقدم نحو السلام. ومع استمرار الأطراف في اعتماد الحلول العسكرية، يصبح التساؤل ملحّاً: إلى متى سيظل لبنان ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وضحية لمخططات الهيمنة والقوة؟

يتساءل الجميع الآن: إلى أين ستصل عدوانية إسرائيل؟ ومن الذي سيضع حدًا لها؟ إلى أين يمكن أن تصل عدوانيتها التي تتوسع بوتيرة متسارعة تحت ذرائع متعددة، كان آخرها اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله؟

وصف زميلنا محمد شكر إسرائيل بأنها أشبه بكلب بيتبول جامح بلا طوق. لكن الواقع يشير إلى ما هو أعمق؛ فإسرائيل ليست بلا طوق، بل هي مكبلة بأيدي الولايات المتحدة التي تخفف قبضتها عنها بما يتوافق مع مصالحها. إذًا، المشكلة ليست في انفلات إسرائيل، بل في الأيدي التي تتحكم بها. والآن، وبذريعة حزب الله، يُدرج لبنان ضمن مخطط الإبادة. ومع ذلك، قبل التسرع في التحليل، ينبغي علينا التوقف قليلًا والتأمل في أبعاد هذا المشهد المتفاقم.

السبب الرئيس وراء عدم رد حزب الله وإيران حتى الآن بالقوة المتوقعة هو عجز حزب الله عن تحمل المزيد من الخسائر. فعلى الرغم من العداء العلني والشديد تجاه إسرائيل، ظل حزب الله يتجنب الانجرار إلى صراع عسكري مباشر. فالحزب لا يمثل لبنان بأسره، وأي حرب يدخلها منفردًا ستفرض كلفتها على كامل البلاد.

هذا التردد، الذي قد يُنظر إليه في البداية كمسؤولية وطنية للحفاظ على استقرار لبنان، تطور مع مرور الوقت إلى خمول يثير التساؤلات. في حين تستمر إسرائيل في الهجوم والقتل، وتستهدف قيادات الحزب العليا وصولًا إلى اغتيال حسن نصر الله نفسه، يبدو حزب الله وإيران وكأنهما لا يزالا يخشيان الخسائر، مترددين في الرد بالمثل. يتصرفان وكأنهما يلتزمان بصبر غير معتاد، مما يثير التساؤل: ماذا تبقى لحزب الله ليخسره بعد كل هذه الخسائر؟

في حين يترقب الجميع رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة، يواصل الاحتلال تحركه الإبادي نحو لبنان، وتتصاعد التكهنات بشأن احتمال توسيع هذه العمليات لتشمل سوريا. ومع اقتراب الصراع من الأراضي السورية، يطرح تساؤلٌ حيوي حول موقف إيران وروسيا، اللتين ترتبطان باتفاقيات دفاع مع النظام السوري. في الواقع، قد تكون جبهتا لبنان وسوريا فرصة جديدة للغرب، ولا سيما أوروبا وأميركا، للخروج من مأزق الجمود في أوكرانيا. التطورات الحالية توحي بأن هذا السيناريو قد لا يكون بعيد المنال.

الأمر الواضح للجميع أن ما يدفع إسرائيل لهذا العدوان ليس مجرد البحث عن الأمن، بل تحركها أصبح بعيدًا عن أي تفسير منطقي ضمن قواعد العلاقات الدولية المتعارف عليها. فإسرائيل تجاوزت سلوكيات الدول التقليدية لتصبح جهازًا للإرهاب والتهديد. ما تفعله ليس من أفعال الدول بل هو إرهاب ممنهج، يدفع اليهود الذين جمعتهم من كل أصقاع العالم نحو مغامرة غير أخلاقية وغير عقلانية، ستجعلهم في نهاية المطاف ضحاياها. إنها مشروع يضر بالآخرين كما يضر بنفسها وباليهود أنفسهم، وكأنها تكتب أسوأ فصول تاريخهم.

إسرائيل اليوم تمثل استثناءً خطيرًا في مفاهيم العلاقات الدولية والقانون والنظام. هذا الاستثناء نابع من تمردها على كل القواعد، وهو تمرد تدعمه قوى عالمية تستخدمه بشكل استبدادي ومتعجرف، دون أي رادع حقيقي.

القدرة على التصرف كاستثناء تعكس في جوهرها مظهرًا من مظاهر الهيمنة وفق منطق القوة، حيث تتجلى الهيمنة في القدرة على التحرك خارج حدود القواعد المتعارف عليها. ومع ذلك، لا يمكن لأي هيمنة أن تستمر طويلًا إذا اعتمدت باستمرار على الاستثناءات. الولايات المتحدة والنظام العالمي الحالي، اللذان وفّرا لإسرائيل هذا المجال الاستثنائي دون قيود، يقتربان الآن من مواجهة حدودهما وربما نهايتهما.

العدوانية المتزايدة التي توجهها إسرائيل نحو لبنان لن تتوقف عند هذا الحد، بل يبدو جليًا أن هذا الاستثناء الذي تمارسه سيصبح تهديدًا للبشرية جمعاء. إسرائيل اليوم تمثل تهديدًا شاملًا للإنسانية، ففي عالم يمنح هذه المساحة الواسعة لتفسير ديني صهيوني متشدد، لن يكون أحد بمأمن من هذا التعصب المتنامي.

النظام العالمي الذي بُني لرعاية هذا التعصب، فقد كل ادعاءاته السابقة بالنورانية والديمقراطية، والعلمانية وحقوق الإنسان والعقلانية. فقد تم التضحية بجميع هذه القيم، التي استغرقت البشرية قرونًا لتطويرها، على مذبح استثنائية إسرائيل.

في هذا السياق، لم يعد العالم قادرًا على الادعاء بأنه يحمل شعلة الديمقراطية أو حقوق الإنسان، فقد تم التضحية بهذه القيم لصالح استثناءات مدعومة من قوى دولية نافذة. كيف يمكننا التحدث عن الديمقراطية بينما يتم تجاهل حقوق الفلسطينيين وحقهم في تقرير المصير؟ كيف يمكن أن ندعي حماية حقوق الإنسان بينما تتواصل انتهاكات إسرائيل بحق المدنيين بلا مساءلة أو عقاب؟ إن هذا التناقض الصارخ بين القيم المعلنة والواقع الفعلي يكشف زيف الادعاءات الغربية بالدفاع عن حقوق الإنسان.

إن هذا الوضع المختل يتطلب إعادة التفكير في النظام العالمي برمته. إذا كانت القوى الكبرى ترغب حقًا في الحفاظ على استقرار العالم وتعزيز قيم الإنسانية، فيجب أن تعيد النظر في دعمها للاستثناءات التي تهدد الأسس التي قام عليها النظام الدولي. يجب أن يكون هناك عودة إلى القيم التي تمَّ تطويرها بعد قرون من الحروب والصراعات؛ قيم العدالة والحقوق المتساوية لجميع الشعوب.

ختامًا، لا يمكن للعالم أن يستمرّ في هذا المسار الذي يدعم الاستثناءات على حساب القيم العالمية. لقد أصبح واضحًا أن استمرار دعم النظام العالمي لاستثنائية إسرائيل يقوض كل ما حققته البشرية من تقدم حضاري وقانوني.

إن استعادة القيم الحقيقية التي تمثل الأساس لعالم أكثر عدلًا واستقرارًا تتطلب موقفًا حازمًا في مواجهة هذه السياسات الاستثنائية التي تهدد سلامة الإنسانية برمتها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أميركا تدعم العملية البرية الإسرائيلية في لبنان.. هذا ما قالته!
  • بالفيديو.. الـفيفا يحسم في الجدل الذي رافق تنظيم مونديال الأندية بالولايات المتحدة الأمريكية
  • الدخول البري في لبنان.. أميركا ستضحي بالعالم كله من أجل إسرائيل
  • تركيا: على إسرائيل إنهاء هجومها في لبنان على الفور والانسحاب من أراضيه
  • الأونروا تصف العدوان على غزة “بالكابوس الذي لا ينتهي
  • الشراكة الأمريكية الإسرائيلية
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية في تمنين بالبقاع
  • حماس: العدوان الإسرائيلي على اليمن وسوريا تصعيد خطير
  • عبدالسلام:ارادة الشعب اليمني أقوى من الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية