شاهد المقال التالي من صحافة عُمان عن من الإعجاز فـي تيسير الحج 3، أخي القاري الكريم لقد أشرنا في الحلقتين السابقتين إلى ما أعجز الله تعالى به عقول خلقه دائمًا أبدًا في تيسير فريضة الحج، فهو فرض من فرائض .،بحسب ما نشر جريدة الوطن، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات من الإعجاز فـي تيسير الحج «3»، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
أخي القاري الكريم.. لقد أشرنا في الحلقتين السابقتين إلى ما أعجز الله تعالى به عقول خلقه دائمًا أبدًا في تيسير فريضة الحج، فهو فرض من فرائض الإسلام الحنيف والذي هو حد ذاته إعجاز يدل بلا جدال على صدق هذا الدين الخالد، وقد تجلي هذا الإعجاز التيسيري لنا في العصر الحديث على من أنه كان معجز أيضًا في العصور السابقة، وقد تكلمنا عن هذا فيما سبق، بل قد أبهر هذا التيسير الإعجازي في هذه الشعيرة المقدسة حديثا، وكيف كان هذا التيسير معجز في هذا الزمان ـ وهو ما سنتناوله في هذه الكلمات ـ. ولكن قبل أعجيب عن هذا السؤال أودُّ أن ألفت انتباهك ـ أخي القارئ العزيز ـ إلى أن هذا الدين الحنيف من دعائمه الثابتة أنه صالح لكل زمان ومكان مهما تقدم العلم وازداد التطور، ألا فليصل العلم إلى أبعد تصور، ولتأتي التكنولوجيا بأبهى حللها، فالإسلام لا يساير هذا الخضم من التطور وحسب بلهو المتقدم وليس المتسابق بل هو السابق والمعجز والآتي بما يجعله دليلًا على وجود الخالق العظيم لهذا الكون الفسيح، ألا فليتقدم البشر وليأتوا بكل التطوير الذي يتخيلوه أو لا يتخيلوه، فديننا الحنيف هو الذي كلما تطوروا وجدوا منه في طريق تطورهم أثرًا قويًّا يدل على سبقه وإحكام قبضته العلمية، مما يخرس أفواه أعدائه، بل يطأطئوا الرؤوس له عن يقين إلا من اتبع هواه وأضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه وجل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله، وعلى الخصوص فشروط أداء فريضة الحج في العصر الحديث معجز في تيسير أيّما إعجاز. وإليك ـ أخي العزيزـ بعضًا من تلك الدلائل: أولا: يظهر التيسير المعجز في الاستطاعة فلو نظرنا إلى عدد المسلمين اليوم في ربوع الأرض لوجدناه عدد مهول، فكيف لو استطاع الجميع أن يؤدوا الحج في وقت واحد؟ ماذا سيكون الحال؟ وهنا تتجلى حكمة الله تعالى من الاستطاعة لأنه تعالى أعلمبأن خلقه من المسلمين يشق عليهم أن يحضروا جميعًا في آنٍ واحدٍ، فجعل رخصة الاستطاعة ليس فقط لمن لم يستطع فعلًا، بل لكي لا يكون على المستطيع حرج إن لم يجد فرصة في الذهاب وليكن ذهابه على التراخي، الأمر الذي يجعل هناك فسحه لإخوانه من الحجاج، حتى يكون الزحام في حدود المطلوب رحمة بالجميع،ففي هذه الرخصة لمن لم يستطع الذهاب لعدم القدرة،وفي الرخصة أيضًا لمن استطاع ولم يتمكن من الذهاب، (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج ـ 78)، يقول الطبري:(يقول ابن الزبير وعطاء: إنّ ذلك على قدر الطاقة. لأن “السبيل” في كلام العرب: الطريقُ، فمن كان واجدًا طريقًا إلى الحج لا مانعَ له منه من زَمانة، أو عَجز، أو عدوّ، أو قلة ماء في طريقه، أو زاد، أو ضعف عن المشي، فعليه فرضُ الحج، لا يجزيه إلا أداؤه. فإن لم يكن واجدًا سبيلًا أعني بذلك: فإن لم يكن مطيقًا الحجَّ، بتعذُّر بعض هذه المعاني التي وصفناها عليه فهو ممن لا يجدُ إليه طريقًا ولا يستطيعه، لأن الاستطاعة إلى ذلك، هو القدرة عليه. ومن كان عاجزًا عنه ببعض الأسباب التي ذكرنا أو بغير ذلك، فهو غير مطيق ولا مستطيع إليه السبيلَ)(جامع البيان، ت: شاكر 6/ 45). ولو تدبرنا هذه الحكمة لوجدناها رحمة لمن كتب له الحج حتى يتمكن من أدائه في تيسير بلا ازدحام قاتل، ولا اختناق من شدة الزحام، وهو في نفس الوقت رحمة لمن لم يستطع فلا ذنب عليه، ولا على من استطاع ولم يتمكن فلا حرج عليه.
محمود عدلي الشريف [email protected]
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
الإيمان والإستقامة
…
يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ). في الحديث الشريف: جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه – فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قفَالَ صلى (قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ)، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَتَّقِي، فَأَوْمَأَ إِلَى لِسَانِهِ. فالإيمان وحده غير كاف، بل نحتاج لعمل صالح واستقامة في السلوك.
المسلم مطالب بالاستقامة، لذا يسألها ربه في كل ركعة من صلاته (أهدنا الصراط المستقيم) ولا يتحقق الدعاء مالم يسير بطرق الاستقامة، ولأهميتها طلبها سبحانه من الانبياء عليهم السلام، قال تعالى مخاطبا نبيه (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)، وفي حق موسى وأخيه عليهما السلام (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما).
الاستقامة تدل على الاعتدال وعدم الاعوجاج. تدخل الاستقامة في مجالات كثيرة، ولو طبقت الاستقامة تطبيقاً صحيحاً لحلت كثيرا من المشاكل، فلو أن الأب استقام على شرع الله عز وجل، فربى أولاده تربية صحيحة، و التاجر في تجارته، والمدرس في تدريسه، و العامل في عمله، والمواطن في سلوكه في الشارع وقيادته للمركبة والتعامل مع الآخرين وهكذا كل أصناف الناس والأحوال .
فكيف سيكون الحال لو أنهم استقاموا على شرع الله؟الجواب جاء في قوله تعالى ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ﴾ و غدق المطر : كثر قطره، وهو كناية عن غدق العيش : أي اتسع ورغد. عاقبة عدم الاستقامة فهي كبيرة، مثالها في الحديث (.. قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ). لذلك جاء في حديث حال الصائم (… وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).
والاستقامة مطلوبة بحقيقتها إن بانت، واتجاهها إن اختلطت، قال صلى الله عليه وسلم:( سددوا وقاربوا)، فالسداد هو الوصول إلى حقيقة الاستقامة، والمقاربة الاجتهاد في الوصول إلى القرب منها.
هذه الايام: نعيش حالات اعوجاج وابتعاد عن طريق الاستقامة، والنتيجة واضحة لا تحتاج لبيان. وطريق الاستقامة واضح، قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصآكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، والبداية هي (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وأهم ما يحقق الاستقامة هي مراقبة الله عز وجل.
وتقبل الله صيامكم وطاعتكم وهدانا للصراط المستقيم.