سجلت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة دعما غربيا غير مسبوق، ترافق مع إنكار للجرائم التي توثقها الكاميرات وتبثها وسائل الإعلام يوميا.

وقد حظيت هذه الحرب بدعم شامل قدمته الولايات المتحدة وأوروبا على الأصعدة المختلفة، العسكرية والسياسية والإعلامية والاستخبارية. ورغم اسثنائية الغطاء الغربي عموما للحرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يبقى الموقف الألماني استثنائيا في تعاطيه مع إسرائيل.

فقد أصدرت وزيرة داخلية مقاطعة ساكسونيا-أنهالت الواقعة شرق ألمانيا قرارا بوجوب أن يتضمن طلب التقدم للجنسية الألمانية تعهدا خطيا من قبل مقدم الطلب بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وأشارت الوزيرة تمارا زيشانغ إلى أنه من الآن فصاعدا سيتطلب الحصول على الجنسية الألمانية التزاما بحق إسرائيل في الوجود.


وأشار القرار إلى أن حق الدولة الإسرائيلية في الوجود هو "مصلحة عليا" لألمانيا. وعادة ما يتم استخدام هذا المصطلح لتبرير القرارات غير الدستورية أو غير الأخلاقية. فوفقا لمعجم أكسفورد، فإن التعبير المستخدم (Reason of State) هو مصطلح تستخدمه الحكومات عندما يتضمن القرار ابتعادا عن مبادئ مثل الانفتاح أو العدالة أو المصداقية.

وقد تكرر هذا المصطلح في الآونة الأخيرة في خطاب السياسيين الألمان لتبرير انحيازهم العميق لصالح إسرائيل، بالرغم من جرائم الحرب المحتملة التي ترتكبها في غزة. فمنذ بداية الحرب الحالية التي راح ضحيتها حتى اللحظة أكثر من 16 ألف مدني فلسطيني جلّهم من الأطفال والنساء، كرر المستشار الألماني أولاف شولتز هذا المصطلح عدة مرات. وكانت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل قد أشارت لهذا المصطلح خلال خطابها الموجه للكنيست الإسرائيلي خلال زيارتها إسرائيل في عام 2008.

وبموجب القرار الجديد، فإن المتقدمين لطلب الجنسية الألمانية عليهم الإقرار بشكل مكتوب قبيل الحصول على الجنسية "أنهم يعترفون بحق إسرائيل في الوجود، ويدينون أي جهود موجّهة ضد وجود دولة إسرائيل". وربطت رسالة وزيرة الداخلية الموجهة إلى السلطات المحلية في الولاية ضرورة الانتباه لما إذا كانت هناك مؤشرات لمواقف معادية للسامية في حالات الحصول على الجنسية الألمانية، وهذا يتضمن إنكار حق إسرائيل في الوجود.


وقدم المرسوم توصيات للسلطات المحلية من أجل تحديد التعبيرات التي تُستخدم في إعلان الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وأضاف المرسوم الحكومي أن شهادة الجنسية يجب أن لا تصدر للمتقدمين الذين يرفضون مثل هذا التصريح.

وكانت خدمة البث الألمانية "دوتشيه فيله" قد قالت إن السياسيين الألمان يعتبرون أمن إسرائيل "مصلحة دولة عليا" لألمانيا، وهذا "يعني أن ألمانيا لديها مسؤولية تاريخية خاصة لحماية الشعب اليهودي ودعم دولة إسرائيل بعد ارتكابها للهولوكوست"، على حد وصفها.

ويذكر أن الشرطة الألمانية منعت رفع العلم الفلسطيني وارتداء الكوفية في وقت سابق في مناطق مختلفة.

وتشهد ألمانيا منذ بداية الحرب مظاهرات في جميع البلاد للمطالبة بوقف إطلاق النار، خرج بعضها بدون تصريحات بعد أن منعت الحكومة المظاهرات مع بداية الحرب. وتزامنا مع الحراك التضامني الشعبي، كثفت السلطات الألمانية حملتها بحق المتضامنين، حيث داهمت قوات الأمن عشرات المواقع والبيوت السكنية في مختلف أنحاء البلاد، واعتقلت العشرات بحجة الانتماء أو تأييد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذا المصطلح

إقرأ أيضاً:

رجل إسرائيل القوي.. إيال زمير رئيسًا جديدًا لأركان جيش الاحتلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مراسم تنصيب رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، أن إسرائيل «مصممة على تحقيق النصر»، بعد حرب مدمرة خاضتها الدولة العبرية اندلعت مع هجوم «حماس» غير المسبوق، في السابع من أكتوبر 2023، وتوسعت على عدة جبهات.
وتوجَّه نتنياهو إلى زامير قائلاً إن «مسؤولية كبيرة جداً تقع على عاتقكم»، مضيفاً أن «نتائج الحرب سيكون لها تأثير على مدى أجيال، ونحن مصممون على تحقيق النصر».
وذكر إيال زامير أن مهمة إسرائيل ضد حركة «حماس» لم تنته بعدُ، وقال إن «(حماس) تكبدت بالفعل ضربة شديدة، لكنها لم تُهزَم. المهمة لم تنته بعدُ».

وتولى إيال زمير رسميًا رئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، خلفًا لهرتسي هاليفي، الذي استقال بعد تحميله مسؤولية الفشل في منع هجمات 7 أكتوبر 2023. ويأتي تعيين زمير وسط تصعيد عسكري مستمر، مما يجعله أمام تحديات أمنية واستراتيجية كبرى.
الانتقال القيادي وأبعاد التعيين
في مراسم أقيمت في تل أبيب، تمت ترقية زمير (59 عامًا) إلى رتبة فريق قبل تسلمه المنصب، ليصبح الرئيس الـ24 لهيئة الأركان. أشاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بـ"نهجه الهجومي"، معتبرين أنه الرجل المناسب لقيادة الجيش في ظل التحديات الراهنة، بينما أكد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أن خبرته ستعزز أمن البلاد.
وفي أول تصريحاته بعد الترقية، وصف زمير الوضع الحالي بـ"حرب وجودية ستتواصل حتى تحقيق النصر وإعادة المختطفين"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيتصدى بقوة لكل من يحاول تهديد أمن إسرائيل.
2025.. عام الحرب وإعادة بناء الجيش
خلال مؤتمر لوزارة الدفاع، صرح زمير بأن عام 2025 سيظل عامًا للحرب، مشددًا على ضرورة تعزيز قدرات الجيش وإعادة تأهيله. كما أشار إلى أن الحرب الأخيرة أثبتت ضرورة تقليل الاعتماد على الاستيراد العسكري، ما دفع القيادة الإسرائيلية لتوسيع الإنتاج المحلي للأسلحة.
استقالة هرتسي هاليفي.. اعتراف بالفشل أم ضغوط سياسية؟
أعلن هرتسي هاليفي استقالته في يناير 2025، على أن تدخل حيز التنفيذ في السادس من مارس، متحملًا المسؤولية عن الإخفاقات التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر. وفي خطاب استقالته، أقر بمسؤوليته عن الثغرات الأمنية التي استغلتها الفصائل الفلسطينية في ذلك الهجوم، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي حقق "إنجازات ملموسة" خلال الحرب الأخيرة، لكنه فضّل التنحي لإفساح المجال لقيادة جديدة.
من هو إيال زمير؟
ولد زمير في مدينة إيلات، وهو من أصول يمنية وسورية. بدأ خدمته العسكرية عام 1984 في سلاح المدرعات، وشغل مناصب عدة، من قيادة كتائب وألوية إلى العمل كضابط عمليات، وصولًا إلى قيادة المنطقة الجنوبية.
خلال مسيرته، شارك في عدة عمليات عسكرية، أبرزها "السور الواقي"، وركز في قيادته للمنطقة الجنوبية (2015-2018) على التصدي للأنفاق الهجومية من غزة. كما لعب دورًا رئيسيًا في تطوير أنظمة القيادة والسيطرة داخل الجيش الإسرائيلي.
رهانات زمير العسكرية.. هل ينجح في تحقيق "النصر المطلق"؟
يواجه زمير عدة تحديات، أبرزها استمرار الحرب في غزة، والتوترات مع لبنان، والتهديدات الإقليمية المتزايدة. ومع تركيزه على تعزيز الإنتاج العسكري المحلي ورفع جاهزية الجيش، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن من تحقيق "النصر الحاسم" الذي وعد به، أم أن الصراعات المستمرة ستُبقي الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف؟

 

 

مقالات مشابهة

  • الحب والتأمل في الوجود
  • عودة إلى المربع الأول.. إسرائيل تحاصر غزة.. وتنتظر استسلامها
  • اليونيسيف: منع إسرائيل للمساعدات له عواقب "مدمرة" على أطفال غزة
  • قلق الوجود الروسي في ليبيا
  • رجل إسرائيل القوي.. إيال زمير رئيسًا جديدًا لأركان جيش الاحتلال
  • قمة الدفاع عن الوجود
  • الحسيني يكشف عن الدولة التي اغتالت حسن نصر الله| ويؤكد: ليست إسرائيل
  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • الدمار في غزة.. ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد البيئة
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟