فايننشال تايمز: حملة إسرائيل الجوية على غزة هي الأعنف في التاريخ
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان صريحا في التعبير عما تحتاجه إسرائيل لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عندما قال لمجموعة من المسؤولين الحكوميين "نحتاج إلى 3 أشياء من الولايات المتحدة هي الذخائر ثم الذخائر ثم الذخائر".
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لجون بول راثبون من لندن- أن نتنياهو الذي كان قلقا من أن تقف الضغوط السياسية في الخارج أمام شحنات الأسلحة الأميركية، قال "هناك مظاهرات ضخمة في العواصم الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل استهلكت كميات هائلة من الذخيرة في حربها على حماس في غزة، واستخدمت الأسلحة الغربية الحديثة، من القنابل الموجهة عبر الأقمار الاصطناعية إلى الصواريخ الدقيقة الموجهة بالليزر، وبذلك اقترب الضرر الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي -كما يقول المحللون العسكريون- والدمار الذي لحق بشمال غزة في أقل من 7 أسابيع، من الأضرار التي سببها القصف الشامل الذي دام سنوات على المدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
أعنف حملات القصفيقول المؤرخ العسكري الأميركي روبرت بيب إن دريسدن وهامبورغ وكولونيا مدن تذكر أسماؤها بأعنف حملات القصف في القرن العشرين، و"سيتم إدراج اسم غزة أيضا كمكان تمت فيه أعنف حملات القصف التقليدية في التاريخ"، حيث سويت أحياء بأكملها بالأرض.
وبحلول الرابع من ديسمبر/كانون الأول الحالي، كان حوالي 60% من المباني في شمال غزة قد تضرر بشدة، حسب تحليل بيانات الأقمار الاصطناعية، مما يعني تدمير ما بين 82 ألفا و105 آلاف مبنى، رغم أن قصف الحلفاء لـ 61 مدينة ألمانية كبرى على مدار عامين، أدى إلى تدمير ما يقدر بنحو 50% من مناطقها الحضرية فقط.
وردت الصحيفة بعض أسباب حجم الدمار إلى الذخائر التي تستخدمها إسرائيل، والتي من بينها قنابل ذات قطر صغير موجهة بدقة 250 رطل، وصواريخ "هيلفاير" الموجهة بالليزر وصواريخ سبايك، إلا أن من بينها أيضا "قنابل غبية" غير موجهة من طراز "إم 117″، وقنابل تزن 2000 رطل.
وقال مارك غارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة باكس الهولندية والموظف السابق في البنتاغون، إن حجم القنابل الذكية أو ما يسمى بذخائر الهجوم المباشر المشترك هائل للغاية لدرجة أن الناجين من الانفجار قالوا إنهم يشعرون أنهم "ينزلقون على الأرض السائلة"، وأوضح أن "المباني تتفكك وتنهار ويتشظى الإسمنت والمعادن والهواتف المحمولة، وكل شيء آخر يتطاير من الانفجار بسرعات تفوق سرعة الصوت".
وأضاف غارلاسكو "السبب الوحيد الذي يجعلني أفكر في سبب استخدامها هو أن الجيش الإسرائيلي يحاول تدمير شبكة أنفاق حماس، ولكن استخدامها على نطاق واسع أمر لافت للنظر"، وقد دعت منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع إلى إجراء تحقيق في جرائم الحرب بشأن استخدام إسرائيل لمثل هذه الذخائر الثقيلة.
حملة عقاب مدنيةأما السبب الثاني لارتفاع مستوى الدمار فهو سرعة وشدة القصف الإسرائيلي، وقال محللون عسكريون إن الحملة العسكرية، قامت على قواعد الاستهداف المخففة التي سمحت بوقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين المتوقعين، لأن المسؤولين الإسرائيليين قالوا من اللحظة الأولى إن ردهم سيكون بحجم مختلف تماما عن العمليات السابقة.
وفي الأسبوعين الأولين من حملتها، استخدمت إسرائيل ما لا يقل عن ألف ذخيرة "جو أرض" يوميا، في حين لم تستخدم الولايات المتحدة وقوات التحالف خلال الفترات الأكثر كثافة للحملة الجوية التي شنتها في الموصل بالعراق، أكثر من 600 ذخيرة أسبوعيا، كما أن وتيرة القصف سريعة جدا، بحيث يكون بين تحديد الهدف وضربه بغارة جوية أقل من 10 دقائق.
وختمت الصحيفة بأن أكثر من 15 ألفا من سكان غزة استشهدوا قبل أن تبدأ إسرائيل هجومها الجنوبي الأسبوع الماضي، تدعي إسرائيل أن من بينهم 5 آلاف من مقاتلي حماس، وقال المؤرخ العسكري بيب إن "غزة بكل المقاييس حملة عقاب مدنية شديدة، سوف يُسجلها التاريخ كأعنف واحدة من العمليات التي تمت باستخدام الأسلحة التقليدية على الإطلاق".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
يهود دمشق: إسرائيل لا تُمثلنا ونحن سوريون نرفض الاحتلال الإسرائيلي لأي أراض في وطننا
سرايا - يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام البعث، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكّدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم لأي احتلال إسرائيلي لأراض من بلدهم.
وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود. إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.
قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.
وبعد سقوط نظام البعث في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريون لزيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 فبراير/ شباط الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.
* “جزء من الشعب السوري”
فريق الأناضول التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، حيث أكدوا على أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.
وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة و "إسرائيل" عام 1992، ومنذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.
وأضاف: “هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والحمد لله الجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر”.
* التحرر من ضغوط البعث
وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: “في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة ’موسوي’ بحروف حمراء كبيرة”.
وفق شمطوب، “خلال الثمانينيات، “مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج”.
واستطرد: “كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل”.
شمطوب أوضح أنه “بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء”.
وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم البعث، قال: “في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين”.
وأضاف: “قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبّاننا البلاد”.
وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام البعث غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: “لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا”.
* حنين إلى الماضي
شمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.
واستدرك: “لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء أو كهرباء”.
وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.
وتابع: “في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة”.
* "إسرائيل" لا تمثلنا
وعن احتلال "إسرائيل" لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام البعث، قال شمطوب: “(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم”.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر "إسرائيل" جهةً ممثلة له، أجاب: “لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون”.
* توقعات بزيارة عائلات يهودية
من جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.
وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: “بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض”.
وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: “قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام”.
وأردف: “بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات”.
– “أفتقد مجتمعي”
التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: “لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي”.
وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: “الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة”.
وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا: “في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب”.
كما أعرب دبدوب عن أمله في مستقبل مزدهر للتجارة، وقال: “هذا المتجر (متجر التحف) مملوك لعائلتي منذ عام 1980، وبعد هجرتهم أصبحت أنا من يديره”.
وفيما يتعلق باليهود الدمشقيين الذين غادروا البلاد، ختم حديثه بالقول: “هم الآن سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة. كان مجتمعنا يقدّر الحياة الأسرية كثيرًا، وكنا نذهب إلى أماكن العبادة يوميًا”.
ومنذ 1967، تحتل "إسرائيل" معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.
وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على دمشق، في 8 ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
رأي اليوم
وسوم: #رمضان#المنطقة#الوضع#دينية#سوريا#اليوم#الله#العمل#الاحتلال#باب#الشعب#الثاني#الجميع#رئيس#الرئيس
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-03-2025 12:20 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية