العدو يواصل المجزرة وصمت عربي مخز
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يواصل العدوُّ الصهيوني هجمته البربريَّة الوحشيَّة الفاشيَّة الإرهابيَّة المجرِمة على قِطاع غزَّة لِيكملَ المأساة في قِطاع غزَّة، ويواصل حصاره الجائر بقطع كُلِّ سُبل الحياة، وتنفيذ إبادة جماعيَّة لمليونَيْ مواطن في القِطاع، في مشاهد يندَى لها جبينُ الإنسانيَّة بعد هدنة استمرَّت ستَّة أيَّام تمَّ خلالها تبادل بعض الأسرى من النِّساء والأطفال، وكان العدوُّ الصهيوني يأمل رفع سقف مطالبه بالإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين مقابل وقف إطلاق النَّار في حالة تجاهل تاريخي لحقِّ الشَّعب الفلسطيني بالدِّفاع عن نَفْسه وتقرير مصيره واستعادة حقوقه، ولكنَّه لَنْ يجدَ ذلك إلَّا مع الشعوب المدجَّنة.
الدوَل العربيَّة اليوم تشاهد هذه المجازر الدمويَّة المستمرَّة، في حالة معِيبة في التاريخ الإنساني أن لا تحرِّكَ ساكنًا وبِيَدِها عدد من الأوراق الَّتي يُمكِن استخدامها لكنَّها لَمْ تقدِّم شيئًا يُذكر حتَّى أدنى الجهود المتوقعة؟! أليس بإمكان العرب قطع مصادر الطاقة (النفط والغاز) وهي بالأمس قلَّصت أكثر من مليون ونصف المليون برميل، يضاف إلى تقليص سابق وصل إجماليه إلى أكثر من (5) ملايين برميل، لكن ذلك التقليص ـ للأسف ـ لَمْ يكُنْ قي صالح القضيَّة، ما يُدلِّل على أنَّ أيَّ ورقة ـ وإن كانت ممكنة ـ لا يُمكِن أن تقدَّمَ من أجْلِ إيقاف الجرائم الوحشيَّة الَّتي تطول أولئك الأطفال الأبرياء، لكن التقليص حدث من أجْل مصالح دوليَّة خاصَّة، فهل استقرار أسواق النفط أهمُّ من إيقاف تلك الجرائم المهولة الَّتي خلَّفت آلاف الشهداء والمصابِين والدَّمار الهائل الَّذي لحق بقِطاع غزَّة ومُدُن الضفَّة؟! أليس بإمكان الدوَل العربيَّة المرتبطة مع هذا العدوِّ باتفاقيَّات ما يُسمَّى السَّلام تجميد أو إلغاء هذه الاتفاقيَّات المذلَّة مع الكيان الصهيوني؟! أليس مخجلًا رفع مانشيتات الشَّجب والإدانة والتمترس خلف رفض تهجير سكَّان غزَّة من أجْلِ الأمن القومي مع تجاهل الأمن القومي العربي الَّذي يُنتهك من خلال هذه المجازر الصهيونيَّة، ويُنتهك من خلال هذه الاتفاقيَّات المذلَّة؟ بل إنَّ الأمن القومي لهذه الدوَل سيكُونُ مستباحًا لو (لا سمح الله) سقطت هذه القلعة الأخيرة من المقاومة في قِطاع غزَّة.
في ظلِّ استمرار حرب الإبادة الجماعيَّة والتغوُّل الصهيوني، واستمرار المجازر المروِّعة على أهلِنا في فلسطين، والممارسات الإجراميَّة الوحشيَّة في قِطاع غزَّة الصَّابرة المحتسِبة جرائم حرب ضدَّ الإنسانيَّة وبدعمٍ أميركي أوروبي كامل؛ ينبغي على الأُمَّة أن تتحركَ بشكلٍ عاجل لإبراز حراك شَعبي ضاغط للمطالبة بتطبيق تنفيذ المادَّة الثَّالثة من ميثاق جامعة الدوَل العربيَّة الَّذي يدعو إلى الدِّفاع عن أيِّ دَولة عربيَّة تتعرض للعدوان؛ كما يجِبُ تفعيل أوراق الضغط المتاحة والَّتي يُمكِن استخدامها في ظلِّ هذا التمرُّد الصهيوني السَّافر؛ وأهمُّ هذه المطالب طرد سفراء الكيان الصهيوني من الدوَل العربيَّة، واستدعاء السفراء العرب لدى الدوَل الدَّاعمة للعدوان كاحتجاج سياسي رسمي؛ بسبب استمرار دعم هذه الدوَل للمجازر الَّتي تُمثِّل انتهاكات وخرقًا لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني، واستمرار الدَّعم الأميركي الأوروبي لهذا الكيان الإرهابي والتغطية على جرائمه، كما يجِبُ إصدار قرار جماعي بوقف تصدير النفط والغاز للدوَل الدَّاعمة لهذا العدوان الهمجي غير الإنساني على الأبرياء في قِطاع غزَّة، مع تشكيل لجنة عربيَّة للتواصل مع عواصم العالَم لِتشكيلِ موقف وتكتُّل ضاغط لإيقاف العدوان، كما يُمكِن التلويح بعدم الوقوف أمام إرادة الشعوب الراغبة بالتطوُّع للدِّفاع عن الأشقَّاء إن لَمْ يمتثلْ هذا الكيان المجرِم للقانون الإنساني ويوقف عدوانه الهمجي عن أهلِنا وأطفالنا في قِطاع غزَّة وفي فلسطين عامَّة. واليوم يجِبُ على الشعوب العربيَّة أن تقومَ بِدَوْرها المنتظر، وخصوصًا في الدوَل المحوريَّة مقابل هذا الموقف الإجرامي الآثم الَّذي لا يحتمل الصَّمْت على الإطلاق، ولا يوجد عذر أمام العالَم العربي في تحمُّل مسؤوليَّاته التاريخيَّة مع استمرار هذا العدوِّ في جريمته النَّكراء. أمَّا الصَّمْت فهو أمر مأثوم ومعيب في كُلِّ الشرائع السماويَّة؛ لذا فقَدْ حقَّ نصرة الأشقَّاء في فلسطين، وكما قال الشاعر: أخي جاوز الظالمون المدى فحقّ الجهاد وحقّ الفداء؟! اللَّهُمَّ قَدْ بلَّغت اللَّهُمَّ فاشهد.
خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: المجر م
إقرأ أيضاً:
الأزهر الشريف يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة ويطالب بمحاسبة الكيان المحتل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أدان الأزهر الشريف، بأشد العبارات العدوان الإرهابي الغادر الذي شنه الكيان الصهيوني فجر اليوم على الأبرياء في غزة، مستهدفًا المدنيين الآمنين في خيامهم أثناء نومهم، في مجزرة وحشية أسفرت عن استشهاد أكثر من 400 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة المئات، وذلك بعد الاتفاق على وقف العدوان، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والعهود، وسط صمت دولي مخزٍ.
ويؤكد الأزهر، أن هذا الاعتداء الدموي يكشف عن الوجه الحقيقي لهذا الكيان الغادر الذي لا عهد له ولا ذمة، ويبرهن مجددًا على نهجه القائم على نقض العهود والمواثيق، واستخدام الحيل والمراوغات لمواصلة جرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، في محاولة لفرض واقع قسري يهدف إلى تهجيره من أرضه، رغم الرفض العالمي المتكرر.
كما يندد الأزهر الشريف بالصمت الدولي والدعم المستمر الذي يتلقاه هذا الكيان من قوى عالمية توفر له الغطاء السياسي والعسكري، مما يمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاك القوانين الدولية وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية.
ويؤكد أن هذه المجازر ليست سوى حلقة جديدة في سجل طويل من الإرهاب الصهيوني الذي يقوم على سفك دماء الأبرياء وانتهاك حقوقهم، مشددًا على أن التواطؤ مع المحتل أو التغاضي عن جرائمه يمثل سقوطًا أخلاقيًا وحضاريًا، ومشاركة فعلية في هذه الجرائم الوحشية.
ويطالب الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف آلة القتل الصهيونية، وتقديم قادة الاحتلال إلى العدالة الدولية، حتى ينالوا العقاب العادل على جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني.