منصة لتجارة التربة النادرة.. هل تتحول السعودية إلى مركز عالمي للمعادن؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تعتزم السعودية إطلاق منصة جديدة لتجارة المواد المستخدمة في إنتاج البطاريات، بما في ذلك الغرافيت والعناصر الأرضية النادرة.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود السعودية لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال استغلال الموارد المعدنية غير المستغلة في المملكة، التي تقدر قيمتها بنحو 1.3 تريليون دولار.
وتهدف المنصة المزمع إنشاؤها لتعزيز التجارة وتسهيل تداول المواد المعدنية المستخدمة في صناعة البطاريات، ومن بين هذه المواد الغرافيت والعناصر الأرضية النادرة والليثيوم والكوبالت والنيكل.
ويُنظر إلى إنشاء بورصة للعقود الآجلة لهذه المعادن، كخطوة لتحسين آلية تحديد الأسعار وتوفير بيئة تجارية فعالة لهذه الصناعة.
وتحدث خالد بن صالح المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، مؤخرا عن أهمية تطوير بورصة للمعادن لتعزيز مكانة المملكة كمركز للمعادن، معتبرا وجود آلية تحديد أسعار فعالة وبورصة للعقود الآجلة ضروريين لتحقيق تنافسية قوية في هذا القطاع.
ومن المتوقع أن تقدم هذه المنصة الجديدة فوائد كبيرة للسعودية:
على المدى القصير، ستعزز المنصة التجارة وتوفر بيئة مواتية للمستثمرين والشركات المحلية والدولية. على المدى الطويل، ستساهم المنصة في تطوير صناعات جديدة في المملكة، بما في ذلك صناعة السيارات الكهربائية، وتعزيز مكانة السعودية في السوق العالمية للمواد المعدنية. المديفر أكد أهمية تطوير بورصة للمعادن لتعزيز مكانة السعودية كمركز عالمي (الصحافة السعودية) خطوة مهمةوفقا للمديفر، فإن المملكة تقوم بدراسة إمكانية إنشاء منصة لتداول المواد المستخدمة في إنتاج البطاريات، مثل الغرافيت والعناصر الأرضية النادرة والليثيوم والكوبالت وحتى النيكل.
وأضاف أنه لا توجد بورصات حاليا في العالم تقدم عقودا للغرافيت أو المعادن النادرة، وهما من المواد الهامة للسيارات الكهربائية وتحول الطاقة، بينما يتم تداول الليثيوم والكوبالت في بورصة لندن للمعادن وبورصة شيكاغو التجارية، مؤكدا أن القرار بشأن إنشاء منصة التداول لا يُتوقع اتخاذه قبل مرور 6 أشهر، حيث يجري العمل على دراسة هذا الأمر منذ الأشهر الثلاثة الماضية.
وتعليقا على هذه الخطوة، قال المحلل الاقتصادي السعودي محمد بن عبد الله الرشيد إن إطلاق منصة لتجارة المواد المستخدمة في إنتاج البطاريات سيكون خطوة مهمة في دعم جهود السعودية لتنويع اقتصادها.
وأضاف في تصريحات للجزيرة نت أن هذه المنصة ستسهم في تعزيز التجارة وتسهيل تداول هذه المواد التي تعتبر من أهم السلع المستخدمة في صناعة السيارات الكهربائية وتحول الطاقة.
وتابع المحلل الاقتصادي السعودي" إنشاء بورصة للعقود الآجلة لهذه المعادن سيكون له أهمية كبيرة في تحسين آلية تحديد الأسعار وتوفير بيئة تجارية فعالة لهذه الصناعة"، مؤكدا أن السعودية تمتلك إمكانات كبيرة للاستفادة من هذه المنصة، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه المعادن.
وقال الرشيد "نعتقد أن السعودية يمكن أن تصبح مركزا عالميا لتجارة المواد المستخدمة في إنتاج البطاريات، حيث تمتلك المقومات والإمكانات اللازمة لذلك".
السعودية تتمتع باحتياطيات غنية من العديد من المعادن (الصحافة السعودية) فرص وتحدياتمع ذلك، يشير المحلل الاقتصادي السعودي إلى أن المملكة تواجه بعض التحديات التي تحتاج إلى معالجتها من أجل تحقيق النجاح في هذا المجال، منها الحاجة إلى تطوير البنية التحتية اللوجستية اللازمة لتداول المواد المستخدمة في صناعة البطاريات، وبناء القدرات البشرية اللازمة لتشغيل المنصة المزمع إنشائها.
ويشدد على أنه إذا تمكنت السعودية من معالجة هذه التحديات، فإن إنشاء منصة لتجارة المواد المستخدمة في صناعة البطاريات سيكون خطوة مهمة في تعزيز مكانتها كمركز عالمي لتجارة هذه المواد.
من جهته، قال الخبير الاقتصادي السعودي، خالد بن محمد السيف، إن إطلاق منصة لتجارة المواد المستخدمة في إنتاج البطاريات ستسهم في دعم جهود السعودية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأكد السيف في حديث للجزيرة نت أن السعودية تمتلك إمكانات كبيرة لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من المعادن المهمة.
ويرى الخبير الاقتصادي السعودي أن تدشين هذه المنصة يأتي تأكيدا على ما أعلنه البنك الدولي بشأن الحاجة إلى ضرورة زيادة إنتاج المعادن مثل الغرافيت والليثيوم والكوبالت والنحاس بنسبة تصل إلى 500% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة في المستقبل.
ويشير السيف إلى أن تدشين هذه المنصة من شأنه تحفيز الشركات العالمية والمحلية على البحث والتنقيب لاستخراج مثل هذه المعادن، وبالتالي زيادة إنتاجها وتلبية الطلب العالمي عليها.
ولفت إلى أن رؤية السعودية 2030 تهدف إلى توفير فرص استثمارية غير مسبوقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع التعدين، حيث تتمتع المملكة باحتياطيات غنية من العديد من المعادن، مثل الذهب والنحاس والزنك والرصاص.
وأشار السيف إلى أنه وفقا للتقديرات الأخيرة يبلغ:
احتياطي الذهب في البلاد 56.263.984 أوقية، بقيمة إجمالية تقدر بـ 69 مليار دولار احتياطي النحاس 2،243،000 طنا (بقيمة 17 مليار دولار) احتياطي الزنك 4،383،900 طن (بقيمة 9 مليارات دولار) احتياطي الرصاص 448,900 طن (0.8 مليار دولار) احتياطي الفضة 95,938,000 أوقية (2 مليار دولار) احتياطي النيكل 108,000 طن (بقيمة إجمالية تبلغ 1.6 مليار دولار).وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، تأسس صندوق منارة المعادن كمشروع مشترك بين شركة التعدين المملوكة للدولة (معادن) وصندوق الثروة السيادية في السعودية.
ويهدف هذا الصندوق إلى شراء أصول في الخارج، في حين يتم التركيز بشكل أساسي على النحاس والنيكل وخام الحديد والليثيوم.
وفي يوليو/تموز الماضي أيضا قام صندوق منارة المعادن بأول خطوة استثمارية كبيرة في الخارج، حيث شارك بنسبة 10% في وحدة النحاس والنيكل في شركة فالي البرازيلية بقيمة تصل إلى 26 مليار دولار.
وبحسب مراقبين، تسعى السعودية لمنافسة العديد من الدول على تطوير قطاع العناصر الأرضية النادرة، مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا.
ولدى الصين احتياطيات كبيرة من العناصر الأرضية النادرة، كما أنها تسيطر على معظم الإنتاج العالمي لهذه العناصر.
وتمتلك الصين حاليا حصة تبلغ حوالي 60% من سوق إنتاج المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات، في حين تسعى الولايات المتحدة إلى تطوير قطاع العناصر الأرضية النادرة، بهدف تقليص الاعتماد على الصين في هذه الصناعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاقتصادی السعودی الأرضیة النادرة هذه المعادن ملیار دولار هذه المنصة إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ جنوب سيناء يستعرض خطة تحويل ميناء نويبع إلى مركز تجاري عالمي
عقد الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بعقد سلسلة من الاجتماعات تهدف إلى تعزيز التعاون الاستثماري وتقديم الفرص الواعدة للاستثمار في المحافظة، ضمن زيارته للعاصمة البريطانية لندن للمشاركة في معرض لندن السياحي.
تعزيز التعاون مع الشركات العالميةوبحسب بيان صحفي بمحافظة جنوب سيناء، بدأت الاجتماعات مع باولو دي ميكيليس، المدير العام لشركة Globeleq Africa، إذ تم استعراض الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة المتجددة، خاصة في محور أبوزنيمة وأبورديس، الذي يُعَدُّ مركزًا للصناعات المعدنية والمحجرية، وناقش الطرفان الاستثمارات في مجال الطاقة لهذه المنطقة الصناعية، مع التركيز على الإمكانات المتاحة لتعزيز استثمارات الشركة.
التأكيد على تحويل ميناء نويبع إلى مركز دولي لدعم التجارة العالميةوفي الاجتماع الثاني، التقى المحافظ بمارك هاميلتون، مدير الغرفة التجارية المصرية البريطانية، إذ استعرض الدكتور خالد مبارك خطط الاستثمار المتنوعة في جنوب سيناء، وتمت مناقشة الفرص الاستثمارية في القطاعات اللوجستية والتجارية المرتبطة بميناء نويبع، مع التأكيد على تحويل الميناء إلى مركز دولي لدعم التجارة العالمية وتعزيز الربط التجاري مع دول الجوار وأوروبا، كما تم تناول الفرص السياحية والتطويرية في شرم الشيخ ودهب، وأهمية استقطاب المزيد من المستثمرين البريطانيين إلى المحافظة.
وأعلن المحافظ، عن استكمال خطة اللقاءات الدورية مع مشايخ وعواقل مدن المحافظة، بهدف تعزيز التواصل والاستماع لمقترحات ومطالب المواطنين، مشيرا إلى أن اللقاء القادم سيعقد مع مشايخ وعواقل مدينتي شرم الشيخ ودهب في الأسبوع الثالث من نوفمبر الجاري، يليه لقاء آخر مع مشايخ وعواقل مدن الطور وأبورديس وأبوزنيمة ورأس سدر في شهر ديسمبر المقبل.
خطة اللقاءات الدورية مع مشايخ وعواقل مدن المحافظةوأكد أن هذه اللقاءات تهدف إلى مناقشة خطة التنمية المستدامة التي أقرها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تعتمد على تقسيم المحافظة إلى خمسة قطاعات رئيسية، تشمل:
قطاع رأس سدر: كبوابة تنموية للمحافظة مع مشاريع اقتصادية متنوعة.
منطقة أبوزنيمة وأبورديس: مع التركيز على الصناعات المعدنية والمحجرية والبترولية.
سانت كاترين والطور: بقدراتهما الدينية والتاريخية، خاصة منطقة جبل التجلي.
شرم الشيخ ودهب: كمركز عالمي للسياحة بأنواعها.
طابا ونويبع: كمنطقة لوجستية تسعى لتلبية احتياجات دول الجوار في التصدير والنقل.