" الدوحة للدراسات العليا" يعقد ندوة حول "الاستعراض الدوري الشامل كآلية لتعزيز حقوق الإنسان"
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، عقد برنامج حقوق الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا، اليوم الأربعاء 6 ديسمبر 2023، وبالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومكتب الأمم المتحدة للتوثيق والتدريب في مجال حقوق الإنسان لجنوب غرب آسيا والمنطقة العربية ندوة بعنوان "الاستعراض الدوري الشامل كآلية لتعزيز حقوق الإنسان".
سلطت الندوة الضوء على الأدوار المتميزة التي يضطلع بها مختلف أصحاب المصلحة في عملية الاستعراض الدوري، مع التركيز بشكل خاص على تجربة دولة قطر. ومن هذا المنطلق، استضافت الندوة ممثلين عن مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والمؤسسات العامة في دولة قطر. علاوة على هؤلاء، استضافت الندوة ممثلين عن منظمات غير حكومية لمناقشة المساهمات المختلفة لكل جهة فاعلة في عملية الاستعراض الدوري الشامل، كما هدفت الندوة إلى استعراض التجارب المقارنة من مراجعات الدول العربية الأخرى.
بدأت أعمال الندوة بجلسة افتتاحية أدارها الدكتور معتز الفجيري، رئيس برنامج حقوق الإنسان في معهد الدوحة، وشارك فيها كل من الدكتور باسل صلوخ، عميد مشارك، ورئيس برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية في معهد الدوحة، والأستاذ ناصر المري مدير إدارة الشؤون القانونية في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والدكتورة عبير الخريشة مديرة مكتب الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في مجال حقوق الإنسان. وركزت هذه الكلمات الافتتاحية على أهمية تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها باعتبارها الوسيلة الأمثل للمحافظة على الأمن والسلم الدوليين وضمان العيش الكريم للجميع والتعايش المشترك بين شعوب العالم.
بعد ذلك، بدأت أعمال الجلسة الأولى من الندوة والتي أدارها الأستاذ يزيد عمرو، طالب في برنامج حقوق الإنسان، بمداخلة قدمتها الأستاذة إشراق الزين، مسؤولة حقوق الإنسان ومنسقة وحدة التثقيف والتدريب في مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق باستعراض دور مركز الأمم المتحدة للتدريب والتوثيق في آلية الاستعراض الدوري الشامل، بالإضافة إلى إبراز دوره في بناء قدرات مؤسسات الدولة قيد الاستعراض فيما يتعلق بآليات إعداد التقرير الرسمي وفقا لمبادئ الأمم المتحدة التوجيهية.
وقد كان محور الجلسة الثانية والتي أدارها الدكتور غانم النجار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت "بيان دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في عملية الاستعراض الدوري الشامل" إذ قام الأستاذ عبد الله محمد الكعبي، المستشار القانوني في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بتفصيل هذا الدور مع التركيز على تجربة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر.
وركزت الجلسة الثالثة والأخيرة التي أدارتها الدكتورة آية راندال، أستاذة مساعدة في برنامج حقوق الإنسان، على دور المنظمات غير الحكومية في عملية الاستعراض الدوري الشامل، حيث قام كل من الدكتور عمرو مجدي، الباحث الأول في منظمة هيومن رايتش واتش، والأستاذ فضل عبد الغني، رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بتسليط الضوء على تجارب المنظمات الحقوقية في كتابة تقارير الظل للرد على تقرير الدولة، وتقديم مداخلات شفهية وتنظيم فعاليات جانبية على هامش الاستعراض الدوري الشامل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: معهد الدوحة
إقرأ أيضاً:
ندوة مطرح عبر التاريخ.. نافذة للباحث وترسيخ للهُوية الوطنية
بدأت صباح اليوم فعاليات الندوة العلمية (مطرح عبر التاريخ) التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بالمنتدى الأدبي في قاعة كلية مجان الجامعية بولاية مطرح، وتأتي هذه الندوة التي تستمر لمدة يومين ضمن سلسلة ندوات المدن العمانية التي تنظمها الوزارة ضمن إطار برامجها الثقافية والعلمية.
الندوة انطلقت بحفل رعاه معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، وبحضور عدد من الباحثين والمهتمين، والطلبة من مختلف الفئات العمرية، وأهالي ولاية مطرح، للتعرف عن قرب على تاريخ المدينة العريقة وما تحمله من معاني وجدانية في ذاكرة عمان.
وألقى ناصر الصوافي كلمة المنتدى الأدبي التي أكد فيها اهتمام الوزارة على إقامة سلسلة ندوات المدن والحواضر بهدف استكشاف تاريخ مدن عمان، وإبراز دورها في خدمة الفكر والحضارة، وأضاف: "تساهم هذه الندوات في تعريف النشء من أبناء هذا الوطن بما بذله أسلافهم من تضحيات في بناء عمان، وذلك لتعزيز قيم المواطنة وترسيخ الهُوية في بلد عُرف بالتواصل الحضاري مع مختلف الأمم والشعوب منذ القدم، في ظل العيش بسلام ووئام".
وأكد الصوافي على أن تنظيم هذه الندوة يعدّ إضافة مهمة لإثراء المكتبة العمانية، واستكمالا لجهود الوزارة في توثيق تاريخ المدن العمانية من خلال إصدار مطبوعات تتضمن نتائج هذه الندوات، يتم نشرها وتوزيعها على الباحثين والمهتمين، لتكون مرجعًا مهمًا للتعرف على تاريخ عمان بشكل عام".
وألقى سعادة الشيخ الدكتور حمد بن سعيد المعمري والي مطرح كلمة قال فيها: "إن مقومات ولاية مطرح قديما، جعلتها محل أنظار العالم، وكان ذلك مدعاة، لأطماع الطامعين، واحتلال البرتغاليين لها لنحو 150 عاما، إلا أن عزيمة العمانيين وإرادتهم كسرت شوكة تلك الأطماع".
وأضاف المعمري: " لقد نالت ولاية مطرح في العهد الزاهر الميمون وعهد النهضة المتجددة، بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - نصيبا وافرا من التنمية في قطاعاتها المختلفة".
وقدمت الدكتورة منى بنت محفوظ المنذرية لقاء حواريا مع الدكتور علي بن محمد سلطان الذي أطلقت عليه "حديث عن ذاكرة الأيام"، تحدث فيه الدكتور علي عن الذاكرة التي بدأت في بداية عهده بولاية مطرح التي قال إنه في فترة ما لم يكن قد أرخت فيها الكثير من التفاصيل، والبداية كانت بعدد السكان الذي كان حوالي 10 آلاف شخص في بداية القرن العشرين، وبدأ النمو السكاني يتزايد، وتوافد عليها السكان من العمانيين القاطنين في شرقي إفريقيا، إضافة إلى الجاليات الوافدة، وبدأ التوسع العمراني والكثافة السكانية. مؤكدا على أن التعددية كانت موجودة، ولكن كان التعايش السلمي حاضرا فيها.
وانتقلت الإعلامية الدكتورة منى بنت محفوظ للسؤال عن تأثير التجارة على مطرح، وقال الدكتور علي إن التجارة كان لها دور كبير في مدينة مطرح، وذلك في تنوع التجارات التي عرفت بها المنطقة، وأصبح تصدير واستيراد مختلف المنتجات لا سيما الزراعية منها، إضافة إلى وجود الأسواق المتعددة سمة المنطقة.
في حين أن المرأة كان لها حضورها في المجال التجاري في تلك الفترة، حيث كانت تخرج مع الرجل وترتدي الذهب الخالص (المادة الخام) وترافق التجار إلى مدن التجارة، وكان يباع ذهبها بضعف القيمة عنه في عمان، ويتحول المردود ويعطى للتجار العمانيين للتجارة بالمردود من بيع الذهب.
وعلى مستوى التعليم، فقد كانت مطرح تحوي المدرسة السعيدية الأولى، والتي كانت آنذاك في بيت المنذري، ولكنها آلت للسقوط ونقلت بعدها إلى مسقط، كما أن مطرح كانت تحوي أول مدرسة صناعية تقنية خرجت منها أوائل الدفعات، وكان للمرأة نصيب من الدراسة في المدارس الأهلية.
وقال الدكتور علي: "وفي المجال الثقافي كان نادي إصلاح الثقافي وعلى رأسه جواد الخابوري، مكانا لإقامة الأحداث الثقافية، حيث أقيت المسرحيات وجميع من كانت على المسرح وجوها عمانية فتية، كما كانت تقام أمسيات شعرية، إضافة إلى حضور المجالس ذات الأهمية الثقافية".
جلستا عمل في اليوم الأول..
وتناولت الندوة محاور متعددة، تشمل الأحداث التاريخية الرئيسية، والشخصيات البارزة، والتقاليد التي ساهمت في تشكيل هُوية مطرح، كما سلطت الضوء على دورها كمركز حضاري عبر العصور.
واستعرضت المنجزات الحضارية التي حققتها سلطنة عُمان في إطار "رؤية عمان 2040"، التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين الحفاظ على التراث الثقافي والتطور الحديث.
كما قدم في اليوم الأول للندوة عدد من أوراق العمل، بدأت بالجلسة الأولى التي قدمت فيها الدكتورة فخرية اليحيائية ورقة بعنوان "مطرح في الصورة البصرية"، وحضور مدينة مطرح في الصورة البصرية في الأعمال الفنية، وذلك من خلال استعراض الطريقة التي عبر بها الفنانون التشكيليون والمصورون الفوتوغرافيون عن المشاهد والمعالم البارزة لهذه المدينة التاريخية في أعمالهم.
وقدم المكرم الدكتور عبد الكريم اللواتي ورقة بعنوان: "مقومات مطرح في تحقيق رؤية 2040.. مطرح مفردات أصالة وسيمفونية إبداع"، ركز فيها على الحديث عن أحد توجهات الاستراتيجية للرؤية وهي "مجتمع معتز بهُويته وثقافته وملتزم بمواطنيته". مؤكدا على الخصوصية والمرتكزات لمطرح، فمفردات الأصالة والتاريخ والتراث ماثلة للعيان في كل شبر منها.
وجاءت ورقة الدكتور سليم الهنائي بعنوان "الخدمات الطبية والعلاجية في مطرح خلال الفترة بين عام 1909-1970"، حيث كشفت الورقة عن الظروف الصحية والحياتية ودورهما في انتشار الأوبئة وكيف تعامل السكان مع الأمراض التي تنتشر في المدينة، وتطرقت للمنهج التاريخي القائم على رصد الأوبئة والأمراض التي انتشرت في المدينة خلال القرن العشرين".
وافتتح على هامش الندوة معرض مصاحب حوى عددا من الوثائق التاريخية تعود لعهد السلطان فيصل بن تركي، والسلطان سعيد بن تيمور تخص مطرح، إضافة إلى عدد من الصور الأولى التي التقطت لمدينة مطرح والتي تعود لعام 1931م، وأهم ما نشر في الصحف عنها، إضافة إلى صور من عدسة المصور خميس المحاربي تتضح فيها جماليات مطرح بمختلف جوانبها الطبيعية والعمرانية والاجتماعية.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة تأتي ضمن أهداف الاستراتيجية الثقافية لوزارة الثقافة والرياضة والشباب في مجالات البحث والتوثيق، ودعم الدراسات والبحوث العلمية، وتهدف إلى التعريف بالحواضر والمدن العمانية، وتسليط الضوء على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والمقومات السياحية، وتختتم الندوة أعمالها صباح اليوم.