جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@12:20:33 GMT

60 يومًا

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

60 يومًا

 

 

مُحمد رامس الرواس

مازال الجميع يتذكر شجاعة وعبقرية وقوة المقاومة الفلسطينية وقادتها الأوائل الذين قدموا الكثير لتطوير كتائب عز الدين القسام، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم من تنظيم عسكري أذهل العالم، لقد كانت ولا تزال غزة تمثل المقاومة الحقيقية التي تخشاها إسرائيل منذ عقد الثمانينيات منذ انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسميًّا.

إننا يجب ألا نتفاجأ من قوة وبسالة حركة المقاومة وجناحها العسكري فصائل عزالدين القسام، وهي في يومها الستين من الحرب، وهي بهذا الصمود وهذا العنفوان، بوقوفها بوجه جيش الاحتلال الغاصب ومن معه من أعوان يساندونه بالمال والسلاح والعتاد والجنود، والذين لم ينالوا من غزة سوى دمار للمساكن والمستشفيات والمساجد، وقصف جوى دمر البنية الأساسية فنتج عنه ضحايا مدنيون أبرياء، بينما الاشتباك ميدانياً وجهاً لوجه فكانت اليد الراجحة فيه للمقاومة.

وشمال غزة برغم ما عاناه خلال الستين يوما الفائتة، إلا أن استبسال المقاومة فيه جعل معادلة المعركة تتغير لصالحه، ولم يكمل الجيش الإسرائيلي مهمته -هذا ما ورد بالصحافة الإسرائيلية- فهرب واتجه للبحث عن نصر بجنوب القطاع بعد انتكاسته بالشمال، فلاقى أشد البأس والبسالة من رجال المقاومة، أكثر مما لاقاه في الشمال، وما معركة بني سهيلة، والشجاعية وجحر الديك عنا ببعيد.

بعد ستين يوماً من الحرب لم يتحقق للجيش الإسرائيلي شيء ملموس من أهدافه، بل ظل تائها في قطاع غزة العتيدة ينتقل بدباباته وجنوده من موضع لآخر دون نتيجة، والخيارات أمامه تتقلص يوماً بعد يوم وتضيق عليه الدنيا، والمجتمع الدولي والولايات المتحدة -كبرى الدول المساندة له وحليفها الإستراتيجي- لم تعد تمهلهم أكثر من أسابيع فقط، وهم يحذرونهم بشدة من حصول الانهيار الكبير الذي ستشهده إسرائيل جراء تماديها في الحرب من أزمة اقتصادية كبرى تطيح باقتصادها، هذا بجانب غياب الأمن بعد معركة غزة وما سيتطلبه التعافي منهما من عقود من الزمن.

كيف أعمى الله أعين الجيش الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر؟ وكيف تم الاستيلاء على الأرشيف الإسرائيلي بكل هذه السهولة؟ وأين هي القوة العسكرية التي صرفت عليها إسرائيل مليارات الدولارات وزودتها بأفضل الأسلحة بالعالم؟ كل هذه الأسئلة وغيرها بعد ستين يومًا من معركة غزة لا يزال الشارع والرأي العام الإسرائيلي يتساءل عنه وعن غيره من الأسئلة التي لا يجيب عنها أحد.

في اليوم الستين من الحرب، نشر الكيان الإسرائيلي أسماء القتلى والمصابين لأول مرة تجنباً لحالة الغليان التي تسود الرأي العام لديهم، واتهامات الصحافة الإسرائيلية لهم بوقوع خسائر كبرى، نعم عدد القتلى أكبر مما أُعلن، لكنَّ إخفاءه كالعادة ومنذ بدء الحرب لن يفضي إلا لمزيد من الاحتقان بالشارع الإسرائيلي، وسيكتشف ذلك غداً لا محالة والصحافة الإسرائيلية لهم بالمرصاد فيما يخفون.

فمنذ بداية حرب غزة، يعتبر الإسرائيليون اليوم الستون هو الأعنف بشهاداتهم (وهم بهذا القول يخفون وراءه الكثير من كبواتهم وهزائمهم وعدد قتلاهم)، وعندما يعلنون عن آلامهم ومعاناتهم إنما هو دليل وبرهان واضح على قوة استبسال المقاومة الفلسطينية وصمودها.

لم يعد الرأى العام والشارع الإسرائيلي يسمع للناطق الرسمي لجيشهم، بل يسمعون للإعلام والصحافة الإسرائيلية أكثر منه، وإلى تصريحات أبو عبيدة، فهم يثقون بما يقول أكثر من قادتهم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين

يرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول المناورة بالنيران واستخدام سلاح التجويع للانقلاب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لابتزازاته وستواصل تمسكها بالاتفاق.

وأمر نتنياهو بوقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى غزة اعتبارا من صباح اليوم الأحد، بعد عرقلته الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للاتفاق (3 فبراير/شباط الماضي).

وطلب نتنياهو -كما كشفت تفاصيل المفاوضات الأخيرة بين إسرائيل والوسطاء- إفراج حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات، وهو ما رفضته حماس مؤكدة تمسكها بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الأخرس إن نتنياهو يحاول بقراراته ابتزاز أهالي قطاع غزة والمجتمع الفلسطيني عبر المساعدات الإنسانية والعودة للقتل، ويحاول أن يناور بالنيران وبالتجويع كي ينقلب على الاتفاق، ولكنه سيعود إلى سكة العمل الدبلوماسي، لأنه لا يملك خيارات أخرى من أجل استعادة الأسرى في غزة وأيضا من أجل الحفاظ على الدعم الأميركي.

إعلان

وفي المقابل، تؤكد حماس والمقاومة أن استعادة الأسرى يكون عبر استمرار عملية التبادل كما بدأت، ويقول الأخرس إن العودة إلى الحرب ليس خيار المقاومة، بل إن خيارها الأول هو الحفاظ على الاتفاق ومنع نتنياهو من اختراقه، وهو ما سعت وتسعى إليه عبر التزامها الكامل بما نص عليه هذا الاتفاق.

وللعلم، فقد رفضت حركة حماس خطة اقترحها المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف لهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان) وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.

وبنظر الصحفي والخبير بالشأن الإسرائيلي وديع عواودة، فإن "نتنياهو لديه غايات خبيثة" ويريد التخلص من الاتفاق الذي يتضمن استحقاقات، مثل إنهاء الحرب في غزة والانسحاب من محور فيلادلفيا والانسحاب الكامل من غزة، وهذا يهدد مصيره في التاريخ وفي الحكم.

كما يسعى عبر المناورات التي يقوم بها -يضيف المتحدث- إلى محاولة استعداء الإدارة الأميركية على حركة حماس والفلسطينيين، من خلال إظهار أن حماس تستخف بهذه الإدارة، بالإضافة إلى سعيه إلى تهدئة الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر ضد استئناف الحرب وتعطيل الصفقة.

وحسب عواودة، فإن نتنياهو يقوم بالتهديد والوعيد بالعودة إلى الحرب، لكنه لن يفعل ذلك، لأن الشارع الإسرائيلي يرفض الأمر لخطورة الحرب على الأسرى المتبقين لدى المقاومة في غزة، فضلا على أن استئناف الحرب سيعني سقوط المزيد من الجنود القتلى، خاصة وأن حماس تمكنت من تجهيز نفسها لأي سيناريو.

ويقترح المتحدث نفسه أن يتخذ الوسطاء موقفا حازما لمنع محاولة نتنياهو وحكومته العبث بالاتفاق، وأن يكون هناك موقف عربي لمنع تجويع أهالي غزة من جديد، وهو التجويع الذي يشكل -حسبه- انتهاكا للقانون الدولي والمواثيق الدولية بهذا الشأن.

تفويض أميركي

وفي السياق نفسه، يلفت الخبير في الشؤون الإسرائيلية شادي الشرفا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول استخدام كل الأساليب الممكنة من أجل تحقيق منجزات لها علاقة بالمصلحة الذاتية والشخصية له.

إعلان

وفي تقدير الشرفا، فإن ما يجري غير مسبوق عبر التاريخ، حيث يفرض الحصار والتجويع على شعب من أجل مصلحة ذاتية لشخص واحد وهو نتنياهو لكي يبقى على سدة الحكم. وقال "إن هناك تفويضا أميركيا لإسرائيل باستخدام عصا التجويع والحصار والمساعدات الإنسانية على قطاع غزة" وأشار إلى أن هذا الأمر لم يكن سابقا في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وأوضح -في مداخلة سابقة على قناة الجزيرة- أن "التجويع بالشكل الذي يؤدي إلى قتل النساء والأطفال استخدم فقط خلال الحقبة النازية" مشيرا إلى أن الاحتلال سيواصل سياسة الحصار والتجويع حتى لو قامت المقاومة بتسليمه جميع الأسرى لديها.

ودعا الشرفا إلى ضرورة العودة إلى القانون الدولي الذي يقول بوضوح إن "استخدام التجويع ضد فئة أو جماعة معينة بشكل متعمد يعتبر جريمة حرب وجريمة إبادة جماعية". وقال إن محكمة العدل الدولية عليها أن تتخذ القرار بوضوح.

مقالات مشابهة

  • بالتفصيل.. الجيش الإسرائيلي يكشف خبايا معركة 7 أكتوبر
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: القيادة الجنوبية في الجيش أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لاحتمال استئناف الحرب
  • الجيش الإسرائيلي يقر بفشله في حماية مستوطنة كفار عزة
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الجيش الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أكثر من 900 مرة
  • محللون: المقاومة لن ترضخ لمحاولات نتنياهو ابتزاز الفلسطينيين
  • معركة الصدارة.. هل يواصل «برشلونة» التحليق أمام طموح «سوسيداد» في مواجهة اليوم؟
  • ترقب لمواجهات واسعة جديدة تشمل دول عربية وإسلامية مع تلويح الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد