الاستخبارات الفرنسية: دعاية داعش تغوي جيلاً جديداً من المراهقين
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
حذّرت المديرية العامة للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في فرنسا من أنّ الآلة الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابي لا زالت نشطة وتعمل بقوة مُستقطبة جيلاً جديداً من المُراهقين، وهذا ما كشفته العمليات الإرهابية الأخيرة في فرنسا بعد نحو عامين من الهدوء، حيث تمّ ملاحظة زيادة في التهديد الذي يُشكّله الشباب، والذي تُغذّيه الديناميكية المُتجددة للجماعات الإرهابية.
تُبدي أجهزة الأمن قلقها من تقديم الأفكار السلفية للشباب عبر الشبكات الاجتماعية المفضلة لديهم
جاءت الهجمات الإرهابية الأخيرة بعد فترة سنة ونصف من دون وقوع أيّ هجمات مماثلة
وقال نيكولا ليرنر رئيس الاستخبارات الفرنسية الداخلية إنّ دعاية تنظيم داعش الإرهابي تغوي المزيد من الشباب الفرنسي، مُسلّطاً الضوء في تصريحات صحافية حول ضرورة استمرارية مُراقبة السجناء المُتطرّفين بعد إطلاق سراحهم من السجن، وكذلك حول التغيّرات في الظاهرة الجهادية وتأثير الصراع في الشرق الأوسط على تزايد التهديد الإرهابي في فرنسا.
وكشف المسؤول الفرنسي الذي يتولّى رئاسة الاستخبارات منذ عام 2018، عن تحدّيات مراقبة الإرهابيين الذين يُعانون من اضطرابات نفسية، ومنهم مُنفّذ الهجوم الأخير بالسكين مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على عدد من السياح قُرب برج إيفل في باريس، والذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، وهو ما شكّل إحباطاً مريراً وحزناً لدى السلطات الفرنسية خاصة مع اقتراب إقامة الألعاب الأولمبية صيف العام القادم.
ورغم أنّ الإرهابي من أصول إيرانية كان معروفاً لدى أجهزة الأمن الفرنسية، كما هو الحال بالنسبة للإرهابي من أصول شيشانية الذي قتل مدرساً فرنسياً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أنّ ليرنر نفى أن يكون ذلك بمثابة فشل استخباراتي، مُشيراً إلى أنّه لا يمر يوم في بلاده دون تعبئة حوالي 5000 من عملاء المديرية العامة للأمن العام.
وكشف عن أنّه تمّ إحباط 73 هجوماً إرهابياً منذ عام 2013، منها 43 هجوماً منذ عام 2017. ومنذ مارس (آذار) 2023 وحده، أحبطت المديرية العامة للاستخبارات ثلاث هجمات إرهابية. كما كشف أنّه منذ اغتيال مدرس التاريخ صموئيل باتي في عام 2020، ووفقاً للتعليمات الصارمة لوزير الداخلية جيرالد دارمانين، فقد تمّ إبعاد 545 أجنبياً مُسجّلين في ملف معالجة التقارير لمنع التطرف ذي الطبيعة الإرهابية.
وجاءت الهجمات الإرهابية الأخيرة بعد فترة سنة ونصف من دون وقوع أيّ هجمات مماثلة. حول ذلك قال ليرنر إنّ استخبارات بلاده لاحظت منذ أكثر من عام أنّ هذا التهديد آخذ في الارتفاع مرة أخرى بسبب ثلاثة عوامل. أولاً، تنشيط حركة التطرّف الداخلية، خاصة تلك التي يقودها الشباب. وثانياً، الثبات المستمر في الأيديولوجية الجهادية من قبل شخصيات إرهابية ذات خبرة ومدفوعة برغبة في ضرب فرنسا. وثالثاً، عودة التهديد المرتبط بالمسارح الدولية الخارجية.
وصعّدت الحكومة الفرنسية من حربها ضدّ الكراهية والخطاب الانفصالي، عبر تشكيل لجنة مشتركة بين مختلف الوزارات المعنية لمنع الجريمة ومكافحة التطرف، ومُساعدة الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ممارسة إرادتهم الحرة من خلال إنتاج محتوى نظيف يدافع عن قيم الجمهورية والتصدّي للآراء المُتطرّفة ورصدها.
وكشفت "وحدة الخطاب الجمهوري المُضاد" التي تمّ إنشاؤها في فرنسا العام 2021 لمحاربة التطرف الإسلامي، عن رصد أكثر من 20 مؤثراً من صانعي المحتوى الناطقين بالفرنسية، وتصنيفهم باعتبارهم ناشرين رئيسيين لخطاب يدعو إلى الكراهية، وغالبيتهم من رموز لتنظيم الإخوان الإرهابي وحركات الإسلام السياسي، وبعض المتشددين في اليمين المتطرف. ويتمثّل دور الوحدة في المراقبة والرد على المحتوى المتطرف، وتوفير التعليم والمعلومات الصحيحة عبر منشورات على تويتر وفيسبوك وانستغرام وتيك توك.
وتُحذّر السلطات الفرنسية من أنّه لا يزال تحليل الخطب الإسلاموية عبر منصّات التواصل الاجتماعي ومدى تأثير محتواها هامشياً، وذلك على الرغم من انتشارها على نحوٍ واسع دون ضوابط تُذكر، بينما باتت المساجد في فرنسا تخضع بالمقابل للمُراقبة لضمان عدم الترويج للفكر المُتشدد.
وتُبدي أجهزة الأمن قلقها من تقديم الأفكار السلفية للشباب عبر الشبكات الاجتماعية المفضلة لديهم، حيث يقول الأمين العام للجنة المشتركة بين الوزارات لمنع الانحراف والتطرف كريستيان غرافيل، "نواجه فكراً إسلاموياً انفصالياً مؤثراً على نحو غير مسبوق، يهدف إلى فصل مجتمع المؤمنين عن مجتمع ما يُسمّونه الكفار".
وكشفت وزارة الداخلية الفرنسية استناداً إلى تقارير أعدّها باحثون وخبراء حكوميون، أنّ الغالبية العظمى من المضامين المتعلقة بالإسلام على شبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا، لا علاقة لها بالمجال الروحي وحرية العبادة التي يتم تقديرها في البلاد، بل تندرج ضمن أفكار الإسلام السياسي والتطرّف الإسلاموي لأهداف بعيدة عن الدين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة داعش فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
تحقيق فوري واستبعاد "العمل الإرهابي" في حادث تحطم الطائرتين بواشنطن
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إطلاق البنتاغون تحقيقات فورية في حادث اصطدام طائرة للركاب بمروحية عسكرية في واشنطن، ليل الأربعاء، فيما استبعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ارتباط الحادث بعمل إرهابي.
وكتب الوزير هيغسيث في حسابه على منصة "إكس": "تم بدء التحقيق على الفور من قبل الجيش ووزارة الدفاع".
Latest below. Absolutely tragic. Search and rescue efforts still ongoing. Prayers for all impacted souls, and their families.
Investigation launched immediately by Army & DoD. pic.twitter.com/WdUnYV4UJz
ونقلت قناة "إن بي سي" الأمريكية، عن مصدر في مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأن الهياكل الإجرامية والإرهابية غير متورطة في حادث تحطم الطائرة بالقرب من واشنطن.
ونقلت القناة في تقريرها: "أفاد مسؤول رفيع المستوى في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن موظفي الفرع الميداني في واشنطن مستعدون لتقديم المساعدة، ولكن لا توجد أي مؤشرات تشير إلى تورط أي منظمات إجرامية أو إرهابية في حادث تحطم الطائرة".
There is no indication of any criminality or terrorism in tonight’s midair crash near Reagan National Airport, a senior FBI official with the Washington field office says. https://t.co/QCi6P7JxPA
— NBC News (@NBCNews) January 30, 2025وفي وقت سابق أكد البنتاغون أن 3 جنود من الجيش الأمريكي كانوا على متن مروحية "بلاك هوك" التي اصطدمت بالطائرة وكانت في رحلة تدريبية.
ويشار إلى أنه تم انتشال 18 جثة لضحايا تحطم الطائرة المدنية التي سقطت في نهر مجاور للمطار ولا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة وبكثافة.
وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية بوقف جميع الطائرات في مطار ريغان، وقالت شرطة واشنطن على موقع إكس إن "وكالات متعددة" كانت تستجيب لموقع التحطم في نهر بوتوماك.
وقالت الشرطة إن قوارب الإطفاء انضمت إلى العملية على نهر بوتوماك البارد.
مسؤول أمريكي يكشف سبب وجود المروحية العسكرية في موقع حادث الاصطدام - موقع 24قال مسؤول أمريكي إن المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة ركاب بالقرب من مطار رونالد ريجان الوطني قرب العاصمة واشنطن كانت في رحلة تدريبية.وإلى ذلك، قد يصبح التصادم الذي وقع بالقرب من مطار رونالد ريغان الوطني في العاصمة واشنطن بين مروحية عسكرية من نوع "بلاك هوك" وطائرة ركاب قادمة من كانساس كانت تقل 64 شخصاً، أكبر كارثة جوية تشهدها الولايات المتحدة منذ 15 عاماً.
وفي مؤتمر صحافي عقد بشأن الحادث صباح اليوم، وصف السيناتور الأمريكي جيري موران من ولاية كانساس الحادث بأنه "شخصي للغاية" بالنسبة لسكان كانساس.
وقال موران: "سنتعرف على الأشخاص الذين كانوا على متن هذه الرحلة، وسنعرف أفراد أسرهم".
وتعهد بدعم جهود الإنقاذ وضمان "مشاركة الكونجرس في ما يجب أن يحدث" مع تقدم التحقيق.
وقال موران إنه تحدث مع مجلس سلامة النقل الوطني والبيت الأبيض ووزارة الدفاع والخطوط الجوية الأمريكية، مضيفاً: "نحن جميعاً نعمل معًا لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة"، وفق ما نقلته "سي إن إن".
300 responders involved in ongoing Washington rescue operations: Kansas Senator Jerry Morgan addresses helicopter crash at DC airport pic.twitter.com/wIFImgOtHo
— RT (@RT_com) January 30, 2025وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن حادث الاصطدام الجوي وقع في حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0200 بتوقيت غرينتش يوم الخميس)، وشمل طائرة إقليمية كانت قد أقلعت من ويتشيتا بولاية كانساس ومروحية عسكرية من طراز "بلاك هوك"، وأنه قد تم إيقاف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في المطار.