لماذا لا يحق للمرأة أن تتقدم في العمر وتشيخ؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تتساءل الكاتبة أماندا كاستيلو عما "إذا كان للمرأة الحق في التقدم في السن مثل الرجل؟"، لتقول: ماذا لو بدأت النساء في تقبل أجسادهن كما هي؟ وفي كتابها عن "الحق في التقدم في العمر" تقدم تحليلًا لهذه المعاملة، وتدعو النساء لتخطي هذه النظرة والاحتفال والشغف دون إيلاء أهمية للعمر؛ داعية النساء إلى نسيان "النظرة الذكورية" إلى الأبد.
وتقول الكاتبة في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوتان" السويسرية: تتقدم المرأة في العمر تماما مثل الرجل، وتغمرهما التجاعيد ويدخلان سن اليأس. ولا يتعلق الأمر باختلاف فطري، بل بالنظرة إلى المرأة التي تبلغ من العمر 40 عاما على أنها متقدمة في السن.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3كشف علمي أم خرافة؟ هل تعالج الجلسات الضوئية كل مشاكل البشرة؟list 2 of 3الكولاجين أم حمض الهيالورونيك.. أيهما أفضل لمنع التجاعيد؟list 3 of 3مراكز التجميل في العراق.. "تجارة قاتلة" تهدد الباحثات عن الجمالend of list العمر المثالي للمرأةوبحثت الكاتبة المتخصصة في الشؤون النسوية في موضوعها جيدًا بدءًا من ذوق الرجل في اختيار وتفضيل المرأة الأصغر منه بكثير، حيث تميز المختصة بين نقطتين: ما يسمى تأثير "بيغماليون" (نحّات يكره النساء، فصنع تمثالا من العاج يمثل امرأة جميلة ووقع في حبها، زينها باللباس الغالي واللؤلؤ)، وهي ظاهرة نفسية يظهر فيها "الرجل القلق" الذي يتزوج مرارا وتكرارا من فتيات صغيرات قياسا بعمره.
وتستذكر الكاتبة أنه في لعبة فارق السن بين الرجل والمرأة في العصر الحالي؛ أغرم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران وهو في الـ 72 من عمره بشابة صغيرة اسمها كلير عمرها 22، كما أن رئيس الحكومة الإيطالية سابقًا سيلفيو برلسكوني وهو في الـ 84 من عمره تخلى عن شريكته فرانشيسكا التي تبلغ 34 عاما.
ولفتت الكاتبة إلى أن المرأة تخضع لنظرة المجتمع لشبابها، وعندما يتراجع جمالها فهي تعلم أن الرجل سيتخلى عنها، وتلخص تحليلها بسرد الأرقام في إحصائيات معززة، ففي فنلندا، بغض النظر عن عمر الرجل، فإنهم يعتبرون أن العمر المثالي للمرأة هو 22 عاما، وفي سول (كوريا الجنوبية)، يعتبرونه بين 17 و25 عاما.
وتلفت الكاتبة كاستيلو إلى أن إعجاب وارتباط الرجال بشابات أصغر منهم بكثير، يتضح من ارتفاع عدد عمليات التجميل التي تتزايد بشكل كبير ومنذ سن مبكرة، مبينة أن هناك مجموعة من العلاجات المضادة للأكسدة والتجاعيد مخصصة للفتيات من سن 8 إلى 12 عاما، وهذا ما يفسر هوس بعض النساء بعمليات التجميل للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة أو لتصغير البطن وزيادة حجم الصدر وإعادة تشكيل معالم الجسم لتتماشى مع معايير الجمال الدارجة.
وهوس بعض النساء بعمليات التجميل لا يقتصر على نساء الغرب فقط، بل يطال كثيرا من النساء في كل بقاع العالم. ففي تقرير سبق أن نشرته الجزيرة نت، قالت طبيبة التجميل الدكتورة جنى السلمان، إنها بعد إقامتها في الأردن لاحظت أن المرأة العربية لديها قلق يدفعها إلى حد الهوس في إجراء عمليات التجميل كي يصبح شكلها أجمل في صورة السيلفي، خاصة بعد استخدام فلاتر السناب شات التي تجعلها تشعر بالرضا عن صورتها المعدلة.
وبهذا الخصوص، توضح جنى للجزيرة نت أنه "خلال عملي ولمدة عامين في هيوستن، كنت أرى أن الضرورة تدفع المرأة الأميركية في الأغلب إلى إجراء عملية التجميل، لكن الوضع يختلف في الشرق الأوسط، حيث إن الظروف الاقتصادية في المنطقة جعلت ظاهرة السيلفي سيرجري تختلف من بلد إلى آخر، ففي الخليج والعراق تميل أغلبية النساء إلى المبالغة في الحقن ويحرصن على إجراء عمليات تصغير الأنف وتكبير الصدر، بعكس المرأة في الأردن التي تفضل ألا يكتشف أمرها عند إجراء أي تعديل في وجهها أو جسمها".
هل عمليات التجميل خطيرة؟
تُقبل كثير من النساء على إجراء عمليات التجميل بعد تزايد شعبيتها وانتشار مراكز وعيادات التجميل التي تقدم عروضا مغرية للسيدات، حتى أصبحت العمليات كابوسا ليس له علاقة بالجمال بسبب أخطاء طبية قد تبدو بسيطة لكنها تترك أثرا لا ينسى في الوجه، وربما يحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية لإصلاح ما أفسدته "عروض التجميل".
وتُظهر لقطات نشرتها وسائل الإعلام السيدة "شي" مع نظرة مربكة من دون توقف على وجهها وُصفت بالكابوس التجميلي، حسب موقع ديلي ميل. وقالت السيدة شي إنها زارت مؤخرا عيادة تجميل في مدينتها بشرق الصين للخضوع لعملية تجميل بعد أن انبهرت بسعر العملية الزهيد، حيث تكلفت حشوات الخد أقل من ألف جنيه إسترليني (1270 دولارا)، وأقنعها الاستشاريون بالحصول على حشوات مكثفة لتعزيز الخد، لكنها فوجئت بأن الجراحة غيّرت شكلها إلى الأسوأ.
ومن جانبها، حذرت العراقية الدكتورة شيماء الكمالي في تقرير سابق للجزيرة نت من عمليات التجميل قائلة إن "جميع العمليات التجميلية بمختلف أصنافها خطرة، حتى تلك الإبرة الصغيرة التي يستهين بها كثيرون فيقدمون وجناتهم وشفاههم لحقن قد تكون مميتة إذا ما تم استخدامها بطرق غير صحيحة"، لافتة إلى أن "بعض الأطباء يؤجرون أسماءهم وشهاداتهم ويمنحون الترخيص والثقة الطبية لأشخاص يقاسمونهم مراكز التجميل ربما لا يملكون حتى شهادة بكالوريوس، وبعض المراكز غير المرخصة التي غالبا ما تحدث فيها الكوارث الطبية وتكون تابعة لجهات متنفذة سياسيا توفر الحماية والأمان لمواقع التجميل".
ولكن هل الخضوع لمعايير الجمال وعمر الشباب أمر لا يمكن تجاوزه؟
تقول الكاتبة كاستيلو في مقالها بصحيفة "لوتان": هناك خياران؛ إما أن تحاول النساء تفكيك النظرة الذكورية ومحاولة تغيير المجتمع، وهي معركة مرهقة في الغالب، أو تكافح في وحدتها وعزلتها، وتقلق بشأن نفسها بشأن نظرة الآخرين لها. واستذكرت شخصيات نسائية غير عادية من النساء اللواتي كنّ قادرات على تحرير أنفسهن من هذه المعتقدات، مثل جورج ساند (واسمها الحقيقي أمانتين أورو) أو دومينيك رولين أو بينوا جرولت.
كما أشادت بالنجاح المذهل الذي حققته الكاتبة لو أندرياس سالومي -وهي من أصول روسية ألمانية- بفضل ذكائها واستقلاليتها الشديدة، إذ لم تكن جميلة ولكنها كانت تنجح بفضل غناها الفكري.
وكذلك تمكنت عارضة الأزياء كارولين إيدا أورس (61 عاما) من التعامل مع جسدها بمقاس 44 وقدمت عام 2021 إعلان ماركة "دار جيلنغ" للملابس.
وأيضا ظهرت صوفي فونتانيل على غلاف مجلة "آل" في سن 59، وهو ما عدته الكاتبة انتصارا حقيقيا على معايير الجمال الدارجة لصالح احترام الذات وتقبل المرأة لجسمها وشكلها وعمرها كما هو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: عملیات التجمیل
إقرأ أيضاً:
هيئة الاستثمار: المرأة المصرية ركيزةً أساسية في الاقتصاد الوطني
تحت رعاية مجلس الوزراء المصري و جامعة الدول العربية، نظمت جمعية سيدات أعمال مصر 21" مؤتمرها السنوي العاشر تحت عنوان :نساء شركاءفي النجاح: الاتجاهات الكبرى التي تشكل الإمكانات الاقتصادية للمرأة".
واستضافت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الجلسة الافتتاحية يوم الخميس الموافق 13 فبراير 2025، بحضور الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية، و تستكمل فعالياته في محافظتي الأقصر واسوان خلال الفترة من 14 إلى 17 من الشهر الجاري.
وشاركت الدكتورة داليا الهواري – نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في الجلسة الافتتاحية كممثلة عن وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بكلمة عن التمكين الاقتصادي للمرأة ركزت فيها علي أبرز ملامح الدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة الاستثمار و التجارة الخارجية في دفع عجلة هذا التمكين، حيث تتكامل جهود الوزارة بمختلف المؤسسات والجهات التابعة لها، وخاصة الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة مع مختلف مبادرات الدولة المصرية لتمكين المرأة علي مختلف المحاور، لاسيما محور التمكين الاقتصادي بما يتوافق مع رؤية مصر 2030، و مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية التي أطلقت عام 2017، وكذلك مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي تبنتها دول العالم كمنهج تنموي متكامل.
وانعكست تلك الجهود على الرؤي العالمية لمصر، من خلال الإشادات الدولية علي التقدم الذي تم إحرازه في هذا الصدد من منظمات دولية كهيئة الأمم المتحدة للمرأة ، والبنك الدولي، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عام 2023، و كذلك المنتدي الاقتصادي العالمي عام 2023.
كما انعكس ذلك علي تقدم مصر في عدد من المؤشرات الدوليةمثل مؤشر “عدم المساواة بين الجنسين” الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة”، و "مؤشر ريادة الأعمال" الصادر عن البنك الدولي.
مبادرات لدعم المرأة
وقد سلطت الدكتورة داليا الضوء على أبرز المبادرات والإنجازات التي تبنتها الهيئة علي صعيد التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال الإطار التشريعي والمؤسسي الداعم للمرأة، وتعزيز دور المرأة في ريادة الأعمال والشركات الناشئة، و رفع الوعي وبناء القدرات والتدريب،فضلاً عن بناء الشراكات لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة.
واختتمت الدكتورة داليا كلمتها بالتأكيد علي أن تمكين المرأة اقتصادياً بما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة لتحقيق طموحات مصر التنموية ليس خياراً، بل ضرورة لمواكبة التطورات الاقتصادية علي مختلف الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية، و في هذا الإطار تضع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية ومختلف الجهات التابعة لها لاسيما الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة نصب عينيها هدفاً واضحاً وهو أن تكون المرأة المصرية ركيزةً أساسية في الاقتصاد الوطني، وشريكاً فاعلاً في جذب الاستثمارات المستدامة.