بسبب حرب غزة .. هجرة عكسية في اسرائيل ومئات الآلاف يغادرون الى موطنهم الأصلي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
سرايا - أفادت سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية، أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في السابع من تشرين الأول الماضي، دفعت العديد من الإسرائيليين لمغادرة إسرائيل الى موطنهم الأصلي.
ووفقا لبيانات سلطة السكان والهجرة التي نشرها موقع "زمان إسرائيل" الاسرائيلي، غادر فلسطين المحتلة منذ 7 تشرين الأول وحتى بداية تشرين الثاني الماضيين نحو 370.
ألف إسرائيلي، في حين غادر حوالي مليون آخرين خلال الفترة من أيلول الماضي وحتى الأسبوع الأول من تشرين الأول الماضي بعضهم عاد كما هو الحال في كل عطلة لكن البعض الآخر لم يعد، مشيرة الى أن حوالي 600 ألف من المصطافين والمسافرين الذين غادروا لقضاء العطلات لم يعودوا الى اسرائيل حتى تاريخه بسبب الحرب.
وبحسب الموقع، "إذا ما تم إضافة عدد "الإسرائيليين" الذين سافروا إلى الخارج خلال العطلات (حوالي 600 ألف) ولم يعودوا حتى الآن إلى عدد الإسرائيليين الذين غادروا إسرائيل خلال الحرب (حوالي 370 ألفًا)، وحوالي 970 ألفاً يفترض أنهم مسافرون لسبب ما، وطرح عدد من عادوا خلال الحرب (نحو نصف مليون)، يتبين أن عدد الإسرائيليين الذين خرجوا ولم يعودوا كان أكبر بنحو 470 ألفاً .
وأشار الموقع الى انكماش الهجرة الى اسرائيل مع تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني بسبب سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، وتحديدا خطة إضعاف القضاء حيث تراجع عدد المهاجرين الجدد من نحو 20 ألفاً في الربع الأول من عام 2023 إلى نحو 11 ألفاً في الربع الثالث، لكن هذه الهجرة توقفت تقريبا في الأسابيع الأولى من الحرب على غزة، مشيرة الى أن تشرين الاول الماضي سجل 1096 فقط من المهاجرين القادمين الى اسرائيل نصفهم تقريبا قبل اندلاع الحرب.
إقرأ أيضاً : الجيش الاحتلال: المناورة البرية شمال غزة ستستمر شهرا آخرإقرأ أيضاً : الدكتور ابراهيم الشخانبة .. مبارك قدوم المولود الجديد "شاكر"إقرأ أيضاً : رغم جرائم الاحتلال .. واشنطن لن تعيد النظر في دعم "إسرائيل" بالأسلحة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فلسطين الثاني الوضع سياسة جرائم فلسطين الوضع سياسة غزة الاحتلال الثاني ابراهيم
إقرأ أيضاً:
“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.
زهير عثمان
zuhair.osman@aol.com