مقال بنيوزويك: جنين تثبت أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
أوضح مقال نشرته مجلة نيوزويك الأميركية (Newsweek) أن الدرس المستفاد من الهجوم الدامي على جنين الأسبوع الماضي يؤكد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأن الهجوم برمته كان عديم الجدوى وعزز الحاجة إلى حل سياسي.
واستعرض الكاتب الفلسطيني داود خطاب -الأستاذ السابق في الصحافة بجامعة برينستون الأميركية- في المقال عدد القتلى في جنين، بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإجلاء مئات الفلسطينيين قسرا من منازلهم وتدمير أنابيب المياه التي كانت تخدم 24 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة والأضرار الأخرى.
وقال إن إسرائيل تتجاهل حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في اتفاقيات أوسلو، ولا تستطيع القيادة الفلسطينية المحبطة أن تفسر سبب عدم تدخل قوات الأمن المسلحة التي يبلغ قوامها 70 ألف عنصر لحماية شعبها ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين المشاغبين الذين أحرقوا في الأشهر الأخيرة قرى فلسطينية في مناطق خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية وأمام جنود إسرائيليين.
وأضاف أن الفلسطينيين يفهمون أنهم بحاجة إلى تنسيق أمني مع إسرائيل، ولكن كجزء من اتفاقية تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية متصلة ذات سيادة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال هذا الأسبوع إنه سيقاتل ضد الدولة الفلسطينية، ويريد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفريقه البقاء حتى يتمكنوا من خدمة إسرائيل.
وأكد أنه لا يبدو أن هناك من يهتم أو يقول الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن الفلسطينيين ولا الإسرائيليين لن يروا السلام من خلال انتصار عسكري. ولا يستطيع الإسرائيليون سحق 4 ملايين فلسطيني، ولن يدفع الفلسطينيون إسرائيل إلى تغيير سياساتها من خلال أعمال المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الإسرائيلي القوي المهيمن، والذي غالبا ما يأخذ أوامره بشكل مباشر أو غير مباشر من المستوطنين غير الشرعيين.
الهجوم على جنين لن يردع الفلسطينيينواستمر يقول إن هجوم إسرائيل على جنين لن يردع الفلسطينيين ولن يجلب السلام، وإن الوقت قد حان لأن يتبع المجتمع الدولي أقواله بالأفعال. فلا ينبغي لأي دولة أن تنطق بعبارة "حل الدولتين" إذا لم تكن راغبة في التصرف بناء عليها، بما في ذلك الاعتراف البسيط والمهم بالجزء الفلسطيني من حل الدولتين. فبمجرد الاعتراف بفلسطين كدولة تحت الاحتلال، سيتعين عليها التفاوض بشأن العلاقات مع إسرائيل بشأن قضايا الحدود والقدس واللاجئين والمستوطنات.
وختم بأن جنين أبرزت ضرورة إنهاء الاحتلال، وأن يكون التفاوض على السلام بين دولتين ذواتي سيادة، وأن يكون ذلك على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
تنطلق خلال ساعات جوائز أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة المعروفة اختصارا باسم جوائز "الأوسكار - Oscars"، لتتويج أهم الأفلام المنتجة في عام 2024، وهي تعتبر أهم جائزة تمنح في مجال صناعة الأفلام حول العالم.
وطوال سنوات سيطر اللوبي المؤيد لـ"إسرائيل" في الولايات المتحدة على إنتاجات هوليوود، مع تهميش أو إزاحة أي إنتاج يعتبر "معادٍ للسامية" أو "مناهض لليهود" أو حتى الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر السيطرة الإسرائيلية اليهودية على هوليوود في فاصل ساخر خلال جوائز "الأوسكار" في عام 2013، عندما قدّم الممثل مارك واينبرغ مع الدمية الشهيرة "تيد" بعض الممثلين المتواجدين في الحفل، لتقول الدمية إن "المثير للاهتمام أن هؤلاء كلهم يهود، وأنت يا مارك هل أنت يهودي".
ليرد الممثل واينبرغ: "لا أنا كاثوليكي"، فيرد عليه: "إجابة خاطئة جرّب مرة أخرى، هل لا تريد العمل في هذه البلدة؟، أنا يهودي، وأود التبرع بالمال لإسرائيل والعمل هنا إلى الأبد، شكرا".
خطاب غير مسبوق
شهد حفل الأكاديمية عام 1978، موقفا تضامنيا بارزا مع القضية الفلسطينية، وإدانة شديدة اللهجة لجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذلك الوقت، أعلن الفنان الصاعد حينها، جون ترافولتا، فوز الممثلة المسرحية والسينمائية المرموقة والناشطة السياسية، فانيسا رديغريف، بجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلمها "جوليا - Julia" عام 1978.
وفي ذلك الوقت، صعدت فينيسا خشبة المسرح لتتلقى جائزتها، وهي التي كان فوزها مستبعدا، وذلك ليس لضعف موهبتها؛ بل بسبب القوة التي حملتها آراؤها السياسية المؤيدة لفلسطين.
وهذا الأمر الذي لم يعجب المنظمات واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، مع العمل بشكل مكثف لحرمانها من الجائزة عندما جرى إعلان ترشجحها لنيلها.
وتعود قصة ذلك إلى وثائقي "الفلسطيني - The Palestinian" الذي أنتجته فينيسا قبلها بعام واحد، والذي يحمل وجهة نظر تدين الممارسات الإجرامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وقادت منظمة "الدفاع اليهودية" حملة عنيفة ضد فوز رديغريف بالأوسكار في ذاك العام، وقد وصل الأمر إلى حرقهم لدمى على هيئتها ومحاولة تفجير إحدى السينمات، حيث كان يعرض فيلمها الذي يدين النازية.
ورغم ذلك، فازت رديغريف بالجائزة، وعندما وقفت فوق خشبة المسرح لتلقي خطابها اختارت المواجهة، ملقية خطابها الذي فتح عليها أبواب حملة تحريض وكراهية لا نهاية لها.
وفي خطابها بعد الفوز بالجائزة قالت رديغريف: "أنا أحييكم وأعتقد أنه يجب أن تكونوا فخورين للغاية بأنكم وقفتم بحزم في الأسابيع القليلة الماضية".
وأضافت "رفضت الخوف من تهديدات مجموعة صغيرة من السفاحين الصهاينة الذين يعتبر سلوكهم إهانة لمكانة اليهود في جميع أنحاء العالم ولسجلهم العظيم والبطولي في النضال ضد الفاشية والقمع".
وأكدت "أنا أحيي هذا السجل وأحييكم جميعًا على وقوفكم بحزم وتوجيه ضربة قاضية ضد تلك الفترة عندما أطلق نيكسون ومكارثي حملة مطاردة ساحرات في جميع أنحاء العالم ضد أولئك الذين حاولوا التعبير في حياتهم وعملهم عن الحقيقة التي آمنوا بها".
ويذكر أن "مطاردة الساحرات" هو مصطلح يشير إلى محاولة للعثور على مجموعة معينة من الأشخاص ومعاقبتهم مع إلقاء اللوم عليهم بسبب شيء ما، وغالبا ما يكون ذلك ببساطة بسبب آرائهم وليس لأنهم ارتكبوا بالفعل أي خطأ.
وختمت رديغريف خطابها بالقول: "أحييكم وأشكركم وأتعهد لكم بأنني سأواصل الكفاح ضد معاداة السامية والفاشية، شكرًا لكم".
وبعد سنوات طويلة من هذا الخطاب، حافظت فانيسا رديغريف على دعمها للقضية الفلسطينية، وحيّت في 2009 أهل فلسطين لصمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي، كما أكدت أنها لن تتراجع عن تصريحاتها ومواقفها، كاشفة أنه كلفها العديد من الأدوار والتعاقدات في هوليوود.
وقالت في ذلك الوقت في "لم أكن أدرك أن التعهد بمكافحة معاداة السامية والفاشية كان مثيرًا للجدل، كان عليّ أن أقوم بدوري، وكان على الجميع القيام بواجبهم لمحاولة تغيير الأشياء للأفضل والدفاع عن الصواب وعدم الشعور بالفزع".
وبعد هذه الموقف جرى قمع واستعاد أي حراك واضع يعدم القضية الفلسطينية حتى حفل العام الماضي الذي جاء خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة، بعدما ارتدى عدد من النجوم، بينهم بيلي إيليش ومارك روفالو ورامي يوسف وسوان أرلو، دبابيس حمراء ترمز لدعم وقف إطلاق النار.
وأفاد بيان صادر عن مجموعة "Artists4Ceasefire"، التي تقف وراء الحملة، بأن "الدبوس يرمز إلى الدعم الجماعي لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن وتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين في غزة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
At the 1978 Oscars, the audience booed after a speech by British actress Vanessa Redgrave, winner of the Best Supporting Actress award, in which she criticized Zionism.
After 46 years, British director Jonathan Glazer stood at the same ceremony and condemned the occupying state… pic.twitter.com/WWa2ZB5s3S — Suppressed News. (@SuppressedNws) March 11, 2024
من جهته قال الممثل الكوميدي من أصل مصري رامي يوسف حينها: "ندعو أيضاً إلى السلام والعدالة الدائمة لشعب فلسطين".
وجاء ذلك فيما خرج مئات المتظاهرين حينها إلى شوارع لوس أنجلوس قرب مسرح دولبي لتوجيه أيضا دعوة لوقف إطلاق النار في غزة.
Billie Eilish, Ramy Youssef, Ava DuVernay and other celebrities wore red pins at the Oscars in support for a cease-fire in Gaza. The design featured a single hand holding a heart and was organized by the group Artists4Ceasefire. pic.twitter.com/sj6HBzsoYi — The Associated Press (@AP) March 11, 2024
يشار إلى أن Artists4Ceasefire، التي تضم أعضاء من صناعة الترفيه، كانت حثت الرئيس الأميركي حينها، جو بايدن، على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بغزة، وذلك في رسالة مفتوحة وقعها عدد من النجوم، بما في ذلك المرشحان لجائزة الأوسكار لعام 2024 برادلي كوبر وأميركا فيريرا.