دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هذا منزل إيطالي، يحلم غالبية الناس بقضاء ليلة فيه.

ويعود بناء فندق قصر فيلون (Palazzo Vilòn) التاريخي في العاصمة الإيطالية روما إلى القرن السابع عشر، ويضم أجنحة عديدة تزيّنها التحف الفنية. ويُعتبر الفندق فاخرًا جدًا، وتبلغ مساحته 1100 متر مربع موزّعة على طبقات عدة، ويضمّ صالة ألعاب رياضية خاصة، ومنتجع صحي، وسينما، وخادم شخصي، وطهاة على مدار 24 ساعة.

ويمكن امتلاك  فندق قصر فيلون بالكامل لليلة واحدة لقاء 25 ألف يورو (27107 دولارًا) إذا اخترت عرض "الشراء الشامل".

وهذا القصر الباروكي الحالم ليس فندقًا فخمًا تقليديًا، لأنه يوفّر فرصة نادرة للعودة بالزمن إلى الحقبة التي حكمت فيها العائلات النبيلة المدينة الخالدة. لذا، لا يدفع الزبائن فقط مقابل مكان إقامة، بل للتأمل بقرون من التاريخ والفن، انعكست في الهندسة المعمارية والديكور.

يضم قصر فيلون العديد من الصالات، ضمنًا Sala di Diana.Credit: Mattia Aquila/Courtesy Palazzo Vilon

يطلّ القصر على نهر التيبر، ويقع بالقرب من المدرّجات الإسبانية في منطقة كامبو مارزيو، ويبعد دقائق قليلة سيرًا على الأقدام عن معالم روما الشهيرة. وكان القصر لقرون عدة مسكنًا خاصًا لعائلة بورغيزي، إحدى أقوى الأسر الحاكمة وأكثرها نفوذاً في أوروبا بالقرن السابع عشر.

يُعتقد اليوم، أنّ قصر فيلون أغلى فندق تاريخي في إيطاليا، وتشمل الرسوم الأساسية وجبة الفطور فقط.

إذا كنت ترغب بتناول عشاء خاص مع قائمة طعام فاخرة معدّة داخل المطبخ الضخم اللامع في القصر، فعندها تُضاف قيمة مبلغ قدره 1000 يورو للشخص الواحد، يشمل أفضل أنواع النبيذ.

ولا يزال ورثة عائلة بورغيزي الأصلية، وهي سلالة ألفية تشمل الباباوات والأمراء، يسكنون القصر الملحق بالفندق. ورغم إمكانية حجز غرف فردية، يقول الموظفون لـCNN إن غالبية الزبائن يفضلون الحصول على المكان بأكمله لأنفسهم.

وقال صامويل فلوريو نائب مدير قصر فيلون: "لقد افتتحنا الفندق هذا الصيف، واستقبلنا حتى الآن نزلاء أجانب، غالبيتهم من الجنسية الأمريكية، أزواج من الشباب، وكبار السن، أو عائلات مع أطفالهم، يختارون الشراء الشامل، ويحجزونه حصريًا لبضعة أيام رغم وجود مساحة تتّسع لـ12 شخصًا".

ولأسباب تتعلّق بالخصوصيّة، لم يفصح عن أي تفاصيل فيما يخص نزلاء القصر، لكنه أكدّ أن الفرصة لم تُتح لكُثر لتجربة هذا القصر "السري" حتى الآن.

يحتوي جناح بورغيزي في الطبقة الأولى، على غرفة معيشة خاصة به.Credit: Mattia Aquila/Courtesy Palazzo Vilon

وأوضح فلوريو أنّ "الأسعار قد تختلف بحسب الطلب ومدة الإقامة، وتتضمن قائمة الخدمات أيضًا غسيل السيارات، وجولات مصحوبة بمرشدين إلى سوق المنتجات الطازجة في الحي حيث ينتقي الضيوف الخضار واللحوم والخبز ويعودون بها إلى القصر حيث يعدون وجباتهم الخاصة أو يتابعون دروس فن الطبخ". 

وأكّد نائب المدير أن الرفاهية لا تعني دومًا الترف حين يتعلّق الأمر بالطعام. ويهتم العديد من النزلاء أكثر باكتشاف المتاجر الصغيرة حيث يشتري قاطنو روما مكوّناتهم اليومية، ومن ثم اختبار الطهي المحلي، وتناول الطعام كمواطن داخل المطبخ المعاصر في القصر، المجهّز بمعدات فولاذية فائقة التقنية مماثلة لتلك  التي تقع عليها في المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان في المدينة.

قاعة المرايا. Credit: Mattia Aquila/Courtesy Palazzo Vilon

يقدّم العشاء على ضوء الشموع في قاعة المرايا التي تتميز بطاولة طويلة تناسب الولائم على طراز عصر النهضة. وتم تزيين القاعة بالنقوش البارزة، والجص الذهبي، والمرايا الفلمنكية الأصلية المصنوعة خلال عصر النهضة. ويعتني فريق فلوريو بقائمة الطعام وتحضير الأطباق الإيطالية الشهيرة التي يتم إعدادها وتقديمها بالكامل من قبل فريق متخصص من النوادل، والسقاة، والطهاة.

تُقدّم وجبات العشاء على ضوء الشموع في قاعة المرايا المذهلة.Credit: Mattia Aquila/Courtesy Palazzo Vilon

كما يقدم فريق فلوريو أيضًا جولات برفقة مرشدين في روما وإيطاليا بأكملها، غير أنّ هذه الخدمات عادية يمكن للضيوف العثور عليها في أي فندق راقٍ.

"لطالما كان ينبض بالحياة"

أُعيد تصميم القصر وتأثيثه بمزيج من القطع الحديثة والقديمة، وتتميّز حديقته الخاصة بإطلالات رائعة على روما. ولكونه مصنّف كمسكن تاريخي، لم تجرَ أي تغييرات هيكلية على الهندسة المعمارية الأصلية، التزامًا بالقيود التي تفرضها السلطات الفنية التابعة للدولة.

يقع جناح Chapel داخل كنيسة صغيرة باروكية سابقة، ويتميز بسقف مقبب مغطًى بلوحات جدارية.Credit: Mattia Aquila/Courtesy Palazzo Vilon

وزُينت جدران القصر وأسقفه بالكامل بلوحات جدارية وأخرى خادعة للعين، تصوّر مشاهد ريفية وأسطورية، بالإضافة إلى السجاد، والجص الفاخر، والرخام النادر والثمين. ووُجدت المينا الذهبية اللامعة في كل مكان.

تُقدّم المشروبات عند غروب الشمس، على الشرفة المطلّة على نهر التيبر، فيما يستمتع النزلاء بقهوة الإسبريسو الصباحية في الحديقة الخاصة، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية في الماضي تمرّر الوقت بالنميمة والمغازلة.

ويتمتع القصر أيضًا بالفخامة المطلقة في الوسط التاريخي لروما. وأكد فلوريو أن قصر فيلون ليس متحفًا أُعيد إلى الحياة، بل لطالما كان مسكنًا خاصًا، لكنه اليوم يفتح أبوابه للضيوف.

وأشار فلوريو إلى أنّ "آخر شخص عاش هنا حتى سنوات قليلة مضت، كان منتج أفلام إيطالي مشهور"، موضحًا أنّ "حالة الحفاظ على القصر مثالية لأنه لم يسقط في غياهب النسيان، أو يُهمل. لقد كان دومًا ينبض بالحياة". 

إيطاليارومافنادقفنوننشر الأربعاء، 06 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: روما فنادق فنون

إقرأ أيضاً:

بالصور.. أنفاق ودهاليز وتحصينات تحت القصر الرئاسي بدمشق

كشف مسؤول عسكري في إدارة العمليات العسكرية في سوريا عن وجود شبكة أنفاق تربط القصر الرئاسي بالمجمع العسكري للحرس الجمهوري الذي كان مكلفا بالدفاع عن العاصمة السورية دمشق.

ويقع "قصر الشعب" كما بات يسمى بعد سقوط نظام الأسد غربي دمشق، وبالتحديد في جبل المزة قرب جبل قاسيون الذي يطل على المدينة، وتغطي مباني القصر نحو 500 ألف متر مربع، إذ يضم مستشفى خاصا ومقر الحرس الجمهوري.

أحد عناصر إدارة العمليات العسكرية في نفق تحت مقر الحرس الجمهوري (الفرنسية)

وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، قال محمد أبو سليم (32 عاما) "هذا اللواء هو ثكنة عسكرية تابعة لباسل الأسد (شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد)، هي ثكنة ضخمة جدا دخلناها بعد التحرير".

وفي هذا المقر تم تخريب تمثال ذهبي لباسل الأسد شقيق الرئيس المخلوع وهو على ظهر خيل، في حين فُصل رأسه عن التمثال ورُمي بعيدا.

وقضى باسل في حادث عام 1994، في وقت كان هو الخليفة المفترض لوالده حافظ الذي حكم سوريا بالحديد والنار حتى وفاته عام 2000.

رأس باسل الأسد فُصل عن جسده بالتمثال الذي كان يخلد ذكراه في مقر الحرس الجمهوري (الفرنسية)

وأضاف أبو سليم -وهو مسؤول عسكري في هيئة تحرير الشام التي قادت فصائل معارضة وأطاحت بنظام بشار الأسد مع دخولها دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي- أن الثكنة تضم "أنفاقا طويلة تصل حتى القصر الجمهوري" الواقع على تلة مجاورة.

صورة بشار الأسد في أحد دهاليز مقر الحرس الجمهوري (الفرنسية)

ودخل مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إلى غرفتين محصنتين تحت الأرض تؤديان إلى غرف كبيرة مخصصة للحرس ومزودة بمعدات اتصالات وكهرباء ونظام تهوية، إضافة إلى مكان لتخزين الأسلحة، وهناك أنفاق أخرى أكثر بدائية حُفرت في الصخر وتحتوي على ذخيرة.

أنفاق تربط القصر الرئاسي بمقر الحرس الجمهوري اكتشفت تحت الموقع (الفرنسية)

وكان الحرس الجمهوري مكلفا بحماية دمشق، لكن الجيش السوري انهار عندما دخلت الفصائل المسلحة إلى العاصمة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي في هجوم خاطف انطلق من شمال سوريا وانتهى بفرار بشار الأسد إلى موسكو.

وفي هذا المجمع الضخم يتدرب عناصر من إدارة العمليات العسكرية في سوريا على إطلاق النار نحو صور لبشار الأسد ووالده حافظ.

عناصر إدارة العمليات العسكرية سيطروا على المقر بعد سقوط النظام (الفرنسية)

واصطفت دبابات ومدافع في الموقع، كما يمكن رؤية عدد كبير من البراميل الفارغة وذخائر متفجرة، وأكد محمد أبو سليم أن "النظام كان يستخدم هذه البراميل المتفجرة ليقصف بها المدنيين في الشمال السوري".

ونددت الأمم المتحدة باستخدام سلاح الجو زمن حكم بشار الأسد البراميل المتفجرة ضد مناطق مدنية كان يسيطر عليها خصومه خلال الحرب الأهلية.

مقالات مشابهة

  • بالصور والفيديو .. أنفاق ودهاليز وتحصينات تحت القصر الرئاسي بدمشق
  • بالصور.. أنفاق ودهاليز وتحصينات تحت القصر الرئاسي بدمشق
  • بن عيادة:”الحمد لله على الفوز التاريخي على الأهلي المصري”
  • هدم مركب الوازيس المعقل التاريخي للرجاء
  • من قمة المجد إلى 750 دولارًا.. جيان هداف غانا التاريخي يُعلن إفلاسه
  • منتخبنا جاهز لـ"الموقعة الكبرى" في النهائي التاريخي أمام البحرين
  • «صلاح التاريخي» يقترب من رقم الأكثر تتويجاً بجائزة لاعب الشهر في البريميرليج
  • العثور على رضيع ميت في صندوق الأطفال بعد فشل إخطار كاهن بإيطاليا
  • جائزة مالية قدرها مليون دولار للمنتخب المتوج بلقب خليجي 26
  • تسجيل ارتفاع قياسي في عدد المصابين جراء الألعاب النارية ليلة رأس السنة بإيطاليا