خان يونس محاصرة وموجات نزوح نحو رفح.. وصفارات الإنذار تنطلق في إيلات
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تشهد الحرب في غزة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، الأربعاء، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال، فيما يعيش سكان القطاع مأساة إنسانية كبيرة. وتُتم الحرب الطاحنة شهرها الثاني اليوم، مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع بشماله وجنوبه، وسط اشتعال الاشتباكات وحرب الشوارع بين القوات الإسرائيلية والعناصر المسلحة داخل القطاع.
وفي آخر التطورات، انطلقت صفارات الإنذار في إيلات بجنوب إسرائيل اليوم الأربعاء، حسبما أفاد تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي. ولم يذكر التلفزيون مزيدا من التفاصيل. وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة «تايمز اوف إسرائيل» أن شخصا أصيب بجروح طفيفة جراء هجوم بقذيفة على بلدة قرب الحدود مع قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن خدمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داود الحمراء» القول إن المصاب يبلغ من العمر نحو 60 عاما وإنه تلقى العلاج اللازم.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب قطاع غزة، حيث تجري اشتباكات هي الأعنف على الأرض منذ بدء الحرب قبل شهرين بينه وبين حركة حماس. ويشاهد آلاف المدنيين يفرون من المنطقة مشيا أو على دراجات نارية أو على عربات محملة بأمتعتهم. وهم باتوا محاصرين في منطقة تتقلص مساحتها يوما بعد يوم قرب الحدود مع مصر ويواجهون وضعا إنسانيا كارثيا.
وقال قائد أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، في بيان: «قواتنا تحاصر خان يونس في جنوب قطاع غزة. لقد سيطرنا على الأمن في معاقل عدة لحماس في شمال قطاع غزة ونجري عمليات الآن ضد معاقلها في الجنوب». وأضاف «قواتنا تعثر على أسلحة في كل الأبنية والمنازل تقريبا وعلى إرهابيين في منازل كثيرة وتواجههم».
اشتباكات عنيفة
وقالت مصادر في حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين لوكالة «فرانس برس» إن مقاتليهما يتواجهون في اشتباكات عنيفة مع القوات الإسرائيلية لمنعها من الدخول إلى خان يونس والمناطق الواقعة شرق المدينة، فضلا عن مخيمات اللاجئين القريبة.
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، اليوم، بمقتل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على قطاع غزة فجرا. وقالت الوكالة إن القوات الإسرائيلية واصلت فجر اليوم قصفها المكثف على شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، جلهم من الأطفال والنساء.
وأشارت الوكالة إلى أن القصف الإسرائيلي طال منزلين بمخيم النصيرات وسط القطاع، وكذلك استهدفت غارة إسرائيلية منزلا في المخيم الغربي بخان يونس. وسائل الإعلام الفلسطينية أشارت إلى تواصل القصف المدفعي على أحياء التفاح والدرج والشجاعية في مدينة غزة، وعلى شرق خان يونس والفخاري وخزاعة وعبسان، بينما قالت إن القوات الإسرائيلية أطلقت وابلا من القنابل الفسفورية والدخانية باتجاه وسط مخيم جباليا شمال القطاع. وأفادت إعلام فلسطيني بأن إسرائيل قصفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا بشمال غزة، ما أسفر عن عدد كبير من القتلى والجرحى.
نزوح إلى رفح
وذكر المتحدث باسم وكالة الأونروا كاظم أبو خلف، أن اتصالات الوكالة مع خان يونس جنوب قطاع غزة انقطعت بسبب القصف الإسرائيلي. وأضاف أبو خلف، الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر تطالب المواطنين الذين نزحوا من الشمال وغزة إلى مناطق الجنوب والمحافظات الوسطى بأن ينزحوا مرة أخرى لرفح.
ونقلت الوكالة عن مصادر في الدفاع المدني أن عددا كبيرا من القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع «ودفنوا تحت الأنقاض وسط صعوبات انتشالهم». كما أشارت إلى اعتقال القوات الإسرائيلية 35 من العاملين في المجال الطبي. يذكر أن حصيلة القتلى في القطاع منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة يوم الجمعة الماضي وصلت أكثر من 1240 قتيلا.
هذا وكشف الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن مقتل 4 جنود آخرين في صفوفه خلال المعارك في قطاع غزة، مشيراً إلى ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الإسرائيليين منذ بداية الصراع في 7 أكتوبر إلى 410 جنود. وأشار المكتب الصحافي للجيش في بيان عبر موقعه الإلكتروني، إلى مقتل ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى 84 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة.
وهاجم الجيش الإسرائيلي المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة خلال ما وصفه بأنه أشرس قتال منذ أن بدأ غزوه البري للقضاء على حركة حماس قبل خمسة أسابيع.
أشرس المعارك
وأعلنت إسرائيل أن قواتها، مدعومة بطائرات حربية، وصلت أمس الثلاثاء إلى وسط مدينة خان يونس بجنوب غزة وتحاصر المدينة أيضا. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات عنيفة مع الإسرائيليين.
وقال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي الجنرال يارون فينكلمان في بيان «إننا اليوم في أشرس أيام المعارك منذ بداية العملية البرية». وهذه أيضا أكثر المعارك ضراوة منذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحماس الأسبوع الماضي. وقال فينكلمان إن القوات الإسرائيلية قاتلت أيضا في جباليا، المخيم الكبير للاجئين ومعقل حماس في شمال غزة المجاور لمدينة غزة، وفي حي الشجاعية شرق المدينة.
وقال الجناح العسكري لحركة حماس إنه قتل أو أصاب ثمانية جنود إسرائيليين ودمر 24 مركبة عسكرية أمس الثلاثاء. وأطلقت إسرائيل حملتها على قطاع غزة المكتظ بالسكان ردا على هجوم شنه مقاتلو حماس في السابع من أكتوبر على بلدات إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا للإحصاء الإسرائيلي. وقال السلطات الصحية في غزة إن عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر تجاوز 16250، منهم 7112 قاصرا و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
ومنذ انهيار الهدنة، تنشر إسرائيل خريطة على الإنترنت لإعلام سكان غزة بالأجزاء التي يجب إخلاؤها من القطاع. وتم وضع علامة على الحي الشرقي لمدينة خان يونس يوم الاثنين، وهو موطن لمئات الآلاف من الأشخاص، الذين هرب كثيرون منهم سيرا على الأقدام.
ويقول سكان غزة إنه لم يعد هناك مكان آمن يذهبون إليه، حيث إن البلدات والملاجئ المتبقية مكتظة بالفعل بينما تواصل إسرائيل قصف المناطق التي تطلب من الناس الذهاب إليها. ووسط الانتقادات الدولية المستمرة لمحنة غزة، أكدت الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، أمس الثلاثاء، أن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد للسماح بدخول الوقود وغيره من المساعدات إلى القطاع والحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی القصف الإسرائیلی جنوب قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
كيف انهارت منظومة الردع الإسرائيلية في قطاع غزة؟
#سواليف
أكد خبيران في الشأن الفلسطيني أن ” #الاحتلال #الصهيوني مُني بفشل استراتيجي في حربه على #غزة، حيث لم يقتصر الإخفاق على الجانب العسكري، بل امتد ليشمل انهيارا واضحا في مفاهيم #الردع التي اعتمد عليها لعقود”. وأوضحا أن #المقاومة_الفلسطينية نجحت في فرض معادلات جديدة أعادت رسم موازين القوى في المنطقة، مما دفع محللين إسرائيليين إلى الإقرار بأن “اللعبة لم تعد كما كانت”.
تحول إستراتيجي
وشدد الخبير المصري في التطوير الاستراتيجي، محمد تهامي، على أن ” #الاحتلال الصهيوني تعرض لفشل ذريع في حربه على غزة”، معتبرا أن “هذا الإخفاق لا يقتصر على البعد العسكري، بل يعكس تحولا استراتيجيا أفضى إلى تآكل منظومة الردع التي شكلت لعقود ركيزة السياسة الإسرائيلية”.
مقالات ذات صلة العالم لا يرى إلا بعين واحدة.. هكذا تعامل جيش الاحتلال مع جثامين الشهداء الفلسطينيين 2025/02/20وأشار تهامي في حديثه إلى أن “المقاومة الفلسطينية فرضت واقعا جديدا قلب #معادلة_الصراع التقليدية، حيث لم يعد #التفوق_العسكري كافيا لحسم #المعركة”.
ولفت إلى تصريحات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، غيورا إيلاند، التي أقرّ فيها بأن ” #حماس نجحت في فرض إرادتها، وأن الاحتلال فشل فشلا ذريعا”، مؤكدا أن “هذا الاعتراف يتجاوز مجرد تحليل عسكري ليعكس تغيرا جوهريا في قواعد اللعبة”.
وأوضح تهامي أن “التاريخ أثبت أن الحروب لا تُحسم فقط بالتفوق العسكري، بل بالإرادة السياسية والصمود والتخطيط الاستراتيجي. فمن فيتنام إلى الجزائر، لم يكن النصر حكرا على من يمتلك الدبابات والطائرات، بل كان حليفا لمن امتلك القدرة على الثبات. واليوم، يعيد المشهد الفلسطيني إنتاج هذه المعادلة، حيث بات قطاع غزة، رغم حصاره لسنوات، منصة لإعادة تعريف الصراع في الشرق الأوسط”.
وأضاف أن ” #الفشل_الإسرائيلي في غزة يتجاوز حدود الإخفاق العسكري، إذ يعكس انهيارا لمفاهيم الردع، فإطالة أمد المواجهة وفرض قواعد تفاوضية جديدة وإجبار الاحتلال على تقديم تنازلات جوهرية كلها مؤشرات على تحول عميق في طبيعة الصراع”.
وأشار إلى دلالة تصريح غيورا إيلاند حين قال: “لم يعد الأمر مجرد حماس، بل دولة غزة”، في إشارة إلى الواقع الجديد الذي فرضته المقاومة.
هشاشة الصورة الإسرائيلية عالميا
وأكد تهامي أن “الاحتلال طالما سعى إلى ترسيخ صورته كقوة لا تُهزم، لكن الأحداث الأخيرة كشفت هشاشة هذه السردية، خاصة مع مشاهد الإجلاء العسكري والتقارير الغربية التي تحذر من فشل الأهداف المعلنة للحرب. وهنا، لعب الإعلام المقاوم دورا محوريا، حيث لم يقتصر على توثيق الأحداث، بل نجح في تقديم رواية مضادة تحدّت السردية الصهيونية في الأوساط الدولية”.
وأشار إلى أن “القوة العسكرية لا تزال عنصرا مهما في الحروب، لكن في عصر الإعلام الرقمي والحروب غير المتكافئة، بات الانتصار يُقاس بالقدرة على التحكم في السردية وتحويل الوقائع العسكرية إلى مكاسب سياسية ومعنوية”.
واعتبر تهامي أن “اعتراف الاحتلال بالفشل يعكس أزمة عميقة في المنظومة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، حيث أصبح مضطرا للقبول بشروط فرضتها المقاومة، ما يعني أن (اللعبة لم تعد كما كانت)”.
اختبار نظريات السياسة الدولية
وفي سياق أوسع، أشار تهامي إلى أن “الصراع في فلسطين لطالما كان اختبارا لنظريات السياسة الدولية، إذ ساد الاعتقاد بأن ميزان القوة التقليدي سيحسم الأمور لصالح الاحتلال، لكن العقود الأخيرة أثبتت أن الإرادة قادرة على قلب المعادلات. فمن فيتنام إلى الجزائر وجنوب إفريقيا، تؤكد التجارب أن الشعوب التي ترفض الهزيمة تفرض شروطها في النهاية، وهو ما تعيد غزة إنتاجه اليوم، حيث لم تعد المواجهة مجرد صراع مسلح، بل إعادة صياغة لمفهوم الردع في المنطقة”.
وختم تهامي بالتساؤل عن مستقبل الحروب غير المتكافئة في ظل تغير أدوات القوة والتأثير، قائلاً: “إلى أي مدى يمكن للقوى الكبرى أن تستمر في استخدام أدوات القوة التقليدية في عالم أصبح فيه الإعلام والسردية السياسية بنفس أهمية الصواريخ والدبابات؟ وهل بات مفهوم النصر العسكري أمرا نسبيا خاضعا للتأويل أكثر من كونه حقيقة مطلقة؟”.
معركة السردية والتأثير العالمي
من جهته، أكد الباحث الكويتي المتخصص في الشأن الفلسطيني، عبد الله الموسوي، أن “الجيش الصهيوني، بمساندة آلته الإعلامية، نسج على مدى عقود سلسلة من الأساطير والمبالغات، أبرزها ادعاء أنه “الجيش الذي لا يُقهَر” وتسميته بـ”جيش الدفاع”، إضافة إلى الترويج لصورة الجندي الصهيوني ذي العقيدة القتالية الصلبة”.
وفي حديثه لـ”قدس برس”، أوضح الموسوي أن “هذه الادعاءات تهاوت أمام صمود المقاومة الفلسطينية، التي كشفت زيفها عبر سنوات من المواجهة، وكان أبرزها عملية “طوفان الأقصى”، التي ضربت عمق العقيدة العسكرية الصهيونية، وأحدثت شرخاً عميقًا في ثقة الجمهور الإسرائيلي بمؤسساته الأمنية والعسكرية، وعرّت نقاط الضعف التي حاول الاحتلال إخفاءها لعقود تحت غطاء الدعاية الحربية والتفوق التكنولوجي”.
وأشار إلى أن “الممارسات الوحشية التي يرتكبها الاحتلال، من استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة، ليست سوى تعبير عن ارتباك عسكري وسياسي، وهو ما يعكس فشل استراتيجيته في احتواء المقاومة”.
وأضاف الموسوي أن “هذه الجرائم تتعارض بشكل صارخ مع القوانين الدولية، لا سيما اتفاقيات جنيف التي تنص على حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة، ما يزيد من عزلة الاحتلال سياسيًا ويضعف شرعيته أمام الرأي العام الدولي”.
وتابع الموسوي قائلًا: “من الضروري التذكير بما قاله ديفيد بن غوريون، قائد عصابة الهاغاناه وأول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، عام 1950: (إسرائيل وُلدت من رحم الانتصارات، وعند أول هزيمة ستبدأ مرحلة تآكلها وتفككها، لذا يجب ألا نصل إلى هذه المرحلة، وعلينا أن نحافظ على قوتنا في المنطقة)”.
وأضاف أن “ما تشهده الساحة اليوم قد يكون بداية لهذه المرحلة، حيث تتزايد الأصوات داخل الاحتلال التي تحذر من خطر التفكك الداخلي، خاصة في ظل تزايد الانقسامات السياسية والاجتماعية. فالاحتجاجات ضد حكومة الاحتلال، والانتقادات الموجهة للمؤسسة العسكرية، والاتهامات المتبادلة بين القيادات السياسية، كلها مؤشرات على أزمة وجودية تهدد المشروع الصهيوني من الداخل”.
وأكد أن “المقاومة الفلسطينية، رغم إمكانياتها المحدودة، استطاعت أن تتحول إلى معادلة صعبة في المنطقة، وأن تكسر قواعد اللعبة التي حاول الاحتلال فرضها”.
وقال: “إسرائيل اليوم ليست إسرائيل الأمس، والقدرة على التعايش مع الفشل لم تكن يوما جزءا من عقيدتها، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع قد تتجاوز ما شهدناه في العقود الماضية”.
وشدد الموسوي على أن “الصراع اليوم لا يدور فقط في ميادين القتال، بل أيضا في ميدان السردية الإعلامية والتأثير على الرأي العام. فبينما يحاول الاحتلال الترويج لروايته عبر أدواته الإعلامية والدبلوماسية، نجحت المقاومة في قلب المعادلة عبر منصات الإعلام البديل، التي فضحت انتهاكات الاحتلال ونقلت صورة المعاناة الفلسطينية إلى العالم”.
وأشار إلى أن “التحولات في المشهد الإعلامي باتت تمثل تحديا حقيقيا للاحتلال، حيث أصبح من الصعب التغطية على جرائمه وسط تصاعد الوعي العالمي بعدالة القضية الفلسطينية”.
وأكد أن “الحرب اليوم ليست فقط حرب صواريخ وطائرات، بل هي حرب روايات، ومن يملك القدرة على السيطرة على السردية، يملك زمام المبادرة في المعركة السياسية والدبلوماسية”.
مستقبل الصراع.. إلى أين؟
وختم الموسوي حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في فلسطين اليوم ليس مجرد جولة قتالية أخرى، بل هو لحظة مفصلية في مسار الصراع مع الاحتلال. وقال: “نحن أمام مرحلة جديدة، حيث بات الاحتلال عاجزًا عن فرض شروطه، والمقاومة تزداد قوة رغم كل الضغوط، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل المشروع الصهيوني في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية”.
وأضاف: “المعادلات تتغير، والمقاومة أثبتت أنها ليست مجرد رد فعل، بل مشروع استراتيجي يمتلك رؤية وقدرة على الصمود، مما يجعل من القادم أكثر تعقيدا بالنسبة للاحتلال. فهل يستطيع الاحتلال التأقلم مع هذا الواقع الجديد؟ أم أن لحظة التآكل التي حذر منها بن غوريون قد بدأت بالفعل؟”.