دبي: هشام مدخنة
نشرت مجلة تايم الأمريكية، على هامش استضافة دبي مؤتمر «كوب 28»، تقريراً بعنوان «رجل في المنتصف»، وصفت فيه الدور الوظيفي الذي يلعبه سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس المؤتمر، بـ «المهم إلى حد كبير»، وكيف اتخذ الرئيس الحالي نهجاً مختلفاً تماماً عن بقية رؤساء الحدث في دوراته السابقة، من حيث توجيه الدعوة إلى شركات النفط والغاز، وإعطاء الأولوية للحلول المناخية التي يقدمها القطاع الخاص.


ودعا رئيس «كوب28» شركات النفط العالمية الكبرى للقدوم إلى دبي مع التزامات للقضاء على تسرب غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، وإزالة الكربون من عملياتها.
واقعية والتزام
وقالت «تايم»، إن الجابر، بصفته رئيساً للمؤتمر، ورئيساً لواحدة من أكبر شركات الوقود الأحفوري في العالم، مكلف بالتوفيق بين هذه الحقائق على اعتبار أنه يتسم بالواقعية الشديدة. وبالرغم من الطلب المرتفع على النفط، حتى في ظل السيناريوهات الأكثر تشدداً لإزالة الكربون، قال: «إن العالم سيظل في حاجة إلى بعض العرض، بحلول منتصف القرن، وبأنه من الأفضل أن يحتوي أي نوع من النفط، الذي نستخدمه على أقل محتوى متاح من الكربون».
وأضاف الجابر أثناء لقائه الصحفيين جاستن وورلاند وجوليا زورثيان، «إن الخفض التدريجي للوقود الأحفوري أمرٌ ضروري ولا مفر منه، لكن في الوقت نفسه، العالم ليس مستعداً بعد للتخلص التام من النفط والغاز. علينا أن نكون واقعيين، إذ إنه لا يمكننا فصل العالم عن نظام الطاقة الحالي قبل أن نبني نظام طاقة جديداً».
ومن وجهة نظره، فإن نجاح المؤتمر، ناهيك عن الجهود الأوسع لمكافحة هذه الظاهرة، يعتمد بقدر كبير على احتضان القطاع الخاص وتغيير ظروف السوق وإنهاء المفاوضات غير المستقرة. وقال: «سيكون هناك تحول نموذجي. تحتاج العملية السياسية إلى أن تكتمل بشكل جيد برأس المال الخاص وعقلية الأعمال، نحن في وضع فريد للتوفيق بين المصالح العديدة في مكافحة المناخ».
أكبر حديقة شمسية
بدورها، أشادت المجلة في تقريرها بمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر حديقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم، تعرض ثمار العمل المناخي في دولة الإمارات، لكنها لفتت في المقابل إلى أن مستويات إزالة الكربون من النفط والغاز عالمياً ليست كافية، وتمثل عمليات هذا القطاع 15% من الانبعاثات العالمية المرتبطة بالطاقة، وفي سبتمبر/أيلول، ذكر تقييم للأمم المتحدة أن التخلص التدريجي من جميع أنواع الوقود الأحفوري سيكون «لا غنى عنه» لإبقاء أهداف اتفاق باريس في متناول اليد.
إلى ذلك، يبدو أن مفاوضي المؤتمر، وجدوا أرضية مشتركة تحمل التزاماً أكبر بزيادة قدرة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعافها، لكن المحادثات حول التوصل إلى اتفاق نهائي، تقضي بالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لم يجد إجماعاً مماثلاً بعد.
والجابر، بحسب تقرير «تايم»، يدرك الفجوة تماماً. لذلك، ركزت استراتيجيته في التعاطي مع هذه المشكلة بشكل لافت على تغيير الرياضيات الاقتصادية لجعل الطاقة النظيفة استثماراً أفضل، إذ عمل على تحفيز الجميع، من صناعة المرافق إلى التمويل الخاص، والضغط من أجل تدفق الأموال. كما أعطى شركات الطاقة المتجددة دوراً مركزياً إضافياً، كالسماح بالإصلاح وإعادة تصميم أسواق الطاقة.
نهج الآباء المؤسسين
وتحدثت «تايم» عن زيارة رئيس المؤتمر سلطان الجابر مدينة نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، وكيف قرع بعد ذلك جرس التداولات في «وول ستريت»، مستحضراً كلمات الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أحد الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة حين قال: «ما هو جيد للتجار جيد لدبي». ويبدو أن الجابر يتبع نفس النهج في التعامل مع المناخ.
وعلى طريق «كوب 28»، نوهت المجلة باللقاءات التي أجراها الجابر العام الماضي، سواء مع قادة الأعمال مثل مايكل بلومبيرغ، أو الزعماء السياسيين مثل المستشار الألماني أولاف شولتز، أو المرجعيات الدينية مثل البابا فرانسيس.
دور الإمارات الإيجابي
ينظر المسؤولون الأقرب إلى المحادثات إلى الجابر بوصفه جهة فاعلة حسنة النية. وقال ماروس سيفكوفيتش، المسؤول المشرف على سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي: «أعتقد أنه ملتزم تماماً». أما تينا ستيج، مبعوثة المناخ لجزر مارشال، فقالت: «إن أمام كوب تحديات كبيرة، لكن توقعاتنا عالية».
تاريخياً، قاومت الولايات المتحدة وأوروبا تاريخياً التدابير، التي قد تحملهما المسؤولية عن تكاليف الانبعاثات الصادرة عنهما، كما قاومت الهند والصين المطالبات بالتخلص التدريجي من الفحم، لكن من الناحية النظرية، بحسب «تايم»، فإن دولة الإمارات في وضع جيد لسد بعض هذه الفجوات، وذلك بفضل علاقاتها المميزة مع جميع اللاعبين تقريباً. وبخصوص ذلك قال الجابر: «لقد حان الوقت بالنسبة لنا للاستفادة من خبرتنا المكتسبة على مر السنين، والعلاقات التي أنشأناها».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

«غرفة الشارقة» تشارك في معرض الحرف اليدوية بفلورنسا

 
الشارقة (الاتحاد)
تشارك غرفة تجارة وصناعة الشارقة في الدورة الجديدة من المعرض التجاري الدولي للحرف اليدوية MIDA، الذي يُعد من أبرز المنصات العالمية المتخصّصة في عرض أرقى المنتجات الحرفية والتقليدية والمبتكرة وتحتضنه مدينة فلورنسا الإيطالية على أرض المعارض خلال الفترة من 25 أبريل إلى 1 مايو 2025.
وتأتي المشاركة في الحدث من خلال منصة الإمارات للمجوهرات والعطور، التي تضم كلاً من منصة صاغة الإمارات ومنصة الإمارات للعطور، وهي إحدى المبادرات المنبثقة عن الغرفة، والتي تهدف إلى تمكين ودعم رواد الأعمال والمصممين الإماراتيين المتخصصين في قطاع المجوهرات والعطور، وتوفير نافذة عالمية لهم لعرض إبداعاتهم وتوسيع آفاق أعمالهم.
ويترأس وفد الغرفة عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ويضم الوفد منى السويدي مدير المكتب التنفيذي لغرفة الشارقة مسؤولة منصة «صاغة الإمارات»، و6 مصممات إماراتيات، اللواتي سيعرضن أحدث مجموعاتهن المبتكرة من المجوهرات والعطور، ليقدمن لمحة عن التطور الذي وصلت إليه صناعة العطور وتصميم المجوهرات في دولة الإمارات، مع الحفاظ على اللمسات التراثية الأصيلة.
وقال عبدالله سلطان العويس إن مشاركة الغرفة في المعرض تأتي في إطار حرصها على دعم المواهب الوطنية خاصة في القطاعات الإبداعية والحرفية التي تعكس الهوية الإماراتية الأصيلة، فضلاً عن السعي من خلال هذه المشاركة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين رواد الأعمال الإماراتيين ونظرائهم من مختلف دول العالم، والاستفادة من الخبرات المتقدمة في مجالات صناعة المجوهرات والعطور، بما يسهم في تطوير هذه الصناعات المحلية واستدامتها وتعزيز تنافسيتها عالمياً، واستكشاف فرص استثمارية جديدة وبناء شراكات تعود بالنفع على اقتصاد إمارة الشارقة ويعزّز من مكانتها كمركز عالمي للأعمال والإبداع والابتكار.
من جانبها، أشارت منى سلطان السويدي إلى حرص منصة صاغة الإمارات على المشاركة المنتظمة في هذا الحدث العالمي المهم، لما تمثله من فرصة قيّمة للمصممات الإماراتيات لعرض أفضل ابتكاراتهن وإبداعاتهن في مجال تصميم وصناعة المجوهرات أمام جمهور عالمي، والتعرف على أحدث الاتجاهات والتقنيات في هذا المجال.

أخبار ذات صلة مجلس الأعمال الإماراتي المغربي يبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية منتدى الأعمال الإماراتي الليتواني يستكشف فرص التعاون بقطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة

مقالات مشابهة

  • هل بلغ الطلب على النفط ذروته في الصين؟
  • وزير النفط: مشاريع الطاقة النظيفة تهدف لإنتاج 12 ألف ميغاواط
  • الغاز الروسي.. أكبر احتياطي في العالم
  • أسعار النفط تتكبد أكبر خسارة في أسبوعين
  • دولة آسيوية تتراجع عن فكرة انسحابها من أوبك+
  • "أوبك" ومنظمتان دوليتان يبحثون تقلبات أسعار النفط وتفاعلات أسواق الطاقة
  • رؤساء أرامكو.. عقول شكّلت ملامح أكبر شركة نفط بالعالم
  • «غرفة الشارقة» تشارك في معرض الحرف اليدوية بفلورنسا
  • مجلة جسور تحفل بمقالات تمد سبل التواصل مع العالم
  • السعودية والهند تتفقان على تعزيز التعاون في قطاع الطاقة