أزمة الرهائن.. نقطة الخلاف المقبلة في إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
"أنتم تديرون الحرب وفق مصالحكم السياسية".. هكذا صرخت إحدى المحتجزات الإسرائيليات التي أطلق سراحها من قطاع غزة، في وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء المجلس الحربي، أثناء اجتماع معها.
وتمثل هذه الصرخة قطاعا واسعا في إسرائيل، بات يؤمن أنه من الصعب الاستمرار في الحرب من جهة وإطلاق سراح المحتجزين في غزة من جهة أخرى، كما يكرر الساسة في إسرائيل على مسامع مواطنيهم كل مرة.
وخلال أسبوع الهدنة، أطلقت حماس وفصائل أخرى في غزة سراح عشرات الرهائن الذين احتجزوا في هجوم 7 أكتوبر، لكن لا يزال هناك أكثر من 130 رهينة داخل القطاع.
والمحتجزة الإسرائيلية المفرج عنها، وفقا لتسريب تسجيل صوتي للجلسة مع المجلس الحربي، قالت لأعضاء المجلس إن الجيش الإسرائيلي قصف المبنى الذي كان يتواجد فيه محتجزون إسرائيليون، وأنهم بالكاد نجوا من القصف.
وأوضحت أنهم "في الأنفاق كانوا يسمعون ويشعرون بالقصف الإسرائيلي المستمر فوقهم"، مما يظهر أن الجيش الإسرائيلي لا يملك فعليا معلومات استخباراتية عن موقع تواجد الرهائن، ورغم ذلك يستمر بالقصف على غزة معرضا حياتهم للخطر.
وتذكر محتجزات إسرائيليات أطلق سراحهن أن الخطر على المحتجزين في القطاع لا يقتصر فقط على القصف الإسرائيلي، فهناك خطر على الصحة النفسية لهم، حيث قالت إحداهن إن حالات من الهستيريا كانت تصيب زوجها المحتجز هو الآخر ولا يزال بقبضة حماس في غزة، وأضافت أنه "أثناء هذه الحالات كان يضرب نفسه حتى يدمي وجهه من جراء الخوف والضغط".
وباتت هذه الشهادات حول الوضع الصعب الذي يعيشه الرهائن الإسرائيليون في غزة، الشغل الشاغل للإعلام المحلي منذ بدء المحتجزات بالحديث، مما يؤدي إلى ضغوط متزايدة على حكومة نتنياهو.
أما واقع المعارك على الأرض وصعوبة القتال والعدد المرتفع للقتلى بين الجنود، وحقيقة أن القوات الإسرائيلية تتقدم ببطء شديد في القطاع حيث لم تدخل بعد إلى مناطق واسعة في الشمال الذي تدور الحرب فيه منذ أكثر من شهرين، كل هذا أقنع الإسرائيليين أن تحرير الرهائن عبر عمل عسكري بات شبه مستحيل، بل على العكس فاستمرار العمل العسكري قد يعرض حياة المحتجزين للخطر.
كل هذا يدفع الشارع الإسرائيلي إلى الاقتناع بضرورة طرح مبادرة إسرائيلية لصفقة تبادل وإنهاء الحرب مقابل إعادة المحتجزين، فيما بدأت مقولة "لقد خسرنا هذه الحرب في السابع من أكتوبر، وعلينا الآن استعادة المحتجزين، وسنجد الوقت لاحقا للقضاء على حماس"، تتردد أكثر وأكثر في الشارع الإسرائيلي.
وفي المقابل، يرى نتنياهو أن نهاية الحرب ستعني نهاية مشواره السياسي، على الأقل هذا ما تقوله استطلاعات الرأي الإسرائيلية، لذا فهو معني الآن بإطالة أمد الحرب في محاولة لاستعادة المعسكر المؤيد له، وبناء خط دفاعي سياسي عن موقفه.
لذلك طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي في مؤتمره الصحفي طرحا جديدا يعتبر خطيرا وتصعيديا بالمقارنة مع مواقفه السابقة، حيث قال إن "على قطاع غزة أن يكون منزوع السلاح"، وإن "الجيش الإسرائيلي هو الوحيد القادر على القيام بذلك"، علما أن نزع سلاح غزة قد يكون مهمة تستمر لسنوات وغير مضمونة النتائج.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الجيش الإسرائيلي نتنياهو حماس إسرائيل قطاع غزة حركة حماس بنيامين نتنياهو إسرائيل الجيش الإسرائيلي نتنياهو حماس أخبار إسرائيل فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد تهديد نتنياهو ومهلة ترامب.. إسرائيل تنشر تعزيزات حول غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيرسل تعزيزات إضافية حول قطاع غزة بعدما توعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حركة حماس بـ"استئناف القتال الكثيف"، في حال عدم الإفراج عن الرهائن بحلول يوم السبت.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "تقررت زيادة التعزيزات مع قوات إضافية تشمل جنود الاحتياط"، مضيفا أن الخطوة "اتخذت استعدادا لسيناريوهات مختلفة".
وكانت حماس قد أرجأت، يوم الاثنين، إطلاق سراح باقي الرهائن حتى إشعار آخر بسبب ما قالت إنها انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو في بيان: "لقد انتهيت للتو من مناقشة معمقة استمرت 4 ساعات في مجلس الوزراء السياسي والأمني. وقد عبرنا جميعا عن غضبنا إزاء الوضع المروع الذي يعيشه رهائننا الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم يوم السبت الماضي".
وأضاف "في ضوء إعلان حماس عن قرارها بخرق الاتفاق وعدم إطلاق سراح رهائننا، أصدرت الليلة الماضية تعليماتي لقوات الجيش الإسرائيلي بحشد قوات داخل قطاع غزة وحوله. وهذه العملية جارية في الوقت الحالي، وسوف تكتمل في المستقبل القريب جدا".
وتابع نتنياهو: "القرار الذي اتخذته بالإجماع في مجلس الوزراء هو هذا: إذا لم تعيد حماس رهائننا حتى ظهر يوم السبت، فسوف يتم إنهاء وقف إطلاق النار، وسوف يعود جيش الدفاع الإسرائيلي إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس نهائيا".
وكان وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش طالب نتانياهو بأن "يفتح أبواب الجحيم" على حركة حماس إذا لم تفرج السبت عن جميع الرهائن الإسرائيليين لديها.
وقال سموتريتش في بيان "سيدي رئيس الوزراء، أحضك على الاحتذاء بالإعلان المعنوي والبسيط والواضح للرئيس (دونالد) ترامب وإبلاغ حماس في شكل لا لبس فيه: إما الافراج عن جميع الرهائن بحلول السبت (...) وإما سنفتح عليهم أبواب الجحيم، وهذا يعني أن لا كهرباء بعد اليوم ولا مياه ولا وقود ولا مساعدة إنسانية".
وقد شجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل على الدعوة إلى الإفراج عن كل الرهائن المتبقين، وليس الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم في عملية التبادل المقبلة فقط.
وتوعّد ترامب حركة حماس بـ"الجحيم" اذا لم تفرج بحلول السبت عن "جميع الرهائن" الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في قطاع غزة.
واتهمت الحركة إسرائيل "بعدم الالتزام" ببنود الاتفاق، وأعلنت الاثنين إرجاء أيّ عمليات مبادلة بموجبه "حتى اشعار آخر".
وأكدت حماس أن الباب "مفتوح" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت بعد أن تفي اسرائيل ببنود الاتفاق.