ارتفاع حالات التهاب الرئة لدى الأطفال في عدد من الدول .. وخبراء وأطباء يحذرون
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يشهد العديد من الدول حول العالم، بما في ذلك الصين، الدنمارك، فرنسا، وهولندا، زيادة ملحوظة في حالات التهاب الرئة لدى الأطفال المرتبطة ببكتيريا تُعرف باسم "الميكوبلازما الرئوية". وقد أفادت تقارير أخيرة من إحدى مقاطعات ولاية أوهايو الأمريكية عن ارتفاع ملحوظ في الحالات هناك أيضًا.
و أكد خبراء الصحة أن الولايات المتحدة وأوروبا يتوقعون ارتفاعًا في حالات التهاب الرئة هذا العام بسبب البكتيريا المذكورة، والتي تميل إلى تسبب تفشيات كل سنة إلى ثلاث سنوات.
الدكتور بادي كريش، الخبير في الأمراض المعدية لدى الأطفال في جامعة فاندربيلت، صرّح بأن الزيادة في حالات التهاب الرئة نتيجة للميكوبلازما قد تكون أسوأ هذا العام، مع ارتفاع ملحوظ يشهده العالم من حولهم. وفي دراسة نشرتها مجلة "لانسيت ميكروب"، أظهرت الأرقام تضاعف حالات التهاب الرئة بأكثر من أربع مرات خلال الصيف والخريف، خاصة في آسيا وأوروبا.
تشير مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة إلى أن مقاومة الميكوبلازما لنوع معين من المضادات الحيوية قد تكون واحدة من الأسباب وراء زيادة حالات التهاب الرئة في الصين.
من جهته، يوضح الدكتور بيتر هوتز من مستشفى تكساس للأطفال أن تفشيات الميكوبلازما تحدث بشكل دوري كل بضع سنوات، ويشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 12 عامًا، أي فئة الأطفال المدرسيين.
يعتبر التهاب الرئة الناجم عن الميكوبلازما من الأمراض التي قد لا تكون مألوفة للآباء، إلا أن الأطباء يشيرُون إلى أنها تُعتبر سببًا شائعًا للالتهاب الرئوي الخفيف الذي يسمى أيضًا بـ "المشي". يُصاحب هذا النوع من الالتهاب السعال الذي قد يستمر لأسابيع، وعادة ما يصاحبه حمى وصداع، مع وجود طفح جلدي غالبًا على الجذع، الظهر أو الذراعين.
ومع تزايد الحالات المرتبطة بالفيروسات مثل Covid-19 والأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي RSV، ارتفعت حالات الالتهاب الرئوي عمومًا في الولايات المتحدة وبقية العالم.
تحذر الجهات الصحية الأمريكية من أن المضادات الحيوية الأمامية لعلاج الالتهاب الرئوي قد لا تكون فعّالة ضد الإصابة بالميكوبلازما. وتشدد على أهمية استخدام مضادات حيوية أخرى مثل أزيثروميسين أو Z-Pak لعلاج هذا النوع من الإصابات.
تشير التوصيات الطبية إلى أنه عند بدء العلاج بالمضادات الحيوية، يجب أن يكون هناك استجابة ملحوظة خلال يومين، وإذا لم تحدث هذه الاستجابة، يُنصح بمراجعة الطبيب مرة أخرى.
يُشير الأطباء إلى أهمية الوعي لدى الآباء ومقدمي الرعاية الصحية، وعدم القلق الزائد، ولكن البقاء في حالة تأهب لاحتمال زيادة حالات التهاب الرئة هذا العام نتيجة الميكوبلازما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين الميكوبلازما الرئوية الولایات المتحدة هذا العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف تفوق الذكاء الاصطناعي في تشخيص مرض السل بالموجات فوق الصوتية
كشفت دراسة حديثة أن تقنية الذكاء الاصطناعي المعتمدة على فحص الرئة بالموجات فوق الصوتية "الألتراساوند" (Ultrasound) تتفوق على الخبراء البشريين بنسبة 9% في تشخيص مرض السل الرئوي (Tuberculosis). ويوفر هذا الابتكار بديلا سريعا وسهلا ودقيقا للكشف عن مرض السل دون الحاجة لإجراء اختبارات البلغم المعقدة، مما سيسهم في محاربة هذا المرض عالميا.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة لوزان في سويسرا، وجامعة ييل في الولايات المتحدة، وعُرضت نتائجها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ESCMID Global 2025) الذي عُقد في أبريل/ نيسان الجاري في فيينا عاصمة النمسا، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
طوّر الباحثون تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تُعرف بـ "ألترا-إيه آي" (ULTR-AI)، لتحليل الصور التي تلتقطها أجهزة الموجات فوق الصوتية المحمولة المتصلة بالهواتف الذكية.
وتعمل هذه التقنية من خلال 3 نماذج ذكاء اصطناعي، الأول يتنبأ بمرض السل من صور الرئة مباشرة، والثاني يحدد الأنماط والعلامات التي يمكن أن يلاحظها الخبراء البشر عادة في صور الرئة، والثالث يدمج النتائج من النموذجين الأولين ويستخدم أعلى نسبة خطر لتحديد وجود المرض بدقة أكبر.
إعلان
نتائج واعدة
شملت الدراسة 504 مرضى من مركز طبي في جمهورية بنين، غرب أفريقيا، 192 منهم كانوا مصابين بالسل الرئوي. وأظهرت نتائج هذه التقنية تفوقا كبيرا في تشخيص المرض، وكانت قادرة على اكتشاف 93% من حالات السل بشكل صحيح، وهي نسبة تتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية التي تحدد 90%.
وتمثل هذه النتائج خطوة كبيرة نحو تسريع الكشف المبكر عن المرض وتشخيص الحالات بدقة أكبر، مما يسهم في تقديم رعاية صحية أكثر فعالية وبتكلفة أقل.
وقالت الدكتورة فيرونيك سوتيلز من قسم الأمراض المعدية في جامعة لوزان، والباحثة المشاركة في الدراسة: "نموذجنا قادر على اكتشاف العلامات المعتادة المعروفة للخبراء في فحص الموجات فوق الصوتية للرئتين مثل التكتلات الكبيرة والتغيرات في الأنسجة، ولكن ما يميّزه أنه يلتقط التفاصيل الدقيقة التي لا تتمكن العين البشرية من ملاحظتها".
وأضافت د. سوتيلز: "من أبرز مزايا هذه التقنية أنها توفر نتائج فورية عند استخدامها في تطبيقات الهواتف المحمولة. هذا يجعل جهاز الموجات فوق الصوتية أداة فعالة في مكان الرعاية الصحية، مما يسمح للأطباء بالحصول على نتائج سريعة أثناء وجود المريض في العيادة".