ما هو "الفخ الإيراني" الذي سقطت فيه إسرائيل؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي، أفرايم غانور، إن إيران تخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل، التي ستكون الخاسر الأكبر في حال استمرت الحرب.
وقال الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "هذا هو الفخ الذي تنصبه إيران لإسرائيل ونقع فيه"، أنه مر 60 يوماً منذ أن بدأت أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولم نتوقف عن سماع السياسيين والمعلقين والجنرالات في إسرائيل عن التصريح بغضب ونبرة انتقامية، في الوقت الذي تبتسم فيه القيادات في طهران راضية عن نتائجها وإنجازاتها.
إيقاظ الخلافات
وتابع: "توصلت إيران إلى نتيجة مفادها أن الطريقة الوحيدة لتقويض إسرائيل، هي عملية استنزاف طويلة عبر عدة ساحات".
وأفاد الكاتب أن الإيرانيين سخروا كل أسلحتهم في حرب الاستنزاف هذه في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بحزب الله والمنظمات الفلسطينية المسلحة بلبنان، إلى جانب الميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية شمالاً، بالإضافة إلى الحوثيين في اليمن، لافتاً إلى أنها حرب على الطريقة الإيرانية بـ"الإرهاق".
وتساءل: "بعد 60 يوماً من القتال كيف لا نزال عمياناً، ولا نفهم أن هذه حرب استنزاف، لقد فهم الإيرانيون بسرعة كبيرة أن الحرب توحد إسرائيل التي انقسمت إثر صراعات التعديلات القضائية، ومن هنا فإن الطريق الصحيح والحكيم هو خوض حرب استنزاف طويلة وبطيئة من شأنها أن تقوض وحدة إسرائيل، ونتيجة لذلك ستظهر من جديد كل الخلافات السياسية التي تقسم هذه الوحدة".
وأكد الكاتب أن الإيرانيين فهموا جيداً أيضاً أن الإرهاق الطويل من شأنه أن يوقظ في إسرائيل الخلافات، وبهذه الطريقة، تتحقق أهدافهم المتمثلة في الإضرار بإسرائيل، ومنع تحريض إسرائيل والولايات المتحدة والعالم على برنامجها النووي، مشيراً إلى أن إيران لا تمانع بالتضحية في غزة.
إلحاق الضرر بإسرائيل
وإلى جانب كل هذا، تدرك إيران أن حرب الاستنزاف الطويلة، دون انقطاع ودون حسم في جميع الساحات، تجبر إسرائيل على الاحتفاظ بقوة احتياطية قوامها عشرات الآلاف، وهي حقيقة تلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد، والأهم من ذلك أن إسرائيل غير مستعدة لحرب طويلة.
أزمة اجتماعية
وأوضح الكاتب أن الإيرانيون لا يغفلون حقيقة أن عشرات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة ومحيطه، لن يعودوا إلى منازلهم وحقولهم نتيجة لحرب الاستنزاف هذه، في حين أن هذا، بالإضافة إلى العبء الاقتصادي، يخلق مشكلة اجتماعية ويضر بالمرونة الاجتماعية لعشرات الآلاف من الإسرائيليين.
ووفقاً للكاتب، يدرك الإيرانيون أيضاً أن حرب الاستنزاف هذه تضر بالزراعة الإسرائيلية، التي يعتمد جزء كبير منها على المزارع الموجودة في المستوطنات الشمالية.
وتساءل الكاتب عن سبب عدم إدراك إسرائيل لكل هذا حتى الآن بعد 60 يوماً من القتال، مشيراً إلى أنها لم توجه لحزب الله إنذاراً نهائياً لسحب قواته شمال الليطاني وفقا لقرار 1701 عام 2006، وأكد على ضرورة أن تتحرك إسرائيل بكل قوة وحكمة تفتقر إليها في هذه الأيام.
واستطرد: "إن الاستسلام لحرب الاستنزاف التي يخوضها الإيرانيون ضدنا سيتسبب بأضرار وخسائر أكبر بكثير من عملية سريعة ومميتة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة إسرائيل حماس إيران حرب الاستنزاف
إقرأ أيضاً:
محافظ شمال سيناء الأسبق: حرب الاستنزاف كانت جزءا أساسيا من إعادة بناء الجيش
قال اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، إن حرب الاستنزاف التي تلت هزيمة 1967 كانت جزءًا أساسيًا من إعادة بناء الجيش، حيث شهدت تنفيذ أكثر من 4300 عملية عسكرية خلال 500 يوم، من ضمنها اشتباكات جوية وبحرية وعمليات على الأرض هذه العمليات لم تكن تقتصر فقط على استنزاف قدرات العدو، ولكنها كانت تدعيمًا لقدرة القوات المسلحة على القتال المستمر والتأقلم مع الظروف الصعبة.
وأشار حفظي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن أحد أبرز مفاتيح إعادة بناء الجيش المصري كان التحول من الهزيمة إلى الاستعداد للانتقام، حيث تمكنت القوات المسلحة من تطوير أساليب حرب جديدة تواكب العصر، وأصبحت قادرة على تحقيق التفوق الاستراتيجي رغم فارق الإمكانيات.
وتابع: القدرة على التحمل والصبر من قبل الجنود المصريين كانت محورية في هذه المعركة المستمرة.
في الختام، شدد اللواء حفظي على أن الإرادة والعقيدة هما السلاح الأقوى الذي كان يمتلكه الجيش المصري في تلك الحقبة، وهو ما جعله يقف على قدمه مجددًا ليحقق النصر في معركة أكتوبر 1973، التي غيرت وجه المنطقة.