القدس: اليمين الإسرائيلي المتطرف يضايق السكان الأرمن لبيع جزء من حيهم التاريخي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
إعداد: فريق تحرير مراقبون إعلان اقرأ المزيد
حرر هذا المقال: غيوم موريس
في غضون بضعة أشهر، تحول مرآب سيارات في القدس إلى محور جدل سياسي. ويقع المرآب في جنوب شرق الحي الأرمني ويعد أحد مداخل المدينة القديمة التي تقع أعلى منه. ويحاط هذا المكان بجدار بني خلال حقبة الإمبراطورية العثمانية ويمثل نحو 25 بالمئة من مساحة الحي الأرمني.
وحسب بيان لتنسيقية التواصل في الحي الأرمني "سايف ذي أرك SaveTheArQ"، فإن عقد تجديد مرآب السيارات الذي يحتوي على بند بأن المكان تم التفريط فيه بالكامل لشركة "كسانا كابيتا" Xana Capital، ما جعل تنسيقية الحي الأرمني تحتج على قانونية عملية البيع.
ويريد رجل الأعمال الأسترالي داني روبنشتاين (الذي يطلق علي اسم داني روثمان) وهو مالك شركة كسانا غاردن Xana Garden، شراء الأرض لبناء فندق فخم فوقها. ومباشرة بعد إعلان إتمام عملية البيع للعلن في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، واجه المشروع معارضة واسعة بين الجالية الأرمنية المقيمة في القدس.
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نشرت البطريركية الأرمنية في الأخير بيانا أكدت فيه أنها تعتبر في الوقت الراهن عملية البيع غير قانونية في تراجع عن الاتفاق الذي أمضته بنفسها.
"نتحدث عن أشغال، ولكن لم نر بالخصوص إلى محاولات مضايقتنا"
منذ إلغاء قرار البيع، يستمر الغموض بشأن المالك الحالي لقطعة الأرض. وفي اتصال مع فريق تحرير مراقبون فرانس24، لم ترد بلدية القدس الحديث عن الوضع القانوني لقطعة الأرض مؤكدة أن الأمر يتعلق بـ"قضية خاصة". كما لم ترد البطريركية الأرمنية أو رجل الأعمال داني روبنشتاين التحدث عن طبيعة العقد على الرغم من تواصل فريق تحرير مراقبون معهما.
بعد بضعة أيام من فسخ العقد، بدأت أولى عمليات هدم مرآب السيارات وفق تأكيد ستراغ بليان عضو المنظمة غير الحكومة الأرمينية "سايف ذي أرك" التي تنشط ضد بيع قطعة الأرض:
نتحدث عن أشغال، لكننا لم نر سوى محاولات تضييق. لقد جاؤوا بآليات مقاولات مع مستوطنين مسلحين. قمنا بتشكيل درع بشري وأوقفنا الجرافات بطريقة سلمية. على مستوى شخصي، تم تعرضت للتهديد من قبل مدير الشركة. ومنذ نيسان/ أبريل الماضي، تعرض عدد من أفراد جاليتنا لمنع وفق سياراتهم في المرآب على يد مستوطنين"
BREAKING: Another Unlawful Construction Incident in the Armenian Quarter of Jerusalem.
Following XANA Capital’s illegal encroachment activity just three days ago, George Warwar’s [Director of XANA Capital] employees destroyed yet another section of the wall which belongs to the… pic.twitter.com/E1s72ExSIH
وتصاعد العنف بشكل أكبر في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، عندما جاء رجل الأعمال داني روبنتشتاين مرفوقا بمستوطنين مسلحين ببنادق نارية. وفي وقت سريع، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين الأرمن والرجال المسلحين.
Danny Rothman, majority shareholder of XANA Gardens, accompanied by his business partner George Warwar, harassing Armenian protestors on Armenian property.
We will not be intimidated! We will not surrender!????????#Armenian #Jerusalem pic.twitter.com/6ktWccTOWY
بعض من هؤلاء الرجال المسلحين هم من الناشطين المتشددين المقربين من اليمين المتطرف في إسرائيل. وبفضل برمجية التعرف على الوجوه المتاحة على الإنترنت بيم أيز PimEyes، من الممكن التعرف على ساعديا هيرشكوب المعرب بعلاقته بحركات المستوطنين في الضفة الغربية. وعلى حسابه في تطبيق إنستاغرام، يروج هذا الأخير لرحلات منظمة إلى مستوطنات الخليل في الضفة الغربية المحتلة وينشر صورا يحمل فيها أسلحة.
وحسب صحيفة ذي نيو عرب The New Arab القطرية، فإن ساعديا هيرشكوب معروف بعلاقته الوثيقة مع إيدن ناتان زادة. وفي 4 آب/ أغسطس 2005، قتل هذا الأخير أربعة مواطنين إسرائيليين احتجاجا على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وبعد عملية القتل هذه، تم اعتقال ساعديا هيرشكوب على أنه مشتبه به على يد قوات الأمن الإسرائيلية.
وبغض النظر عن قضية بيع مرآب السيارات، يقول عدد من أفراد الجالية الأرمنية في القدس بأنهم يشعرون بتراجع أمنهم الشخصي. وحسب ليانا مارغاريان، عضو الجالية الأرمنية، فإن تصاعد الاحتقان بدأ مع بدء القتال بين أرمينيا وأذربيجان في سنة 2020، وهي الحرب التي جددت خلالها يريفان علاقاتها مع إسرائيل.
هذه الهجمات هي من تدبير اليهود المتطرفين.. في كثير من الأحيان يتعلق الأمر باعتداءات لفظية وتهجيج. ولكن منذ بداية أزمة حديقة البقر، زادت حدة هذه الاعتداءات حتى أنهم هاجموا مطعما أرمنيا.
وبالنسبة إلى سيتراغ باليان، فإن الحكومة الإسرائيلية تتحمل جزءا من المسؤولية في أحداث العنف التي تتعرض لها الجالية الأرمنية في القدس، حيث يقول:
في سنة 2022، ومع عودة بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الوزراء في حكومة تضم وزراء من اليمين المتطرف، زادت حوادث الاعتداء ضد المسيحيين. ويترجم ذلك في عمليات مضايقات وبصق واعتداءات. ومنذ تسلم الحكومة الحالية السلطة، يشعر المتطرفون بأنهم يفلتون بشكل كامل من العقاب.
سكان الحي اليهودي هم جيراننا منذ 40 عاما ولم تكن لنا معهم أي مشاكل أبدا. بطبيعة الحال، دائما ما كانت هناك عمليات بصق وشتائم من قبل بعض الناس الذين لا يريدون رؤية كنائس أو صلبان في المنطقة.. لكن الأمر لم يكن يتعلق بحوادث ذات شأن، كنا نعتقد أن الأمر يتعلق بحوادث معزولة. ولكن في الآونة الأخيرة، نشعر أننا مستهدفون بشكل مباشر."
وعلى الرغم من حوادث التضييقات، يشدد أفراد الجالية الأرمنية في القدس على رغبتهم في مواصلة التحرك ضد مشروع بناء هذا الفندق من خلال تنظيم اعتصامات ومظاهرات.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل بيئة
إقرأ أيضاً:
الصين لم تعد الأكبر بعدد السكان في العالم
وتجاوزت الهند العام الماضي الصين لتصبح أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وفق إحصائيات الأمم المتحدة حيث بلغت 1 مليار و450 مليون نسمة.
وتراجعت الصين، التي كانت أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم عام 2023، إلى المرتبة الثانية بعد أن خسرت موقعها لصالح الهند التي فاقتها بعدد السكان.
وتسعى بكين إلى تعزيز معدلات المواليد المتراجعة من خلال الإعانات والدعاية المشجعة على الإنجاب.
وبحلول نهاية العام الماضي، بلغ عدد السكان 1,408 مليار نسمة، حسبما ذكرت هيئة الإحصاء الوطنية في بكين، بانخفاض من 1,410 مليار عام 2023.
لكن الانخفاض كان أقل حدة من العام الذي سبقه، عندما كان أكثر من ضعف الانخفاض الذي سجل عام 2022، وفقا للبيانات.
وكانت الصين أنهت عام 2016 "سياسة الطفل الواحد" الصارمة التي فرضتها في ثمانينات القرن الماضي بسبب مخاوف من الاكتظاظ السكاني، وبدأت عام 2021 بالسماح للأزواج بإنجاب ثلاثة أطفال.
لكن هذا الامر فشل في عكس اتجاه التراجع الديموغرافي في بلد اعتمد منذ فترة طويلة على قوته العاملة الضخمة كمحرك للنمو الاقتصادي.
ويقول كثيرون إن انخفاض معدلات المواليد يعود إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى العدد المتزايد من النساء اللواتي يدخلن سوق العمل سعيا للحصول على تعليم عال.
ويتوقع أن يشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما نحو ثلث عدد سكان الصين بحلول عام 2035، وفقاً لوحدة الاستخبارات الاقتصادية، وهي مجموعة بحثية.
وأظهرت بيانات صدرت الجمعة أن عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكثر وصل إلى 310,31 ملايين وهو ما يقل ببضع نقاط مئوية عن ربع عدد سكان البلد وبما يزيد على 297 مليونا مسجلة عام 2023.
لكن البيانات أظهرت أيضا أن معدل المواليد في الصين، وهو من بين أدنى المعدلات في العالم، ارتفع قليلا عن العام السابق إلى 6,77 لكل ألف شخص.
وقال المسؤولون في أيلول/سبتمبر الماضي إنهم سيرفعون تدريجا سن التقاعد القانوني، الذي تم تحديده عند 60 عاما وهو من بين الأدنى في العالم ولم يتم رفعه منذ عقود.
ودخل هذا الإجراء حيز التنفيذ اعتبارا من الأول من يناير.
وكان قد تم تحديد سن التقاعد السابق في الصين في وقت ساد العوز والإفقار على نطاق واسع، قبل وقت طويل من أن تؤدي إصلاحات السوق إلى جلب ثروة نسبية وتحسن سريع في التغذية والصحة وظروف المعيشة.
ولكن في السنوات الأخيرة، اضطر ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى التعامل مع تباطؤ النمو، في وقت أدى ارتفاع معدلات الشيخوخة بين السكان وانخفاض معدلات المواليد إلى تزايد الضغوط على أنظمة التقاعد والصحة العامة