ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم .. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المفسرون اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء: 119]، هل المراد تغيير دين الله بتحليل الحرام وتحريم الحلال؛ كما في قوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله﴾، أو المراد تغيير الأحوال التي تتعلق بالظاهر؛ كالوصل والوشم ونحو ذلك.
أضافت الإفتاء، أنه على فرض أن المراد بهذه الآية هو تغيير الأحوال الظاهرة فإن المنهي عنه هو العدول عن صفة الخِلْقة أو صورتها التي تعرف بها بالإزالة أو التبديل؛ كالوشم وتفليج الأسنان، قال الإمام البيضاوي في "أسرار التنزيل": [﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ عن وجهه وصورته أو صفته].
دار الإفتاء المصريةأوضحت الإفتاء، أن الضابط في تغيير خلق الله المنهي عنه، والذي نص عليه العلماء: أن يسبب ضررًا لفاعله، وأن يعمل في الجسد عملًا يُغير من خلقته تغييرًا دائمًا باقيًا، كالوشم وتفليج الأسنان ووشرها، أما إذا خلا من ذلك فلا يعد تغييرًا لخلق الله.
تغيير خلق الله تعالىقال الإمام القرطبي في "تفسيره": [فقيل: لأنها من باب التدليس، وقيل: من باب تغيير خلق الله تعالى، كما قال ابن مسعود، وهو أصح، وهو يتضمن المعنى الأول، ثم قيل: هذا المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقيًا؛ لأنه من باب تغيير خلق الله تعالى، فأما ما لا يكون باقيًا كالكحل والتزين به للنساء، فقد أجاز العلماء ذلك].
وتابعت الإفتاء: وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير": [وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه ولا ما يدخل في معنى الحسن، فإن الختان من تغيير خلق الله، ولكنه لفوائد صحية، وكذلك حلق الشعر؛ لفائدة دفع بعض الأضرار، وتقليم الأظفار؛ لفائدة تيسير العمل بالأيدي، وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين، وأما ما ورد في السُّنَّة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن؛ فمما أشكل تأويله، وأحسب تأويله أن الغرض منه النهي عن سمات كانت تعد من سمات العواهر في ذلك العهد، أو من سمات المشركات، وإلا فلو فرضنا هذه منهيًّا عنها لما بلغ النهي إلى حد لعن فاعلات ذلك، وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثمًا إذا كان فيه حظٌّ من طاعة الشيطان، بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية، كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء تغيير خلق الله القرآن الكريم دار الافتاء تغيير الأحوال تغییر ا ق الله
إقرأ أيضاً:
هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام؟.. انتبه لـ 5 حقائق
لعل ما يطرح السؤال عن هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام ؟، هو أنه عادة الكثيرين الذين يرون أن القرآن الكريم هو أفضل ما يمكن النوم عليه والتبرك به ، فيما جاء الأمر صريحًا في الكتاب العزيز بقول الله تعالى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الآية 204 في سورة الأعراف ، ومن ثم ينبغي معرفة هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام ؟ ، حيث لا يتم الاستماع إليه من قبل ذلك النائم .
سورة الملك قبل النوم.. لماذا أوصى رسول الله بالمداومة عليها كل ليلة؟ هل قيام الليل قبل الساعة 12 ليلا صحيح؟.. 9 حقائق ينبغي معرفتها هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرامقال الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه لا يوجد أي مشكلة شرعية في الاستماع إلى القرآن الكريم أثناء النوم، بل إن هذا يعدّ من القربات التي ينال المسلم عليها أجرًا عظيمًا.
وأوضح " الطحان" في إجابته عن سؤال : هل تشغيل إذاعة القرآن الكريم أثناء النوم حرام حيث أحرص على الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم بشكل مستمر، بما في ذلك أثناء النوم فهل هذا حرام؟ ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يسمع القرآن من الصحابة.
وأشار إلى أنه قد ورد في الحديث الشريف أنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحد الصحابة: 'أحب أن أسمعه من غيري'، منوهًا بأنها تستحق الثواب على الاستماع الدائم للقرآن الكريم.
ولفت إلى أن الاستماع إلى القرآن الكريم له أجر عظيم، خاصة إذا كان الإنسان يحرص على سماعه بانتظام.
حكم تشغيل القرآن أثناء النوموأفاد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في حكم تشغيل القرآن الكريم أثناء النوم ، بأن تشغيل إذاعة القرآن الكريم حتى أثناء النوم أمر إيجابي جدا، حيث هناك إدراكات عند الإنسان (لا واعية) فعندما يستيقظ يجد نفسه يردد الآية الكريمة».
ونوه بأن المسلم الذي ينصت لإذاعة القرآن الكريم يحصل على البركة، لافتًا أن إذاعة القرآن الكريم من الأمور التي نفتخر بها».
وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن تشغيل القرآن الكريم أثناء النوم ليس حرامًا شرعًا، مضيفًا أن الحرام يكون بتعمد الإنسان اللهو أو عدم الاستماع إليه أثناء تشغيله.
ونبه الدكتور مجدي عاشور ، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن تشغيل القرآن أثناء النوم جائز وخصوصًا إن كان الإنسان يشعر بالطمأنينة والراحة بسماعه قبل نومه.
واستطرد : «القرآن لا يسمعه الإنسان فقط، لكن هناك مخلوقات غيره تذكر الله وتحب كلامه كما قال تعالى: «وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ».