ناقش المؤتمر الإقليمي الخامس للشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي الذي انطلقت أعماله لأول مرة في سلطنة عُمان اليوم تحت عنوان "استشراف مستقبل جودة التعليم العالي: أثر التقنيات الذكية والبعد الدولي على منظومة جودة التعليم" التحولات الحديثة في التعليم وأثرها على جودة التعليم، وخاصة التقنيات الذكية والبعد الدولي.

رعى المؤتمر معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة.

وقالت سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم في كلمتها أثناء المؤتمر: لقد كانت سلطنة عُمان من بين أوائل الدول في المنطقة التي استثمرت استثمارًا بارزًا وقويًا في جودة التعليم وانشأت جهة رسمية حكومية معنية بضمان جودة التعليم، لتمنحها الدعم الكامل خلال الاثنين والعشرين عامًا الماضية، وتوسع من صلاحياتها لتشمل ضمان جودة التعليم في سلطنة عُمان بكافة أنواعه، إيمانًا منها بالدور الكبير والمهم لجودة التعليم في تنشأة الجيل واستدامة تطور المجتمعات.

وأوضحت أن مستقبل التعليم في دولنا سيشهد خلال المرحلة المقبلة تحولات كبيرة وانفتاحًا غير مسبوق للتقنيات الذكية بمختلف أنواعها، ففي الوقت الذي بدأنا فيه بالانفتاح على مرحلة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد وبدأنا في وضع السياسات الداعمة لتجويده، نتفاجأ بتزاحم التقنيات والمنصات التعليمية التي يساندها الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، التي تفرض علينا اتخاذ الكثير من القرارات السريعة حول ما يمكن قبوله، وما يمكن رفضه، وما يمكن تطويعه لخدمة العملية التعليمية، مشيرة إلى أنه وفي الوقت الذي توفر فيه التقنيات الحديثة فرصًا هائلة للتجديد والابتكار وتعزيز تفاعل ومشاركة الطلبة بكل يسر متخطية حدود المكان والزمان، إلا أنها تضع صناع السياسات التعليمية، والأكاديميين، والباحثين، ومسؤولي ضمان الجودة أمام مسؤولية كبيرة للتوازن بين الاستخدام الحكيم والفعال لهذه التقنيات وبين الحذر من تأثيراتها وانعكاساتها على جودة ما يقدم لأبنائنا الطلبة، وقدرتهم على التعلم وتطوير مهاراتهم، وتحقيق النزاهة الأكاديمية المنشودة عند تقييم أدائهم، ولذا لابد للتعليم أن يواكب التطور التقني المتصاعد، تأكيدًا للوصول إلى مستقبل يحفل بالفرص، ويعد باقتصادٍ جديدٍ يعتمد على المعرفة.

وأضافت في تصريح لها على هامش المؤتمر: إن نقاشات المؤتمر ركزت على أثر التقنيات الذكية في جودة التعليم العالي، حيث إن الثورة الصناعية والتقنيات والثورة المعلوماتية المتدفقة في مختلف القطاعات ومن بينها قطاع التعليم يؤثر بشكل كبير على جودة العملية التعليمية، وكان لزاما لصناع السياسات التعليمية والمهتمين لضمان جودة التعليم العالي الاهتمام بمتابعة ما يحدث من التطورات في التقانة وأثرها في العملية التعليمية، مشيرة إلى أن التقانة بمجملها تسهل العملية التعليمية ولها جوانب إيجابية كثيرة في زيادة تفاعل الطلبة مع العملية التعليمية، ولكن يبقى الحذر من التقنيات الذكية مثل "شات جي بي تي" والواقع الافتراضي والواقع المعزز وكيف يمكن أن تصل لطلابنا بأمان وبحرص بعيدا عن التأثيرات السلبية.

من جهتها، قالت الأستاذة الدكتورة نادية حسن بدراوي رئيسة الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي: يعد المؤتمر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والأفكار ووجهات النظر والمناقشات من أجل تخطيط فعال لمستقبل ضمان جودة التعليم بالاطلاع على أفضل الممارسات الناجحة في المجال في ظل استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، مضيفة: أن ضمان جودة التعليم العالي في ظل التقنية تبقى تحديا ينبغي النظر إليه دائما وتذليل هذه الصعوبات للوصول إلى الهدف السامي وهو تعزيز مستوى التعليم في الوطن العربي لتصل مخرجات التعليم العربية إلى أعلى المستويات العالمية، بل وتنافس عليها.

وأوضحت الدكتورة نادية: إن التقنيات والذكاء الإصطناعي أصبحا يمثلا دورًا مهمًا في تحسين جودته وتعزيز عملية التعلم، كما لها الدور الفعال في توفير فرص التعلم المتساوية لكافة المتعلمين، والوصول إلى المعرفة والمعلومات بشكل أوسع وأكثر شمولية، وقد تسهم في تعزيز المشاركة النشطة للطلبة في العملية التعليمية، وتعزيز قدرات المعلمين في تقديم محتوى تعليمي مبتكر وشيق.

ويتضمن المؤتمر أربعة محاور رئيسية في التحول الرقمي وضمان الجودة في التعليم العالي، ودور التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم العالي، ودور أصحاب العلاقة في تعزيز عمليات ضمان الجودة والاعتماد، والبعد الدولي لضمان الجودة والاعتماد في التعليم العالي.

وسوف يشهد عقد جلسات حوارية ومحاضرات تقديمية وحلقات عمل تفاعلية،حيث يتضمن 4 متحدثين رئيسيين وأكثر من 25 ورقة عمل و 4 ورش عمل مصاحبة، ويشارك فيه عدد كبير من الخبراء والمختصين في مجال التعليم العالي من مختلف الدول، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ذات صلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جودة التعلیم العالی العملیة التعلیمیة فی التعلیم العالی ضمان جودة التعلیم التقنیات الذکیة ضمان الجودة التعلیم فی على جودة

إقرأ أيضاً:

التخصصي ينظم مؤتمر دعم الدورة الدموية للجسم

البلاد ــ الرياض

ينظم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مؤتمر دعم الدورة الدموية للجسم خلال الفترة من 27 إلى 29 يونيو الجاري، تحت عنوان “الرحلة من أكسجة الغشاء خارج الجسم الوريدي الشرياني وأكسجة الغشاء خارج الجسم الوريدي إلى دعم جهاز المساعدة البطينية الدائم”، وذلك في قاعة الملك سلمان بالمستشفى في الرياض، بحضور نخبة من الأطباء والجراحين والممرضين من جميع أنحاء العالم.

ويهدف المؤتمر، الذي يتضمن أكثر من 20 لقاءً علمياً تفاعلياً، وجلسات نقاشية، وورش عمل يقدمها خبراء عالميون في المجال، إلى مناقشة أحدث التطورات في تقنيات الدورة الدموية، بما في ذلك أكسجة الغشاء خارج الجسم وأجهزة المساعدة البطينية والقلب الصناعي الكامل، واستكشاف أثرها في تعزيز جودة الحياة والنتائج الصحية للمرضى الذين يعانون من فشل القلب والجهاز التنفسي.

ويسعى المؤتمر إلى التعريف بأحدث تقنيات العلاج الجراحي المتقدم لقصور القلب ودعم الدورة الدموية للجسم، وإدارة فشل الجهاز التنفسي باستخدام أكسجة الغشاء خارج الجسم، وآليات تطبيق المعايير القائمة على الأدلة لاختيار المريض وتقسيم المخاطر إلى طبقات في دعم الدورة الدموية، إضافةً إلى تعزيز التواصل بين الممارسين الصحيين المشاركين في رعاية المصابين بقصور القلب.
كما يتناول المؤتمر سبل تنفيذ إستراتيجيات فعالة لزراعة وإدارة أجهزة دعم الدورة الدموية، وتحليل الاعتبارات الأخلاقية المرتبطة بدعم الدورة الدموية للجسم وعلاج قصور القلب، وإمكانية تطوير إستراتيجيات فعالة لتثقيف المريض بالموضوعات ذات الصلة بدعم الدورة الدموية.

ويستهدف المؤتمر مجموعة واسعة من المهنيين الطبيين، بما في ذلك أطباء الجراحة الصدرية والقلبية، وأطباء الرعاية الحرجة، وممرضي العناية المركزة، ومعالجي الجهاز التنفسي، وأخصائيي التروية، إذ يُعد المؤتمر سانحة فريدة لتعزيز المعرفة والمهارات من خلال فرص التدريب العملي المكثف، وتبادل الأفكار والخبرات مع زملائهم من مختلف التخصصات والدول، ما يسهم في تحسين الممارسات الطبية والرعاية الصحية المقدمة للمرضى في المملكة وخارجها.

يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صُنف للسنة الثانية على التوالي بالمركز الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا، والـ 20 عالمياً ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب “براند فاينانس” (Finance Brand) لعام 2024، كذلك صُنف في ذات العام من بين أفضل 250 مستشفى في العالم من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).

مقالات مشابهة

  • تطوير المناهج والمنظومة التعليمية.. كيف حققت ثورة 30 يونيو طفرة غير مسبوقة بقطاع التعليم؟
  • «صحة» تستضيف مؤتمر «أفضل ما في أسكو الإمارات 2024»
  • وكيل تعليم دمياط يناقش استعدادات العام الدراسي الجديد
  • «صحة» تستضيف مؤتمر «أفضل ما في أسكو الإمارات 2024»
  • التخصصي ينظم مؤتمر دعم الدورة الدموية للجسم
  • خلال مؤتمر مسرحية «ملك والشاطر».. أحمد عز يرفض التحدث قبل يسرا (فيديو)
  • رئيس جامعة الزقازيق: نحرص على مواكبة التطورات التكنولوجية الخاصة بالكوادر العلمية والبحثية
  • محافظ المنوفية يتفقد مستشفى حميات شنتنا الحجر للاطمئنان على جودة الخدمات الطبية
  • ما وراء التقنيات .. التعليم الذكي اللامحدود
  • مؤتمر لمناقشة ثلاث قضايا أساسية بمشاركة وزير الداخلية السوداني