مؤتمر إقليمي يناقش أثر التقنيات الحديثة على جودة التعليم
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
ناقش المؤتمر الإقليمي الخامس للشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي الذي انطلقت أعماله لأول مرة في سلطنة عُمان اليوم تحت عنوان "استشراف مستقبل جودة التعليم العالي: أثر التقنيات الذكية والبعد الدولي على منظومة جودة التعليم" التحولات الحديثة في التعليم وأثرها على جودة التعليم، وخاصة التقنيات الذكية والبعد الدولي.
رعى المؤتمر معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة.
وقالت سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم في كلمتها أثناء المؤتمر: لقد كانت سلطنة عُمان من بين أوائل الدول في المنطقة التي استثمرت استثمارًا بارزًا وقويًا في جودة التعليم وانشأت جهة رسمية حكومية معنية بضمان جودة التعليم، لتمنحها الدعم الكامل خلال الاثنين والعشرين عامًا الماضية، وتوسع من صلاحياتها لتشمل ضمان جودة التعليم في سلطنة عُمان بكافة أنواعه، إيمانًا منها بالدور الكبير والمهم لجودة التعليم في تنشأة الجيل واستدامة تطور المجتمعات.
وأوضحت أن مستقبل التعليم في دولنا سيشهد خلال المرحلة المقبلة تحولات كبيرة وانفتاحًا غير مسبوق للتقنيات الذكية بمختلف أنواعها، ففي الوقت الذي بدأنا فيه بالانفتاح على مرحلة التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد وبدأنا في وضع السياسات الداعمة لتجويده، نتفاجأ بتزاحم التقنيات والمنصات التعليمية التي يساندها الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، التي تفرض علينا اتخاذ الكثير من القرارات السريعة حول ما يمكن قبوله، وما يمكن رفضه، وما يمكن تطويعه لخدمة العملية التعليمية، مشيرة إلى أنه وفي الوقت الذي توفر فيه التقنيات الحديثة فرصًا هائلة للتجديد والابتكار وتعزيز تفاعل ومشاركة الطلبة بكل يسر متخطية حدود المكان والزمان، إلا أنها تضع صناع السياسات التعليمية، والأكاديميين، والباحثين، ومسؤولي ضمان الجودة أمام مسؤولية كبيرة للتوازن بين الاستخدام الحكيم والفعال لهذه التقنيات وبين الحذر من تأثيراتها وانعكاساتها على جودة ما يقدم لأبنائنا الطلبة، وقدرتهم على التعلم وتطوير مهاراتهم، وتحقيق النزاهة الأكاديمية المنشودة عند تقييم أدائهم، ولذا لابد للتعليم أن يواكب التطور التقني المتصاعد، تأكيدًا للوصول إلى مستقبل يحفل بالفرص، ويعد باقتصادٍ جديدٍ يعتمد على المعرفة.
وأضافت في تصريح لها على هامش المؤتمر: إن نقاشات المؤتمر ركزت على أثر التقنيات الذكية في جودة التعليم العالي، حيث إن الثورة الصناعية والتقنيات والثورة المعلوماتية المتدفقة في مختلف القطاعات ومن بينها قطاع التعليم يؤثر بشكل كبير على جودة العملية التعليمية، وكان لزاما لصناع السياسات التعليمية والمهتمين لضمان جودة التعليم العالي الاهتمام بمتابعة ما يحدث من التطورات في التقانة وأثرها في العملية التعليمية، مشيرة إلى أن التقانة بمجملها تسهل العملية التعليمية ولها جوانب إيجابية كثيرة في زيادة تفاعل الطلبة مع العملية التعليمية، ولكن يبقى الحذر من التقنيات الذكية مثل "شات جي بي تي" والواقع الافتراضي والواقع المعزز وكيف يمكن أن تصل لطلابنا بأمان وبحرص بعيدا عن التأثيرات السلبية.
من جهتها، قالت الأستاذة الدكتورة نادية حسن بدراوي رئيسة الشبكة العربية لضمان الجودة في التعليم العالي: يعد المؤتمر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والأفكار ووجهات النظر والمناقشات من أجل تخطيط فعال لمستقبل ضمان جودة التعليم بالاطلاع على أفضل الممارسات الناجحة في المجال في ظل استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، مضيفة: أن ضمان جودة التعليم العالي في ظل التقنية تبقى تحديا ينبغي النظر إليه دائما وتذليل هذه الصعوبات للوصول إلى الهدف السامي وهو تعزيز مستوى التعليم في الوطن العربي لتصل مخرجات التعليم العربية إلى أعلى المستويات العالمية، بل وتنافس عليها.
وأوضحت الدكتورة نادية: إن التقنيات والذكاء الإصطناعي أصبحا يمثلا دورًا مهمًا في تحسين جودته وتعزيز عملية التعلم، كما لها الدور الفعال في توفير فرص التعلم المتساوية لكافة المتعلمين، والوصول إلى المعرفة والمعلومات بشكل أوسع وأكثر شمولية، وقد تسهم في تعزيز المشاركة النشطة للطلبة في العملية التعليمية، وتعزيز قدرات المعلمين في تقديم محتوى تعليمي مبتكر وشيق.
ويتضمن المؤتمر أربعة محاور رئيسية في التحول الرقمي وضمان الجودة في التعليم العالي، ودور التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في تعزيز جودة التعليم العالي، ودور أصحاب العلاقة في تعزيز عمليات ضمان الجودة والاعتماد، والبعد الدولي لضمان الجودة والاعتماد في التعليم العالي.
وسوف يشهد عقد جلسات حوارية ومحاضرات تقديمية وحلقات عمل تفاعلية،حيث يتضمن 4 متحدثين رئيسيين وأكثر من 25 ورقة عمل و 4 ورش عمل مصاحبة، ويشارك فيه عدد كبير من الخبراء والمختصين في مجال التعليم العالي من مختلف الدول، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية ذات صلة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جودة التعلیم العالی العملیة التعلیمیة فی التعلیم العالی ضمان جودة التعلیم التقنیات الذکیة ضمان الجودة التعلیم فی على جودة
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: المركز القومي للبحوث يطلق الإصدار الثالث لمبادرة "أجيال"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن المركز القومي للبحوث عن إطلاق الإصدار الثالث من مبادرة "أجيال" لتنمية قدرات الشباب صيف 2025، تحت شعار "باحث مبتكر".
وأكد الدكتور أيمن عاشور حرص الوزارة على دعم المبادرات التي تسهم في إعداد جيل جديد من الباحثين المبتكرين، مشيرًا إلى أن مبادرة "أجيال" تأتي في إطار تعزيز البحث العلمي وتشجيع الإبداع والابتكار لدى الطلاب والخريجين، بما يتماشى مع رؤية الدولة في بناء كوادر علمية قادرة على المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، أوضح الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، أن المركز يواصل تقديم برامجه المتميزة التي تستهدف تأهيل الشباب وتنمية مهاراتهم البحثية، مشيرًا إلى أن مبادرة "أجيال" تعد إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية المركز لتطوير الكوادر العلمية. وأكد أن هذه المبادرة تعمل على ربط البحث العلمي بالتطبيقات العملية، وتعزز من قدرة الشباب على التفكير الابتكاري وتقديم حلول علمية لمواجهة التحديات المختلفة.
وأشارت الدكتورة هبة الرفاعي منسق المبادرة إلى أن المبادرة تهدف إلى اكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين والمبدعين، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة ليصبحوا باحثين مبتكرين في المستقبل. كما تسعى إلى خلق بيئة محفزة للتفكير الإبداعي والبحث العلمي، وتشجيع الطلاب على استكشاف اهتماماتهم العلمية وإعداد مشاريع بحثية مبتكرة.
ويستهدف الإصدار الثالث من المبادرة توسيع قاعدة المستفيدين من الطلاب والخريجين، مع التركيز على تعزيز مهارات البحث العلمي والابتكار، من خلال برامج تدريبية متكاملة تشمل ورش عمل، وتدريب عملي، وإشراف مباشر من كبار الباحثين بالمركز. كما تهدف المبادرة إلى تمكين الشباب علميًا وبحثيًا، ودعم الأفكار الإبداعية والمشروعات البحثية الناشئة، بما يسهم في تطوير المنظومة البحثية وتحقيق رؤية مصر 2030.
جدير بالذكر أن مبادرة "أجيال" انطلقت في صيف 2023، حيث تم تدريب 200 طالب وخريج، ثم توسعت في صيف 2024 ليصل عدد المشاركين إلى 300، مع دعم مشاريع التخرج المدرجة ضمن أعمال المبادرة.