العُمانية: بدأت اليوم أعمال ملتقى الجمعيات المهنية الأول "شراكة وتشبيك" بتنظيم من وزارة التنمية الاجتماعية، بمقر مبنى الجمعيات بمرتفعات المطار، تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

وقال سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية: إن هذا الملتقى وهو الأول للجمعيات المهنية يهدف إلى التقاء الجمعيات تحت مظلة واحدة لتبادل الخبرات وإيجاد حوار من خلال أوراق العمل التي تناقش تحديات هذه الجمعيات والإنجازات التي قدمتها منذ بداية إشهارها، مؤكدًا على جهود هذه المؤسسات على الصعيدين المحلي والدولي في أداء أهدافها وتحقيقها والأدوار التكاملية فيما بينها.

من جانبه ذكر الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية في كلمته أن الملتقى يأتي في توقيت مهم وسلطنة عُمان تخطو خطواتها الحثيثة نحو مزيد من ترجمة أهداف رؤية "عُمان 2040" التي حظيت فيها مؤسسات المجتمع بأهمية كبيرة عبر ما وضعته من مرتكزات تخص دعم المجتمع المدني وتعزيز دوره وإسهامه في مختلف المجالات بما ينعكس على المشاركة في صنع القرار الوطني.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية على أن جمعيات المجتمع المدني تسهم وفق اختصاصاتها وأدوارها من خلال برامجها السنوية داخل سلطنة عُمان وخارجها في دعم التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للرؤية، إضافة إلى إسهامها في تعزيز الوعي المعرفي والمجتمعي ونشر الثقافة ودعم الابتكار، ورعاية الشباب، وتعزيز المجيدين، وسعيها إلى تعزيز أدوار سلطنة عُمان ومشاركتها وتمثيلها إقليميا ودوليا في المنظمات والجمعيات المشابهة لاختصاصاتها.

وأوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية بأن هذا الملتقى فرصة لتبادل الحوار، وعرض التجارب ومناقشة الواقع والتحديات ليرسم مسارا جديدا للعمل في هذه الجمعيات وفق التوجهات الوطنية بمزيد من التطوير والتعزيز، وبما يتوافق مع أدوارها كأحد متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية لسلطنة عُمان.

وقال باسم بن ناصر البطاشي القائم بأعمال مدير عام المسؤولية الاجتماعية والعلاقات العامة في كلمة الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال: إن هذا الملتقى منصة مهمة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجال المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، إلى جانب إبراز الدور المحوري الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في إثراء قطاعات تنموية مختلفة.

وشاهد راعي الحفل والحضور عرضا مرئيا عن إنجازات الجمعيات المهنية، وعرضا مرئيا آخر حول الصحافة من المهجر إلى الإعلام الحديث، وشهدت أعمال الملتقى تقديم 8 أوراق عمل منها 4 أوراق عمل في الجلسة الأولى حملت عنوان " مؤسسات المجتمع المدني والعمل التطوعي"، و4 أوراق عمل أخرى في جلسة العمل الثانية وعنوانها "الإنجازات الوطنية للجمعيات المهنية – تجارب ناجحة".

يأتي هذا الملتقى الذي يؤكد على الأهمية التي تمثّلها الجمعيات المهنية والأدوار الوطنية التي تضطلع بها، لدعم مسيرة التنمية المستدامة في سلطنة عُمان في مختلف مجالاته بالتعاون مع عدد من الجمعيات المهنية، وبدعم من الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة بيئة.

حضر الملتقى عدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، ورؤساء وأعضاء الجمعيات المهنية في سلطنة عُمان، إلى جانب أكثر من 250 مشاركًا ومشاركة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجتمع المدنی هذا الملتقى الع مانیة

إقرأ أيضاً:

الدبلوماسية العُمانية.. الآمال والتطلعات

 

صالح الحارثي **

 

لا شك أن الثابت المطلق الغني عن التعريف الذي لا يتغير في السياسة الخارجية لسلطنة عُمان هو التأكيد دائمًا وأبدًا على مبدأين مهمين؛ وهما: احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتبنيها في المقام الثاني إرساء أسس الحوار منهجًا لمعالجة كافة القضايا والتحديات الدولية من أجل "احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العاقل وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية".

وقد جاء الخطاب السنوي الذي ألقاه معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين، مؤكدًا تلك الأسس والثوابت، وكان واضحًا في صياغته، دقيقًا في مفرداته، جليًا في معانيه، موجزًا في عباراته، مُلخِّصًا لحالة الغليان والنزيف الدموي الذي يُعيشه هذا الكون جراء الاحتقان السياسي والاقتتال والحروب التي أتتْ على الأخضر واليابس ونشرتْ البؤس والفقر والخراب والدمار بين سكانه، نتيجة غياب العدالة وازدواج المعايير وتهميش سيادة القانون والاستقواء على الضعيف؛ فانتشرت بذلك الفوضى واستعلى أزيز الرصاص على لغة الحوار وزادت الهوة بين أمراء الحروب وصانعي السلام فاتسع الشق على الراتق ولم يعد للأمم المتحدة بأعضائها الكُثر قوة ولا حيلة في لملمة الأمور وحلحلة القضايا غير قوة السلاح الذي أصبح الصوت الأعمى والأصم في عالم طغى عليه التعطش للدم وروح الانتقام وثقافة الهيمنة والاستعلاء والاستبداد.

إنَّ العالم اليوم كما جاء في كلمة عُمان بحاجة ماسة إلى إحياء صحوة الضمير وتغليب صوت العقل والحكمة لبسط "سيادة القانون الدولي وتطبيقه، تحقيقًا للعدالة والسلام وبما يعكس رؤية الأمم المتحدة لعالم يعم فيه الأمن والاستقرار والسلام والرخاء للجميع" سعيًا نحو بلوغ الهدف الأسمى من ميثاق الأمم المتحدة في "تجسيد آمال الشعوب وتحقيق تطلعاتها في التنمية والحياة الهانئة الكريمة"، وبما "يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في سلام وأمان وكرامة".

ولأنَّ الغاية نبيلة والمقاصد عظيمة فلم تألو سلطنة عُمان جهدًا على مدى نصف قرن وأكثر من مسيرة نهضتها الحديثة المباركة في حلحلة الخلافات وجمع الفرقاء على طاولة واحدة إيمانًا منها بأن الحوار يصنع التطور والازدهار، والقطيعة تُخلّف الضغينة  والدمار، وقد نجحت في ذلك فكانت قبلة الناشدين للسلام وواحة للأمن والأمان.

إنَّ العالم المشحون بالخوف والقلق من شبح الحروب جاء إلى هذه المنظمة الدولية حاملاً معه مخاوفه وجراحه، فعسى أن يجد منها وهو يلملم اليوم أوراقه عائدًا أدراجه إلى بلاده، ما تطمئن إليه النفوس وتشفى به الجراح وينتهي معه البؤس والشقاء.

 

** سفير سابق

مقالات مشابهة

  • غزو لبنان المُحتمل: أهدافُ العدوّ وتحدياتُ المحور
  • إيمان كريم: "ملتقي مكتسبات ذوي الإعاقة" يوضح دور المجتمع المدني في تمكين المعاقين
  • الدبلوماسية العُمانية.. الآمال والتطلعات
  • القومي للإعاقة ينظم ملتقى دولي حول حقوق ذوي الهمم
  • اللواء “الشامخ” يناقش التحضيرات النهائية للملتقى العلمي السنوي لوزارة الداخلية
  • "ملتقى الاستثمار وريادة الأعمال" بالمزيونة يناقش تعزيز بيئة الأعمال لجذب المستثمرين
  • وزير النفط يناقش مع شركة محروقات واقع العمل وتزويد آليات النقل العام بالمشتقات النفطية
  • “كتاب الرياض” يناقش “الفكر العربي وتحديات الراهن”
  • عقب انتهاء الفعاليات.. أولادنا توجه الشكر لرئيس الجمهورية والمشاركين فى ملتقى بكرة أحلى بينا
  • رئيس "أولادنا" تشكر السيسي: رعاية ذوى القدرات الخاصة رسالة سامية تجسد معانى الإنسانية