الجزيرة:
2025-01-24@06:27:45 GMT

فرح طفلة غزية تروي جحيم الحرب وأهوال النزوح

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

فرح طفلة غزية تروي جحيم الحرب وأهوال النزوح

تستذكر فرح رحلتها المؤلمة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، حيث لجأت عائلتها فرارا من العدوان الإسرائيلي. وهناك، ومنذ اللحظة الأولى التي أبصرت فيها النور، كانت فرح تعيش في أكبر سجن مفتوح بالعالم.

هكذا بدأت الصحفية هالة الصفدي مقالها -الذي نشره موقع "ميدل إيست آي"- لرواية مأساة سكان غزة متمثلة في هذه الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر 12 عاما.

وتروى الصفدي أنها لا تستطيع أن تصدق أن هذه الفتاة على صغر سنها عاشت أهوال 3 حروب إسرائيلية على غزة، وأصبحت تعرف عن الحرب أكثر مما تعرف عن السلام.

وتتابع فرح الأخبار وتعرف أسماء السياسيين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما درست اتفاقية جنيف الرابعة وقوانين الحرب. وحتى المشاهد التي تصفها كفيلة بأن تملأ قلب أي طفل بالخوف والحزن، لكن ليس قلب فرح.

واليوم تبدو فرح غير مبالية بالأهوال المستمرة. وهذا هو حال العديد من الأطفال في غزة الذين أصبحت هذه المشاهد طبيعية بشكل مخيف.

وتحكي فرح كيف قصف منزلهم لكنها لا تتذكر التاريخ تحديدا، ولم تعد تعرف أيام الأسبوع، وكل ما تعرفه أنهم كانوا في حرب مضى عليها شهران الآن.

وتقول إنها كانت تعيش بالقرب من مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى في غزة. وقرر والدها أن يذهب الجميع إلى المستشفى، معتقدين أن المكان سيكون آمنا.

ولم يتمكنوا في البداية من الذهاب إلى الجنوب لأن والدها لم يجد مكانا يقيمون فيه، وكانوا خائفين على أي حال بعد رؤية مقاطع فيديو لأشخاص قتلهم جنود الاحتلال أثناء فرارهم. كما قضى بالجنوب بعض ممن كانوا يعرفونهم من الشمال.

تجربة مروعة

وتروي فرح أن تجربة العيش في المستشفى كانت مروعة، وأنها شعرت كما لو كانت تنتظر الموت، وأن الجميع هناك كانوا خائفين. وقالت إنها نامت مع أختها (16 عاما) في ممرات الطابق العلوي مع النساء، بينما بقي والدها وأخوها في الطابق الأرضي مع الرجال.

وكان الليل أكثر الأوقات رعبا خاصة عندما يبدأ جيش الاحتلال بقصف محيط المستشفى.


وتقول فرح إن الدبابات الإسرائيلية بإحدى الليالي بدأت تحاصر المستشفى ولم يتمكن أحد من النوم ولو لثانية واحدة. وما إن طلت فتاة صغيرة من النافذة حتى عاجلها قناص إسرائيلي برصاصة فقتلها، وماتت أمام الجميع.

وعلقت فرح على ذلك بأن هذه كانت المرة الأولى التي رأت فيها شخصا يموت أمامها. وكانت أم الطفلة الشهيدة تصرخ طوال الليل، ولم يجرؤ أحد على الاقتراب من النافذة بعد ذلك. وبكت في تلك الليلة أكثر من أي وقت مضى.

وتقول فرح إنهم درسوا كل شيء عن النكبة الفلسطينية عام 1948. وشاهدوا الأفلام عن طرد الفلسطينيين وقتلهم. وعلموا بالمذابح التي وقعت في القرى. وشعرت أنها الآن تعيش نفس هذه القصص في الواقع.

وعلقت بأنه من المحزن أن تكون قصتهم من دروس التاريخ. واستطردت متسائلة: هل سأكون مثل هؤلاء الجدات وأحكي لأحفادي كيف اضطررنا إلى الفرار من مدننا لأنهم كانوا يقتلوننا؟

سيارات محترقة

تمضي فرح في حكايتها بأنه سمح لهم أخيرا بالخروج من المستشفى. ومع إشراق الصباح سلكوا شارع صلاح الدين مع المئات، كما أمرهم الجنود الإسرائيليون. وساروا وقتا طويلا من التاسعة صباحا حتى الثانية بعد الظهر.

وشعرت أن قلبها سيتوقف في أي لحظة من التعب. وأحيانا كانت تغمض عينيها وهي تمشي على أمل أن ما يحدث ربما كان حلما وليس حقيقة. ولكنها كانت تريد أيضا إبقاء عينيها مفتوحتين، تحسبا لقيام الجنود بإطلاق النار على والدها أو أخيها.

طائرات الاحتلال قصفت خان يونس ومخيمي "النصيرات" و"البريج" (الأناضول) رحلة معاناة

وعند نقطة معينة من رحلة المعاناة، احتجز الجنود الإسرائيليون شابين، وبدا أنهم اختاروهما عشوائيا، وأمروهما تحت تهديد السلاح بخلع ملابسهما، ما عدا الملابس الداخلية، وتركا أحدهما يعود وأخذا الثاني. ولم يعرفوا ما حدث له، وظلت أسرته تبكي طول الطريق. وهنا، تعاظمت هواجس فرح من اعتقال والدها أو أخيها.

وكأن تلك المعاناة لم تكن كافية، حتى أقامت إسرائيل نقاط تفتيش أمنية وأمرت الجميع بالمرور عبر جهاز كشف يستخدم تقنية مسح الوجه. وخشيت أن يُطلق النار على أحدهم، حيث حاول جنديان استفزازهم بالقول "اشكرونا واشكروا حماس على ذلك". لكن الناس استمروا يحثون بعضهم البعض على تجاهل صراخهم بهدف الوصول إلى بر الأمان.

وتابعت فرح بأنهم كلما مشوا أكثر زاد عدد الجثث التي رأوها على الطريق. ورأت امرأة ترقد بجانب طفل صغير. وكانت بعض الجثث مغطاة بالبطانيات. كما كانت هناك سيارات محترقة بداخلها جثث محترقة.

وما إن وطئت أقدامهم وادي غزة، كان العشرات من الفلسطينيين بانتظارهم وأخبروهم أنهم أصبحوا آمنين الآن. وأعطوهم العصائر وكعك الشوكولاتة.

وجلست فرح على الأرض ولم تتمكن من التحرك لفترة. وعانقت والدها كثيرا وبدأت في البكاء. وأخبرها والدها أنها يجب أن تكون قوية، نهضت بعدها ومشت حتى وصلت إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟

سلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، شهادات تتضمن قرارات بالإفراج، وهو ما يعكس الموقف الذي أكدته كتائب القسام طوال شهور الإبادة بأن أسرى الاحتلال لن يفرج عنهم تحت النار وأن ذلك لن يتم سوى بقرار منها.

وبثت "كتائب القسام" مشاهد مصورة من تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى، وظهر فيها عملية تسليم هدايا تذكارية وقرارات إفراج.


وتأتي هذه الخطوة لتشابه ما كان حكرا على الاحتلال الإسرائيلي بإصدار شهادات إفراج للأسرى الفلسطينيين بعد عناء طويل ليتعمد إذلالهم بالإجراءات الإدارية أو القضائية طويلة الأمد.



وعن هذا علق الصحفي الفلسطيني صهيب العصا قائلا: "لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها قرار إفراج".

"قرار الإفراج"
لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها "قرار إفراج"
تهتم المقاومة بالتفاصيل وتسلم الأسرى الإسرائيليين "قرار الإفراج".. قرار من المقاومة pic.twitter.com/9R9clbUPJo — صُهيب العصا | SUHEIB ALASSA (@SuAlassa) January 19, 2025
وترمز ورقة الإفراج التي أصدرتها المقاومة إلى النهاية القانونية لفترة الأسر والتأكيد على أن مصير الأسرى بيد المقاومة وحدها وهو ما يعزز موقفها في ميدان المفاوضات بعد فشل الاحتلال طوال 15 شهرا من إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين.

وحظيت خطوة كتائب القسام بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فقال حساب باسم اسم طارق: "القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله".

القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج
اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله ???????????????? pic.twitter.com/LlLDjeC4Dh — طارق العرموطي (@tareq_alarmouti) January 19, 2025
وقال حساب أخر يحمل اسم محمود "الأسرى يبدو أنهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية".

الأسرى...
يبدو انهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية...
???? وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا… pic.twitter.com/dfow8QxLM8 — مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي (@DrMahmoudSalemE) January 19, 2025
أبو سمير عوامة: لو سمحتم هدوووء، أسيرات يوم السبت القادم عندهن امتحان فاينل ميداني، علشان يوخذن شهادة التخرج. pic.twitter.com/dlvfZ6KOGy — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) January 20, 2025
فيما قالت بسمة: "طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات حُسن سير وسلوك".

طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات
حُسن سير وسلوك ????????✌️????#الاسيرات_الثلاث pic.twitter.com/D9BjBWgMvq — بسمه حمزه (@BsmhHmzh10734) January 19, 2025
وقال حساب يحمل اسم تامر: "صاحب الفكرة مطلوب للعالم، تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج".

صاحب الفكرة مطلوب للعالم.

تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج.

أضفى جاذبية جديدة ومثيرة للفيديو، ليكون مثالًا على التفكير خارج الصندوق pic.twitter.com/2dHWvQtwWC — Tamer | تامر (@tamerqdh) January 19, 2025
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيرا من المحكومين بالمؤبد؛ وتضم أيضا جميع الأشبال والنساء وعددهم 95 شخصا، بينهم 87 أسيرة. 


ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوما، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وذلك مقابل الإفراج بالمرحلة الأولى عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق عودة الهدوء وتبادل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الكشف بالمرحلة الراهنة عن الأعداد من الطرفين، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة. 

وتركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 أعوام، وتبادل جثث الموتى ورفاتهم الشهداء، وفتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع.

مقالات مشابهة

  • روسيا: الدفاع الجوي تصدى لهجوم بطائرات مسيرة كانت متجهة نحو موسكو
  • عاجل. ترامب: على بوتين وروسيا إيقاف الحرب السخيفة وعلاقتي بالرئيس الروسي كانت جيدة للغاية
  • بعد دخول الهدنة.. خرائط تروي تفاصيل مروعة تتكشف في غزة
  • حرائق جديدة ورماد سام وعلم أحمر.. جحيم لوس أنجلوس مستمر
  • 471 يوما من العدوان.. تامر أمين: الحرب على غزة كانت جحيما لا يطاق
  • إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة  الإسرائيلية على غزة .. تقرير
  • محلل سياسي: عملية جنين العسكرية كانت متوقعة في ظل التحضيرات الإسرائيلية
  • «فيتش»: وقف الحرب في غزة يقلل المخاطر الجيوسياسية التي تواجه مصر والأردن
  • محلل سياسي: العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين كانت متوقعة
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟