قالت منظمة "سام" للحقوق والحريات، إن حكم الإعدام بحق الناشطة اليمنية، فاطمة العرولي، الذي أصدرته محكمة خاضعة للحوثيين أمس الثلاثاء، بني على "إجراءات قانونية مشوبة بعيوب جوهرية وخطيرة".

وأكدت المنظمة أن "المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، التي يديرها الحوثيون، أصدرت حكماً بالإعدام على الناشطة (فاطمة العرولي) بتهم ملفقة، أبرزها التجسس مع دول العدوان (دولة الإمارات)، بناء على إجراءات قانونية مشوبة بعيوب جوهرية وخطيرة".

وقال مدير "سام" توفيق الحميدي،إن الناشطة العرولي، "حٌوكمت دون أن يكون لها محام يتولى الدفاع عنها، وفي محكمة تحولت إلى أداة من أدوات العقاب والانتقام، حيث أصدرت المحكمة منذ استيلاء جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء أكثر من ٥٠٠ حكم، ضد الخصوم السياسيين"، مضيفا أن: "بعض هذه المحاكمات لم يستمر أكثر من سبع دقائق، ما يجعل إجراءات هذه المحكم نوعاً من احتقار العدالة، وتأكيد على حرص جماعة الحوثي على تحويل المحاكم إلى ثكنات عسكرية بلباس قضائي للقمع، وترهيب الخصوم، ومصادرة ممتلكاتهم".

وأكدت المنظمة الحقوقية على أن "سجل جماعة الحوثي مليء بالملاحقات غير القانونية والأحكام الجائرة من قبل المحاكم التابعة للجماعة حيث أُحيل المئات من الأشخاص للمحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، من ضمنهم صحفيون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وخصوم سياسيين، وأفراد ينتمون إلى أقليات دينية، حيث تم اخضاعهم لمحاكمات جائرة بتهم زائفة أو ملفّقة أمام هذه المحكمة، كما حوكم معظمهم بتهم التجسس التي يُعاقب عليها بالإعدام بموجب القانون اليمني".

وأشارت الى أن العرولي ناشطة اجتماعية، كانت ترأس منظمة الموئل للتنمية الحقوقية ورئيسة مكتب قيادات المرأة العربية باليمن التابع لجامعة الدول العربية، تعمل في المجال الإغاثي".

وذكرت أن العرولي "احتجزت في 13 أغسطس / آب 2022 على يد أفراد يتبعون لجماعة الحوثي عند حاجز تفتيش في منطقة الحوبان في محافظة تعز، وأخفتها جماعة الحوثي قسرًا طيلة ثمانية أشهر تقريبًا"، لافتة الى أن "عائلتها بحثت عنها في كل مركز شرطة وسجن في صنعاء، إلى أن علمت بأنها محتجزة بمعزل عن العالم الخارجي في مركز الاعتقال التابع لجهاز الأمن والمخابرات في صنعاء منذ إلقاء القبض عليها ولمدة ثمانية أشهر".

وفي 31 يوليو/تموز 2023، اتهم وكلاء النيابة التابعون لجماعة الحوثي، فاطمة العرولي بمعاونة "عدوان الإمارات العربية المتحدة" وتقديم إحداثيات لكشف مواقع الجيش و"اللجان الشعبية" التابعة للحوثيين، وأحيلت قضيتها إلى المحكمة الجزائية المتخصصة، وفق بيان "سام".

ونقلت المنظمة عن المحامي عبد المجيد صبرة، قوله إن "الناشطة العرولي تعرضت للحرمان من حقوقها الأساسية، حيث تم اخفاؤها بغرفة تحت الأرض وحرمانها من التمثيل القانوني أكثر من مرة، حيث رفض طلب الاتصال بأبنائها الذين يعيشون في خارج اليمن، او مقابلة اخوانها، إضافة لرفض الاطلاع على ملف القضية وبقي الأمر على حاله إلى أن تم الحكم عليها اليوم بالإعدام".

وأضاف صبرة: "من خلال مراجعتي لقرار الاتهام والحكم الصادر من المحكمة الجزائية فقد لاحظت بأن تلك التهم مبنية على افتراضات وصياغات فضفاضة لا تستند إلى أي أدلة حقيقية"، مشيراً إلى أن "جماعة الحوثي تستخدم القضاء لإضفاء الشرعية القانونية على ملاحقتها للنشطاء والصحفيين والحقوقيين."

وقالت "سام" إن "المعايير الدولية للعدالة، كفلت لكل شخص يُلقى القبض عليه أو يُحتجز ولكل من يواجه تهمًا جنائية توكيل محامٍ من اختياره لتمكينه من حماية حقوقه، وإعداد دفاعه، والطعن في قانونية احتجازه"، مشيرة إلى أن "هذا الحق يشكل ضمانة أساسية ضد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، إلا أن الواضح من سلوك جماعة الحوثي يعكس نيتها الضرب بعرض الحائط بتلك الحقوق والاستمرار بملاحقة خصومها من نشطاء وصحفيين".

وطالبت منظمة سام للحقوق والحريات جماعة الحوثي "بإطلاق سراح الناشطة "العرولي" وكافة المعتقلين والتوقف الفوري عن سياسة الملاحقة ضد الخصوم السياسيين واستخدام القضاء كغطاء لإضفاء الشرعية على ملاحقاتها غير القانونية"، مجددة دعوتها إلى "أهمية ضمان تمتع جميع الأفراد بحقوقهم السياسية دون تهديد أو ملاحقة".

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: جماعة الحوثی فی صنعاء إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحوثي تعلن ارتفاع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على مصنع بصنعاء

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، الاثنين، عن ارتفاع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على مصنع للسيراميك بمحافظة صنعاء (شمالا) إلى 7 قتلى و29 جريحا.

وقالت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين في بيان، إن "استهداف مصنع السواري للسيراميك بمنطقة متنة مديرية بني مطر في محافظة صنعاء مساء أمس (الأحد)، أدت إلى استشهاد 7 مواطنين وإصابة 29 آخرين بينهم 5 أطفال وامرأة من العاملين بالمصنع والمنازل والمزرعة المجاورة له".

وأردفت بأن "هذه الجريمة، تضاف إلى سجل العدو الأمريكي الصهيوني الإجرامي.. فهي جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية".

وحمّلت الوزارة "الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن جرائمها المستمرة بحق المدنيين واستهدافها بالقصف المباشر والمتكرر والتدمير الممنهج للبنية التحتية والأعيان المدنية".


وطالبت "الشعوب العربية والإسلامية ‏والمنظمات الحقوقية والهيئات الإنسانية بالتحرك ‌إلى الشوارع والساحات للتعبير عن الغضب والتنديد بجرائم العدوان الأمريكي على الشعب اليمني".

وفي البيان ذاته، قالت الوزارة إن "عدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الأمريكي منذ 16 آذار/ مارس الماضي حتى 14 نيسان/ أبريل الجاري بلغ 370 مواطناً بينهم 123 شهيداً منهم أطفال ونساء".

وأدان البيان "العدوان الأمريكي السافر على الوطن واستهدافه بالقصف المباشر للأعيان المدنية والمدنيين".

وفي وقت سابق الاثنين، أفادت الوزارة في بيان بـ "استشهاد 6 مواطنين وإصابة 26 آخرين، معظمهم إصاباتهم حرجة، في حصيلة غير نهائية"، وسط "استمرار فرق الدفاع المدني والإسعاف في البحث عن ضحايا وإخماد الحرائق".

ومساء الأحد، أعلنت الجماعة عن مقتل 5 مدنيين وإصابة 13 آخرين في هذه الغارات.

كما أنها أعلنت عن إسقاطها طائرة مسيرة أمريكية من نوع "إم كيو-9"، أثناء تنفيذها "أعمالا عدائية" في أجواء محافظة حجة شمال غرب اليمن.


وأضافت أن هذه الطائرة تعد الرابعة التي يتم إسقاطها خلال أسبوعين، والـ 19 منذ بدء دعم قطاع غزة في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية.

في المقابل رصدت "الأناضول" منذ 15 آذار/ مارس الماضي مئات الغارات الأمريكية على اليمن، ما أدى إلى مقتل 123 مدنيا وإصابة 247 آخرين على الأقل، غالبيتهم أطفال ونساء، بحسب بيانات حوثية حتى صباح الاثنين لا تشمل الضحايا من قوات الجماعة.

وتأتي هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".

غير أن الجماعة تجاهلت تهديد ترامب، واستأنفت قصف مواقع داخل "إسرائيل" وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف "تل أبيب" منذ 18 مارس الماضي حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ14 ألف مفقود.

وتحاصر "تل أبيب" غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة؛ جراء إغلاق "تل أبيب" المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الزمالك يسعى للحصول على تعويض مالي من زيزو ويتجه لاتخاذ إجراءات قانونية
  • سيارة بتحديثات جوهرية .. تعرف على مواصفات «KGM Torres»
  • أصل العنف الديني في المنطقة هم جماعة الإخوان.. لميس الحديدي تعلق على ضبط خلايا إخوانية في الأردن
  • اجتماع برئاسة الهادي يناقش إجراءات الحد من الانهيارات الصخرية بمحافظة صنعاء
  • اليمن: «الحوثي» حولت البلاد إلى ساحة صراعات
  • طوارئ غير معلنة واستنفار أمني.. مليشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات جديدة طالت عشرات المدنيين في صنعاء وضواحيها
  • جماعة الحوثي تعلن عن سلسلة غارات أمريكية على جزيرة كمران
  • لماذا زجّ ترامب بالصومال في حديثه عن جماعة الحوثي؟
  • أمريكا تستعد لمغادرة الصومال وتحذيرات ترامب من تمدد الحوثيين: هل يتكرر سيناريو صنعاء؟
  • الحوثي تعلن ارتفاع عدد ضحايا الغارات الأمريكية على مصنع بصنعاء