لجنة الشؤون الخارجية عرضت مع فرونتيسكا الاوضاع في الجنوب
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
عقدت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين جلسة، قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي، برئاسة النائب فادي علامة. اثر الجلسة، قال النائب علامة: "عقدت اللجنة لقاء مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتيسكا، وتمحور اللقاء حول القرار 1701 وما يشهده الجنوب اليوم لا سيما بالامس من اعتداءات أدت الى استشهاد عنصر في الجيش اللبناني.
اضاف: "ركزنا خلال اللقاء على نقاط أساسية، منها التوضيح من قبلنا كنواب اعضاء في اللجنة ان الخروقات جاءت من اسرائيل التي تنتهك سماء لبنان وبرا وجوا منذ سنة 2006 ولم تكتف بذلك، بل تستعمل الاجواء اللبنانية لضرب اهداف في سوريا. كما كان هناك تركيز على العودة الى التقارير التي صدرت بالنسبة لليونيفيل والتي تؤكد حقيقة الخروقات الاسرائيلية للقرار 1701 على مدار هذه السنوات. كما جرى كلام عن الاجرام الاسرائيلي واستشهاد الاطفال في غزة والرد الذي يحصل في جنوب لبنان وهو خرق القرار 1701 في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا".
وتابع: "كما جرى التاكيد ان الرد من جنوب لبنان هو رد دفاعي على انتهاكات اسرائيلية ولانتهاكات القرار 1701. كما عرضنا موضوع استعمال العدو الاسرائيلي للقنابل الفوسفورية على نطاق واسع في الجنوب اللبناني من دون اي ردع. وان سقوط شهيد من الجيش هو مدان وخرق للقرار 1701".
واشار الى اسئلة طرحت حول ما يتوجه اليه مجلس الامن وتتم اثارته في الاعلام بالنسبة للقرار 1701". وبحسب علامة، فقد اكدت السفيرة ان "الاجواء في الامم المتحدة ليست كذلك، وهناك اصرار مثل موقف لبنان على التقيد بالقرار 1701، وان وموضوع التعديلات هي تكهنات في الاعلام".
وقال: "بالنسبة لما يحصل من مجازر في غزة، كان هناك كلام ان كل ما نراه يتعارض مع كل القوانين الدولية، وندعو لمحاسبة هذا الاجرام الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني".
وخلال اللقاء، تم التطرق الى موضوع النازحين، وقال علامة: "اكدت السفيرة ان الامم المتحدة تتفهم واقع لبنان والتضحيات التي قدمها، لا سيما في وضعه الاقتصادي والاجتماعي الصعب، ومن جانبنا ذكرنا بالمقترحات التي وضعتها لجنة الشؤون الخارجية عن مسألة النزوح. وركزنا على ان موضوع المساعدات للنازحين السوريين يجب ان يتم ايقافه في لبنان وان يستكمل مع عودة الاخوة النازحين الى الداخل السوري".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إحتلالٌ وضمٌّ حتى الليطاني أو أكثر
كتب طوني عيسى في " الجمهورية": في لبنان، فقد بات الحديث عن توسع جغرافي وديموغرافي إسرائيلي على حسابه متداو لاً جدّياً. وهناك شكوك قوية في أنّ المناطق المدمّرة والمحروقة التي تنشئها إسرائيل في الجنوب، وتريد تسميتها "مناطق عازلة"، ستبقى خالية من أهلها اللبنانيين في شكل دائم، وستخضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية صارمة لا أفق زمنياً لها. ومع الوقت، لن يكون صعباً أن تطلق إسرائيل مشاريع الاستيطان فيها. وفي أول فرصة دولية إقليمية سانحة سيكون ممكناً الإعلان عن ضمّ هذه المناطق اللبنانية إلى خريطة إسرائيل، وبصمت كامل، كما تمّ ضمّ الجولان. في الحقيقة، ليس واضحاً تماماً حدود الأطماع الإسرائيلية في الجنوب. وربما يفكر الإسرائيليون في توسيع حدود احتلالهم بالمقدار الذي تسمح به الظروف. وفيما يصرّ البعض على القول إنّ الإسرائيليين لا يريدونمن لبنان سوى ضمان أمنهم على الحدود الشمالية، وإنّهم لايطمعون بأرضه، يعتقد آخرون أنّ الفكر اليميني الممسك حالياً بالحكم في إسرائيل، والمستند إلى خلفيات توراتية، سيستغل الفرصة التاريخية لتوسيع خريطة إسرائيل شمالاً نحو لبنان، ضمن مسعاه إلى تغيير هذه الخريطة ديموغرافياً أيضاً، بتهجير قسم كبير من السكان العرب، تطبيقاً لمبدأ يهودية الدولة. وتأكيداً لذلك، ومنذ اللحظة الأولى لانتخاب ترامب، قبل أيام، يقوم الإسرائيليون بحملة مركّزة لتذكيره ب "الوعد" الذي قطعه ذات يوم بتوسيع خريطة إسرائيل، "لأنّها ضيّقة على شعبها". ولم تعد من نسج الخيال مخاوف البعض من وصول إسرائيل إلى مياه الليطاني التي لطالما حلمت بها. علماً أنّ هناك مَن يسأل عن المانع من تمدّدها حتى نهر الأولي، في مراحل لاحقة، إذا سمحت لها الظروف وموازين القوى. فهل دعوة أدرعي لسكان الجنوب إلى تجاوز هذا النهر يندرج في هذا السياق الخبيث؟ عند هذه الوقائع والأسئلة، يكمن خطر ا لاستهتار بمستقبل الجنوب. فالدولة اللبنانية عاجزة عن القيام بأي خطوة ذات معنى لوقف الحرب وحماية الأرض التي يجري إحراقها واحتلالها، وإنقاذ الشعب الذي يتعرّض للقتل والتهجير. وأما القرار، فهو بكامله في أيدي الإيرانيين والإسرائيليين. وإذ يستشرس عناصر "حزب الله" في التصدّي للقوات الإسرائيلية التي تحاول التقدّم في قراهم، فإنّ القرارات الكبرى والفاعلة التي تقود "الحزب"، كإطلاق الصواريخوالمسيّرات على إسرائيل، تتولاّها إيران حصراً وبناءً على حسابات الربح والخسارة بينها وبين إسرائيل والولايات المتحدة وليس أي حسابات أخرى. فإذا استمر عجز اللبنانيين، بشقيهم الرسمي والحزبي، عن الإمساك بزمام الحرب، فإنّ الفرصة ستكون سانحة لإسرائيل لكي تقوم بمناورات ابتزاز وبيع وشراء، مع أي كان في الشرق الأوسط والعالم، من أجل ضمان مستقبلها الآمن والتوسع جغرافياً وديموغرافياً، على حساب لبنان الكيان والدولة، كما على حساب سوريا والأردن ومصر، وسائر الكيانات التي شاء القدر أن تكون على تماس مع إسرائيل. فهل بقي مجال لتجنّب هذا الخطر الكياني على لبنان، أم فات القطار وما كُتِب قد كُتِب؟