مشروع الخويمة لاستزراع الروبيان مسهم رئيسٌ في تحقيق الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
العمانية: مشروع الاستزراع السمكي في سلطنة عُمان ركيزة أساسية في التنويع الاقتصادي حيث أثبتت الدراسات والبحوث الاقتصادية أن سلطنة عُمان مؤهلة لأن تكون رائدة في مجال الاستزراع السمكي.
وتقوم شركة تنمية أسماك عُمان بدور رائد في هذا المجال حيث يعد مشروع مزرعة استزراع الروبيان بمنطقة الخويمة بولاية جعلان بني بوعلي الذي سيحتفل بافتتاحه اليوم مشروعا تنمويا ومسهمًا رئيسًا في تحقيق الأمن الغذائي بسلطنة عُمان.
ويقول المهندس بلعرب بن عمر البطاشي مهندس مشروع مزرعة استزراع الروبيان بمنطقة الخويمة إن المشروع يقام على مساحة مليوني متر مربع بقيمة استثمارية وصلت إلى 16 مليون ريال عُماني، وسيصل إنتاجه السنوي في عام 2024 إلى 3700 طن من الروبيان ذي الأرجل البيضاء (الفنمي)، وقد يرتفع الإنتاج ليصل إلى 4000 طن، مشيرا إلى أن الحصاد التجريبي للمشروع قد بدأ في شهر مارس من العام الجاري بكمية وصلت إلى 500 طن.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن مزرعة الروبيان في الخويمة تحتوي على وحدة التفريخ و48 حوضًا من أحواض الحضانة الأولية و126 حوضًا من أحواض التسمين الخارجية وقناة التغذية الرئيسة بطول 1500 متر وقناة السحب الرئيسة ومصنع ثلج بإنتاج يصل إلى 25 طنًّا يوميًّا ومحطة تحلية المياه سعتها 150 مترًا مكعبًا يوميًّا وورش للصيانة ومرافق المعالجة المسبقة والتعبئة ومكاتب إدارية ومستودعات ومختبر وورش صيانة وأماكن إقامة للموظفين.
ووضح أن مجموعة منتجات مزرعة الخويمة للروبيان تركز على الروبيان الأبيض ذي الأرجل البيضاء لأن هذه المنتجات تلبي الطلب المتزايد على الروبيان عالي الجودة من مصادر محلية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الروبيان يعد مناسبا للاستزراع في سلطنة عُمان نظرا للظروف المناخية والطبيعية الجغرافية إضافة إلى أنه مقاوم للأمراض بشكل أكبر وإنتاج غزير.
وأكد المهندس بلعرب بن عمر البطاشي على أن المشروع يتوافق مع رؤية الحكومة للتنويع الاقتصادي والسلامة الغذائية، كما أن المزرعة سوف تسهم في إيجاد الفرص للمواطنين والشركات الصغيرة والمتوسطة في الصناعات المرتبطة بها.
وقال إن نسبة التعمين بالمشروع وصلت الآن إلى 35 بالمائة، حيث بلغ عدد العُمانيين العاملين 45 شخصًا من أصل 170 عاملًا في شركة الاستزراع الشرقي للروبيان (الشركة المشغلة).
ولفت بلعرب بن عمر البطاشي، مهندس مشروع مزرعة الروبيان بمنطقة الخويمة إلى أنه من المتوقع أن تسهم مزرعة الخويمة للروبيان بشكل كبير في الاقتصاد الأزرق للبلاد، مما يوجد فرصا لمشروعات القيمة المضافة ونقل التكنولوجيا وتعزيز قدرات القوى العاملة الوطنية.
من جانبه أكد الدكتور عيسى بن محمد الفارسي، مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على أن مشروع زراعة الروبيان بمنطقة الخويمة من المشروعات الرائدة في سلطنة عُمان لأنه يحقّق الأمن الغذائي ويزيد من إنتاج المصائد السمكية والاستزراع السمكي مما يتوافق مع رؤية عُمان 2040م.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن مشروعات الاستزراع السمكي بشكل عام ومزارع الروبيان بشكل خاص قد أوجدت تجارة جديدة للمواطنين العُمانيين حيث يقوم المواطن وناقلو الأسماك والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشراء الروبيان مباشرة من المزارع السمكية وبيعه بالأسواق المحلية أو تصديره إلى الدول المجاورة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاستزراع السمکی إلى أن
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لفتح تحقيق جنائي ضد نتنياهو وإلا فالهجرة الجماعية هي الحل
ما زالت أصداء الإفادة التي قدمها رونين بار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) أمام المحكمة العليا ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تتردد في دولة الاحتلال الإسرائيلي، لأنها كشفت أن الأخير ارتكب فعلياً سلسلة من الجرائم غير المسبوقة، مما يستدعي من المدعي العام والجمهور أن يفهموا حجم الخطر، لأن ما قام به ليس خلافا سياسيا، بل خطر حقيقي يهدد الدولة كلها.
وبحسب الرئيس السابق لجمعية الصحافة الأجنبية في تل أبيب، دان بيري٬ فإن "الدولة الإسرائيلية تجاوزت خطا أحمر آخر، لأن إفادة بار تعتبر لائحة اتهام تاريخية ضد نتنياهو، تستوجب فتح تحقيق جنائي فورا، لأنها الوثيقة الأكثر خطورة التي يقدمها رئيس جهاز الأمن في الدولة على الإطلاق ضد رئيس حكومة يستخدم سلطة ونفوذ جهاز الأمن مرارا وتكرارا لصالحه الشخصي والسياسي والقانوني، بمطالبته مساعدته لتأخير أو تعطيل الإجراءات الجنائية ضده، والضغط عليه لإصدار رأي مهني يجعل ظهوره في المحكمة مستحيلا من الناحية اللوجستية".
وأشار في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "بار رفض مطالب نتنياهو بمراقبة المتظاهرين ضده، ومعارضي الحكومة، واتخاذ خطوات ضدهم، وتحديد مموليهم، لأنها تتجاوز القيود القانونية والأخلاقية، بل إنه طلب منه مراقبة الصحفيين، ومحاولة فرض حظر إعلامي على تحركاته، وهي خطوة مروعة تنتهك حرية الصحافة، وطالبه بإظهار الولاء الشخصي له في حالة حدوث أزمة دستورية، وهذا مطلب غير قانوني بشكل واضح، ويشير لتوجه واضح لتحريض جهاز الأمن ضد القضاء".
وأكد أن "ما أمامنا من بعض بنود إفادة بار السرية لا تحتوي على هجوم سياسي، بل شهادة موقعة ومشفوعة بالقسم من رئيس جهاز الأمن العام في الدولة، لديه القدرة على الوصول لكل وثيقة سرية، دون دوافع سياسية، لكن الغريب أنه حتى الآن لم يتم فتح أي تحقيق من قبل الشرطة، لأنه في أي دولة أخرى كان من شأن مثل هذه الإفادة أن تؤدي لفتح تحقيق جنائي فوري، إلا في "إسرائيل" 2025، التي أصبحت فيها الشرطة تحت قيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، المتطرف المدان بسلسلة جرائم، وليس لديه مصلحة بفتح تحقيق".
وأشار أن "إفادة بار كشفت كيف حذر مرارًا وتكرارًا من تنامي قوة حماس في غزة، لكن نتنياهو أهمل تحذيراته، وكيف استبعده من فريق التفاوض لإطلاق سراح الرهائن دون تفسير، وكيف أن مساعديه لديهم علاقات مع قطر، الدولة التي وصفها نفسه بأنها ترعى حماس، وبالتالي فإن إقالة بار لم تكن بسبب فشل يوم السابع من أكتوبر، بل تم عزله لأنه رفض طاعة نتنياهو، وهذا لوحده جرس إنذار".
وأوضح أنه "بالتزامن مع إفادة بار للمحكمة تخضع المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، لإجراءات عزل، لكن ذلك لا يجب أن يمنعها من إصدار أمر للشرطة بفتح تحقيق جنائي، علناً، ودون مراوغة، لأن هذا في الواقع أبسط عمل من أعمال التطهير المؤسسي، لأن محاولة نتنياهو استغلال الأجهزة الأمنية لتلبية احتياجاته القانونية الشخصية ليس غير أخلاقي فحسب، بل ربما يكون إجراميًا".
وأضاف أن "هذا الأمر لا ينبغي أن يُترك بأيدي النائب العام وحده، بل يجب على كافة قوى المعارضة أن تتصرف معًا، وعقد مؤتمر صحفي مشترك، والمطالبة بفتح تحقيق فوري، برفقة جميع رؤساء الشاباك والموساد، للإعلان بصوت واحد أنه لم يحدث شيء مثل هذا على الإطلاق، وبالتالي فإننا أمام لحظة تاريخية غير مسبوقة، تتطلب تحركاً في المقابل غير مسبوق".
وختم بالقول إن "حقيقة أن ينظر بار إلى نتنياهو باعتباره تهديدا لسيادة القانون يجب أن تزعج كل إسرائيلي، ولذلك يجب التحقيق معه، وكل لحظة تأخير هي مسمار آخر في نعش الدولة، وإذا لم يحرك هذا بعض مسئولي الرأي العام، فيجب عليهم أن يفهموا أن الطفرة التي يحاول نتنياهو تشكيلها هنا ستؤدي للهجرة الجماعية من الدول، والفقر، والضعف الوجودي في مواجهة الأعداء الخارجيين".