سودانايل:
2025-01-30@18:17:50 GMT

يا كملونا يا كملناهم … التفاوض غير المباشر !!

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

حتي اللحظة لم يفق شعب السودان من الصدمة العنيفة التي انتابته إثر تلك النهاية الدرامية لمحادثات جدة ، والتي إنتهت إلي فراغ ، دون بيان ختامي من الأطراف الراعية لها ولم تراع حالة الملايين المشدودة إلي نهاية الحرب ولو وفق بيانات دبلوماسية تمتص قلق الملايين في كانتونات النزوح ، ومعسكرات دول الجوار وضحايا حصار الجوع في إحداثيات العاصمة الخرطوم الذين يلتحفون الدانات وعنف المسيرات والقصف الجوي .


في هذه اللحظة المفصلية المشحونة بالرعب والموت والإخفاق علينا أن نتساءل لماذا كانت جدة محطة مفاوضات برعاية امريكا والسعودية وبعض الخيرين ولم تكن مباشرة بين أطراف الصراع أي الدعم السريع والجيش السوداني ؟
هناك نظرية للعالم الإنساني (جون بورثون ) في فض النزاعات فحواها أن إمتهان الهوية و أن عبارات من شاكلة الدين والهوية والتشكيك فيها بين أطراف النزاع كفيلة بأن يجعل العنف يتنامي خارج أطراف الصراع المركزية ، وهذا بدوره سيجعل الوصول الي إتفاق مهمة في غاية الصعوبة .
عقب تفجر الحرب الجارية في السودان وفي لحظتها الأولي كانت وزارة الخارجية السودانية هي التي تقود الحرب ، وكان من أول بياناتها (الاستسلام أو الفناء) ثم أعقبها قائد الجيش البرهان أن الدعم السريع جماعة متمردة علي الجيش قفزاً علي كل الفورمانات التأسيسية 2019 والتي مهرها هو نفسه .
وأن علينا الان أن نولي قبلة يرضاها ذلك الانقلابي .
وبالنظر إلي التاريخ التفاوضي بين خصمين فقد شكلت القضية الفلسطينية تاريخياً إعقد مشكلة في التاريخ ولكنها وفي نهاية المطاف قادت إلي التفاوض بين خصمين لدودين .
في عام 1969 إبتعثت الأمم المتحدة الديبلوماسي السويدي قونار يارنج في مهمة أساسية الغرض منها نقل حالة التفاوض بين العرب والاسرائيليين إلي حالة مباشرة وذلك ما أجتهد فيه السويدي قونار يارنج حتي إنه نقل نصوص من الجانب المصري إلي الجانب الاسرائيلي بعد أن عدل في بعض مفرداتها التي اكتشفتها إسرائيل في اليوم التالي بعد أن نشرتها الصحف الرسمية المصرية .
ولكن في نهاية المطاف مضي التطبيع إلي غاياته وكانت كامب ديفيد وتلك المحادثات المباشرة التي قضت علي أسطورة لاءات الخرطوم . هنا يقفز سؤال هل نحن أرض العناد في مقابلة أرض الميعاد ، ولماذا لاءات الخرطوم وبعدها لا تفاوض ولا استسلام في ذلك التاريخ الملتبس الذي ما إنفك يهيمن علي فكرنا السياسي ؟
في الحرب الدائرة في السودان الان والتي إقتحمها البرهان بمقولة ( يا كملناهم ياكملونا ) من خطاب له في حامية باو بالنيل الأزرق في سبتمبر 2023 ولم يزل ذلك الخطاب يشكل أيقونة قوي الإسلاميين في مناهضتها للانتقال الديمقراطي السلس في السودان وبالحوار .
إذا استخدمنا منطق الرياضيات فإن مقولة البرهان وفرضياته لن تقود الي حلول مستدامة ،فخصومه يتنامون وفق معادلة هندسية تتكون من الرافضين للحرب والتواقون للسلم والحالمون بوطن للجميع وليس وطن يتحكم فيه فرد كإحلام ليلة مسكونة بأحاجي الحبوبات .
يتداول المصريون نكتة سوداء ( واحد كان بيدق في مسمار بس المسمار رفض يدخل في الحيطة بعد شوية صاحبنا أكتشف انو في سوداني تاكل راسو ع الحيطة من برة)
ربما نحن أرض الميعاد واللاءات والبرهان تاكل راسو ع الحيطة من برة .
إعتقد أن خلاصة المسألة علينا ان نعترف أن حكاية يا كملناهم يا كملونا لا تصدر إلا من مجنون .

musahak@icloud.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»

في خلال شهرين، دفنت منى إبراهيم اثنين من أولادها قضيا جوعاً في مخيّم للاجئين في السودان الذي تنهشه حرب أهلية منذ نحو سنتين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، وشهدت هذه الأمّ البالغة 40 عاماً، التي لا حول لها، كيف انطفأت ابنتها رانيا في ربيعها العاشر قبل أن يموت منتصر في شهره الثامن في مخيّم زمزم، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وهي باتت تخشى على حياة ابنتها رشيدة (4 سنوات) التي تعاني من فقر حادّ في الدمّ بلا أيّ رعاية طبّية.

وتتحسّر في تسجيل مصوّر أرسلته عبر «واتسابـ» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أمام مأوى بلا سقف قرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تحاصرها «قوّات الدعم السريع» منذ مايو (أيار): «أنا خائفة جداً أن تضيع منّي. نحن متروكون».

وتؤكّد: «ليس هناك طعام ولا دواء ولا أي شيء».

وتروي منى كيف فقدت اثنين من أولادها وهي عاجزة عن مساعدتهما: «ما كان لي سوى أن أضمّهما وهما يحتضران».

وكانت رانيا أوّل من لقي حتفه في المستشفى الوحيد في الفاشر الذي ما زال قيد الخدمة لكنّه يعاني نقصاً شديداً في الطواقم والمعدّات الطبية، في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ثلاثة أيّام من إدخالها بسبب إسهال حادّ. وبعد بضعة أسابيع، لحقها منتصر بعدما انتفخ جسده الصغير بسبب سوء تغذية حادّ.

«هذا كلّ ما لدينا»
أُعلنت حالة المجاعة في مخيّم زمزم الشاسع الذي أنشئ سنة 2004، ويضمّ ما بين 500 ألف ومليون شخص، بالاستناد إلى نظام تصنيف مدعوم من منظمات الأمم المتحدة. وانتشرت في مخيّمين آخرين، وفي بعض أنحاء جبال النوبة في جنوب البلد.

وأنكرت الحكومة الموالية للجيش حدوث مجاعة في البلد، في حين يعاني ملايين الأشخاص نقصاً في التغذية.

في «سلام 56»، إحدى الوحدات الـ48 المكتظّة باللاجئين التي تشكّل مخيّم زمزم، تهزّ أمّهات أطفالهن الذين يعجزون عن المشي من شدّة الإنهاك. وتتشارك عائلات بقايا طبق فول لا طعم له.

وتقرّ راوية علي (35 عاماً)، وهي أمّ لخمسة أطفال: «هذا كلّ ما لدينا». وإلى جانبها دلو فيه ماء عكر من خزّان لمياه الأمطار على بعد ثلاثة كيلومترات، «تشرب منه الحيوانات ونحن أيضاً».

وتعيش في «سلام 56» أكثر من 700 أسرة نزحت من جرّاء الحرب الطاحنة التي تدور منذ أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوّات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».

ويقول المنسّق المشرف على الوحدة آدم محمود عبد الله، إنه لم يتلقّ سوى أربع شحنات من المساعدات الغذائية منذ اندلاع الحرب، تعود آخرها إلى سبتمبر (أيلول) مع نحو عشرة أطنان من الدقيق، و«مذاك، لم يصلنا شيء».

ويعكس البؤس الذي حلّ بزمزم ضراوة هذه الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وهجّرت أكثر من 12 مليون شخص وتسبّبت بـ«أكبر أزمة إنسانية تسجّل على الإطلاق»، بحسب «لجنة الإغاثة الدولية» (آي آر سي).

«قرارات تدمي القلوب»
وعلى مسافة نحو 700 كيلومتر من جنوب شرقي مخيّم زمزم، ليس الوضع أفضل حالاً.

وأمام أحد آخر المطابخ الجماعية قيد العمل في مدينة ديلينغ في جنوب كردفان، تمتدّ طوابير الانتظار إلى ما لا نهاية له، بحسب ما تخبر نازك كابالو التي تدير مجموعة للدفاع عن حقوق النساء.

وفي الصور التي تشاركتها مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، نساء ورجال وأطفال هزلى منتفخو البطون، عظامهم ناتئة، يصعب عليهم الوقوف من شدّة الإنهاك.

وبعد أيام من دون أي لقمة تسدّ الرمق، «ينهار البعض منهم... في حين يتقيّأ البعض الآخر عندما يحصل على بعض الطعام»، بحسب كابالو.

وفي كردفان الجنوب التي كانت فيما مضى منطقة زراعية غنيّة، يقتات بعض المزارعين بذوراً كان يفترض بهم زرعها، أو يغلون أوراق نبات.

وتؤكّد كابالو: «بتنا نلحظ الجوع في مناطق لم تشهد سابقاً مجاعة».

وقد حلّ الجوع بهذا البلد الزاخر بالموارد الطبيعية، حتّى على بعد مئات الكيلومترات من المناطق التي ضربتها المجاعة.

وفي القضارف، على بعد 400 كيلومتر من جنوب شرقي الخرطوم، حيث يعيش أكثر من مليون نازح، تصل عائلات فارة من المعارك الضارية يائسة ومتضوّرة.

وتخبر ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة «أنقذوا الأطفال» غير الحكومية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنها رأت «أطفالاً شديدي الضعف، تسيل أنوفهم، ويعانون التهاباً في ملتحمة العين. ويتّخذ الأهل قرارات تدمي القلوب ليحدّدوا أيّاً من أطفالهم تحتّم عليه الموت».

تداعيات طويلة الأمد
في جنوب العاصمة الخرطوم، أخبر عمّال في برنامج الأغذية العالمي أنهم رأوا أشخاصاً «هم جلد على عظم»، يقتاتون عدساً وحبوباً مغلية، بحسب ما نقلت ليني كينزلي، المسؤولة عن التواصل في البرنامج، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتؤكد المنظمات المعنية بالمساعدات الإنسانية أن الحرب تجعل عملها شبه مستحيل.

وتكشف لوبول: «لا يمكننا بكلّ بساطة أن نحمّل الإعاشات في شاحنة وننقلها إلى المناطق المتأثّرة بالمجاعة. فحواجز العبور وقرارات الرفض وعمليات النهب من جماعات مسلّحة تحرم من هذه المساعدات مَنْ هم في أشدّ الحاجة إليها».

ومن دون تحرّك سريع، قد تعيث المجاعة خراباً في البلد، بحسب منظمات غير حكومية.

وتحذّر لوبول من أن «أشخاصاً يموتون راهناً لكنّ التداعيات الطويلة المدى ستلاحق السودان على مدى أجيال».

ومع حلول الليل في مخيّم زمزم، تتمدّد ابنة منى إبراهيم على الفراش بلا طاقة ومقطوعة النفس. وتقول والدتها: «لا أعلم إلى أي حد يمكننا أن نصبر».

الخرطوم: «الشرق الأوسط»  

مقالات مشابهة

  • «تقدم» تعلن رسمياً «فك الارتباط» بين رافضي ومؤيدي تشكيل الحكومة
  • كيف يتعامل الإيرانيون مع خيار التفاوض المباشر بين طهران وإدارة ترامب؟
  • الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي
  • المجاعة تنهش السودان… «لا طعام ولا دواء ولا أي شيء»
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينيسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
  • بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية
  • الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة
  • الألم والوجع الذي احسه السودانيون بسقوط مدني فاق اي احساس آخر طيلة فترة الحرب