رغم جرائم الاحتلال.. واشنطن لن تعيد النظر في دعم إسرائيل بالأسلحة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
تدعي الإدارة الأمريكية أنها تحاول الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي حليفتها الاستراتيجية للحد من سقوط ضحايا من المدنيين بعد تواصل عدوانها الوحشي على قطاع غزة وارتفاع عدد الشهداء والجرحى في جنوبي القطاع إلا انها لن توقف الدعم العسكري للاحتلال.
وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل علني على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.
وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة.
وأشار المسؤولون في إدارة بايدن إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة وتابع "تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين".
وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.
من جانبه قال أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل "يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية".
دعم أمريكي غير محدود
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تواصل الولايات المتحدة دعمها غير المحدود لدولة الاحتلال حيث وصلت قيمة المساعدات العسكرية إلى 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق حركة حماس كما طلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.
وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن "نفوذا كبيرا" على كيفية إدارة الحرب على حماس.
وأضاف بيندر "حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد".
وتابع "حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ".
وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا "في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر".
وأضاف "إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة".
تغير في التكتيك ووجهات نظر متوافقة
يزعم المسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن جيش الاحتلال سيواصل حملته لتدمير حماس حسب ادعاءاته، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها". وكرر الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية.
وكان جيش الاحتلال بدأ في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ورفح بالقرب من الحدود المصرية.
وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها "المناطق الآمنة" التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضا لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن واشنطن تتوقع من الإسرائيليين الالتزام بعدم مهاجمة تلك المناطق.
وزعم مسؤول أمريكي ثان إن حقيقة أن إسرائيل أصبحت أكثر ترويا في تحديد المناطق التي يجب على المدنيين تجنبها هي علامة على أن الضغوط الأمريكية توتي ثمارها.
وأضاف أن واشنطن تريد من إسرائيل أن تكون أكثر دقة في توجيه الضربات في جنوب غزة، ولكن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت إسرائيل قد أخذت هذه النصيحة في الاعتبار.
أسلحة أمريكية تقتل المدنيين
وقال سكان وصحفيون على الأرض في قطاع غزة إن غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت جنوب غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وقال عمر شاكر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في "إسرائيل" وفلسطين "تشير جميع المؤشرات والتقارير إلى استمرار نفس نمط إسقاط القنابل الثقيلة واستخدام المدفعية في مناطق مكتظة بالسكان" منذ استئناف هجوم الاحتلال الإسرائيلي عقب الهدنة الإنسانية.
وذكرت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء أنها وجدت أن ذخائر أمريكية الصنع قتلت 43 مدنيا في غارتين جويتين إسرائيليتين في غزة.
وواصلت قوات الاحتلال عدوانها الوحشي الجمعة الماضية بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل المحتجزين وتسليم المساعدات الإنسانية.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تجاوز 16248 جراء هجمات الاحتلال، منهم 7112 من القصر و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإدارة الأمريكية الاحتلال الإسرائيلي المدنيين الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة الأمريكية المدنيين العدوان على غزة الإدارة الأمريكية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
باحث: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بالتصعيد في حربها على غزة
قال ماركو مسعد عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إنّه قبل شهر ونصف صدر خطاب مشترك بين وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين حذرا فيه قادة إسرائيل بمنحهم مهلة شهرا لتحسين الوضع الإنساني وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
تدمير نحو 70 % من الأراضي الزراعية في غزة منذ بداية الحرب بينهم أطفال| عشرات القتلى والجرحى في هجمات إسرائيلية على غزة المساعدات العسكرية لقطاع غزةوأضاف مسعد، خلال مداخلة، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «منذ أكثر من أسبوع، صدر بيان من الخارجية الأمريكية جاء فيه أن الاحتلال استمع إلى المطالب الأمريكية، ودعمت تدفق المساعدات العسكرية لقطاع غزة».
وتابع: «الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مجازره والولايات المتحدة الأمريكية تعترض على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يدل على أن الطرف الأمريكي أعطى الضوء الأخضر للاحتلال بالتصعيد لأقصى درجة للوصول إلى المفاوضات والضغط على كل الأطراف بالقبول بما تريده إسرائيل».
أمريكا تعيش فترة انتقالية بين بايدن وترامبوواصل: «أمريكا تعيش فترة انتقالية بين بايدن وترامب، وعلى مدار أكثر من عام لم نرَ أي تغيير أو وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والولايات المتحدة في وضع حرج، وإسرائيل تقوم بما تريده الآن، حتى تصل إلى أقصى مراحل الضغط على حركة حماس والطرف الفلسطيني والطرف اللبناني، ومن ثم الطرف الإيراني للقبول بالتصور الإسرائيلي بعد انتهاء الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة».