في ذكراها الخامسة وقف الحرب واسترداد الثورة (١/٢)
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
١
تمر في هذا الشهر الذكري الخامسة لثورة ديسمبر في ظروف الحرب اللعينة الجارية٠وانهيار مفاوضات جدة الأخيرة، وقرار مجلس الأمن ٢٧١٥ الذي انهي ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونتامس)، مما فتح الباب لسيناريوهات متعددة منها التدخل العسكري تحت البند السابع في ظل استمرار الانتهاكات وتدهور الوضع الإنساني ، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وخطورة تحويلها لحرب عرقية تودي للمزيد من الابادة الجماعية كما حدث في غرب دارفور، والمزيد من العنف الجنسي والاغتصاب، مع اصرار الجانبين على استمرار الحرب.
علما بأن البند السابع يتعلق باستخدام القوة في حالات تهديد الأمن والسلم الدوليين ووقوع العدوان.
إضافة للمزيد من الضغط بفرض عقوبات أمريكية جديدة على رموز النظام السابق وهم : صلاح عبد الله (قوش) ومحمد عطا المولى عباس وطه عثمان أحمد الحسين، لدورهم في في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان.
كما يفتح قرار مجلس الأمن الباب لتوسيع مهام الأمم المتحدة في السودان، كما التزم مجلس الأمن سيادة ووحدة واستقلال وسلامة أراضي السودان.
اشرنا سابقا أن العامل الخارجي مساعد، ولكن العامل الحاسم هو وحدة الحركة الجماهيرية وتصديها لوقف الحرب، ومواصلة ثورتها حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية، وابعاد الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وقيام الجيش القومي المهني الموحد بعد حل المليشيات (الدعم السريع..الكيزان وجيوش الحركات)، ومحاسبة مجرمي الحرب والانتهاكات، وترسيخ السلام والديمقراطية والحكم المدني الديمقراطي.
٢
مضت خمس سنوات على ثورة ديسمبر التي كانت نتيجة لتراكم نضالي طويل خاضته جماهير شعبنا حتى كانت شرارة الانفجار الشامل من مايرنو والدمازين و عطبرة، وخاضت فيها الجماهير معارك من أجل انتصار الثورة، رغم انقلاب ٢٥ أكتوبر الذي وجد مقاومة واسعة وفشل في تكوين حكومة ٠وما تم من تدخل إقليمي ودولي لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا ٠ ومانتج من صراع بين الجيش والدعم السريع حول مدة الدمج في الجيش، وأدي لانفجار الحرب اللعينة التي تسببت في نزوح حوالي ٧ ملايين شخص ومقتل أكثر من ١٠ الف شخص، وتدمير البني التحتية وماساة إنسانية وتهديد حوالي نصف سكان البلاد بالمجاعة، اضافة للأمراض وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية ٠وابادة جماعية في غرب دارفور وعنف جنسي واغتصاب.
مما يتطلب اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب في واسترداد الثورة.
نواصل
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأولى من نوعها المفروضة على أحد طرفي الصراع.. خبراء يكشفون مدى فاعلية عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد السودان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر مجلس الأمن الدولى قرارًا يقضى بفرض عقوبات على ٢ من قادة قوات الدعم السريع وذلك لما أقدما عليه من أفعال تهدد استقرار البلاد، وفقًا لما نص عليه القرار.
ووافقت اللجنة المكلفة بشئون العقوبات المفروضة على السودان، والتى تضم خمسة عشر عضوًا، على المقترح الذى تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية فى نهاية شهر أغسطس من العام الجاري.
وينص القرار على منع هذين القائدين من السفر وتجميد أموالهما وأصولهما، وهما قائد عمليات قوات الدعم السريع عثمان محمد حامد الملقب بـ"عمليات"، وقائد الدعم السريع فى ولاية غرب دارفور عبد الرحمن جمعة بارك الله الذى يواجه اتهامات بالتورط فى قتل والى غرب دارفور خميس أبكر وتشويه جثته فى العام الماضي.
وتعتبر هذه العقوبات هى الأولى من نوعها التى يفرضها مجلس الأمن الدولى على أحد طرفى الصراع فى السودان، ألا وهما الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، منذ اندلاع الحرب، إلا أنها تأتى ضمن سلسلة من العقوبات الدولية التى فرضت على السودان منذ شهر أبريل من العام الماضي.
وبالعودة إلى المشهد لما قبل حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣، فإن السودان لم يغادر قائمة العقوبات الدولية وبالتحديد الأمريكية إلا لوقت قصير، وذلك بسبب العداء بين نظام البشير والولايات المتحدة إذ أدرجت واشنطن السودان فى قائمة "الدول الراعية للإرهاب" فى عام ١٩٩٣ بسبب مخاوف تتعلق بالإرهاب واستضافة السودان وقتها لتنظيم القاعدة بحسب اتهامات واشنطن.
كما أعقب ذلك، عقوبات اقتصادية فى عام ١٩٩٧، حتى وصل الأمر إلى رأس النظام السابق والمطالبة بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وإلى جانب العقوبات الأممية، أنشأ مجلس الأمن الدولى نظام العقوبات الذى يستهدف السودان فى عام ٢٠٠٥، فى محاولة للمساعدة فى إنهاء الصراع فى دارفور الذى اندلع فى العام ٢٠٠٣، كما فرض المجلس حظرًا على توريد الأسلحة إلى دارفور فى عام ٢٠٠٤.
كما تضم قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية الرئيس السودانى المعزول عمر البشير، ووزير الدفاع السابق عبدالرحيم محمد حسين، وقيادات عسكرية من دارفور، إلى جانب على كوشيب، الذى يعد الوحيد الذى سلم نفسه للمحكمة.
وتهم معظم العقوبات الدولية عسكريين، إلا أن مراقبين يقللون من أثرها على جهود إنهاء العنف أو الحرب فى السودان.
ويستهدف جزء من العقوبات الأمريكية التى فرضت على طرفى الحرب فى السودان، شقيق قائد الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، والذى يعد ثانى قائد لهذه القوات، إلى جانب شركة "زادنا" التابعة للصناعات الدفاعية للقوات المسلحة.
وشملت العقوبات كذلك القونى حمدان، شقيق قائد الدعم السريع الأصغر، ولم تخل قوائم العقوبات من عناصر الجيش وآخرين يتبعون الحركة الإسلامية فى السودان برئاسة على كرتي، الذين تتهمهم جهات أمريكية وأوروبية بإذكاء نار الحرب فى السودان.
ويعد ميرغنى إدريس مدير الصناعات الدفاعية، أرفع شخصية فى الجيش السودانى تطاله العقوبات منذ اندلاع الحرب، بعدما أدرجت الخزانة الأمريكية اسمه ضمن قوائم عقوبات.
ولم يعلق الجيش على العقوبة الصادرة بحق مدير مؤسسته الاقتصادية الأولى، كما أن تقديرات الخسائر المترتبة على العقوبات ليست واضحة فى الوقت الحالي.
واعتبرت مصادر مسئولة فى المكتب السياسى للدعم السريع، أن فرض عقوبات أممية على قائدين من الدعم السريع، "إجراء معيب ولا يستند إلى دليل"، كما أن "العقوبات لن يكون لها أثر"، ووصفها بأنها "محاولة للتغطية على فظائع الجيش من قبل بعض الدول داخل اللجنة الأممية".
فى حين يرى الخبراء أن العقوبات "سياسية ولا قيمة لها إلا فى الإدانة التى تصدر مع العقوبات"، كما أن مجلس الأمن يجب أن يكون أكثر جدية وأن يتعامل مع شكوى السودان، والتى تشمل الممولين الرئيسيين لـ"الميليشيا".
كما أن العقوبات الأممية "يمكن أن تكون أجدى من العقوبات التى تفرضها الدول، بسبب استنادها إلى الفصل السابع والذى يتيح تدخلًا مباشرًا فى حماية المدنيين، وإحالة الملفات على المحكمة الجنائية"، كما ترى أن "العقوبات الأممية ذات قيمة وقابلية للتنفيذ دون غيرها من قرارات الدول التى تفرض عقوبات على العسكريين".