سودانايل:
2025-01-10@19:19:11 GMT

في تحدي الإعاقة ومقاومة الصعاب !!

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

siddigelbashir3@gmail.com

(1)
بأزياء مصممة بعناية فائقة، متتزينة بألوان تسر الناظرين، وحناجر تصدح بأهازيج الفرح النبيل، بمحبة وأمل وتفاؤل بغد مشرق تسوده دعائم الأمن والسلام والإحترام للأشخاص ذوي الإعاقة، هي زفة تنطلق نهار الثالث من ديسمبر، عام ألفين وثلاثة وعشرين تشهدها مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، احتفالا باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، جاء المحتفى بهم من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، تبدأ بإحترام حقوقهم، وتنتهي بإدمامجهم في المجتمع، وصولا إلى مجتمع خال من العنف المبني على النوع
(2)
قاعة (أماسي) بمدينة كوستي، تزينت هي الأخرى بحلة زاهية في عرس المعاقين، الإضاءة كانت مريحة للأبصار والعقول، الطاولات والمقاعد وضعت بعناية فائقة، وكذا المنصة الرئيسة، كلها كانت تراعي حقوق المعاقين حركيا، بصريا، سمعيا، وعقليا، والضيوف من فئات المجتمع المختلفة، توزعوا على أمكنة تمكنهم من متابعة فقرات الحفل المقدم من مسرح داخلي، فقرات تبدأ بالنشيد الوطني السوداني (نشيد العلم)، وتنتهي بأشعار وأوتار مستوحاة من تراث سوداني، فريق مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية، من دراميين وموسيقيين وإداريين وإعلاميين، كلهم كانوا يعملون بجد وإحتهاد ومحبة، بهدف إخراج احتفال مميز يليق بالأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم المرتجىفي مختلف المجالات.


(3)
ويأتي الإحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر من كل عام، استجابة لإعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وبروتوكولها الإختياري في عام 2006م، ليكون بمثابة وسيلة لتحسين إحترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يمثلون 15% من سكان العالم، حيث يصنفون إلى 4 أنواع وهي، الإعاقة الحركية، السمعية، البصرية، العقلية، ليأتي الإحتفال بيومهم العالمي، لتجديد المطالبة بحقوقهم، في العلم والعمل، وتوفير الحماية اللازمة لهم من كل أشكال العنف، بهدف تعزيز دورهم في المجتمع،ما يحتم على كل العاملين في الحقل الإنساني من السعي الحثيث إلى إحداث تغيير جذري في واقع الأشخاص ذوي الإعاقة، بمختلف وسائل التغيير، وصولا إلى مجتمع يعزز دور الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة العامة.
(4)
الإحتفاء باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، يأتي متزامنا مع فعاليات حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، حملة تنفذها مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بشراكة ذكية مع مؤسسة تنمية الأطفال ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة بولاية النيل الأبيض ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، شراكة تترجمها مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في إنتاج أعمال فنية، تناقش قضايا النساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة، تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات، عبر مشروع أسمته كل الخير الطوعية (التغيير عبر الفنون)، مشروع وجد الثناء الحسن من الفاعلين في الحقل الإنساني، وذلك لما للفنون من قدرة على عرض قضايا حقوق الإنسان بقوالب مختلفة، بما يمكن من إحداث تأثير كبير على الناس.
(5)
(نحن مختلفون .. نحن متساوون)، هو شعار مميز للإحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة، لعنوان يضئ، علما ومعرفة، والذي كان يزين خلفية مسرح قاعة (أماسي)، والذي أبدع المحتفى بهم على خشبته فقرات ثقافية أحدثت التغيير المنشود في الأسماع والأبصار والعقول، وشكلت حضوراً مميزا في فعاليات اليوم، يوم تحدت فيه المذيعة سحر عبدالرحمن من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، الصعاب بتقديم فقرات الحفل الممتد لأربع ساعات متواصلة، مشكلة ثنائية مميزة مع الزميل عثمان أبو قرون من إذاعة النيل الأبيض، حفل رسمت لوحاته بألوان الثقافة والفنون والآداب، بوئام ومحبة للأشخاص ذوي الإعاقة، تعزيزا لدورهم المرتجى في مختلف المجالات.
(6)
فالأشخاص ذوي الإعاقة، المحتفى بهم في الزمان والمكان وبالمناسبة، أسهموا بصورة جيدة في إخراج يوم زاخر بإبداعات مختلفة، تنوعت بين شعرية ومسرحية وغنائية وترفيهية، إلى جانب كلمات تحمل معاني الحب والوفاء لذوي الإعاقة، ودعوات لرد حقوقهم في العلم والعمل والإندماج، تعزيزا لدورهم المأمول في قادم السنوات.
فالعروض المسرحية المقدمة في الاحتفال، ناقشت هي الأخرى العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والعنف المبني على النوع،وصولاً إلى مجتمع خال من كل أشكال العنف.
(7)
سلام .. سلام يا بلد الخير
أهو إنت الخير
وكل الخير
عمل حمل توقيع الشاعر إبراهيم جابر ولحن جماعي عذب نتاج ورشة جماعية من مبدعي (دكتور محمد العصامي + إيهاب جعفر)، لتتخذه المؤسسة شعاراً لها، ليقدم لأول مرة ضمن أكثر من خمس عشرة فقرة في فعاليات اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة.
هو ذاته إبراهيم جابر الذي كان أحد فرسان برنامج (ريحة البن) التلفزيوني، ليقدم نماذج من قصائده، بنكهة تراثية سودانية خالصة، تخاطب العقول والقلوب، بصدق ومحبة للأم والوطن، وعلى أرض الوطن ما يستحق الإحتفاء، إحتفاء بالنساء والأطفال والفتيات الأشخاص ذوي الإعاقة.
(8)
وتزين الحفل بكلمات مضيئة، علماً ومعرفة، لتحمل قيم الوفاء للأشخاص ذوي الإعاقة، والتذكير بحقوقهم وبعث رسائل للجميع بضرورة المضي قدما في برامج التوعية بقضاياهم، مناصرة لهم، وتعزيزا لدورهم المأمول في المستقبل، كل ذلك عبر الفنون، لكونها من أهم أدوات التغيير.
(التغيير عبر الفنون) مشروع تنفذه مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية بشراكات استراتيجية مع الجميع، لتكافح به كل أشكال العنف المبني على النوع، وقضايا أخرى، بهدف إحداث التغيير المنشود في مختلف المجالات.
*صحافي سوداني
//////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العالمی للأشخاص ذوی الإعاقة الأشخاص ذوی الإعاقة فی مختلف المجالات بالیوم العالمی

إقرأ أيضاً:

صحية الشورى تواصل تدارس مشروع قانون ذوي الإعاقة

عقدت اللجنة الصحية والاجتماعية بمجلس الشورى اليوم، لقاء مع عدد من أعضاء كل من الجمعية العمانية لمتلازمة داون وجمعية النور للمكفوفين؛ لمناقشتهم والاستئناس بآرائهم وملاحظاتهم حول مشروع قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المحال من الحكومة، والذي تعكف اللجنة على دراسته خلال دور الانعقاد الحالي.

جاء ذلك في إطار الاجتماع الخامس للجنة من دور الانعقاد العادي (2024م - 2025م) برئاسة سعادة منصور بن زاهر الحجري وبحضور أصحاب السعادة أعضاء اللجنة، وقد استمعت اللجنة خلال لقاء اليوم إلى أطروحات وملاحظات أعضاء تلك الجمعيات على مواد مشروع القانون المحال من قبل الحكومة، وتطرق اللقاء إلى اللائحة التنفيذية لمشروع القانون وأهميتها في تأطير مواده، إلى جانب الحديث عن مدى شمولية القانون في ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والعمل وتكافؤ الفرص فيهما. كما تطرق اللقاء إلى مدى توافق مشروع القانون مع القوانين النافذة الأخرى والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها سلطنة عمان في هذا المجال.

من جانبهم، استفسر أصحاب السعادة عن آليات تصنيف فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة وأن بعض حالات الاضطرابات أصبحت تُدرج ضمن هذه الفئة، حيث تمت الإشارة إلى بعض التحديات التي تواجهها الجهات الحكومية القائمة على وضع تلك التصنيفات، كما تم الحديث عن مدى ارتباط مشروع القانون بنظام الحماية الاجتماعية القائم في سلطنة عمان، خاصة فيما يتعلق بالمعونات والامتيازات التي تقدمها الحكومة، إلى جانب المعوقات الإجرائية التي تواجه هذه الفئات من خلال الممارسات الطبيعية في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • حوار مجتمعي مثمر للقومي للإعاقة حول مناقشة تعديل القانون رقم 10 لسنة 2018
  • د.إيمان كريم: تعديلات جديدة في قانون رقم 10 لسنة 2018 ستيسر حياة ذوي الهمم وتحمي حقوقهم
  • معرض الكتاب 2025.. طرح رواية "صوت أصم" لـ محمد كامل
  • صحية الشورى تواصل تدارس مشروع قانون ذوي الإعاقة
  • القومي للأشخاص ذوي الهمم يطلق مشروع حرفتنا من تراثنا
  • شيخ الأزهر: الإسلام حرص على وضع آداب ومنهجيَّة عامة للتَّعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة
  • شيخ الأزهر يستقبل المقرِّر الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة
  • التضامن تطلق المنظومة الإلكترونية لتظلمات الأشخاص ذوي الإعاقة
  • وزارة التضامن الاجتماعي تطلق المنظومة الإلكترونية لتظلمات بطاقات الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • «طاقات وليست إعاقات».. الدكتورة إيمان كريم: الرئيس السيسي حقق آمال ذوي الهمم.. وشعارنا «مستمرون في التمكين»