صحيفة فرنسية: إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي لقصف غزة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قالت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، إن الجيش الإسرائيلي وضع منذ بداية هجومه الأخير على قطاع غزة تكتيكات من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدم أهدافا متعددة وتحسن خطط الهجوم مستهدفا بذلك قصف القطاع بمعدل نادرا ما يحدث، والتسبب في أكبر قدر من الضرر، مع سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، في مقال لها اليوم الأربعاء، حول تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أن القنابل عادت تنهمر مرة أخرى على القطاع، حيث لا يزال المدنيون يتعرضون للقصف بالطائرات والمدفعية الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن هذه المحصلة لا يعادلها سوى القليل، إن وجد، من صراعات القرن الحادي والعشرين، خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن.. لافتة في هذا الصدد إلى أن الضربات التي تستهدف قطاع غزة تمنع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، المسئول عادة عن جمع المعلومات عن ضحايا الاحتلال والصراع، من القيام بعمله المعتاد.
ورأت الصحيفة أن المذبحة التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة ليست قابلة للنقاش، ولم تعد موضع نقاش حقيقي بعد الآن. وحتى زعيم الدولة العبرية بنيامين نتنياهو، اعترف في بيان لشبكة (سي بي إس) الأمريكية، بأن الجيش الإسرائيلي فشل في الحد من الخسائر المدنية. لأسابيع.
ولفتت إلى أنه خلال شهر ونصف قبل الهدنة مباشرة، تم تدمير أكثر من نصف المباني في شمال قطاع غزة أو لحقت بها أضرار كبيرة، كما تم تدمير أجزاء كاملة من الأحياء بما فيها جميع البنية التحتية، وقد تم إثبات هذه الكثافة - النادرة - للقصف على غزة بشكل واضح.. حيث أكد الجيش الإسرائيلي نفسه أنه تم ضرب 15 ألف هدف بعد 35 يوما من الحرب، في 10 نوفمبر الماضي، وإطلاق 90 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بحلول 28 من نفس الشهر.. موضحة أن هذه الأرقام، التي لم يتم تحديثها إلى حد كبير منذ ذلك الحين، والتي لا تزال غير منشورة. بل وأكثر من ذلك عندما ننظر إلى حجم الجيب المكتظ بالسكان.
ومن جانبه، أشار كبير الباحثين في مؤسسة البحوث الاستراتيجية فيليب جروس، الذي أمضى 9 سنوات في مديرية الاستخبارات العسكرية بالجيش الفرنسي، إلى أن 15 ألف ضربة في مثل هذه المنطقة الصغيرة رقم قياسي.
وقالت «ليبراسيون»: "بعيدا عن عدد الضربات، لم تعد طبيعة التفجيرات ذات صلة كبيرة بما كانت تفعله إسرائيل في عام 2021، ولا بالتكتيكات التي استخدمتها الدول الغربية في العراق أو أفغانستان أو سوريا"، لافتة إلى أنه في الوقت الذي أكد فيه قائد القوات الجوية الإسرائيلية عمر تيشلر، عدم استهداف المدنيين في قطاع غزة، اعترف في 11 أكتوبر الماضي بأن الضربات لم تعد جراحية، وقبل بضعة أيام، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري أن "الأولوية هي لإلحاق الضرر وليس للدقة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لتدمير حماس، قام الجيش الإسرائيلي بتغيير نموذجي يتضمن استخدام قنابل مدمرة بشكل خاص. يظهر تحليل الضربات المختلفة، مثل تلك التي تعرض لها مخيم جباليا في 31 أكتوبر، استخدام قنابل ذخائر الهجوم المباشر المشترك قنابل أمريكية موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي بوزن 900 كيلوجرام على بيئة حضرية. عيار يستخدم لتدمير أنفاق حماس، عدة أمتار تحت الأرض، ولكن قطرها له تأثير مدمر، كما يتضح من الإحصاء المستقل لمنظمة "اير ورز" غير الحكومية والذي أدرج ما بين 126 إلى 136 حالة وفاة في الغارات على مخيم جباليا وحده، حيث استخدمت قنبلة واحدة من هذا النوع على الأقل، كما تم تسجيل استخدام ما يعرف بـ"القنابل الغبية"، وهي قنابل غير موجهة (على عكس قنابل ذخائر الهجوم المباشر المشترك) المصممة في الخمسينيات وغير الدقيقة للغاية، من قبل العديد من الباحثين.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي نفذ هذه الوتيرة المحمومة للضربات، باعتراف الجيش الإسرائيلي نفسه الذي أكد ذلك في بياناته من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وهو مجال تعد قوات الدولة العبرية رائدة فيه. هذه الفكرة، التي كانت حتى وقت قريب تنتمي إلى الخيال العلمي، أصبحت الآن حقيقة واقعة.
ولفتت إلى أنه في السياق العسكري، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل عدد كبير جدا من البيانات المستمدة من الاستخبارات (أو الخدمات اللوجستية في حالات معينة)، وتقدير تأثيرات الخيارات الاستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين في سياق الهجمات التي تم تنفيذها منذ 7 أكتوبر الماضي.
الأولى تعرف باسم "الإنجيل" (أو "الهبسورة")، وتهدف إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثانية، "مصنع النار"، وتستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والطائرات بدون طيار، في الوقت الفعلي، اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة وستكون الخوارزمية مسئولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، أو تحديد الأهداف لطائرات وطائرات بدون طيار مختلفة، أو تحديد الترتيب الأكثر صلة بالهجمات.
ونقلت الصحيفة عن ضباط المخابرات السابقين الذين انتقدوا العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة تشبيههم للعملية بـ "مصنع الاغتيالات الجماعية".
وقالت الصحيفة "إن استخدام إسرائيل الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة (6000 قنبلة في الأيام الستة الأولى وحدها، وفقا للجيش الإسرائيلي)".
اقرأ أيضاًالخارجية الأمريكية: حظر تأشيرات المتطرفين الإسرائيليين المتورطين في أعمال العنف ضد الفلسطينيين
بعد اعتقال فلسطيني وإصابة 4 شبان.. الاحتلال الإسرائيلي ينسحب من مخيم بلاطة
فيدرا: لكِ الحب و النضال والسلام يا فلسطين
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة الجیش الإسرائیلی الذکاء الاصطناعی قطاع غزة إلى أنه إلى أن
إقرأ أيضاً:
«أديبك 2024» يستعرض قدرة الذكاء الاصطناعي في إزالة الكربون
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة 2.67 تريليون درهم السيولة الإجمالية في السوق المحلية الإمارات.. مستقبل «مستدام» وطاقة «أكثر نظافة»شكلت قدرة الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة ودعم جهود إزالة الكربون محور مناقشات وزراء الطاقة وقادة الأعمال خلال فعاليات اليوم الثاني من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2024).
وأكدت طيبة الهاشمي، رئيس «أديبك»، والرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك البحرية» أن استخدام تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي يسهم في رفع الكفاءة وتعزيز الإنتاجية وخلق القيمة وخفض الانبعاثات في منظومة الطاقة الحالية، بالإضافة إلى بناء منظومة طاقة مستدامة في المستقبل.
وأوضحت الهاشمي، خلال مشاركتها في جلسة بعنوان «قوة تأثير الذكاء الاصطناعي في دعم الانتقال في قطاع الطاقة»، وذلك ضمن جلسات «مؤتمر أديبك الاستراتيجي» باليوم الثاني من «أدبيك 2024»، أن الترابط الوثيق بين قطاعي الطاقة والتكنولوجيا يتيح تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدرات الذكاء الاصطناعي، وتوظيف تطبيقاته وحلوله المختلفة على امتداد سلسلة القيمة لقطاع الطاقة، مشيرةً للجهود التي تبذلها «أدنوك» لتسريع تطوير ونشر حلول الذكاء الاصطناعي عبر كافة عملياتها، وإعداد كوادرها البشرية وصقل قدراتهم للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون مع أبرز شركات ورواد التكنولوجيا، بما يتماشى مع مساعيها لتصبح شركة الطاقة الأكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي في العالم.