بينها تجربة العراق.. 7 أعذار لإيران دفعتها للتخلي عن حماس
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
شفق نيوز/ تناولت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، موقف إيران من الحرب الجارية بين إسرائيل وقطاع غزة، والتي كانت تنذر باندلاع مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب، لكن وبرغم الرسالة التي كتبها مسؤولون إيرانيون إلى المرشد علي خامنئي، لإقناعه بالانخراط في الصراع دعما لحماس، إلا أن احتمال نشوب حرب إقليمية موسعة منخفض، وأن واقع التفكير الاستراتيجي الإيراني، يتسم بحذر أكبر من الشعارات.
واستعرض تقرير للمجلة الأمريكية ترجمته وكالة شفق نيوز، 7 أسباب على الأقل تجعل من المرجح أن تعمد إيران إلى تجنب بدء حرب مع اسرائيل نيابة عن حماس.
أولاً: ذكر التقرير، أن إيران لا يمكنها حشد المجتمع الإيراني من أجل الانخراط في حرب جديدة مثلما فعلت خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات عندما كانت التعبئة المتواصلة للموجات البشرية، من بين عوامل اخرى، هي التي قاومت الجيش العراقي وأجبرت بغداد على الانسحاب من الاراضي الايرانية.
وأضاف التقرير، أنه "بعد مرور عقود تراجع دعم المجتمع للنظام السياسي"، مشيراً إلى التظاهرات الأخيرة في إيران والأزمة الاقتصادية الناتجة جزئيا عن العقوبات التي قادتها واشنطن، وتصاعد الاستياء بين الشباب والطبقة المتوسطة.
ثانياً: بين التقرير أن التيار المعتدل داخل الحكومة الايرانية حذر من التدخل الإيراني المباشر في الحرب، مضيفاً أن "الحرب في غزة تسببت في تعميق الانقسامات السياسية في طهران".
ووفق تقديرات المتشديين الإيرانيين، فإن تدمير حماس يرتبط تلقائياً بالانهيار اللاحق لحزب الله، وفي نهاية المطاف، بشن هجوم عسكري على إيران، ولهذا فإنهم يدعمون استهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا من قبل وكلاء إيران.
لكن التقرير، لفت إلى أن هذا الرأي يتعارض بشكل كبير مع وجهة النظر التي يتبناها المسؤولون المعتدلون، وخاصة ظريف، الذي حذر باستمرار من العواقب التدميرية لتورط إيران المحتمل في حرب مع الولايات المتحدة.
ووفقا لوزير الخارجية الايراني السابق محمد جواد ظريف، فإن في حال اتخذت إيران موقفاً أكثر تطرفاً حول غزة، فقد يؤدي ذلك إلى إثارة نزاع مميت مع الولايات المتحدة، وهو ما سترحب به اسرائيل.
وثالثا، لفت التقرير، إلى أن "فشل اسرائيل الواضح في ردع هجوم حماس في 7 اكتوبر/تشرين الاول الماضي، لا يبدل في حسابات طهران الاستراتيجية إزاء اسرائيل، مضيفا أنه برغم اعتماد اسرائيل على تكنولوجيا دفاعية عالية التقنية مثل نظام الدفاع القبة الحديدية، فقد وجهت حماس ضربة عسكرية واستخباراتية كبيرة ضدها، وبالتالي حطمت سياسة الردع التي تنتهجها.
وأشار إلى أن "ذلك لا يبدل من وجهة نظر إيران إزاء اسرائيل أو ديناميكيات القوة في المنطقة، وانه برغم أن عملية حماس زعزعت استراتيجية الردع الاسرائيلية القائمة منذ فترة طويلة، فإنها لا توفر لإيران الفرصة لتحدي اسرائيل باستخدام القوة الصاروخية.
وتابع التقرير أنه على العكس من ذلك، فإن إيران قد تعتقد أن اسرائيل تشعر أن استعادة الردع هي أولوية وجودية تستحق القيام بمخاطرة عسكرية او سياسية استثنائية من أجلها.
رابعاً: فبخلاف الرأي السائد، لا حماس ولا حتى حزب الله، هما من وكلاء إيران، و الأكثر دقة هو اعتبارهما حلفاء إيران كقوى غير حكومية، وفق التقرير، الذي أضاف أن "برغم قيام حماس بمواءمة أفعالها مع إيران، إلا أن نهجها قد يتباين معها مثلما حدث بشكل ملحوظ خلال الحرب الأهلية السورية عندما دعمت حماس المتمردين السنة المعارضين للرئيس السوري الأسد.
خامساً: أشار التقرير، إلى أن موسكو وبكين، وهما من شركاء إيران الاستراتيجيين، لم يعبروا عن دعمهم الكامل لحماس، مبيناً أن إيران سعت الى التحالف مع الصين وروسيا في إطار سياستها بالتطلع نحو الشرق، وهي بالتالي لن ترغب في إفساد علاقاتها مع هاتين الدولتين.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن إيران تتبع في غزة سياسة مشابهة لتلك التي تبنتها بعد ملاحظة نهج الانتظار والترقب الصيني الروسي عند استيلاء طالبان على كابول قبل عامين، لافتاً إلى أن هدف طهران هو تجنب العزلة في الأزمات الدولية الكبرى.
سادساً: تحدث التقرير عن وجود اعتقاد عميق بين صناع القرار في إيران بأن المشيخات العربية في الخليج سوف ترحب بحرب واسعة النطاق بين إيران واسرائيل، مستبعدا أن تكون إيران تأمل بأن تقطع الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل نتيجة لحرب أوسع نطاقاً.
وذكّر بأن الرأي العام العربي لا يملك تأثيراً يُذكر على السياسات الخارجية التي تنتهجها بلدانهم، وأن الزعماء العرب ينظرون إلى حماس منذ فترة طويلة باعتبار أنها وكيل مخرب لإيران، وبالتالي سيكونون سعداء إذا قامت اسرائيل بتفكيك الحركة للأبد.
سابعاً: قال التقرير الأمريكي، إن العامل الأخير والأكثر أهمية الذي يؤثر على إحجام إيران الواضح عن الانخراط في الحرب هو وجهة نظر خامنئي المحددة تجاه الصراعات الإقليمية، مبيناً أن بخلاف وجهة النظر السائدة في الغرب، فإن المرشد الأعلى يتعامل مع الاستجابات للصراعات الإقليمية من وجهة نظر واقعية وليس أيديولوجية.
وأوضح التقرير، أن هذا الوعي هو الذي دفع إيران إلى اختيار رد فعل محسوب نسبيا في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، وهو سلوك ينسجم هذا مع استراتيجيته الشاملة في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
ورأى أن الأسباب السبعة المترابطة هي التي تفسر إحجام إيران عن التورط في الحرب نيابة عن حماس، كما أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى تسريع برنامج إيران النووي، حيث توجد أصوات قوية في طهران، وأغلبها في المعسكر المتشدد، تعتبر أن الأداة الأكثر أهمية التي تستخدمها إيران لمنع تدمير حماس تتوقف على قرارها بالسعي إلى اكتساب القدرات النووية بشكل كامل، وهم يعتقدون أن ورقة إيران الرابحة تكمن في تهديدها بتطوير أسلحة نووية، وإظهار الدعم الحيوي لحلفائها - على غرار دعمها السابق لحكومة الأسد في سوريا.
وخلص تقرير مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إلى أن "ذلك لا يعني أن إيران ترغب في التخلي عن حماس، التي تمثل رصيدها الاستراتيجي في غزة، وبدلا من الوقوف مكتوفة الأيدي، فإن من المرجح استمرار طهران في ممارسة الضغط على كل من اسرائيل والولايات المتحدة، من خلال حزب الله ووكلائها في العراق وسوريا، ومن دون تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية واسعة".
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي علي خامنئي حركة حماس إسرائيل إيران حرب غزة عن حماس إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
طرحت فرنسا والمملكة المتحدة فكرة إرسال قوات إلى الميدان كضمان أمني بعد اتفاق السلام. ولكن حتى الآن، يبدو أن قلة من الدول توافق على ذلك.
خلال قمة عُقدت في لندن يوم الأحد، طرحت فرنسا والمملكة المتحدة، مقترحًا لتطوير "تحالف الراغبين"، بهدف تعزيز الدفاع عن أوكرانيا والمساهمة في أي خطة سلام مستقبلية، في إطار الجهود الغربية المستمرة لدعم كييف في مواجهة التحديات الأمنية.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التحالف بأنه مجموعة من الدول "المستعدة لدعم أوكرانيا بقوات على الأرض وبطائرات في الجو، والعمل مع الآخرين ".
لا تزال طبيعة المهمة العسكرية المحتملة للقوات الغربية في أوكرانيا غير واضحة، وسط تساؤلات استراتيجية حول نطاق وأهداف هذا التدخل. ويطرح فيليب بيرشوك، مدير "معهد البحوث الاستراتيجية" في المدرسة العسكرية في أوروبا، سلسلة من التساؤلات الجوهرية حول السيناريوهات المحتملة لنشر القوات.
ويشير بيرشوك ليورونيوز إلى أن هناك فارقًا جوهريًا بين إرسال قوات إلى غرب أوكرانيا للسماح للجيش الأوكراني بإرسال وحدات محلية للقتال على الجبهة، وبين نشر قوات لحفظ السلام، حيث يتطلب هذا الأخير تمركز قوات عند خطوط التماس لمنع استمرار القتال، وهو نهج يختلف تمامًا عن التدخل العسكري التقليدي.
Relatedأوكرانيا تجدد رفضها دخول مفتشي الطاقة الذرية إلى زابوروجيا عبر الأراضي المحتلةرئيس وزراء السويد السابق" يصف مفاوضات ترامب للسلام حول أوكرانيا بأنها مباحثات "هواة" ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامبويقدر الخبراء أن تنفيذ مهمة حفظ سلام موثوقة يتطلب نشر عدة آلاف من الجنود. وفي هذا السياق، صرّح سفين بيسكوب، الباحث في "معهد إيغمونت" في بروكسل، لقناة يورونيوز قائلاً: "قد يكون من الضروري إرسال فيلق عسكري يضم 50 ألف جندي، لإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أننا جادون للغاية في هذا الأمر."
ورغم أن باريس ولندن تبديان استعدادًا لاستكشاف هذا الخيار، إلا أن المواقف الأوروبية لا تزال منقسمة بشكل كبير حيال هذه الخطوة الحساسة، إذ تتحفظ بعض الدول على التصعيد العسكري المباشر، ما يضع مستقبل هذا المقترح أمام اختبار سياسي ودبلوماسي معقد.
الدول المترددةويبدو أن بعض الدول الأوروبية تتجه نحو تأييد المبادرة الفرنسية-البريطانية، لكنها لم تحسم موقفها بعد بشأن مسألة نشر جنود على الأرض في أوكرانيا.
ففي البرتغال، تعهدت الحكومة بدعم الخطة التي ستضعها لندن وباريس، لكنها ترى أن الحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار عملية حفظ السلام لا يزال سابقًا لأوانه. وأكد الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن أي قرار يتعلق بنشر قوات برتغالية يجب أن يُعرض على المجلس الأعلى للدفاع الوطني، المقرر اجتماعه في 17 مارس للنظر في الأمر.
أما في هولندا، فقد أوضح رئيس الوزراء ديك شوف أن بلاده لم تقدم أي التزامات ملموسة بعد، لكنه أكد انضمام هولندا إلى الجهود العسكريةالفرنسية-البريطانية للمساهمة في وضع حلول ممكنة.
بدورها، قد تنضم إسبانيا إلى المبادرة في مرحلة لاحقة، إذ صرّح وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أن مدريد "ليس لديها مشكلة" في إرسال قوات إلى الخارج، لكنه شدد على أن التركيز الحالي بشأن أوكرانيا لا يزال سياسيًا ودبلوماسيًا بالدرجة الأولى. ومع ذلك، يبدو أن الرأي العام الإسباني يدعم هذا التوجه، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته قناة "لا سيكستا" أن 81.7% من الإسبان يؤيدون نشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.
إيطاليا وبولندا: المتشككونرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تُعد من أكثر القادة الأوروبيين تحفظًا بشأن فكرة نشر قوات أوروبية في أوكرانيا، حيث وصفتها بعد اجتماع لندن بأنها "حل معقد للغاية وربما أقل حسمًا من الخيارات الأخرى". وأكدت في تصريحاتها أن إرسال قوات إيطالية لم يكن مطروحًا على جدول الأعمال في هذه المرحلة.
وترى ميلوني أن أفضل ضمان أمني لأوكرانيا يكمن في تفعيل المادة 5 من ميثاق الناتو، التي تلزم جميع أعضاء الحلف بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لهجوم. ومع ذلك، يظل تطبيق هذه المادة غير واضح في ظل عدم عضوية أوكرانيا في الحلف، مما يجعل مقترح ميلوني غير محدد المعالم في الوقت الحالي.
Relatedردًّا على ترامب وبوتين: الدنمارك تُطلق صفقة تسليح ضخمة بـ6.7 مليار يوروفون دير لاين تدعو لتسليح أوكرانيا "بسرعة" حتى لا تصبح لقمة سائغة في فم روسياقمة أوروبية تناقش تعزيز تسليح أوكرانيا والحرب في غزةأما في بولندا، أحد أبرز داعمي أوكرانيا منذ بداية الحرب، فلا يزال الموقف حاسمًا برفض إرسال قوات بولندية إلى الأراضي الأوكرانية. وأوضح رئيس الوزراء دونالد توسك أن بلاده تحملت بالفعل عبئًا كبيرًا باستقبال نحو مليوني لاجئ أوكراني خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مما يجعلها غير مستعدة للانخراط عسكريًا بشكلٍ مباشر.
وبينما تبدو وارسو مستعدة لتقديم الدعم اللوجستي والسياسي، إلا أنها لا تعتزم نشر قوات على الأرض، ما يعكس الانقسامات داخل أوروبا بشأن هذا الخيار العسكري الحساس.
المجر وسلوفاكيا، غير مستعدتين على الإطلاق للقيام بذلكتتخذ كل من المجر وسلوفاكيا موقفًا أكثر انتقادًا للدعم العسكري الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، إذ تدفعان باتجاه فتح حوارٍ مع روسيا لإنهاء الحرب بدلاً من تصعيد المواجهة العسكرية.
وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان القادة الأوروبيين المجتمعين في لندن، متهمًا إياهم بالسعي إلى "مواصلة الحرب بدلاً من اختيار السلام"، في إشارة واضحة إلى رفضه لاستراتيجية الدعم العسكري المستمر لكييف.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء سلوفاكيا عن تحفظه الشديد تجاه مبدأ "السلام من خلال القوة"، معتبرًا أنه مجرد مبرر لاستمرار الحرب في أوكرانيا بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية حقيقية.
وبناءً على هذه المواقف، يُستبعد تمامًا أن تنضم بودابست وبراتيسلافا إلى أي مبادرة لنشر قوات أوروبية، إذ ترفض حكومتا البلدين بشكلٍ قاطعٍ الانخراط العسكري المباشر في النزاع الأوكراني.
موقف برلينتتوجه الأنظار الآن إلى ألمانيا، حيث يجري تشكيل حكومة جديدة برئاسة المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس.
وقد استبعد المستشار الألماني الحالي أولاف شولتز إرسال قوات ألمانية إلى أوكرانيا، على الرغم من أن وزير دفاعه بوريس بيستوريوس ألمح إلى إمكانية نشر قوات حفظ السلام في منطقة منزوعة السلاح، في حال وقف إطلاق النار.
إلا أن هذا الموقف قد يتغير، حتى وإن كان من الصعب إقناع الرأي العام المحلي بقرار نشر الجنود الألمان في أوكرانيا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من محام إلى مستشار.. شتوكر يتولى رئاسة الحكومة النمساوية الجديدة بعد مشادة البيت الأبيض.. زيلينسكي: مستعدون لتوقيع اتفاق المعادن ستارمر: لندن وباريس تعملان على خطة لوقف الحرب في أوكرانيا سيتم طرحها على ترامب الغزو الروسي لأوكرانياالمملكة المتحدةالاتحاد الأوروبيقوات عسكرية