كيف نوقف جرائم الإبادة وشلال الدم في غزة؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
منذ 58 يوما تنزف قلوبنا وقلوب الأحرار حول العالم دما ونحن نشاهد ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وسط تآمر أو تخاذل من معظم الانظمة والحكومات العربية والغربية.
وخلال 8 أسابيع من الحرب لم يعد هناك مكان آمن في القطاع، فقد قصفت قوات الاحتلال المنازل على رؤوس ساكنيها ودمرت مربعات سكنية بالكامل بالقنابل الأمريكية، ثم لاحقت المدنيين الذي هربوا من منازلهم بحثا عن الأمان فقصت المستشفيات ومدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة والمساجد والكنائس ومقرات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف ودور المسنين، وحتى الممرات الآمنة التي أعلنت عنها تعرض المدنيون فيها للقصف المدفعي والقنص.
وبالتوازي مع جرائم القتل الجماعي تواصل قوات الاحتلال حصار وقصف عشرات المستشفيات مما أدى لإخراج معظمها عن العمل، في حين لم تعد معظم المستشفيات في شمال القطاع قادرة على القيام بدورها في ظل نفاد الأدوية والماء والغذاء والوقود، فضلا عن إطلاق النار على كل من يحاول الدخول أو الخروج منها.
ما أقصده أننا بحاجة إلى حلول أخرى بجانب المظاهرات تشكل ضغطا حقيقيا وإحراجا للحكومات العربية والغربية، وتوصل رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بأن مئات الآلاف من الأحرار حول العالم لن يسمحوا لها بأن تستفرد بسكان غزة
وكذلك فقد شدد الاحتلال حصاره للقطاع، فقطع الكهرباء وأصبح يتحكم في كميات المساعدات الغذائية والدوائية والوقود التي تدخل القطاع بعد أن تنازلت الحكومة المصرية عن سيادتها على معبر رفح وباتت تخضع لإملاءات الاحتلال.
كل هذه الجرائم التي تصنف قانونا كجرائم حرب؛ تهدف في المقام الأول لإرهاب سكان القطاع المحاصر وإجبارهم على ترك منازلهم والهجرة نحو جنوب القطاع كخطوة أولى قبل دفعهم لاحقا للهجرة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.
وأمام التخاذل والتآمر العربي الرسمي، يبقى السؤال الذي يطرحه كل عربي وكل مسلم وكل أحرار العالم هو: كيف نوقف جرائم الإبادة وشلال الدم في غزة؟
ولأكون صادقا معكم، فأنا لا أملك الإجابة السحرية على هذا السؤال، لكنني أعتقد أن مظاهرات التضامن مع غزة -على أهميتها- ليست كافية للضغط على الحكومات العربية والغربية، ولا أدعو هنا لوقفها، بل على العكس تماما أتمنى أن تزداد وتيرة هذه التظاهرات وأعداد المشاركين فيها.
ولكن ما أقصده أننا بحاجة إلى حلول أخرى بجانب المظاهرات تشكل ضغطا حقيقيا وإحراجا للحكومات العربية والغربية، وتوصل رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بأن مئات الآلاف من الأحرار حول العالم لن يسمحوا لها بأن تستفرد بسكان غزة.
وأول فكرة تحضرني الآن هي تنظيم أسطول جديد للحرية ينطلق من الشواطئ التركية -على سبيل المثال- إلى قطاع غزة، وعلى متنه آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية.
وأنا هنا لا أتحدث عن سفينة أو سفينتين أو حتى عشر سفن، فهذا العدد يسهل على الاحتلال البطش به ومنعه من اختراق الحصار المفروض على غزة، وإنما أتحدث عن حملة كبرى تشارك فيها مئات بل آلاف السفن، ويتم الدعوة لها والحشد لها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدة لغات.
إن نجاح حملة عالمية تشارك فيها بعض الدول العربية والإسلامية حتى لو بشكل غير معلن، في حشد عشرات الآلاف من المتضامنين في غزة حول العالم، للمشاركة في أسطول حرية ضخم يضم مئات ويشارك فيه آلاف النشطاء حول العالم السفن بتغطية إعلامية واسعة؛ لن يستطيع معه الاحتلال التصدي لها.
لا بد أن تتحرك الشعوب بشكل مبدع ومختلف وتضغط على الحكومات التي لا ترغب في إنهاء الحرب وتدعم إسرائيل بالسر والعلن، وعلينا أن ندرك كشعوب أننا نملك القوة والمقدرة على القيام بذلك، وأن الله سيحاسبنا يوم القيام على عدم التحرك لوقف شلال الدم في غزة
ومن الخطوات المهمة في هذا المجال تنظيم مظاهرة دولية حاشدة بمشاركة مئات الآلاف من المصريين والنشطاء الأجانب تنطلق من القاهرة سيرا على الأقدام باتجاه معبر رفح، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
صحيح أن هذه الفكرة ربما تغضب النظام المصري المستكين للإملاءات الإسرائيلية والذي يسمح بإدخال المساعدات بالقطارة، إلا أن مشاركة أعداد ضخمة من النشطاء الأجانب قد تدفعه للتريث قبل قمعها، حتى لا يظهر إعلاميا بمظهر المشارك في حصار غزة.
ومن الأفكار التي يمكن القيام بها؛ تحول المظاهرات الضخمة إلى اعتصامات سلمية في كل عواصم العالم، مع إضرابات جماعية عن العمل والطعام، مما يشكل ضغطا جديدا على الحكومات.
باختصار، لا بد أن تتحرك الشعوب بشكل مبدع ومختلف وتضغط على الحكومات التي لا ترغب في إنهاء الحرب وتدعم إسرائيل بالسر والعلن، وعلينا أن ندرك كشعوب أننا نملك القوة والمقدرة على القيام بذلك، وأن الله سيحاسبنا يوم القيام على عدم التحرك لوقف شلال الدم في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة جرائم حصار التضامن غزة الاحتلال حصار جرائم تضامن مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحکومات الدم فی غزة حول العالم الآلاف من
إقرأ أيضاً:
بوريل: يجب ألا نصمت تجاه جرائم الإبادة الإسرائيلية
الثورة نت/
طالب مفوض السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت بعدم صمت تجاه جرائم الإبادة الإسرائيلية متهما حكومة العدو الصهيوني بفرض أكبر حملة تعتيم على حرية الصحافة لما يحدث في غزة .
وقال بوريل في تصريحات صحفية: “لم نر صوراً كثيرة لما ارتكبه “أفراد حماس” في السابع من أكتوبر لكننا نرى كثيراً من الصور لمعاناة أطفال غزة”. وفق قوله.
وأضاف: “تداعيات الصراع والإبادة في الشرق الأوسط تؤثر على العالم بأسره وتضع الإنسانية في مأزق، ويجب ألا نصمت تجاه الإبادة والجرائم الإسرائيلية”.
وتابع بوريل: “التهديد بوقف المساعدات الإنسانية لغزة سيؤدي إلى مخاطر أكبر، ولم يعد هناك شيء في غزة والناس تُركوا ليواجهوا خطر الموت”.
وأردف: “علينا مواجهة وقائع الاحتلال الإسرائيلي والالتزام بالقرارات الدولية الصادرة في ذلك”.
وأوضح أن “قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت ليس سياسياً وعلى دول الاتحاد تنفيذه لأنه ملزم، مشيراً إلى أنه يجب فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين”.
وقال بوريل: “على الدول الغربية أن تتعامل مع نتنياهو كما تتعامل مع بوتين ومن غير المقبول ازدواجية المعايير”.
وأضاف مفوض الاتحاد الأوروبي: “يجب أن يعلو صوتنا إزاء ما يجري من انتهاكات إسرائيلية وانتقاد سياسة الحكومة الإسرائيلية لا يعني معاداة للسامية”.