آثرت الصمت كثيرًا وفضلت ألا أتحدث في هذا الأمر حتى لا أساهم في المزيد من الشقاق بين الأشقاء، ولكن ما يجري من أحداث تفوق على استيعابها وتقبلها قدرتنا العقلية ومشاعرنا الإنسانية وتاريخ طويل درسناه وتربينا عليه وعشناه حتى صدقناه.
ما يجري ونراه بأم أعيننا يكشف الغطاء عن خيانات لن نعفرها ولن يغفرها أطفال فلسطين ولا صغارنا، هذا الجيل القادم الذي نأمل أن يغير وجه المشهد الحالي المشوه الذي نعيشه موتا وعارًا وضلالا وسقوطا في بالوعات التاريخ.
فرغم تلك المحارق التي تنصب لأهلنا في فلسطين الصامدة الصابرة إلا أننا نفاجأ بأن دول عربية شقيقة تتحالف مع أمريكا للدفاع عن السفن الإسرائيلية!
أي انتصار يمكن أن يحققه وطن كهذا بينما صرخات الأطفال والنساء تستغيث من تحت قصف طيران العدوان على أهلنا في غزة والشاشات تنقل الصورة والأذن تسمع الصرخات والاستغاثات، عن أي وطن نتحدث وعن أي نصر يأتي من هؤلاء.
النصر يأتي لمن يستحقه، يأتي للبواسل الذين يواصلون الليل بالنهار ثابتون على سلاحهم مدافعون عن نسائهم وأرضهم وعرضهم، النصر يأتي لمن دفعوا ثمنه أبناء وأمهات وعائلات وبيوت وأرواح وأجزاء من أجسادهم تقطعت وتناثرت على الطريق تأكلها الكلاب الجائعة، النصر يأتي لمن احتشدت ضدهم كل قوى العالم بعسكرها وعتادها الحربي فلم تخضعهم، النصر يأتي للصغار الذين إذا ما خرجوا من تحت أنقاض بيوتهم المدمرة رفعوا علامة النصر في إصرار وعزة وإباء، النصر يستحقه من قالوا «الله أكبر» وفي المصائب «الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون».
النصر يستحقه هؤلاء الصغار العظماء المقاتلون المناضلون الصابرون الصامدون، الذين رغم كل هذا البلاء والابتلاء لم نسمع منهم سؤالا ولا عتابا لله «لماذا يا رب؟» لم نسمع إلا «الحمد لله» هؤلاء يمجدون في السماء ويعلون في الأرض، يشفع لهم شهداؤهم ويؤجرون لمصابهم وصبرهم..
وها هو الأقصى الذي لطالما استغاثنا فخذلناه، يقومون باقتحامه الآن بينا أكتب تلك السطور، وقد أعلنوا قبلها في تحد سافر عن عزمهم اقتحامه وحددوا موعد تدنيسه بتكبر وتجبر وغرور، ولم لا ونحن جميعًا صامتون متخاذلون، فها هي كل مقدساتنا الإسلامية والمسيحية تنتهك وتحرق بمن فيها وما فيها، بتاريخها وقدسيتها ونحن على المحارق شاهدون، فيا أيها الوطن العربي، ويا أيها الشارع العربي، ويا أيها
الحلم العربي، أين ذهب هتاف «ع القدس رايحين شهداء بالملايين»؟
أين أنتم، أين نحن، أين القدس وأين الحلم وأين الضمير وأين الدين وأين العروبة وأين النخوة وأين الإنسانية، وأين وأين وأين؟؟
ألف أين وألف لماذا وألف متى وألف كيف لا تجد لها جوابا، ألف علامة استفهام لا صدى لها غير «دول عربية شقيقة» تتحالف مع أمريكا للدفاع عن إسراااااائيل!!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السفن الإسرائيلية الصراع العربي الإسرائيلي باب المندب النصر یأتی
إقرأ أيضاً:
نتيجة مذهلة في آخر استطلاع رأي تركي.. ولم يأتي حزب العدالة والتنمية ولا حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الأولى!
كشفت مؤسسة Asal Research للأبحاث والدراسات، الأربعاء، عن نتائج آخر استطلاع رأي حول نتائج الانتخابات التركية المقبلة.
وقالت Asal Research،في تقرير، أنها أجرت استطلاع رأي على 1.860 مشاركًا في 26 مدينة في الفترة من 9 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول عن الحزب الذي يمكنه حل مشاكل تركيا المتعلقة بالاقتصاد والتعليم والقانون والنظام الصحي.
وأضافت أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن 58.1% من المشاركين قالوا أن المشكلة الأكبر هي “الاقتصاد/تكلفة المعيشة”، و34.5% قالوا إنه لا يوجد حزب سياسي قادر على حل مشاكل تركيا.
اقرأ أيضاأبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
الخميس 26 ديسمبر 2024وتابعت أنها سألت المشاركين “ما هي أهم مشكلة تواجهها تركيا؟” وجاءت النتائج كالتالي: