يواجه العمال الزراعيون التايلنديون في دولة الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات خطيرة ويتعرضون لظروف قاسية، نتيجة عدم وجود قوانين تضمن لهم حقوقهم فضلا عن إخفاق سلطات الاحتلال في فرض قوانينها الخاصة.

ويبحث عمال المزارع من تايلاند وأماكن أخرى في جنوب شرق آسيا عن العمل في البلدان الأكثر تقدماً، حيث يوجد نقص في العمالة شبه الماهرة بأجور أعلى بكثير مما يكسبونه في وطنهم.



بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي في جلب العمال المهاجرين بشكل جدي بعد الانتفاضة الأولى، الثورة الفلسطينية 1987-1993، بعد أن بدأ أصحاب العمل يفقدون الثقة في العمال الفلسطينيين.

وجاء معظم العمال من تايلاند، وهم يشكلون أكبر مجموعة من العمال الزراعيين الأجانب في إسرائيل اليوم ونفذت الدول اتفاقية ثنائية قبل عقد من الزمن لتسهيل الطريق على وجه التحديد أمام العمال الزراعيين التايلانديين وقبل هجوم حماس في 7 أكتوير الماضي كان حوالي نصف القوة العاملة في إسرائيل مكونة من عمال أجانب وفلسطينيين.



ويوثق تقرير إنساني أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش  بعنوان معاملة مجحفة في عام 2015 انتهاكات بحق العمال التايلنديين في القطاع الزراعي في إسرائيل من انخفاض الأجور، وساعات العمل الزائدة، وظروف العمل الخطرة، وسوء السكن لبعض العمال التايلنديين الزراعيين في إسرائيل وانتقام رب العمل في حال الاحتجاج عن طريق القيام بالإضراب.

أساس الزراعة في "إسرائيل" بأجور متدنية

ويعتمد نجاح الزراعة الإسرائيلية إلى حد بعيد على العمال التايلنديين المهاجرين، ولكن إسرائيل تقدم النزر اليسير لدعم حقوقهم وحمايتهم من الاستغلال ويشكل ما يقرب من 25 ألف عامل تايلندي مهاجر الغالبية العظمى من العمالة في الزراعة الإسرائيلية.

وأجرت هيومن رايتس ووتش لقاءات مع ما مجموعه 173 عاملا تايلنديا في 10 مجتمعات زراعية معروفة باسم المستوطنات الزراعية الصغيرة في شمال ووسط وجنوب إسرائيل.

وذكر العمال أنهم يجنون أقل من الحد الأدنى القانوني للأجر، ويجبرون على العمل لساعات أكثر بكثير من الحد القانوني، ويتعرضون لظروف العمل غير الآمنة، وكانوا يواجهون صعوبات إذا ما حاولوا تغيير أرباب العمل.



ويعمل وفي القطاع الزراعي في دولة الاحتلال ما يقرب من 250 ألف عامل تايلاندي ولطالما وجهت انتقادات للظروف التي يعيشون فيها.

وقال أنغسانا سيهابيتاك سفير تايلاند في إسرائيل في تقرير نشرته بس بي سي: إن معظم المساكن التي توفر للعمال التايلنديين تشبه "قن الدجاج" هذا وتفيد بعض التقارير أن بعض المساكن تفتقر للتدفئة، بينما لا توجد مراحيض في بعضها.

مخاطر صحية وارتفاع عدد الوفيات


من جانب آخر اشتكى العمال في عدة مزارع من الصداع، ومشاكل في الجهاز التنفسي، وأمراض أخرى، بما في ذلك شعور بالحرقة في عيونهم عزوها إلى رش المبيدات الحشرية دون حماية كافية.
وأخبر بعض العمال هيومن رايتس ووتش إن أقاربهم في تايلند أرسلوا لهم الأدوية لعدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية.

ومنذ 2008 وحتى 2013، ووفقا لأرقام الحكومة التي أوردتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية، توفي 122 عاملاً تايلندياً في إسرائيل، منهم 43 نسبت السلطات وفياتهم إلى "متلازمة الموت المفاجئ"، وهو مرض يصيب القلب ويؤثر على الشباب وغيرهم من الأصحاء من الرجال الآسيويين، بينما توفى 22 نتيجة أسباب غير معروفة لأن السلطات لم تطلب تشريحاً للجثث.

قوانين حبر على ورق

كما يتعرض العمال إل انتهاكات ناجمة عن ضعف قوانين العمل في "إسرائيل"، والتي تتجاهل حقوق هؤلاء العمال، وهي حبر على الورق، تفتقد لسلطة نافذة لتحصيل حقوقهم من أرباب العمل الذي يمارسون عليهم أشد أنواع القسوة.

وفي السنوات الخمس الماضية، غرّمت السلطات الإسرائيلية المزارعين ووكلاء القوى العاملة في 15 قضية فقط وصل مجموع قيمها ملينون وثلاثمئة ألف شيكل أي ماي يعادل "حوالي 320 ألف دولار أمريكي" وأصدرت 145 تحذيراً، وإيقافاً واحداً لرخصة أحد وكلاء القوى العاملة بسبب مخالفات للعمل، وفقاً لمعلومات وزارة الاقتصاد الداخلي.

الحرب على غزة تزيد معاناة العمال


أثارت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتبعاتها خوفا لدى 30 ألف تايلاندي يعملون في إسرائيل، وطلب بورنشاي سومنوان المساعدة لمغادرة البلاد، وترك عمله في حقول الأفوكادو، على غرار آلاف آخرين من التايلانديين العاملين في الزراعة.

وفي أحد فنادق تل أبيب حيث يتم تنظيم عمليات الإجلاء، قال الشاب لوكالة فرانس برس "طلبت عائلتي مني العودة، إنهم قلقون". وأضاف: "لدي سبعة أصدقاء. عاد أربعة منهم، وثلاثة ما زالوا هنا".



أوضح نائب رئيس الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية التايلاندية، ناروشاي نيناد، الذي جاء لتنسيق عمليات المغادرة أن "أولويتنا هي إعادة أكبر عدد ممكن من التايلانديين الراغبين بذلك".

ذكر موقع نيكاي آسيا، أن 6000 تايلاندي توزعوا في مستوطنات غلاف غزة قبيل انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

وفقا لدراسة رايجمان وكوشنيروفيتش، فإن معظم المهاجرين التايلانديين في إسرائيل هم من الرجال و84% منهم من شمال شرق تايلاند.

"نظرًا لارتفاع معدلات الفقر في هذه المناطق، فقد أصبحوا من "المصدرين" البارزين للقوى العاملة في الخارج"، وفقًا للمؤلفين، الذين وجدوا أن معظم العمال ذهبوا إلى إسرائيل مقابل أجور مرتفعة نسبيًا تزيد عن 1000 دولار شهريًا.

ووصف مسؤول في إدارة التوظيف بوزارةالعمل التايلاندية، التي تشرف على تدريب العمال المهاجرين، خط الأنابيب بأنه ترتيب "مربح للجانبين".

وقال كوشنيروفيتش إن نسبة تأشيرات العمل في القطاع الزراعي ظلت مستقرة عند حوالي ربع جميع تأشيرات العمل الأجنبية.

ويعني الاتفاق الثنائي الحصري أن الصناعة الزراعية في إسرائيل هي القطاع الأكثر تجانسا من حيث العمال الأجانب.
وقالت: "ما يقرب من 100% من العمال الأجانب فيها يأتون من تايلاند".
في عام 2020، وقعت الدول صفقة جديدة لم تتضمن مشاركة المنظمة الدولية للهجرة ولكنها احتفظت بشروط مماثلة.

حماس تفرج عن الأسرى التايلنديين

أوضحت الخارجية التايلندية، أن 39 تايلانديا تم قتلهم في هجوم طوفان الأقصى، كما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن الحكومة الإسرائيلية، أن 59 أسيرا تايلانديا متواجدين بقطاع غزة.

وأضاف موقع نيكاي آسيا، أن الأحزاب الإسلامية التايلاندية زارت إيران وأجرت مفاوضات مع مسئول من حركة حماس، ما أدى لتحرير الأسرى التايلانديين.

وتنوعت الدول الوسيطة في دفعات التايلانديين المحررين، حيث كانت تركيا الوسيط في أول دفعة، وقطر في ثاني دفعة، بينما تم تحرير الدفعتين الثالثة والرابعة دون أي وساطة.

يذكر أنه في 2011، وقّعت إسرائيل اتفاقية ثنائية مع تايلاند، والمعروفة باسم تعاون تايلند وإسرائيل على تنسيب العمالوذلك من أجل تأمين حقوق العمال ورفع مستوى معيشتهم ومرتباتهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإسرائيلي حماس الزراعة الحرب على غزة إسرائيل حماس الزراعة الحرب على غزة 7 اكتوبر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال فی إسرائیل العمل فی

إقرأ أيضاً:

أردوغان: إسرائيل وجهت أنظارها بعد تدمير غزة إلى لبنان.. نقف معه دولة وشعبا

أشار الرئيس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي وجهت أنظارها الآن إلى لبنان بعد تدميرها لقطاع غزة، مشددا على وقوف بلاده "إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق ودولته".

وقال أردوغان في كلمة له خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم بالعاصمة التركية أنقرة، إن "إسرائيل التي حرقت ودمرت غزة يبدو أنها وجهت أنظارها الآن إلى لبنان"، مشيرا إلى أنه "على الرغم من أن القوى الغربية تتحدث بشكل مختلف أمام الكاميرات، إلا أننا نرى أنهم خلف الكواليس يربتون على ظهر إسرائيل ويقدمون لها الدعم".

وأضاف أن "وقوع الدول التي تتشدق بالحرية وحقوق الإنسان والعدالة أسيرة لشخص مريض عقليا مثل (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يعد أمرا خطيرا وبائسا".

ولفت الرئيس التركي، إلى أن "خطط نتنياهو لتوسعة الحرب في المنطقة ستؤدي إلى كارثة كبيرة"، مؤكدا أهمية "إظهار العالم الإسلامي ودول الشرق الأوسط  ردا على هذه المخططات الدموية".


واستدرك قائلا "ولكننا نلاحظ مع الأسف أن العالم الإسلامي يتصرف وكأن قد أُلقي عليه التراب"، حسب تعبيره.

وشدد أردوغان على وقوف بلاده "بجانب الشعب اللبناني الشقيق ودولته"، مشيرا إلى أنه يدعو "باقي دول المنطقة إلى التضامن مع لبنان"، حسب وكالة الأناضول.

يأتي ذلك على وقع تصاعد التحذيرات الدولية من مغبة اندلاع حرب شاملة بين الاحتلال وحزب الله. وقبل أيام شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أن "العالم لا يتحمل تحول لبنان إلى غزة أخرى"، معربا عن قلقه العميق إزاء التوترات المتصاعدة جنوب لبنان.

والأسبوع الماضي، كشف مسؤولون أمريكيون لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أخبرت الولايات المتحدة باستعدادها للتوغل البري وشن هجوم جوي على لبنان.


وبحسب ما نقلت الشبكة الإخبارية، فإن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة بأن "إسرائيل تخطط لنقل أسلحة من جنوب غزة إلى شمال إسرائيل؛ استعدادا لحرب محتملة مع حزب الله".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، شدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جاهزية جيشه لتنفيذ "عملية مكثفة في لبنان إذا لزم الأمر"، متعهدا بـ"إعادة الأمن للحدود الشمالية لإسرائيل".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تتواصل المواجهات على الحدود اللبنانية مع الأراضي المحتلة بين الاحتلال من جهة وحزب الله وفصائل فلسطينية من جهة أخرى بوتيرة يومية، تزامنا مع العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشتعل.. دعوات لاغتيال نتنياهو ومرض غامض يظهر في دولة الاحتلال
  • أكسيوس: إسرائيل تعيد تشكيل مجموعات العمل لـ"نووي إيران"
  • أردوغان: إسرائيل وجهت أنظارها بعد تدمير غزة إلى لبنان.. نقف معه دولة وشعبا
  • معلومات استخبارية خطيرة يكشفها ضابط أميركي مستقيل
  • بيان صحفي صادر عن تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان
  • سوق العمل في الإمارات الأكثر التزاماً بضمان الحقوق
  • تحقيق: شركات عربية تصدر الأطعمة الكوشر إلى الاحتلال رغم الحرب على غزة
  • وثاثق تكشف كيف شكّل الاحتلال الرواية الأمريكية بشأن غزة باستخدام المال
  • "بعد أزمة حلايب وشلاتين".. فنانة شهيرة توجه رسالة قاسية للاجئين في مصر
  • معهد استخباري اسرائيلي: تآكلت شرعيتنا ونسير نحو عزلة خطيرة