سودانايل:
2025-05-01@07:58:48 GMT

وبائيات الحرب.. الكوليرا تواصل حصد السودانيين

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

مرتضى أحمد – سكاي نيوز عربية - السودان

يواجه مواطني 9 ولايات في السودان خطر الإصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" في توسع لرقعة انتشار هذا الوباء القاتل، في ظل تدهور مريع في القطاع الصحي بالبلاد، وسط قلق أممي إثر الوباء.

وترتفع وتيرة الخوف عند السكان في المناطق الموبوءة التي تتركز في ولايات الخرطوم والقضارف والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر شرقي السودان، وسنار والنيل الأبيض وسط البلاد بعد الانتشار المخيف للكوليرا وحدوث وفيات بسببها.



وأودت الكوليرا بحياة 160 شخصاً وإصابة 5200 آخرين في تسع ولايات سودانية خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى الآن، كما زاد معدل الإصابة بنسبة 70%، وذلك حسبما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صحفي يوم الاثنين، والذي أبدى قلقه أيضاً من مآلات الوضع الصحي بالبلاد.

وبحسب مصدر طبي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن معدل الإصابة بالكوليرا في ولايات الجزيرة والقضارف وسنار في تزايد مستمر، وجرى تأسيس العديد من مراكز عزل المرضى، بينما يوجد نقص في بعض الأدوية والمحاليل الوريدية وسط جهود لتوفيره.

ويعتبر الضغط السكاني على تلك المدن بعد وصول آلاف الفارين من الحرب وتدهور الوضع البيئي، أحد أسباب التفشي الواسع لوباء الكوليرا في السودان هذه السنة، وفق المصدر.

وتشكل الكوليرا التي تنتشر بالتزامن مع وباء حمى الضنك في العديد من المناطق السودانية، تحدي جديد يواجه النظام الصحي في البلاد والذي يعاني بدوره من تدهور مريع حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات في أماكن الصراع المسلح.

إعلان رسمي

وتقول مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحية في ولاية سنار د. مواهب قسم الله لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ولايتها سجلت 83 حالة إصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" و3 حالة وفاة حتى اليوم.

وتضيف: "الوضع الدوائي مطمئن حتى هذه اللحظة، ونقوم بعدة تدابير حالياً لمحاصرة الوباء من بينها البحث النشط، وحملات الإصحاح البيئي، وتعزيز الصحة واغلاق الأسواق بغرض نظافتها".

وتشهد سنار والقضارف وكسلا شرقي السودان، انتشار لوباء الكوليرا في مثل هذا التوقيت من كل عام، ولكن هذه السنة جاء بوتيرة عالية عن سابقاتها.

ومن القضارف، تنقل أم كلثوم التاج وهي ناشطة في منظمات المجتمع المدني واقع مأساوي تعيشه ولايتها مع وباء الكوليرا الذي يحاصرها على مدى الشهرين الماضيين وما يزال مستمراً بنفس الوتيرة.

وتقول التاج لموقع "سكاي نيوز عربية": "أقيمت العديد من مراكز العزل في مدينة القضارف وهناك مستوى عالي من التردد، فهناك أحياء سكنية موبوءة بالكامل وتوجد عائلات جميع أفرادها مصابين بالكوليرا".

وتشير إلى أنه تجري بعض الحملات الوقائية من قبل السلطات الصحية في القضارف من خلال النظافة وإصحاح البيئة وعمليات تحصين، ولكن هناك نقص حاد في لقاع "فاكسين" الذي يتم اعطاءه على مرحلتين للشخص بغرض الوقاية من الكوليرا لذلك استفاد عدد قليل من السكان من التطعيم.

معدل يتزايد

ووفق طبيبة في أحد مراكز العزل بمدينة القضارف، فإن معدل الإصابة بالكوليرا ظل في تزايد مستمر، ولكن الأرقام ليست ثابتة، ففي بعض الأحيان يصل عدد المرضى المحالين إلى الحجر الى 18 شخص خلال اليوم.

وتقول الطبيبة لموقع "سكاي نيوز عربية" مفضلة عدم ذكر اسمها، "تم توفير المحاليل الوريدية ومختلف الادوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا، وهناك قليل من النواقص وعدت وزارة الصحة بتوفيرها".

وتعاني مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان من تفشي وباء الكوليرا بصورة واسعة، وكان شبابها قد أطلقوا العديد من منصات التواصل الاجتماعي يطلبون النجدة بعد أن امتلأ المستشفى الوحيد في البلدة وتكدس المرضى.

ويقول منسق الاعلام في الحراك الشعبي لمكافحة الكوليرا بمدينة الدويم عبدالله ود الشريف لموقع '"سكاي نيوز عربية": إن العدد الكلي للإصابة بوباء الكوليرا تراكمياً 419 حالة، مقابل 18 وفاة وفق الحصيلة الرسمية، لكن الحجم الفعلي لتفشي المرض أكثر من ذلك نظراً لعدم وصول كل الحالات إلى المستشفى".

ويشير ود الشريف إلى أن الوضع الصحي في المدينة تحسن مقارنة باللحظة الأولى لظهور الوباء، حيث وصلت الأدوية والمستلزمات الطبية وعقاقير التطعيم، ولكن ما يزال المرض موجوداً ولم نتجاوز محطة الخطر.

ويضيف "قرر مدير مستشفى الدويم إغلاق جميع المطاعم والكافتريات المجاورة للمشفى كإجراء وقائي، ولكن لم تتم الاستجابة من قبل بعض أصحاب المحال، الأمر الذي يهدد بإنتكاسة وموجة جديدة من الكوليرا"..  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة وباء الکولیرا العدید من

إقرأ أيضاً:

الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات

بعد عامين من الحرب في السودان، تبرز الخسائر البشرية والمادية التي ضربت مجالات الحياة وألقت بظلالها على الشعب ودفعت ملايين للنزوح من منطقة لأخرى أو مغادرة بلادهم. وتداعيات الحرب المستمرة التي اندلعت في منتصف أبريل 2023، في العاصمة الخرطوم تمددت في ولايات الجزيرة وسنار وشمال النيل الأبيض وجنوب النيل الأزرق، ثم تراجعت نحو ولايات شمال كردفان وغربها وجنوبها وإقليم دارفور. وتشير لجنة الإنقاذ الدولية إن عدد الضحايا جراء الحرب وصل إلى 150 ألف شخص، وهو رقم أعلى من الحصيلة المعلنة للأمم المتحدة التي تتراوح حول 20 ألف قتيل. وأصدرت كلية لندن للصحة العامة في نوفمبر الماضي تقرير عن وفاة أكثر من 61 ألف شخص في الخرطوم وحدها منذ بداية الصراع في السودان وحتى يونيو الماضي بزيادة بلغت نحو 50% عن معدل الوفيات قبل الحرب. ومن هؤلاء 26 ألف حالة وفاة نتيجة عنف مباشر متعلق بالحرب.

ووثّقت وزارة الصحة مقتل 12 ألف مدني وصلوا إلى مستشفيات البلاد، وهو ما يمثل 10% فقط من إجمالي عدد القتلى في الحرب وذكرت لجنة الإنقاذ الدولية إن عدد الضحايا جراء الحرب وصل إلى 150 ألف شخص، وهو رقم أعلى من الحصيلة المعلنة للأمم المتحدة التي تتراوح حول 20 ألف قتيل، وفي السياق قد اصدزت كلية لندن للصحة العامة في نوفمبر الماضي تقريرا كشف من خلالة عن وفاة أكثر من 61 ألف شخص في الخرطوم وحدها منذ بداية الصراع في السودان وحتى شهر يونيو الماضي بزيادة بلغت نحو 50% عن معدل الوفيات قبل الحرب. ومن هؤلاء 26 ألف حالة وفاة نتيجة عنف مباشر متعلق بالحرب.

وتذهب المنظمة الدولية للهجرة في تقرير لها، إن النزاع المسلح في البلاد أدى إلى نزوح أكثر من 11.3 مليون شخص، مؤكده تضاعف حالات النزوح داخليًا حيث أضطر 8.6 ملايين شخص إلى مغادرة منازلهم داخل السودان، في حين فر 3.9 ملايين آخرين غالبيتهم عبر الحدود إلى الدول المجاورة آخرهم بولايات إقليم دارفور.
وتوقع محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، في حديثه للصحفيين عودة نحو 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم في الأشهر الستة المقبلة، ويمثل النازحون من الخرطوم 31% من الذين غادروا مناطقهم في ولايات البلاد. فيما أعلنت وزارة الصحة أن الخسائر التي تكبدها القطاع الصحي نتيجة الحرب وصلت إلى نحو 11 مليار دولار، فقد خرجت مايقارب نحو 250 مستشفى من أصل 750 مستشفى عن الخدمة بسبب الدمار الذي لحق بها، ونهب أجهزتها ومعداتها، مما حرم الملايين من الرعاية الصحية الأساسية، حيث أكد تقرير رسمي أن هناك 70% من المستشفيات والمراكز الصحية في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان، خرجت عن الخدمة، كما أدى القتال إلى خروج أكثر من 60% من الصيدليات والمخازن عن الخدمة، إما بالنهب أو التلف.

وفي مجال التعليم العالي، كشف تقرير رسمي أن نحو 120 جامعة وكلية حكومية وخاصة خصوصا في ولاية الخرطوم ينتسب إليها نحو نصف مليون طالب، خسرت بنيتها التحتية بصورة شبه كاملة. كما تعرضت 6 جامعات في الولايات للتخريب والتدمير منها 4 جامعات في دارفور.
أما في قطاع التعليم العام، فإن الحرب أخرجت أكثر من 17 مليون طفل من المدارس، وألقت بهم في مناطق النزوح واللجوء، ليضافوا إلى 6.9 ملايين طفل غادروا صفوف الدراسة قبل الحرب. قبل أن تستأنف المدارس نشاطها في الولايات الآمنة والتي أعاد الجيش السيطرة عليها في الخرطوم والجزيرة وسنار ومحليات في شمال كردفان والنيل الأبيض.
ويؤكد هنا خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، رضوان نويصر في مقال سابق له إن الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المفقودين في السودان لا تزال غير متوفرة، لتباين الأرقام بين المصادر المختلفة، بينما تقدّر المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات العدد بنحو 50 ألف مفقود، وثّقت منظمات حقوقية سودانية محلية ما لا يقل عن 3177 حالة، بينهم أكثر من 500 امرأة و300 طفل.

وبشأن العنف الجنسي، فقد كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة وهي جهة حكومية- عن تسجيل 1138 حالة اغتصاب في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب وحتى فبراير الماضي من بينها 193 حالة بحق طفلات قاصرات، كذلك في شهر مارس الماضي أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بأنها وثقت 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال منذ مطلع العام الماضي، منهم 4 أطفال يبلغون عامًا واحدًا.
ووفق لدراسة حديثة أعدتها الحكومة، فإن الدمار والخسائر التي تكبدها الاقتصاد السوداني جراء الحرب يُقدر بنحو 108 مليارات دولار، في وقت قدرت وزارة الزراعة والغابات خسائر القطاع الزراعي خلال عامي الحرب، بأكثر من 10 مليارات دولار. وتم تدمير ونهب الأصول الرأسمالية من معدات ميكانيكية وحركية وتخريب كل محطات البحوث الزراعية.

ويوضح تقرير رسمي أن الدمار بسبب الحرب، والتدمير الممنهج والنهب من قوات الدعم السريع طال 90% من القطاع الصناعي؛ إذ تضررت 3493 منشأة صناعية موزعة ما بين منشآت متوسطة وكبيرة بولاية الخرطوم، بجانب ولايتي جنوب كردفان والجزيرة، ويعمل بالقطاع أكثر من 250 ألف عامل، وتقدر خسائر القطاع بحوالي 30 مليار دولار.

كما تم تقدير خسائر البنى التحتية العامة في قطاع الطيران المدني التي تشمل الأضرار الجسيمة في المطارات والطائرات الرابضة، وتدمير آليات الإسناد الأرضي، وأبراج المراقبة، وصالات الركاب، ومخازن البضائع، بحوالي 3 مليارات دولار.

أما في قطاع الكهرباء والمياه، فقد تم تدمير ونهب محطات المياه في العاصمة والولايات، وتدمير عدد كبير من محطات توليد الكهرباء ومنشآت التحويل وأبراج الضغط العالي والمنخفض. وتقدر خسائر قطاع الكهرباء والمياه بنحو 10 مليارات دولار.

وبخصوص خسائر البنى التحتية العامة في قطاع الوزارات والمؤسسات تشمل إحراق وتدمير الوزارات والمصالح والمرافق الحكومية، والجسور والطرق فتقدر هذه الخسائر بنحو 10 مليارات دولار أيضًا.

أمدرمان: الهضيبي يس

الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صندوق الأمم المتحدة للسكان يعلن تضامنه مع السودان وتقديم المزيد من الدعم
  • سماء للدرسات تواصل برنامجها الإنساني للمناطق الاكثر تضرراً نتاج الحرب
  • الجيش السوداني لرويترز: السودان كشف تورُّط الإمارات الإجرامي وضلوعها في قتل السودانيين بدعمها ورعاية المليشيا.. والآن تحاول ذر الرماد في العيون وتختلق التهم الباطلة
  • رئيس مبادرة عودة الوافدين السودانيين لبلادهم: مدن كاملة لجأت للمحروسة.. شكرًا مصر تحملت 2 مليون وافد
  • هل تجلب المسيرات السلام الى السودان؟
  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية
  • الحرارة ستصل إلى 29.. موجة غبار ثانية ستضرب لبنان ولكن الطقس سينقلب والأمطار عائدة في هذا الموعد
  • الرئيس السيسي والبرهان يتفقان على دعم مساعدة السودانيين في مناطق الحرب
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق