سودانايل:
2025-02-16@13:12:17 GMT

وبائيات الحرب.. الكوليرا تواصل حصد السودانيين

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

مرتضى أحمد – سكاي نيوز عربية - السودان

يواجه مواطني 9 ولايات في السودان خطر الإصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" في توسع لرقعة انتشار هذا الوباء القاتل، في ظل تدهور مريع في القطاع الصحي بالبلاد، وسط قلق أممي إثر الوباء.

وترتفع وتيرة الخوف عند السكان في المناطق الموبوءة التي تتركز في ولايات الخرطوم والقضارف والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر شرقي السودان، وسنار والنيل الأبيض وسط البلاد بعد الانتشار المخيف للكوليرا وحدوث وفيات بسببها.



وأودت الكوليرا بحياة 160 شخصاً وإصابة 5200 آخرين في تسع ولايات سودانية خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى الآن، كما زاد معدل الإصابة بنسبة 70%، وذلك حسبما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صحفي يوم الاثنين، والذي أبدى قلقه أيضاً من مآلات الوضع الصحي بالبلاد.

وبحسب مصدر طبي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن معدل الإصابة بالكوليرا في ولايات الجزيرة والقضارف وسنار في تزايد مستمر، وجرى تأسيس العديد من مراكز عزل المرضى، بينما يوجد نقص في بعض الأدوية والمحاليل الوريدية وسط جهود لتوفيره.

ويعتبر الضغط السكاني على تلك المدن بعد وصول آلاف الفارين من الحرب وتدهور الوضع البيئي، أحد أسباب التفشي الواسع لوباء الكوليرا في السودان هذه السنة، وفق المصدر.

وتشكل الكوليرا التي تنتشر بالتزامن مع وباء حمى الضنك في العديد من المناطق السودانية، تحدي جديد يواجه النظام الصحي في البلاد والذي يعاني بدوره من تدهور مريع حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات في أماكن الصراع المسلح.

إعلان رسمي

وتقول مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحية في ولاية سنار د. مواهب قسم الله لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ولايتها سجلت 83 حالة إصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" و3 حالة وفاة حتى اليوم.

وتضيف: "الوضع الدوائي مطمئن حتى هذه اللحظة، ونقوم بعدة تدابير حالياً لمحاصرة الوباء من بينها البحث النشط، وحملات الإصحاح البيئي، وتعزيز الصحة واغلاق الأسواق بغرض نظافتها".

وتشهد سنار والقضارف وكسلا شرقي السودان، انتشار لوباء الكوليرا في مثل هذا التوقيت من كل عام، ولكن هذه السنة جاء بوتيرة عالية عن سابقاتها.

ومن القضارف، تنقل أم كلثوم التاج وهي ناشطة في منظمات المجتمع المدني واقع مأساوي تعيشه ولايتها مع وباء الكوليرا الذي يحاصرها على مدى الشهرين الماضيين وما يزال مستمراً بنفس الوتيرة.

وتقول التاج لموقع "سكاي نيوز عربية": "أقيمت العديد من مراكز العزل في مدينة القضارف وهناك مستوى عالي من التردد، فهناك أحياء سكنية موبوءة بالكامل وتوجد عائلات جميع أفرادها مصابين بالكوليرا".

وتشير إلى أنه تجري بعض الحملات الوقائية من قبل السلطات الصحية في القضارف من خلال النظافة وإصحاح البيئة وعمليات تحصين، ولكن هناك نقص حاد في لقاع "فاكسين" الذي يتم اعطاءه على مرحلتين للشخص بغرض الوقاية من الكوليرا لذلك استفاد عدد قليل من السكان من التطعيم.

معدل يتزايد

ووفق طبيبة في أحد مراكز العزل بمدينة القضارف، فإن معدل الإصابة بالكوليرا ظل في تزايد مستمر، ولكن الأرقام ليست ثابتة، ففي بعض الأحيان يصل عدد المرضى المحالين إلى الحجر الى 18 شخص خلال اليوم.

وتقول الطبيبة لموقع "سكاي نيوز عربية" مفضلة عدم ذكر اسمها، "تم توفير المحاليل الوريدية ومختلف الادوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا، وهناك قليل من النواقص وعدت وزارة الصحة بتوفيرها".

وتعاني مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان من تفشي وباء الكوليرا بصورة واسعة، وكان شبابها قد أطلقوا العديد من منصات التواصل الاجتماعي يطلبون النجدة بعد أن امتلأ المستشفى الوحيد في البلدة وتكدس المرضى.

ويقول منسق الاعلام في الحراك الشعبي لمكافحة الكوليرا بمدينة الدويم عبدالله ود الشريف لموقع '"سكاي نيوز عربية": إن العدد الكلي للإصابة بوباء الكوليرا تراكمياً 419 حالة، مقابل 18 وفاة وفق الحصيلة الرسمية، لكن الحجم الفعلي لتفشي المرض أكثر من ذلك نظراً لعدم وصول كل الحالات إلى المستشفى".

ويشير ود الشريف إلى أن الوضع الصحي في المدينة تحسن مقارنة باللحظة الأولى لظهور الوباء، حيث وصلت الأدوية والمستلزمات الطبية وعقاقير التطعيم، ولكن ما يزال المرض موجوداً ولم نتجاوز محطة الخطر.

ويضيف "قرر مدير مستشفى الدويم إغلاق جميع المطاعم والكافتريات المجاورة للمشفى كإجراء وقائي، ولكن لم تتم الاستجابة من قبل بعض أصحاب المحال، الأمر الذي يهدد بإنتكاسة وموجة جديدة من الكوليرا"..  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة وباء الکولیرا العدید من

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الإفريقي يدعو لوقف فوري للقتال في السودان

دعا الاتحاد الإفريقي إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ منتصف إبريل بين الجيش والدعم السريع في السودان، فيما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عن إطلاق خطتين بقيمة 6 مليارات دولار للاستجابة لاحتياجات الإنسانية لأكثر من 26 مليون سوداني في الداخل والخارج.

وجاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر العون الإنساني رفيع المستوى، الذي نظمه الاتحاد الإفريقي، والإيغاد، وإثيوبيا، والإمارات، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الجمعة، بهدف حشد الموارد اللازمة لتوفير المساعدات الإنسانية للسودان، ومعالجة الآثار الكارثية التي خلفتها الحرب.

وأكد المتحدثون خلال المؤتمر أن السودان يواجه أكبر كارثة إنسانية في العالم، مشددين على أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب، وتوفير الدعم الإنساني للمتضررين.

وفي سياق متصل عقد على هامش فعاليات قمة الاتحاد الإفريقي عددا من الاجتماعات الفنية التي ركزت على كيفية مخاطبة الأزمة السودانية.

وتصدرت الأزمة الإنسانية اهتمامات تلك الفعاليات، ووصف محمد بن شمباس، رئيس اللجنة الرفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي بشأن السودان، الوضع الإنساني في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، انتشرت الحرب في معظم أنحاء البلاد مما تسبب في نزوح الملايين، وأعاقت الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وأدت إلى نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية.

واعتبر شمباس أن أكبر عائق أمام حل الصراع هو إصرار الطرفين المتحاربين على اللجوء إلى القوة العسكرية بدلاً من الحوار كوسيلة للوصول إلى تسوية تفاوضية للصراع.

وأكد شمباس على الحاجة إلى حوار سياسي شامل بين الأطراف السودانية يركز على إنهاء الحرب وتطوير إطار سياسي للحكم في السودان ما بعد الحرب.
وأعرب السفير بانكول أديوي، مفوض الاتحاد الإفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، عن تفاؤله بشأن الاستمرار في المشاركة مع جميع الأطراف السودانية، بما في ذلك المدنيون والجهات الفاعلة السياسية، في حل شامل للأزمة وحوار سياسي شامل لاستعادة الديمقراطية الدستورية في السودان.

وأوضح: "يجب أن نوقف الحرب في السودان لأنها تؤثر علينا جميعا، حاليا تستضيف جنوب السودان وإثيوبيا ومصر وتشاد الآلاف من اللاجئين. ومن المؤسف أن السودان لا يزال يواجه تحديات لا يمكن تصورها".

وفي ذات السياق، أكد اجتماع سياسي قانوني لمنصة بنية السلام والأمن الإفريقية على الحاجة إلى تنسيق الجهود من قبل مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في عمليات السلام في السودان بما في ذلك أجهزة ومؤسسات الاتحاد الإفريقي والمجتمعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية.

ودعا الاجتماع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية في الاتحاد الإفريقي وجيران السودا إلى وقف الأعمال العدائية، وإجراء حوار سياسي شامل لجميع السودانيين من شأنه أن يوفر الفرصة لإنهاء الصراع الحالي وتشكيل حكومة انتقالية مدنية توافقية تعالج بشكل شامل الأسباب الجذرية الأساسية للصراع في السودان.

مقالات مشابهة

  • وكيل «عربية النواب»: لابد من تدخل دولي لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان
  • انقسام وشيك للسودان المنهك
  • صمود قوى الثورة لاسترداد عافية السودان
  • كاميرون هدسون: ردة فعل أمريكا ستكون قوية على القاعدة الروسية في السودان
  • الاتحاد الإفريقي يدعو لوقف فوري للقتال في السودان
  • هل السودان بديل محتمل لتهجير أهالي غزة؟؟
  • القاعدة الروسية تطل براسها من جديد
  • جامعة حلوان تستقبل سفير السودان والمستشار الثقافي لبحث دعم الطلاب السودانيين
  • قرار بمنع تجديد أراضي الفشقة المستردة من الإثيوبيين
  • غزوة بدر