سودانايل:
2025-03-18@07:02:35 GMT

وبائيات الحرب.. الكوليرا تواصل حصد السودانيين

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

مرتضى أحمد – سكاي نيوز عربية - السودان

يواجه مواطني 9 ولايات في السودان خطر الإصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" في توسع لرقعة انتشار هذا الوباء القاتل، في ظل تدهور مريع في القطاع الصحي بالبلاد، وسط قلق أممي إثر الوباء.

وترتفع وتيرة الخوف عند السكان في المناطق الموبوءة التي تتركز في ولايات الخرطوم والقضارف والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر شرقي السودان، وسنار والنيل الأبيض وسط البلاد بعد الانتشار المخيف للكوليرا وحدوث وفيات بسببها.



وأودت الكوليرا بحياة 160 شخصاً وإصابة 5200 آخرين في تسع ولايات سودانية خلال الفترة من 26 سبتمبر وحتى الآن، كما زاد معدل الإصابة بنسبة 70%، وذلك حسبما أعلنه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صحفي يوم الاثنين، والذي أبدى قلقه أيضاً من مآلات الوضع الصحي بالبلاد.

وبحسب مصدر طبي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن معدل الإصابة بالكوليرا في ولايات الجزيرة والقضارف وسنار في تزايد مستمر، وجرى تأسيس العديد من مراكز عزل المرضى، بينما يوجد نقص في بعض الأدوية والمحاليل الوريدية وسط جهود لتوفيره.

ويعتبر الضغط السكاني على تلك المدن بعد وصول آلاف الفارين من الحرب وتدهور الوضع البيئي، أحد أسباب التفشي الواسع لوباء الكوليرا في السودان هذه السنة، وفق المصدر.

وتشكل الكوليرا التي تنتشر بالتزامن مع وباء حمى الضنك في العديد من المناطق السودانية، تحدي جديد يواجه النظام الصحي في البلاد والذي يعاني بدوره من تدهور مريع حيث خرجت أكثر من 70% من المستشفيات في أماكن الصراع المسلح.

إعلان رسمي

وتقول مدير إدارة الطوارئ بوزارة الصحية في ولاية سنار د. مواهب قسم الله لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ولايتها سجلت 83 حالة إصابة بالاسهالات المائية الحادة "كوليرا" و3 حالة وفاة حتى اليوم.

وتضيف: "الوضع الدوائي مطمئن حتى هذه اللحظة، ونقوم بعدة تدابير حالياً لمحاصرة الوباء من بينها البحث النشط، وحملات الإصحاح البيئي، وتعزيز الصحة واغلاق الأسواق بغرض نظافتها".

وتشهد سنار والقضارف وكسلا شرقي السودان، انتشار لوباء الكوليرا في مثل هذا التوقيت من كل عام، ولكن هذه السنة جاء بوتيرة عالية عن سابقاتها.

ومن القضارف، تنقل أم كلثوم التاج وهي ناشطة في منظمات المجتمع المدني واقع مأساوي تعيشه ولايتها مع وباء الكوليرا الذي يحاصرها على مدى الشهرين الماضيين وما يزال مستمراً بنفس الوتيرة.

وتقول التاج لموقع "سكاي نيوز عربية": "أقيمت العديد من مراكز العزل في مدينة القضارف وهناك مستوى عالي من التردد، فهناك أحياء سكنية موبوءة بالكامل وتوجد عائلات جميع أفرادها مصابين بالكوليرا".

وتشير إلى أنه تجري بعض الحملات الوقائية من قبل السلطات الصحية في القضارف من خلال النظافة وإصحاح البيئة وعمليات تحصين، ولكن هناك نقص حاد في لقاع "فاكسين" الذي يتم اعطاءه على مرحلتين للشخص بغرض الوقاية من الكوليرا لذلك استفاد عدد قليل من السكان من التطعيم.

معدل يتزايد

ووفق طبيبة في أحد مراكز العزل بمدينة القضارف، فإن معدل الإصابة بالكوليرا ظل في تزايد مستمر، ولكن الأرقام ليست ثابتة، ففي بعض الأحيان يصل عدد المرضى المحالين إلى الحجر الى 18 شخص خلال اليوم.

وتقول الطبيبة لموقع "سكاي نيوز عربية" مفضلة عدم ذكر اسمها، "تم توفير المحاليل الوريدية ومختلف الادوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا، وهناك قليل من النواقص وعدت وزارة الصحة بتوفيرها".

وتعاني مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان من تفشي وباء الكوليرا بصورة واسعة، وكان شبابها قد أطلقوا العديد من منصات التواصل الاجتماعي يطلبون النجدة بعد أن امتلأ المستشفى الوحيد في البلدة وتكدس المرضى.

ويقول منسق الاعلام في الحراك الشعبي لمكافحة الكوليرا بمدينة الدويم عبدالله ود الشريف لموقع '"سكاي نيوز عربية": إن العدد الكلي للإصابة بوباء الكوليرا تراكمياً 419 حالة، مقابل 18 وفاة وفق الحصيلة الرسمية، لكن الحجم الفعلي لتفشي المرض أكثر من ذلك نظراً لعدم وصول كل الحالات إلى المستشفى".

ويشير ود الشريف إلى أن الوضع الصحي في المدينة تحسن مقارنة باللحظة الأولى لظهور الوباء، حيث وصلت الأدوية والمستلزمات الطبية وعقاقير التطعيم، ولكن ما يزال المرض موجوداً ولم نتجاوز محطة الخطر.

ويضيف "قرر مدير مستشفى الدويم إغلاق جميع المطاعم والكافتريات المجاورة للمشفى كإجراء وقائي، ولكن لم تتم الاستجابة من قبل بعض أصحاب المحال، الأمر الذي يهدد بإنتكاسة وموجة جديدة من الكوليرا"..  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: سکای نیوز عربیة وباء الکولیرا العدید من

إقرأ أيضاً:

السلاح والغذاء في حرب السودان

تدخل الحرب الأهلية السودانية اليوم (15 مارس/ آذار 2024) شهرها الرابع والعشرين. عامان من الاقتتال، بلا أفق واضح لحلّ سلمي. بحسب منظمّة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يحتاج 30 مليون سوداني إلى مساعدات، بينما نزح 14 مليون شخص في داخل السودان وإلى خارجه. لكن المستقبل لا يبدو مبشّراً بحلول سلمية قريبة، وما زالت مرحلة انهيار الدولة وتفكّكها تتواصل رغم محاولة السلطة العسكرية التظاهر بأن الحياة تسير طبيعية، مع طلبها أخيراً من الجامعات السودانية استئناف الدراسة والامتحانات في مناطق سيطرة الجيش.

أمّا حكومة "الدعم السريع" (الموازية) فما تزال تبحث عن أرض تضع فيها رحالها، متوعّدةً بإقامة سلطة كاملة، فاتفاق نيروبي السياسي لم ينتج حكومةً بعد رغم ضجيجه كلّه، والمتحالفون مع نائب قائد "الدعم السريع"، عبد الرحيم دقلو، ما زالوا يَعدون بإعلان حكومة من داخل السودان، ويبشّرون بأسلحة جديدة تأتي، كما يحتفي أنصار الجيش بأسلحة جديدة أتت. هكذا يعيش 14 مليون نازح ينتظرون بشارات الأسلحة الجديدة. وبينما يعيش 1.3 مليون طفل سوداني في أماكن تعاني من المجاعة، يصرّح قادة الطرفَين أن الحرب ستستمرّ ألف عام حتى يأتي النصر(!).

لكنّه تأخّر عامين. قبل اندلاع الحرب كان الانطباع العام أنها حرب الساعات الستّ. لكن ما يبدو واضحاً بعد 24 شهراً أنها حرب أتت لتبقى. أوجدت الحرب خلال عاميها ثقافة من التوحّش، وهو أمرٌ لا يقتصر على المقاتلين، فالصحافيون الذين يغطون الحروب الأهلية يتأثّرون بثقافة الوحشية التي تحيط بهم. وثّق الذين غطّوا الحرب اللبنانية، وحرب البوسنة، التغيّرات التي مرّوا بها، وكيف أصبحوا أكثر توحّشاً وتقبّلاً للعنف. مع هذا التوحّش، تزداد الانتهاكات، ما يغذّي دائرة الانتقام، فتصبح عواقب العنف أقلّ من عواقب الحلول السلمية، فيزداد الانتقام، ويتحوّل عنفاً وقائياً.

لذلك، تقبّلت المجتمعات السودانية فكرة التسليح الأهلي، وتكوين مليشيات جديدة للدفاع عن مناطقهم، أو لضمان تمثيلهم السياسي، وهي دلالةٌ واضحةٌ على خلل التعاطي السياسي في السودان، إذ أصبحت البندقية الضامن للمشاركة السياسية. رغم أن البندقية لم تثمر في حروب السودان السابقة كلّها، لكننا ما زلنا نصرّ على أن المليشيات هي الحل، ويواصل الجيش الاحتفاظ بالسلطة السياسية مع ترحيبه بتكوين المليشيات للقتال بجانبه.

تبدو الحرب السودانية في طريقها إلى الحالة الليبية، هذا إذا نجحت مجموعة نيروبي في أن تجد مكاناً تُعلن منه حكومتها التي أصبحت محلّ تساؤلٍ، بعد تحذيراتٍ دوليةٍ عديدة من هذه الخطوة. لكن الأخطر تأثير الحرب في الإقليم ودول الجوار، فرغم أنها لم تخرج عن السيطرة، إلا أنها ما زالت تهدد المنطقة الهشّة بالانفجار، فنيران الحرب السودانية تمتدّ وتؤثّر في الدول الجارة، وتهدّد بجرّها إلى الفوضى ذاتها.

عامان من الحرب، ومن المناشدات الدولية بوقفها، لكن الجيش ظلّ يتهم العالم كلّه تقريباً بالتآمر عليه ودعم خصمه، ويرفض أيّ دعوة إلى الوصول إلى أيّ تسوية تؤدّي إلى وقف إطلاق النار، بينما ظلّت قوات الدعم السريع تقبل الدعوات كلّها، وتواصل إطلاق النار على العزّل وتدفنهم أحياء.

في إحاطةٍ، قدمها أمام مجلس الأمن، ذكر أمين عام منظّمة أطباء بلا حدود، كريستوفر لوكيير، كيف يستهدف طرفا الصراع المستشفيات، وكيف تعيق البيروقراطية وصول المساعدات إلى المحتاجين. لا تفرز هذه الدوامة من العنف إلا مزيداً من التوحّش، وتعقيد مسار الحلّ. ويتضاعف عدد المليشيات في البلاد، وتزداد سلطتها. والعجيب أن ذلك يحدث وسط تأييد شعبي غير قليل، كأنما فقد الناس قناعتهم بالدولة الحديثة وسلطتها، لكنّهم، في الوقت ذاته، يقولون إنهم يتوسّلون الوصول إلى هذه الدولة عبر طريق التسليح الشعبي، وكسر احتكار الدولة للعنف.

هكذا يجد السلاح طريقه إلى السودان ليعزّز الحرب الأهلية، لكن المساعدات تعوقها البيروقراطية، ويَجمع المجتمع الدولي التمويل لإنقاذ حياة مئات آلاف الأطفال الذين يُتوقّع معاناتهم من سوء التغذية الحادّ، بينما تَجمع المليشيات الأسلحة وتعتقل ناشطي العمل الطوعي.

فشلت المساعي لجعل الحالة الإنسانية السودانية مهمّة المجتمع الدولي، لكن لا يعاني أحد فشل توفير السلاح للمتقاتلين.

نقلا عن االعربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم
  • CBS تزعم تواصل أمريكا وإسرائيل مع 3 دول لتهجير الفلسطينيين ..تفاصيل
  • وزيرة ألمانية: الحرب على الأبواب وعلينا تجهيز النظام الصحي
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • صحيفة عربية: تهديدات الدبيبة بالعودة إلى الحرب استجابة لدعوات الغرياني
  • سكاي نيوز: تأجيل محاكمة أبو عجيلة مسعود المتهم بتفجير طائرة لوكربي
  • أمريكا تتخذ خطوة حيال دخول السودانيين إلى أراضيها
  • السلاح والغذاء في حرب السودان
  • ليلة سحور المهندسين السودانيين في قطر .. يا سر الليالي
  • 6 منها عربية بينها السودان: إدارة ترامب تدرس حظر أو تقييد سفر مواطني 43 دولة