قالت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع منذ بداية هجومه الأخير على قطاع غزة تكتيكات من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تقدم أهدافا متعددة وتحسن خطط الهجوم مستهدفا بذلك قصف القطاع بمعدل نادرا ما يحدث، والتسبب في أكبر قدر من الضرر، مع سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 42 فلسطينيًا من الضفة الغربية إصابة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مخيم الدهيشة

وأوضحت الصحيفة الفرنسية  في مقال لها اليوم الأربعاء حول تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة - أن القنابل عادت تنهمر مرة أخرى على القطاع، حيث لا يزال المدنيون يتعرضون للقصف بالطائرات والمدفعية الإسرائيلية.

ويبدو أن الهدنة التي استمرت أسبوعا وانتهت في الأول من ديسمبر الجاري، بعيدة المنال بالفعل، فقد أعلنت أمس الأول الاثنين حكومة القطاع الذي تسيطر عليه حماس محصلة شهرين تقريبا من الغارات: أكثر من 16 ألف قتيل منذ 7 أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، هناك حوالي 7 ألاف شخص في عداد المفقودين، ربما تحت الأنقاض، بما في ذلك 4700 امرأة وطفل.

وأشارت إلى أن هذه المحصلة لا يعادلها سوى القليل، إن وجد، من صراعات القرن الحادي والعشرين، خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن لافتة في هذا الصدد إلى أن الضربات التي تستهدف قطاع غزة تمنع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، المسئول عادة عن جمع المعلومات عن ضحايا الاحتلال والصراع، من القيام بعمله المعتاد.

ورأت الصحيفة أن المذبحة التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة ليست قابلة للنقاش، ولم تعد موضع نقاش حقيقي بعد الآن. وحتى زعيم الدولة العبرية بنيامين نتنياهو، اعترف في بيان لشبكة (سي بي إس) الأمريكية، بأن الجيش الإسرائيلي فشل في الحد من الخسائر المدنية. لأسابيع.

ولفتت إلى أنه خلال شهر ونصف (قبل الهدنة مباشرة)، تم تدمير أكثر من نصف المباني في شمال قطاع غزة أو لحقت بها أضرار كبيرة، كما تم تدمير أجزاء كاملة من الأحياء بما فيها جميع البنية التحتية.. وقد تم إثبات هذه الكثافة - النادرة - للقصف على غزة بشكل واضح.. حيث أكد الجيش الإسرائيلي نفسه أنه تم ضرب 15 ألف هدف بعد 35 يوما من الحرب، في 10 نوفمبر الماضي، وإطلاق 90 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بحلول 28 من نفس الشهر.. موضحة أن هذه الأرقام، التي لم يتم تحديثها إلى حد كبير منذ ذلك الحين، والتي لا تزال غير منشورة. بل وأكثر من ذلك عندما ننظر إلى حجم الجيب المكتظ بالسكان.

ومن جانبه، أشار كبير الباحثين في مؤسسة البحوث الاستراتيجية فيليب جروس، الذي أمضى 9 سنوات في مديرية الاستخبارات العسكرية بالجيش الفرنسي، إلى أن 15 ألف ضربة في مثل هذه المنطقة الصغيرة رقم قياسي.

وقالت (ليبراسيون) "بعيدا عن عدد الضربات، لم تعد طبيعة التفجيرات ذات صلة كبيرة بما كانت تفعله إسرائيل في عام 2021، ولا بالتكتيكات التي استخدمتها الدول الغربية في العراق أو أفغانستان أو سوريا"، لافتة إلى أنه في الوقت الذي أكد فيه قائد القوات الجوية الإسرائيلية عمر تيشلر، عدم استهداف المدنيين في قطاع غزة، اعترف في 11 أكتوبر الماضي بأن الضربات لم تعد "جراحية". وقبل بضعة أيام، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري أن "الأولوية هي لإلحاق الضرر وليس للدقة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه لتدمير حماس، قام الجيش الإسرائيلي بتغيير نموذجي يتضمن استخدام قنابل مدمرة بشكل خاص. يظهر تحليل الضربات المختلفة، مثل تلك التي تعرض لها مخيم جباليا في 31 أكتوبر، استخدام قنابل ذخائر الهجوم المباشر المشترك

(قنابل أمريكية موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي) بوزن 900 كيلوجرام على بيئة حضرية. عيار يستخدم لتدمير أنفاق حماس، عدة أمتار تحت الأرض، ولكن قطرها له تأثير مدمر، كما يتضح من الإحصاء المستقل لمنظمة "اير ورز" غير الحكومية والذي أدرج ما بين 126 إلى 136 حالة وفاة في الغارات على مخيم جباليا وحده، حيث استخدمت قنبلة واحدة من هذا النوع على الأقل، كما تم تسجيل استخدام ما يعرف بـ"القنابل الغبية"، وهي قنابل غير موجهة (على عكس قنابل ذخائر الهجوم المباشر المشترك) المصممة في الخمسينيات وغير الدقيقة للغاية، من قبل العديد من الباحثين.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي نفذ هذه الوتيرة المحمومة للضربات، باعتراف الجيش الإسرائيلي نفسه الذي أكد ذلك في بياناته من خلال استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وهو مجال تعد قوات الدولة العبرية رائدة فيه. هذه الفكرة، التي كانت حتى وقت قريب تنتمي إلى الخيال العلمي، أصبحت الآن حقيقة واقعة.

ولفتت إلى أنه في السياق العسكري، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل عدد كبير جدا من البيانات المستمدة من الاستخبارات (أو الخدمات اللوجستية في حالات معينة)، وتقدير تأثيرات الخيارات الاستراتيجية المختلفة المحتملة بسرعة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أداتين في سياق الهجمات التي تم تنفيذها منذ 7 أكتوبر الماضي.. الأولى تعرف باسم "الإنجيل" (أو "الهبسورة")، وتهدف إلى اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين. والثانية، "مصنع النار"، وتستخدم لتحسين خطط الهجوم للطائرات والطائرات بدون طيار، في الوقت الفعلي، اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة.. وستكون الخوارزمية مسئولة عن حساب كمية الذخيرة اللازمة، أو تحديد الأهداف لطائرات وطائرات بدون طيار مختلفة، أو تحديد الترتيب الأكثر صلة بالهجمات.

ونقلت الصحيفة عن ضباط المخابرات السابقين الذين انتقدوا العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة تشبيههم للعملية بـ "مصنع الاغتيالات الجماعية".

وقالت الصحيفة "إن استخدام إسرائيل الحلول التكنولوجية يفسر كيف تمكن الجيش الإسرائيلي من قصف قطاع غزة بهذه الوتيرة المحمومة (6000 قنبلة في الأيام الستة الأولى وحدها، وفقا للجيش الإسرائيلي)".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صحيفة فرنسية الاحتلال اﻹسرائيلي الذكاء الاصطناعى قصف غزة الاحتلال الإسرائيلى جيش الإحتلال الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

غضب بشركة بريطانية تابعة لـغوغل على بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي للاحتلال

يسعى موظفو شركة ديب مايند، التابعة لشركة غوغل، في المملكة المتحدة، لتشكيل نقابة عمالية، بهدف معارضة بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي لمجموعات لحكومة الاحتلال.

وطلب 300 موظف في فرع الشركة بلندن، الانضمام إلى اتحاد عمال الاتصالات خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يشكل ضغطا إضافيا على "ديب مايند"، التي تواجه مطالبات متزايدة من الشركة الأم، لاستثمار تقنياتها القوية لأغراض تجارية.

وتصاعد الاستياء بين موظفي الشركة بعد أن تخلت غوغل في شباط/ فبراير عن تعهد سابق بعدم تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي قد تسبب ضررا، بما يشمل الأسلحة وأنظمة المراقبة بحسب فايننشال تايمز.

ووفقا لشهادات من داخل الشركة، أثارت تقارير إعلامية إضافية بشأن بيع خدمات الحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لوزارة حرب الاحتلال، مزيدا من القلق. وترتبط حكومة الاحتلال بمشروع "نيمبوس" المشترك مع أمازون، وغوغل، بقيمة مليار ومئتي مليون دولار.



كما زادت حدة التوتر إثر تقارير تفيد باستخدام قوات الاحتلال، أنظمة ذكاء اصطناعي لتحديد أهداف للاغتيالات والهجمات في غزة.

قال أحد المهندسين المشاركين في جهود تشكيل النقابة "نعتقد أن التكنولوجيا التي نطورها تستخدم في النزاع القائم في غزة"، مضيفا "الناس لا يريدون أن تستخدم أعمالهم في صراعات دموية".

وكشفت الصحيفة، أن 5 موظفين استقالوا خلال الشهرين الماضيين، احتجاجا على صفقة مع الاحتلال، وعلى تراجع غوغل عن التزاماتها بشأن تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأشار أحد القائمين على جهود التنظيم النقابي إلى أنه في حال الاعتراف الرسمي بالنقابة، ستسعى إلى لقاء إدارة ديب مايند، لمطالبتها بإنهاء العقود الدفاعية، مع إمكانية اللجوء إلى الإضراب في حال عدم الاستجابة.

مقالات مشابهة

  • في عمليات منفصلة.. الجيش الإسرائيلي يُعلن اغتيال 3 مقاومين فلسطينيين
  • الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح التجويع والتعطيش كوسيلة حرب ممنهجة
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • وزير الاتصال يدعو لتطوير الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي
  • كيف يستخدم الاحتلال الإسرائيلي المحرقة لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة؟
  • «جراحة المفاصل في دبي» يوصي بتدريب الأطباء على الذكاء الاصطناعي
  • غضب بشركة بريطانية تابعة لـغوغل على بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي للاحتلال
  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • بإجمالي 4 قتلى و7 مصابين.. الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وجندي في غزة