مسلسل زينهم.. تعرف على حكم وضوابط الإسلام في تشريح الموتى
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يتصدر مسلسل زينهم الترند ونسب المشاهدة خلال الفترة الأخيرة، وتدور أحداثه داخل المشرحة وثلاجات الموتى عن الطبيب الشرعي زينهم "أحمد داود" ومساعدة الدكتور جيمي "كريم قاسم" لحل القضايا الجنائية، وهنا نواجه تساؤل ضروري، بينما كرم الإسلام الإنسان حيًا وميتًا، فقال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، وقال رسوله الكريم: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا)، فما حكم وضوابط تشريح الموتى في الفقه الإسلامي؟
ما المقصود بالتشريح
التشريح لغة هو قطع اللحم عن العظم، وتعريفه اصطلاحًا -أي ما أتفق عليه العلماء- هو علم يبحث في أعضاء الإنسان للمعرفة ورؤية كمال صنع الله والوقوف على أسباب الأمراض والوصول لسبل التداوي، يستخدم التشريح في حل القضايا الجنائية والوصول للجاني في العصر الحديث.
حكم تشريح جسد الإنسان
أجابت دار الإفتاء في فتوى برقم 4732 عن حكم التشريح بعد الوفاة لأجل الطب الشرعي أو ضرورة التعلم في كليات الطب بأنه جائز شرعًا إذا تم في نطاق الشروط الشرعية وهي:
الضرورة القصوى:
يجيز الشرع في نطاق الضورة القصوى بعض الأشياء التي تصب في مصلحة الإنسان وحمايته، فقالت دار الإفتاء أن جواز التشريح بشرط ما يحدده الأطباء الثقات للضرورة على سبيل المثال إذا كانت جثه واحدة تكفي لتحقيق غرض التعلم يحرم التعدي إلى جثة أخرى، ويتأتى هذا للقاعدة الشرعية "الضرورات تبيح المحظورات"
موتًا شرعيًّا:
وأكدت دار الإفتاء أن يكون المتوفي قد مات موتًا شرعية-المفارقة التامة للحياة-، إذ لا يعتبر الموت الإكلينيكي موتًا شرعًا.
التلاعب بالأعضاء:
وحذرت دار الإفتاء من التلاعب ببدن الإنسان المكرم وهذا عن طريق مراعاة الإجراءات المنظِّمة للتشريح طبيًّا، فلا يتحول جسد المسلم إلى قطع غيار تباع وتشترى، وإنما لضرورة التعاون على البر والتقوى وتخفيف آلام البشر، وبصورة تليق بكرانة الإنسان ، وأن يكونَ ذلك في ظروف تليق بالكرامة الإنسانية
يقول الله في محكم كتابه{وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}، واثبت الواقع أن تحقيق العدل تتطلب في بعض القضايا تدخل طبي لكشف ملابسات الجريمة، فيكون للطب الشرعي الدور الرئيسي في الكشف عن أسباب الوفاة، ومعرفة الفاعل.
وتؤكد دار الإفتاء على هذا حيث أفادت في فتوى أخرى برقم 4732 على موقعها الرسمي أن الشريعة تجيز التشريح لضرورة المحافظة على الصحة العامة، أو على الأمن العام في حوادث الجنايات، بتشريح جثة لبحثها علميًّا وللاستفادة بذلك في الصحة العامة.
وتابعت الإفتاء أنه يمكن أخذ عضو من الجثة كذلك، وقد يكون واجبًا بناءً على الشروط والضوابط، ولموافقته لأغراض الشريعة؛ من ارتكاب الضرر الخاص بدفع الضرر العام، وارتكاب الضرر الأخف لاتقاء الضرر الأشد، ولموافقته لما ذكر الفقهاء من الفروع، ولا يمنع من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم لِحَفَّارٍ وَجَدَ عَظْمَ مَيِّتٍ فَكَسَرَهُ: «كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا» رواه أبو داود في "سننه"؛ لأن ذلك لم يكن لمصلحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مسلسل زينهم تشريح دار الافتاء أحمد داود كريم قاسم الطب الشرعى القضايا الجنائية دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
شيخ الإسلام في تايلاند: الأمن الفكري يمثِّل الركيزة الأساسية لحماية المجتمعات من التفكك
أكد شيخ الإسلام في مملكة تايلاند، الشيخ أرون بون شوم، أن الفتوى ليست مجرد بيان لحكم شرعي، بل هي أداة استراتيجية تُسهم في حماية المجتمعات من الانحراف الفكري والأفكار المتطرفة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية، المنعقدة تحت عنوان: "دَور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري"، في قاعة مؤتمرات الأزهر الشريف بمدينة نصر – القاهرة.
وفي كلمته أعرب الشيخ الإسلام في تايلاند عن شكره لجمهورية مصر العربية ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم على تنظيم هذه الندوة الهامة، والتي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للفتوى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية. وقال: "إن مصر كانت -ولا تزال- منارةً للعالم الإسلامي، تحمل مشاعل الوسطية والتسامح وتنشر النور المحمدي إلى مختلف بقاع الأرض."
وأشار شيخ الإسلام في تايلاند إلى أن الأمن الفكري يمثل الركيزة الأساسية لحماية المجتمعات من التفكك، مشددًا على ضرورة الاهتمام به بجوار الجوانب الأخرى من الأمن، مثل: الأمن الغذائي والصحي والصناعي.
وأضاف: "تحقيق الأمن الفكري يتطلب تعاونًا مشتركًا بين المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية، بالإضافة إلى تعزيز التعليم الصحيح والوعي الإعلامي الذي يواجه الفكر المتطرف والمحتويات الضارة."
وتحدث شيخ الإسلام عن تجربة مملكة تايلاند في تعزيز الأمن الفكري، حيث أوضح أن مجلس شيخ الإسلام، باعتباره الهيئة العليا للإفتاء في البلاد، يعمل على إصدار الفتاوى الشرعية التي تساعد المسلمين، وهم أقلية في تايلاند، على التعايش بسلام في مجتمع متعدد الديانات.
وأضاف: "قمنا بإنشاء مركز الوسطية للسلام والتنمية لنشر قيم الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي، مع التركيز على تعزيز المواطنة الصالحة والوعي الفكري."
وأشار الشيخ أرون بون شوم إلى التحديات التي تواجه العمل الإفتائي، من بينها انتشار الفتاوى العشوائية وغير المتخصصة التي تؤثر سلبًا على الأمن الفكري، بالإضافة إلى الأفكار الإلحادية واللادينية التي تهدِّد استقرار المجتمعات.
واختتم شيخ الإسلام في تايلاند كلمته بتوجيه الشكر لجمهورية مصر العربية، قيادةً وشعبًا، ولدار الإفتاء المصرية على الدعوة الكريمة للمشاركة في هذه الندوة، قائلًا: "نسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على هذه الندوة، وأن يعيننا جميعًا على مواجهة التحديات الفكرية التي تواجه أمَّتنا الإسلامية."
جدير بالذكر أنَّ الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية تعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتنظمها دار الإفتاء المصرية بالتعاون مع الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في الفترة من 15 إلى 16 ديسمبر 2024. وتناقش الندوة دور الفتوى في مواجهة التحديات الفكرية وتحقيق الأمن الفكري، بحضور نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم وعلماء وأساتذة الأزهر الشريف.