جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-10@16:22:24 GMT

القرية العالقة 12

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

القرية العالقة 12

بقلم / حمد الناصري
 

 عَلم المسؤول أنّ نفرٌ من رجال رفضوا المشروع وتجمهروا أمام موقع الإدارة التنفيذية للمشروع.

انطلق المسؤول مُسرعاً إلى حيث اجتمع الناس وتحدّث إليهم بلغة ليّنة:

 ـ إنّي أحدثكم بأن رفضكم فيه كثير من التجاوز  ، ولا أرى ما تفعلونه مُقنعاً، ولا أريد أنْ يحدث هذا في قريتكم. ومال برأسه إلى أحمد الجبل وسَرّه بكلام خافت:

 ـ صدّقني هذا لن يُغيّر شيئاً ، فخدمة المُجتمع ، في ما ينفعهم .

؛ نحن أن  تكون ذو مقام كبير في القرية وتكون محلّ ثقتنا  وأنت بين أهلك وناسك.؛ وهذا المشروع الكبير من أجل خدمة القرية وأهلها ،  بكلّ ما يحمله من تفاصيل.

 وقفتكم معنا سيذكرها التاريخ ، ولنْ تُمّحى من ذاكرة الأجيال ، أبيك صنع جميلاً للقرية لكن أعداؤها ، ظنوا بأن مجد القرية في مُعارضة المشروع. وهذا لن يكون.؛

   اسمع يا ـ أحمد ـ بُلهاء القوم قد ظنوا أننا نحسدهم على قريتهم وأننا نريد بهم شراً وكيداً ، حاولنا بكل ما أؤتِينا من عقل أن نُبصّرهم لكنهم يرفضون بحمق ولا يُصدّقون ما نقول. فالواقع يا أحمد ، هو ما تراه العيون ، وسعادة الناس فيما ندافع عنه بأفكارنا ونحن به مُقتنعون.؛

 قال أحمد مُحدثاً نفسه :

ـ إذا كان المشروع مُجدياً فلماذا أخالفهم؟ أيعقل أن أعارض مشروعاً ضخماً له علاقة بالمجتمع وذا فائدة للقرية؟ ثم أنّ أبي لم يكن يُعارض المشروع وإنما عارض نقل أهل القرية من قريتهم.؟ سحب نفساً عميقاً وهزّ رأسه ، ورفّت أهداب عينيه وانتضبت عيناه.. استشعر صوت خاله حمود يأتيه ثقيلاً .. المشروع الساحلي له مَفاسد وضرر لأبناء القرية.؟ أخبرني ما هيَ تلك الفوائد التي سنجنيها من مُعارضتنا للمشروع لو كان خيراً للقرية وأهلها.؟ وما هو مُستقبل القرية في المشروع الساحلي .؟

ليس لي جواباً غير هذا .. المَمر العميق وقرى الساحل. القرية العالقة. ثلاثة ورابعهنّ المجتمع ،  جميع أؤلئك قضيّة واحدة .. والخامسة البَلْدات الساحلية، تاريخاً وحضارة جميعهنّ امتداد طبيعي للقرية .. والبحر العميق كنز لم يطّلع عليه أحد.؛

يومئذٍ تحدّث أبيك بقوة شامخة .. قرية البحر والمَمر العميق والجبل الاعلى والقرية العالقة والبَلدات الساحلية خط أحمر .؛ ونحن مُستعدون لمواجهة تهديدهم بعزمنا وإنّا على ذهابِ مَكرهم لقادرون .؛ ولن نسمح بتقطيع القرية او تجزئتها، ولن نرضخ للغُرباء ما حيينا .؛

كان أهل قريتنا رجال عقيدة ، لم يتخلّوا عنها ،  رجال صدقوا فانتصروا وأخلصوا لأهلهم وكانوا سنداً حقيقياً للقرية.؟ 

رفع بصره ومدّهُ في عين المسؤول وتقدم خُطوة منه :

ـ  أنا ابن رجل دافع عن القرية ، وكانت رسالة أبي التاريخية ، عدم إلحاق الضرر بالقرية.؛ وقد اشتق جبلها الاصمّ من اسْمها .؛ وكُنيته إبن البحر.؛ وقد عُرف بحرنا الكبير بأنه امتداد للبحار العميقة وبحر الظلمات .. ويُلقب جدي بالبحار العظيم ، ذلك البحار كان خطراً كبيراً على تجارة الغُرباء في بحرنا الكبير شرقاً وغرباً .. ولستُ بغريب عليكم ،  فأمي خديجة بنت الأسعد ، عُرفت ببنت الراس. نسبة إلى قرية الراس بالجبل الاعلى.

تراءتْ أمام عينه، بُيوتُ قديمة، أمكنةُ رائعةٌ، خلاّبة، انتفختْ وجنتاه وبانَ صدره وقد مُلئ غيضاً وكراهية.. وهزّ رأسه :

ـ لا يُمكنني فِعْل ذلك ، للأسباب التي سَمعتموها ، لن أتعاون معكم .. تُراب القرية وبحرها وجبالها ومن عليها ، خط أحمر.؛

ردّ المسؤول هامساً لـ أحمد:

ـ انتظر يا أحمد لا تتسرع، لا نُريد منك خيانة القرية ، ولا نريد عرقلة أهلها فرأي الناس تجاه المشروع مُهم لنا ، لكنا ننظر إلى منافع قادمة لهم .. نحن نُريدك أنْ تقنعهم بأنّ ما نفعله لأجلهم، وأنّا نهتمّ بما ينفع القرية وساكنيها .؛ فالمشروع كبير، يخدم القرية والبَلدات الساحلية كافة.؛ وأذكرك بأنّ نصيبك سيكون كبيرا.؛

  وقف المسؤول مَشْدوهاً وهو يرى تغييراً في فكر أحمد ومدهوشاً من الردّ الصادم وأخذ يُفنّد له الاسباب ومقاصد المشروع ثم اردف:

 

ـ ما رأيك ، أن تقول لهم ، البحر والجبل لنا والزرع والارض لكم ، إنها قسمة عادلة .. أليس كذلك.؛

تخايل أحمد مَشهد الجرّافة وهي تزلزل الأرض أمام عينيه رجفت أفكاره وارتعب جسده واهتز .. وأردف بسخط وغضب :

ـ التاريخ لن يرحمنا إنْ سكَتْنا ، وقرية البحر العالقة تُفتدى بدماء العِزة والكرامة.؛

              يتبع 13

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

دراسة تحذر من غرق مدينة الإسكندرية في مصر

#سواليف

حذرت #دراسة_علمية حديثة من أن #التغير_المناخي الذي يشهده العالم إذا استمر على حاله، فإنه سوف يؤدي إلى #إغراق #مدينة_الإسكندرية الساحلية المصرية، وفق ما أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

ومنذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر وحتى ولادة كليوباترا، كانت هذه المدينة القديمة موقعا لبعض أهم لحظات التاريخ، لكن العلماء يحذرون الآن من أن الإسكندرية تغرق في البحر بفضل ارتفاع منسوب مياه البحر.

وأظهرت الدراسة الجديدة أن المدينة الساحلية التي يبلغ عمرها 2300 عام تشهد “ارتفاعا كبيرا” في انهيارات المباني.

مقالات ذات صلة للمرة الأولى.. سكوتر إسعافي لزوار المسجد النبوي 2025/03/09

ويحذر الباحثون من أن المدينة “التي كانت ذات يوم موطنا لعجائب العالم القديم، مكتبة الإسكندرية العظيمة ومنارة الإسكندرية تختفي الآن تدريجيا”.

وفي العقد الماضي وحده، تسارع معدل الانهيارات من انهيار واحد في السنة إلى 40 انهيارا “مثيرا للقلق” في السنة مع زحف المياه المالحة إلى أسفل أساسات المدينة، وفق الدراسة.

وعلى مدار العشرين عاما الماضية، دمر 280 مبنى بسبب تآكل السواحل، وهناك 7000 مبنى آخر معرض لخطر الانهيار في المستقبل.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة سارة فؤاد، وهي مهندسة معمارية للمناظر الطبيعية في الجامعة التقنية في ميونيخ: “لقرون من الزمان، كانت هياكل الإسكندرية بمثابة عجائب من الهندسة المرنة، وتحمل الزلازل والعواصف والتسونامي وغير ذلك”.

وأضافت “لكن الآن، تعمل البحار المرتفعة والعواصف الشديدة التي تغذيها تغير المناخ على إبطال ما استغرق آلاف السنين من الإبداع البشري لإنشائه في غضون عقود”.

وأسس المدينة الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد، وكانت الإسكندرية ذات يوم أكبر مدينة على وجه الأرض وكانت واحدة من أهم المواقع في العالم القديم، وفق ما أفادت الدراسة.

وتعرف المدينة باسم “عروس البحر الأبيض المتوسط”، وقد جعل موقعها على الساحل منها مركزا مهما للتجارة والشحن يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.

ومع ذلك، فإن القرب من المياه التي جعلت المدينة مزدهرة ذات يوم يهدد الآن بتدميرها مع زحف البحر بسرعة.

ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب تراكم الغازات المسببة للانحباس الحراري في الغلاف الجوي، ترتفع درجة حرارة المحيط المتوسطة.

ومع ارتفاع درجة حرارة الماء، يتمدد أيضا، جنبا إلى جنب مع المياه العذبة المضافة من الصفائح الجليدية التي تذوب بسرعة، مما يدفع مستوى سطح البحر العالمي إلى الارتفاع.

ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، ارتفع مستوى سطح البحر العالمي بين 20 و23 سنتيمترا منذ عام 1880، مع 10 سم من هذا الارتفاع منذ عام 1993 وحده.

وتوقعت دراسة حديثة أجرتها جامعة “نانيانغ” للتكنولوجيا في سنغافورة أن يرتفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار “مذهل” يبلغ 6.2 قدم (1.9 متر) بحلول عام 2100 إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الزيادة.

وجمع الباحثون بين صور الأقمار الصناعية والخرائط التاريخية لمعرفة مدى سرعة اختفاء ساحل المدينة منذ ثمانينيات القرن التاسع عشر.

وأظهر هذا أن ساحل الإسكندرية تحرك إلى الداخل بعشرات الأمتار على مدى العقود القليلة الماضية، مع تراجع بعض المناطق بمقدار 3.6 متر سنويا.

وقال الدكتور عصام حجي، أحد مؤلفي الدراسة وعالم المياه في جامعة جنوب كاليفورنيا: “نحن نشهد الاختفاء التدريجي للمدن الساحلية التاريخية، والإسكندرية تدق ناقوس الخطر، وما بدا ذات يوم وكأنه مخاطر مناخية بعيدة أصبح الآن حقيقة واقعة”.

ولكن ارتفاع مستوى سطح البحر لا يحتاج إلى أن يكون دراماتيكيا حتى تكون له عواقب وخيمة.

وأضاف حجي، “دراستنا تتحدى الاعتقاد الخاطئ الشائع بأننا لن نحتاج إلى القلق إلا عندما يرتفع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد”.

وإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار بضعة سنتيمترات فقط يزيد من خطر الفيضانات، والأهم من ذلك، أنه يسمح للمياه المالحة بالتغلغل بشكل أكبر في المدن الساحلية.

ومع ارتفاع مستوى المياه الجوفية، فإنها تتلامس مع أسس المباني، ويؤدي تسرب المياه المالحة الناتج عن ذلك إلى تقويض الهياكل قبل فترة طويلة من ملامستها المباشرة للبحر.

وأخذ الباحثون عينات من التربة حول المدينة للنظر في “البصمة الكيميائية” المرتبطة بتسرب المياه المالحة.

وقال البروفيسور إبراهيم صالح، المؤلف المشارك، عالم التربة من جامعة الإسكندرية: “كشف تحليل النظائر لدينا أن المباني تنهار من الأسفل إلى الأعلى، حيث يؤدي تسرب مياه البحر إلى تآكل الأساسات وإضعاف التربة”.

وأضاف “إن ما يتأثر ليس المباني نفسها، بل الأرض التي تقع تحتها”.

وقد أدى هذا إلى انهيار مئات المباني الواقعة على بعد كيلومتر واحد من الساحل.

ومن المثير للقلق أن الباحثين يشيرون إلى أن هذه المشاكل ليست فريدة من نوعها في الإسكندرية، بل قد تؤثر على المدن الساحلية في جميع أنحاء العالم.

مقالات مشابهة

  • نيجيرفان بارزاني يبحث مع الكاظمي حوار أربيل وبغداد لحل المشاكل العالقة
  • قصة الوادي الصغير (25)
  • تفاصيل اجتماع "متوتر" بين وزير إسرائيلي ومسؤول مصري
  • المسؤول الأمني في الساحل السوري: العمليات التي نفذها فلول النظام المخلوع جاءت بدعم إيراني
  • «هبة في محلها» توفر 100 ألف منتج بـ 10 ملايين درهم
  • أزمة الغاز في عدن تدخل أسبوعها الثالث.. من المسؤول؟
  • أشباح مخيفة تطارد السكان.. ماذا يحدث فى هذه القرية؟
  • سيامة كاهنين و6 دياكونيين لكنيسة العذراء بسوهاج و3 دياكونيين آخرين لخدمة القرية
  • دراسة تحذر من غرق مدينة الإسكندرية في مصر
  • عاجل | المسؤول الأمني بمنطقة الساحل السوري ساجد لله الديك للجزيرة: اعتقلنا أشخاصا مهمين من فلول النظام في جبلة