«COP28».. اتفاقية لبناء مزرعة ضخمة وزراعة ملياري نبتة كل عام في دبي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
دبي - الخليج
وقع وادي تكنولوجيا الغذاء اتفاقية مع ReFarm لبدء بناء مزرعة ضخمة على مساحة تربو على 900,000 قدم مربعة، وذلك على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28). وستكون هذه المزرعة المبتكرة القائمة على مبدأ تحويل النفايات إلى قيمة، قادرة على إعادة تدوير أكثر من 50 ألف طن من نفايات الطعام، وزراعة ملياري نبتة كل عام.
ومن المقرر أن تبدأ عمليات بناء هذه المزرعة في منتصف عام 2024 في وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي، الذي يعد مشروع تطوير رئيسياً أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتقوده شركة وصل للعقارات المطور العقاري الرائد في دبي. وقامت ReFarm بإشراك البنك الرئيسي الذي تتعامل معه لترتيب دعم هذا المشروع من هيئة تمويل الصادرات التابعة لوزارة الأعمال والتجارة في الحكومة البريطانية.
وفي سابقة عالمية، سيتم تجميع ست تقنيات تكميلية في موقع وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي في إطار بناء نظام دائري مغلق لتحويل النفايات إلى قيمة، ما سيقود إلى إنشاء منظومة بيئية قائمة بذاتها مصممة لتحقيق أقصى قدر من كفاءة الموارد، ومنع أي هدر عبر تحويله بعيداً عن مكب النفايات.
وسيدعم الموقع المقرر إنشاؤه، والذي سيكون قادراً على استيعاب زراعة أكثر من 3 ملايين كيلوجرام من المنتجات سنوياً، توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى إزالة الكربون من عملية إنتاج الغذاء، حيث سيحل إنتاج هذا المشروع محل ما يصل إلى 1٪ من واردات المنتجات الطازجة في الدولة. ومن المقرر أن تبدأ عمليات بناء هذه المزرعة في منتصف عام 2024، مع توقعات بوصولها إلى كامل طاقتها التشغيلية بحلول عام 2026.
وسيتم إعادة تدوير مخلفات الطعام في الموقع بواسطة يرقات ذبابة الجندي الأسود، وسيتم استخدام المنتجات الثانوية بما في ذلك السماد العضوي الناتج في الزراعات التقليدية، وكأعلاف حيوانية لتحل محل طعام السمك غير المستدام، وسيتم استخدام نفايات زيت الصويا والمياه في أبراج الزراعة العمودية. وستعمل التقنيات الموجودة في الموقع أيضاً على استعادة ما يصل إلى 90% من كبريتات الأمونيا من مياه الصرف الصحي ليتم استخدامها في الأسمدة النباتية، ولإنتاج بوليمرات عضوية قابلة للتحلل مصممة لإطلاق الماء والمواد المغذية تدريجياً للمحاصيل في المناطق القاحلة.
من جانبه، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة: «تركز استراتيجية النمو الاقتصادي في الإمارات بقوة على التنويع والاستدامة، الأمر الذي يقتضي تطوير معارف وقدرات جديدة في الصناعات التي تتمتع بتأثير كبير. وتعد إعادة النظر في أنظمة إنتاج الغذاء أولوية قصوى بالنسبة لنا، ومن هنا، فإن قرار ReFarm ببناء منشأة في وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي يمثل خطوة مهمة لتطوير قطاع زراعي متقدم تقنياً ومنخفض الكربون. كما أن مهمة ReFarm المتمثلة في جعل الزراعة عملية مستقلة ومكتفية ذاتياً ومستدامة، تتماشى إلى حد كبير مع هدفنا المتمثل في استخدام تقنيات مبتكرة لتلبية احتياجاتنا الغذائية».
بدوره، قال هشام عبدالله القاسم، الرئيس التنفيذي لمجموعة وصل: «تمتلك الإمارات الطموح والرؤية لقيادة الحوار بشأن الأمن الغذائي، واتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء مجتمعات مرنة. ويعكس هذا المشروع نهجنا الاستباقي في التعامل مع التحدي الكبير المتمثل في انعدام الأمن الغذائي الذي يواجه العالم، كما أنه يعد واحداً من العديد من المشاريع التحويلية التي من المقرر أن تكون جزءاً من وادي تكنولوجيا الغذاء، والتي سيكون لها تأثير كبير في الأمن الغذائي في الإمارات؛ إذ ستسهم في تعزيز استخدام مواردنا الثمينة، وإزالة الكربون من سلسلة الإمداد الغذائي. ونحن نتطلع قدماً إلى العمل مع شركائنا لتحقيق النجاح المنشود».
وأضاف سعيد المري، رئيس مجلس إدارة إس إس كيه إنتربرايز: «يسهم نهجنا الدائري في تحقيق طموحات أوسع للأمن الغذائي وتجديد المناظر الطبيعية، باستخدام أبراج زراعة عمودية قادرة على زراعة أكثر من 250 نوعاً مختلفاً من النباتات والشتلات والغراس، بدءاً من الورقيات والأعشاب، وصولاً إلى المحاصيل المثمرة وشتلات الأشجار، بما في ذلك الأنواع المحلية مثل الغاف والمورينجا وحتى أشجار المانغروف. وعلاوة على ذلك، لن تكون هناك حاجة إلى توصيل أنابيب ري أو مياه جوفية لزراعة المنتجات الطازجة، حيث سيتم استرداد المياه بصفتها منتجاً ثانوياً من تقنية تحويل النفايات العضوية إلى قيمة واستخدامها في المزرعة العمودية التي تتميز بكفاءة استخدام المياه بنسبة تصل إلى 98٪ مقارنة بالزراعة التقليدية».
من جانبه، قال أوليفر كريستوف، الرئيس التنفيذي لشركة كريستوف جلوبال إمباكت: «إن ما تم تحقيقه على مدار الـ 36 شهراً الماضية في دولة الإمارات العربية المتحدة يعد تغييراً جذرياً في صناعة الأغذية المستدامة. ومن أهم عوامل نجاح هذه الجهود هو العقلية المنفتحة والرؤية الحكيمة للقيادة الإماراتية بشأن التقنيات المستقبلية الواعدة، وتركيزها القوي على التدوير، ما سمح لنا بحشد دعم أطراف مختلفة، بما في ذلك أصحاب مصلحة محليين، إلى جانب تقنياتنا الرائدة، لجعل هذا المشروع مشروعاً جذاباً للمستثمرين المحليين والمؤسسيين، فضلاً عن قدرته على توفير كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون».
بدوره، قال ديفيد فاركوهار، الرئيس التنفيذي لشركة إنتلجنت جروث سوليوشنز: «إن هذا الإعلان اليوم ليس مجرد إعلان آخر بشأن خطط بناء مزرعة عمودية واسعة النطاق، وإن كانت بمساحة متنامية تزيد على 87 ألف متر مربع؛ بل أكثر من ذلك بكثير. ويستند هذا الموقع إلى مفهوم الزراعة العمودية باعتباره مجرد لبنة بناء واحدة في نظام يجمع العديد من التقنيات معاً لحل تحديات متعددة في وقت واحد، وكل ذلك في واحدة من أكثر البيئات قسوة على هذا الكوكب. ونحن سعداء جداً باختيارنا من قبل علامة ReFarm شريك تكنولوجيا المزرعة العمودية لهذا المشروع الضخم في إطار جهودها لاستعادة التوازن البيئي، وضمان تبني دولة الإمارات لنهج مبتكر للتصدي لقضية الأمن الغذائي. ويعد هذا المشروع خطوة مهمة للغاية بالنسبة لنا، ونحن واثقون تماماً من أن هذا النموذج المبتكر سيتم استنساخه وتطبيقه في العديد من المناطق حول العالم».
وقال اللورد ريتشارد بينيون، وزير الدولة للمناخ والبيئة والطاقة في المملكة المتحدة: «إن التكنولوجيا الزراعية والابتكار هما المفتاح لبناء قطاع زراعي مرن ومزدهر ومستدام، يوفر الغذاء للجميع في مختلف أنحاء العالم إلى جانب تقليل النفايات. ومن الرائع جداً أن نرى شركة بريطانية تنشر تكنولوجيا الزراعة العمودية على هذا النطاق الواسع. وأنا آمل أن تستمر هذه الشراكة بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة في بناء طموحاتنا المشتركة للأمن الغذائي العالمي».
وأردف أوليفر كريستيان، المفوض التجاري لملك بريطانيا لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان، والقنصل العام البريطاني لدى دبي: «تفتخر حكومة المملكة المتحدة بدعم شركات مثل إنتلجنت جروث سوليوشنز، التي تجمع بين الابتكار التكنولوجي والاستدامة لتحقيق أمن غذائي خالٍٍ من الكربون. وستؤدي مساهمة هذه الشركة في مشروع ReFarm إلى تسجيل صادرات كبيرة عالية القيمة من المملكة المتحدة، ستقود بدورها إلى تقديم طلب للحصول على دعم مالي من الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات. وتتمثل مهمة هذه الهيئة في تعزيز الرخاء والتقديم من خلال ضمان عدم فشل صادرات المملكة المتحدة بسبب وجود نقص في التمويل أو التأمين، وتحقيق ذلك بشكل مستدام ودون أي كلفة صافية على دافعي الضرائب».
ويأتي إعلان ReFarm وإنتلجنت جروث سوليوشنز هذه الشراكة الرائدة من منشأتهما التجريبية في دبي احتفاء بانعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28). ويضم الموقع نسخاً صناعية طبق الأصل لخمسة من التقنيات الست التكميلية التي سيتم جمعها معاً في وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي، كما تم تزويد المطبخ السحابي لمطعم كيتوبي بمنتجات طازجة تمت زراعتها في أبراج الزراعة العمودية.
وكان محمد بلوط، الرئيس التنفيذي لشركة كيتوبي، قد سلّط الضوء على أهمية هذه الشراكة المستدامة، قائلاً: «بما أننا أول شركة أغذية تنضم إلى هذه المبادرة الرائدة، تفخر كيتوبي بكونها جزءاً من تعاون قوي يعكس التزامنا الراسخ بالحلول المستدامة الرائدة في مجال صناعة الأغذية. ويمثل مشروع المزرعة الضخمة هذه علامة فارقة في التزامنا بقيادة التغيير الإيجابي وتعزيز الأثر البيئي».
وتم إنشاء ReFarm من قبل شركة إس إس كيه إنتربرايز (SSK Enterprise) ومقرها الإمارات العربية المتحدة، بالشراكة مع شركة كريستوف جلوبال إمباكت (Christof Global Impact) كمجموعة شركات تركز على المشاريع ذات التقنيات الدائرية والنظيفة. وتعتمد هذه العلامة التجارية على تكنولوجيا الزراعة العمودية التي تطورها شركة إنتلجنت جروث سوليوشنز (Intelligent Growth Solutions) المورد الرائد لتكنولوجيا البنية التحتية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات كوب 28 الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة الرئیس التنفیذی المملکة المتحدة الأمن الغذائی دولة الإمارات هذا المشروع أکثر من
إقرأ أيضاً:
انخفاض انتشار «البارثنيوم» في محافظة ظفار .. وجهود المكافحة تثبت فعاليتها
أوضحت اللجنة التوجيهية لمكافحة نبتة البارثنيوم في محافظة ظفار أن نبتة البارثنيوم كانت كثافتها تتراوح بين 80 إلى 120 نبتة بالغة في المتر المربع الواحد وقد انخفض هذا الرقم بعد المكافحة إلى أقل من 20 نبتة بالغة في المتر المربع الواحد مما يدل على انخفاض بنك بذور نبتة البارثنيوم.
وكانت اللجنة قد قامت ضمن مراحل حملتها لمكافحة البارثنيوم بنثر أكثر من 3 ملايين كرة بذور، بالإضافة إلى 40 مليار بذرة من الأعشاب الرعوية وأكثر من 68 مليون بذرة من الأشجار المحلية البرية وشملت الحملة ولايات (صلالة، مرباط، طاقة، رخيوت، وضلكوت).
وتهدف الحملة إلى مكافحة نبتة البارثنيوم في المحافظة، وتعزيز قوة الأنظمة البيئية بالنباتات البرية، بالإضافة إلى رفع الحمولة الرعوية للمراعي الطبيعية، والمساهمة في مكافحة التصحر وانتشار نبتة البارثنيوم.
وتعتمد اللجنة أساليب متعددة لمكافحة هذه النبتة الغازية وتتمثل هذه الأساليب في القلع والقطع والحرق الموجه، إلى جانب المكافحة الكيميائية التجريبية التي بدأت هذا العام، محققةً انخفاضًا ملموسًا في انتشار هذا النبات في عدة مناطق، كما تم نثر ملايين البذور لتعزيز التنوع النباتي واستدامة الغطاء الأخضر، وتساعد عملية نثر كرات البذور في تغذية البذور وحمايتها، وتحسين عملية الإنبات، فضلا عن سهولة استخدامها، وتقليل التنافس بين النباتات، وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة.
وأوضحت أن 70 % من المكافحة تتم بالقطع خاصة في البؤر الكبيرة بعد فصل الخريف و30 % من عمليات المكافحة تتم بالقلع أثناء فصل الخريف، كما تتم المكافحة بطريقة الحرق باللهب في مواقع مختارة حسب الحاجة، أما المكافحة الكيميائية التجريبية فقد بدأت في سبتمبر 2024 في البؤر شديدة الكثافة، حيث تستهدف 50 بؤرة في مناطق مختلفة من المحافظة وعلى أكتاف الطرق.
وقد أظهرت هذه الطرق في المكافحة فعالية في التخفيف من بنك بذور البارثنيوم وكثافته حيث أثبتت النتائج انخفاض نمو نبتة البارثنيوم في مناطق جبجات ومدينة الحق في ولاية طاقة بنسبة 50 إلى 80 في المائة وانخفاضها في منطقة أمبروف بولاية رخيوت بنسبة 80 في المائة وفي منطقة حفوف بولاية ضلكوت بنسبة 70 في المائة وبنسبة انخفاض من 50 إلى 80 في المائة في المناطق الجبلية ألسان وزيك وحجيف وقيرون حيرتي بولاية صلالة وبنسبة 30 إلى 70 في المائة في المنطقة الجبلية ما بين عقبة حشير وطوي أعتير بولاية مرباط.