نفت مصادر مقربة من وزارة الخارجية الروسية لـ"عربي21" الأنباء حول مباحثات متعددة الأطراف تقودها الإمارات بهدف إبعاد المليشيات الإيرانية عن الخط الفاصل في الجولان السوري المحتل، بهدف تحييد الجبهة السورية عن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وكان "تلفزيون سوريا" المعارض، قد تحدث نقلا عن مصادر دبلوماسية – لم يسمها - بأن المباحثات تهدف للعودة إلى بنود "اتفاق التسوية"، الذي رعته روسيا في صيف العام 2018 بين فصائل المعارضة في الجنوب السوري والنظام السوري.



وينص الاتفاق على إبعاد المليشيات الإيرانية عن حدود الجولان بعمق 85 كيلومترا، بضمانة روسيا.

وتابعت المصادر بأن الإمارات التي كانت طرفا في التسوية، تخوض مباحثات مع كل من النظام السوري وروسيا في محاولة للعودة لتفعيل بند إبعاد المليشيات الإيرانية عن هضبة الجولان، تفاديا لسيناريو استخدام "إسرائيل" الخيار العسكري، والتوغل في المنطقة الحدودية مع سوريا.


وتزامن ذلك، مع الزيارة "المفاجئة" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إلى الإمارات، في إطار جولة عربية تشمل المملكة العربية السعودية.

وقال مساعد الرئيس لشؤون السياسة الدولية يوري أوشاكوف، الثلاثاء، إن بوتين "يعول خلال زيارة العمل على إجراء محادثات مع قيادتي البلدين تتناول ملفات العلاقة الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية"، مؤكداً أن "بلاده تولي أهمية كبرى لجولة المحادثات".

من جانبه، شكك المستشار المقرب من وزارة الخارجية الروسية رامي الشاعر، في حديث خاص لـ"عربي21"، بدقة الأنباء عن محادثات متعددة الأطراف لإبعاد المليشيات الإيرانية عن الجولان المحتل.

وقال إن الإمارات لن ترضى القيام بهذا الدور، حتى لو طلبت "إسرائيل" منها ذلك، معتبرا أن "موقف الإمارات واضح بخصوص ضرورة عودة الجولان المحتل إلى السيادة السورية، وكذلك استعادة الحقوق الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية".

وحول هدف زيارة بوتين للإمارات، يقول الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الروسي رائد جبر، إن المحطة الرئيسية للزيارة هي الرياض، وهي مرتبطة بأكثر من قضية ثنائية منها العمل بتحالف "أوبك+"، والرؤية الروسية لما يجري من أحداث في الشرق الأوسط، بحيث أراد بوتين التنسيق مع السعودية والإمارات.

وفي السياق ذاته أشار إلى أن جولة بوتين تسبق بيوم واحد وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لموسكو، وقال: "ربما كان لدى بوتين أفكار تخص المنطقة، وأراد بوتين مناقشتها مع السعودية والإمارات، قبل طرحها على الرئيس الإيراني".


أما بخصوص الجنوب السوري وإبعاد المليشيات الإيرانية من الجولان، فإن المتحدث باسم "تجمع أحرار حوران" أيمن أبو نقطة فيستبعد إخلاء المنطقة، مرجعا ذلك في حديثه لـ"عربي21" إلى "استراتيجية" المنطقة بالنسبة للحسابات الإيرانية.

وقال أبو نقطة إن إيران لن تتنازل عن التمسك بوجودها في الجنوب السوري، لأن ذلك يعطيها ورقة مهمة للتفاوض، فضلا عن أن الجنوب السوري يشكل منصة للضغط على الدول العربية وتحديداً دول الخليج العربي، عبر موضوع تهريب المخدرات.

وبحسب مصادر سورية، فإن المليشيات الإيرانية تواصل الانتشار في الجنوب السوري بوتيرة متصاعدة منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وسط تجاهل روسي وعدم اعتراض منها على الانتشار الإيراني رغم تعارض ذلك مع بنود "اتفاق التسوية" في الجنوب السوري الذي رعته روسيا.

وشهد الجولان منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، سقوط صواريخ وقذائف مصدرها الأراضي السورية، ورد الاحتلال بقصف مواقع إطلاقها، وكذلك مواقع عسكرية لقوات النظام السوري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإمارات الإيرانية غزة روسيا الجولان المحتل إيران غزة روسيا الإمارات الجولان المحتل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الجنوب السوری

إقرأ أيضاً:

العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية

18 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تشهد السياسة الأمريكية تجاه إيران تحت إدارة الرئيس جو بايدن تطورات لافتة، حيث تتخذ الإدارة خطوات حاسمة لتعزيز الحصار الاقتصادي على طهران وضرب حلفاءها في اليمن.

وتأتي هذه الخطوات في إطار استراتيجية أوسع لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة بعد التقارير التي تفيد بتوسع إيران في استخدام “أسطول الظل” لنقل النفط والمنتجات البترولية بشكل غير قانوني إلى وجهات عديدة، بما في ذلك العراق.

وتمخضت التقارير الأخيرة عن تفاصيل جديدة حول “أسطول الظل” الإيراني، وهو مجموعة من السفن التي تعمل بشكل سري لنقل النفط الإيراني إلى أسواق عالمية عبر طرق ملتوية. وتشير تقديرات حديثة إلى أن إيران نجحت في تصدير ما يقارب 1.5 مليون برميل يومياً من النفط خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بالاعتماد على هذا الأسطول الذي يعمل خارج الرقابة الدولية.

وتشمل هذه العمليات واجهات عراقية، حيث يتم إعادة تصدير النفط الإيراني تحت غطاء عراقي.

ورداً على هذه التحركات، أعلنت الولايات المتحدة عن توسيع نطاق عقوباتها لتشمل ليس فقط السفن الإيرانية المعروفة، بل أيضاً شركات وشبكات نقل تدعم “أسطول الظل”. وجاء في بيان لوزارة الخزانة الأمريكية أن هذه الخطوات تهدف إلى قطع الطريق على إيران في تمويل أنشطتها الإقليمية، بما في ذلك دعم الجماعات المسلحة في العراق واليمن.

ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوات الأمريكية تعكس رؤية استراتيجية أوسع لمواجهة إيران، لكنها قد تزيد من حدة التوترات في المنطقة. ومن المتوقع أن تستمر إيران في البحث عن طرق جديدة لتفادي العقوبات، بينما ستواصل الولايات المتحدة تعزيز إجراءاتها لضمان فعالية الحصار الاقتصادي.

وفي هذا السياق، تبرز أهمية الدور العراقي كحلقة وصل بين طهران وواشنطن، حيث يمكن أن يكون العراق مسرحاً للتصعيد أو الحوار، حسب تطورات الأحداث.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • وقفة تضامنية مع غزة أمام نقابة الصحفيين المصرية.. أوقفوا التطبيع مع المحتل
  • السودان يطالب دعم عالم الجنوب ضد الإمارات في قضية الإبادة الجماعية
  • الصفدي: نقض المحتل الاتفاق كعادته ويجب ردعه لوقف عدوانه الغاشم على غزة
  • مجلس الأمن يعقد جلسة مشاورات بشأن الجولان الأربعاء
  • الأزهر الشريف يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة ويطالب بمحاسبة الكيان المحتل
  • سلطات العدو تفتح الملاجئ في مدن الكيان المحتل
  • القوات الحكومية تحبط هجمات حوثية في مأرب والجوف وتكبّد المليشيات خسائر فادحة
  • انهيار تاريخي للعملة الإيرانية: الدولار يتجاوز 10 ملايين تومان
  • بحضور كاره وأبوراس.. قادة المليشيات تجتمع بسوق الجمعة
  • العراق على خط النار بين التوترات الأمريكية الإيرانية