ضرب وإهانة وتعذيب.. صحيفة فرنسية تنقل شهادات مروّعة لأسرى محررين
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إن ظروف الاحتجاز في السجون الإسرائيلية تدهورت بشكل بالغ منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن أعلنت سلطات السجون أنه بموجب حالة الطوارئ فيها لن يسمح للسجناء الفلسطينيين بمغادرة الزنازين ولا بالزيارة وسيخضعون لعمليات تفتيش مفاجئة أكثر تواترا.
وقالت ربى عاصي (23 عاما) التي مكثت عامين في السجن، وأطلقت إسرائيل سراحها ضمن 240 أسيرا فلسطينيا في إطار تبادل للأسرى في الهدنة الأخيرة، إن سلطات السجون الإسرائيلية، منذ عملية طوفان الأقصى "أخذت كل شيء من المعتقلين الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن ظروف السجن تغيرت بشكل جذري.
وتقول منظمة العفو الدولية إن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو -تمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من مشاهدتها- على تعذيب وسوء معاملة المعتقلين الفلسطينيين الذين تعرضوا للضرب العنيف والإهانة وأجبروا على إبقاء رؤوسهم منخفضة، والركوع على الأرض عند نداء الأسماء والغناء للإسرائيليين في ظروف اعتقال مروعة".
وقال الناشط الفلسطيني رمزي عباسي (36 عاما) الذي يحظى بمتابعة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد إطلاق سراحه من سجن كيتزيوت في صحراء النقب المشهور بكونه الأشد قسوة "إنهم يضربوننا صباحا ومساء، حتى إن سجناء أصيبوا بكسور في أرجلهم أو أذرعهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولم يتلقوا أي علاج"، مضيفا أن هذا السجن "مقبرة للأحياء يعيش فيه النزلاء مهملين بلا طعام وبلا ملابس نظيفة".
انتقامولم ترغب سلطات السجن، التي اتصلت بها وكالة الصحافة الفرنسية عدة مرات، في التعليق على هذه الاتهامات، خاصة أن منظمة العفو الدولية تشير أيضا إلى صور تم توزيعها على نطاق واسع عبر الإنترنت تظهر "جنودا إسرائيليين يضربون ويهينون الفلسطينيين المحتجزين وهم معصوبو الأعين وعراة من ملابسهم ومعاصمهم مكبلة".
وحسب شهادة فلسطيني من القدس المحتلة جمعتها المنظمة، أُجبر المعتقلون على "الثناء على إسرائيل وإهانة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكن حتى عندما يفعل ذلك أحد السجناء كانوا يستمرون في ضربه"، وقد دان السجناء "انتقام" السلطات الإسرائيلية منهم في رسالة موجهة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعثها أحد المفرج عنهم مؤخرا.
وعادت مسألة السجناء التي تثير القلق في الأراضي المحتلة، إلى الواجهة مع احتجاز حماس أسرى إسرائيليين، وهي تكرر باستمرار أن هؤلاء سيتم استخدامهم كورقة مساومة من أجل "إفراغ" السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين.
ولكن نادي الأسير الفلسيطيني يذكر أن إسرائيل التي أطلقت 240 سجينا فلسطينيا مقابل 80 محتجزا إسرائيليا، قامت في الوقت نفسه بسجن مئات الفلسطينيين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر: هدم الأسوار أحد استراتيجيات تنظيم داعش لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي
قال مرصد الأزهر أنه رغم حالة الضعف التي يمر بها تنظيم داعش الإرهابي في وقتنا الحالي بسبب الهزائم التي تعرض لها وفقدانه كثيرًا من قادته بفاصل زمني قصير والملاحقات الأمنية لأفراده، فإن عملية تهريب نزلاء ينتمون للتنظيم من سجن "كوتوكالي" الذي يبعد 40 كيلومترًا من العاصمة "نيامي" بالنيجر، في يوليو المنصرم وما تلاها من عمليات مشابهة، يدل على قدرة التنظيم على القيام بعمليات نوعية ضمن إستراتيجية "هدم الأسوار"، والتي تعني "اقتحام السجون وتهريب عناصر التنظيم المحتجزة فيها" وهي واحدة من الأمور المهمة التي يعوّل عليها التنظيم.
وجاء هذا في إطار سلسة مقالات وحدة رصد اللغة التركية والتي تنشرها بعنوان "ما يعول عليه داعش مستقبلاً".
وتابع المرصد أنه بنظرة تاريخية فإن اقتحام داعش للسجون وتحرير عناصره الإرهابية ليست إستراتيجية جديدة عليه، بل قديمة أطلق عليها في خطابه الإعلامي اسم "هدم الأسوار". وقد ورث داعش هذه الإستراتيجية عن سلفه تنظيم القاعدة في العراق، إذ كان "الزرقاوي" يولي اهتمامًا كبيرًا لتحرير السجناء. وقد استمر هذا الاهتمام متصاعدًا عبر مراحل تطور مختلفة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من خطط التنظيم. ولا تكاد تخلو كلمة من كلمات متحدثيه الإعلاميين من الإشارة إلى أهمية اقتحام السجون. ويعود أول تطبيق عملي لإستراتيجية "هدم الأسوار" إلى عام 2004 بمحاولة "أبو أنس الشامي" استهداف سجن أبو غريب. ورغم أن هذه المحاولة لم تكلل بالنجاح المرجو للتنظيم، إلا أنها شكلت نقطة تحول في توجهاته.
وبالنظر إلى دوافع هدم الأسوار عند داعش فتتلخص في استعادة النفوذ وتعزيز المكانة، وذلك من خلال التعويل على الاقتحامات السابقة استلهام التنظيم من قدرته على تحرير أعداد كبيرة من عناصره القابعة في السجون، حيث يسعى التنظيم إلى تعويض الخسائر البشرية التي لحقت به في المعارك عن طريق تحرير العناصر المسجونة وضمها مرة أخرى. بناء القوة القتالية وإعادة الهيكلة.
كما يسعى التنظيم إلى تعزيز الصورة القتالية كقوة قادرة على حماية عناصره وتحرير المعتقل منهم، كما يهدف التنظيم بعلميات الاقتحام إلى إحراج التنظيمات المتطرفة الأخرى التي تتبع أساليب تفاوضية، وإظهار تفوقه عليها وتجنيد المزيد من الأنصارحيث يستخدم التنظيم قدرته على تحرير أتباعه من السجون والمعتقلات كأداة للترويج لأفكاره وجذب المزيد من الأنصار، لا سيما من عناصر التنظيمات الأخرى التي لا تسعى إلى تهريب عناصرها المسجونة.
ويستند داعش في إستراتيجية هدم الأسوار على جملة من الآليات، أهمها التنقيب عن نقاط الضعف وتكوين خلايا نائمة داخل السجون واستغلال التكنولوجيا الحديثة والتحريض وخطابات الكراهية حيث يستخدم داعش وسائل الإعلام غير التقليدي لنشر الدعاية وتوجيه رسائل تحريضية لعناصره داخل السجون، بهدف تشجيعهم على الهروب.
وتأسيسًا على ما سبق، تطرح هذه الإستراتيجية الداعشية كثيرًا من التحديات أمام الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب منها تعقيد المشهد الأمني، حيث تزيد عمليات اقتحام السجون من تعقيد المشهد الأمني، وتصعّب تتبع تحركات عناصر التنظيم وتوقيفهم. وزيادة خطر الهجمات الإرهابية حيث يزيد نجاح عمليات تهريب المسجونين من خطر تعرض الدول والمجتمعات لهجمات إرهابية جديدة وصعوبة إعادة تأهيل السجناء المحررين
وختامًا يؤكد المرصد أن اقتحام السجون بالنسبة لداعش ليس مجرد عملية إنقاذ أو تحرير لبعض عناصره، بل هو جزء من إستراتيجية تهدف لاستعادة النفوذ والتوسع الجغرافي وتعزيز مكانة التنظيم على الخريطة الأمنية في العالم. وتتسم هذه الإستراتيجية بارتفاع درجة خطورتها، نظرًا لارتباطها بعناصر إرهابية مدربة، وتخطيط مسبق، ووجود دوافع انتقامية، ما قد يشكل تهديدًا مستقبليًّا للأمن والاستقرار.