عقيدة الضاحية.. هكذا تكرس إسرائيل تكتيك القوة الغاشمة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قال أستاذ في جامعة "برادفورد" البريطانية، إن الحدة الهائلة أو ما يُعرف بالقوة الغاشمة للحرب الإسرائيلية على غزة، هي نتيجة للصدمة المستمرة الناتجة عن "مذبحة" 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقرونة بحكومة يمينية تضم عناصر متطرفة.
ويرى بول رودجرز الأستاذ الفخري لدراسات السلام في جامعة "برادفورد"، أن هذا الفهم يتجاهل عنصرا آخر، ألا وهو النهج الإسرائيلي المحدد في الحرب المعروف باسم "عقيدة الضاحية".
وهذه العقيدة إستراتيجية عسكرية انتهجها جيش الاحتلال في حربه على لبنان في يوليو/تموز 2006، واتخذت اسمها من الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، التي تتمركز فيها مقار حزب الله اللبناني. وأضاف أن هذا -أيضا- أحد أسباب عدم استمرار "التوقف المؤقت" لفترة أطول.
وأشار الباحث إلى هول الدمار في غزة، حيث تضرر 60% من إجمالي المساكن في قطاع غزة (234 ألف منزل)، منها 46 ألفا دمرت بالكامل.
ونبّه إلى عزم إسرائيل المطلق على مواصلة الحرب وتسريعها، رغم التحذير الصريح لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للحد من الخسائر البشرية، وتأكيد نائبة الرئيس كامالا هاريس على أنه "لن تسمح الولايات المتحدة تحت أي ظرف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، أو حصار غزة أو إعادة رسم حدودها".
وتابع روجرز بأن كل هذا لن يكون ذا أهمية تُذكر، نظرا للموقف المتطرف لحكومة الحرب التي يترأسها بنيامين نتنياهو، حيث إن الهدف هو تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
عقيدة الضاحية
وقال رودجرز، إن الطريقة التي سيتم بها محاولة ذلك تتعلق بطريقة الحرب الإسرائيلية المحددة التي تطورت منذ 1948، وصولا إلى عقيدة الضاحية الحالية المتمثلة في التطبيق المتعمد لـ"القوة المفرطة"؛ مثل: تدمير قرية بأكملها، إذا عُدّت مصدرا لإطلاق الصواريخ، مثلما حدث في منطقة الضاحية جنوب لبنان.
وأضاف أن هذه الإستراتيجية استُخدمت في حرب غزة خلال الحروب الأربعة السابقة منذ 2008، خاصة حرب 2014. وحتى قبل ذلك، بعد حرب 2008-2009 في غزة، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لتقصي الحقائق خلص إلى أن الإستراتيجية الإسرائيلية "مصممة لمعاقبة وإذلال وإرهاب السكان المدنيين".
وتابع الباحث بأن الوضع الآن، بعد شهرين من الحرب، أصبح أسوأ بكثير. ومع استمرار الهجوم البري في جنوب غزة، لن يتوقف، بل تفاقم مع نزوح عشرات الآلاف من سكان غزة اليائسين؛ بسبب عدم توفر أماكن آمنة.
قد يستغرق شهوراويبدو أن الهدف الإسرائيلي المباشر، الذي قد يستغرق شهورا لتحقيقه، هو القضاء على حماس مع محاصرة الفلسطينيين في منطقة صغيرة في جنوب غزة، حيث يمكن السيطرة عليهم بسهولة أكثر.
وعلى المدى الأطول يبدو أن الهدف هو توضيح أن إسرائيل لن تتحمل أي معارضة. وستحتفظ قواتها المسلحة بالقوة الكافية للسيطرة على أي تمرد، وبدعم من قدراتها النووية القوية، لن تسمح لأي دولة إقليمية بتشكيل تهديد.
ومع ذلك، ختم الباحث مقاله بأن هذا الهدف سيخفق، وستبرز حماس إما في شكل مختلف وإما أكثر قوة، ما لم يُعثر على طريقة ما للبدء في المهمة الصعبة للغاية، المتمثلة في جمع الطوائف مع بعضها بعضا.
من ناحية أخرى، فإن الدولة الوحيدة القادرة على فرض وقف إطلاق النار هي الولايات المتحدة، ولكن لا توجد دلائل تُذكر على ذلك، على الأقل حتى الآن، حسب الباحث.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تحاول تغيير المنطقة لكن الأمر ليس سهلا
تحدثت صحف عالمية عن تناقض داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها وقف ضربات أنصار الله (الحوثيين)، وأشارت إلى أن تل أبيب تحاول استغلال الظرف الإقليمي لتغيير شكل المنطقة التي شهدت عاما مدمرا.
فقد كتب أندرو إنغلاند مقالا في "فايننشال تايمز" قال فيه إن التاريخ سيسجل عام 2024 باعتباره أحد أكثر السنوات تدميرا للشرق الأوسط في العصر الحديث.
وأشار الكاتب إلى أن أرواحا لا يمكن تصورها أزهقت خلال هذا العام في حين أجبر ملايين آخرون على ترك منازلهم، لافتا إلى أن حربا جديدة اندلعت في سوريا بمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ.
وفي حين جلبت الإطاحة ببشار الأسد البهجة والأمل لسوريا إلا أنها في الوقت نفسه خلفت مزيدا من عدم اليقين، برأي الكاتب.
محاولة لتغيير المنطقة
وفي صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتب دوف ليبر، أن الإسرائيليين يرون فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط في أعقاب الحرب، رغم الانتقادات التي تلقوها بشأن غزة.
وقال الكاتب إن تحقيق هذا الأمر "لن يكون سهلا، خصوصا وأن علاقة الرأي العام في أنحاء العالم العربي بإسرائيل قد ساءت بسبب الحرب التي أضرت بمكانة تل أبيب الدولية".
إعلانوفي "تايمز أوف إسرائيل"، قال تقرير إن رئيس الموساد ديفيد برنيع يدفع قيادة إسرائيل للتركيز على مهاجمة إيران كوسيلة لوقف هجمات الحوثيين.
لكن التقرير يقول إن هذا الموقف يتناقض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، اللذين يفضلان الاستمرار في تنفيذ الضربات ضد الجماعة نفسها بدلا من إيران.
ونقل التقرير عن مسؤولين أن إسرائيل تشك في قدرتها على إيقاف الحوثيين دون مساعدة من الولايات المتحدة.
بدورها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتمديد فترة انتشاره في لبنان أكثر من الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة إن الجيش يتواجد حاليا في جميع القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، مشيرة إلى أنه لم يسمح لسكانها بالعودة رغم مرور شهر كامل على وقف إطلاق النار.
وفي السياق، تحدثت "نيويورك تايمز"، عن أجواء عيد الميلاد في مدينة صور اللبنانية، وقالت إن المجتمع المسيحي هناك لم يكن لديه سبب يذكر للاحتفال هذا العام.
ووفقا للصحيفة، فإن الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية ألقى بظلاله الثقيلة على المدينة، حيث يعيش السكان في الحي المسيحي واقعا مريرا مع اختفاء مظاهر الاحتفال بالعيد وحلول الحزن والفقد مكانها.
وقالت الصحيفة "إن الهدنة بين إسرائيل وحزب الله أعادت بعض الهدوء إلى المنطقة، لكنها لم تكن كافية لمحو آثار الحرب أو استعادة أجواء العيد بالكامل".