الولايات المتحدة – حققت عملية زرع دماغية مصممة لمرضى إصابات الرأس، نجاحا كبيرا خلال التجارب، حيث رفض المشاركون إيقاف تشغيل الجهاز المزروع.

وتحاول عملية التحفيز العميق للدماغ، التي أنشأها باحثون في جامعة ستانفورد، تعزيز النشاط بين مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتفكير وحل المشكلات والتعلم الواعي.

وأفاد خمسة أشخاص يعانون من إصابات في الرأس أنهم تمكنوا من التركيز والتذكر والقيادة وقضاء اليوم دون الحاجة إلى القيلولة، نتيجة لاستخدام الجهاز أثناء التجربة.

وأثبت الجهاز فعاليته لدرجة أن اثنين من المشاركين، تم اختيارهما عشوائيا، رفضا إيقاف تشغيل الجهاز.

وتم اختيار المشاركين في التجربة بناء على إصاباتهم، حيث تعافى المشاركون سابقا من الغيبوبة.

وقال الدكتور جيمي هندرسون، أستاذ جراحة الأعصاب، لـ”التلغراف”: “لدى هؤلاء المرضى، كانت هذه المسارات سليمة إلى حد كبير، مع تنظيم كل شيء”.

ومن خلال إدخال التحفيز الكهربائي في مناطق معينة من الدماغ، يأمل الباحثون في إعادة تفعيل المسارات مرة أخرى. واستخدموا نماذج افتراضية من دماغ كل مشارك لتجربة التحفيز في مناطق مختلفة.

وبعد ذلك، زُرعت الأجهزة في أدمغة المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و60 عاما. ثم أمضوا 90 يوما مع تشغيلها لمدة 12 ساعة يوميا.

ويقول الباحثون إنه بحلول نهاية التجربة، تحسنت سرعات المعالجة العقلية للمشاركين بمعدل 32%.

وقال أحد المشاركين أنه منذ تلقيه الزرعة، شهد تحسنا كبيرا في قدراته الوظيفية.

وقال الدكتور نيكولاس شيف، الأستاذ في كلية طب وايل كورنيل والمعد الرئيسي المشارك للدراسة، إن الهدف هو نقل البحث من “اللحظة التجريبية الرائدة” إلى العلاج الفعلي.

المصدر: ديلي ميل

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد.. وثقافة الحلم

سألني: هل تذكر قبل 25 عاماً عندما كنت أجتمع مع موظفي حكومة دبي، أوجههم إلى بذل كل ما من شأنه الارتقاء بالعمل، وأبني من خلالهم فريق القيادة الحكومي للإمارة، وأؤسس أيضاً للصف الثاني والثالث من الكوادر الإدارية، وأنت بدورك كنت معهم، وتابع: «هل كنت تتوقع كل هذا الذي تراه اليوم في دبي من تطور وازدهار؟ هل كنت تتخيل أن تتحقق على الأرض كل هذه الإنجازات الكبيرة؟».

فاجأني الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي،  بهذه الأسئلة والملاحظات على هامش لقائه بمجلس الإدارة الجديد لجائزة الإعلام العربي، أعادني إلى ربع قرن ذهبي تحولت فيه دبي إلى لؤلؤة الكون، ولم أملك إلا أن أرد على سموه قائلاً: «نعم كنت أتوقع تطوراً وازدهاراً، فسموكم كنتم تضعون ركائز التقدم في تلك الاجتماعات، كانت اجتماعات مبشرة، تقول إن هناك شيئاً يلوح في الأفق، ولكن ما تحقق فاق كل توقعاتي، أصابني بالدهشة وحثني على التأمل، ودفعني للبحث وقراءة الدرس، وعبر التفكير العميق ومراجعة كل هذا الإنجاز المرة تلو الأخرى، توصلت إلى قناعة مفادها بأنكم صنعتم ثقافة الأحلام في العالم العربي، دفعتم برؤيتكم وأقوالكم وأفعالكم الناس لكي يستيقظوا مبكراً مملوئين بالأمل والتفاؤل، يذهبون إلى العمل لكي يقدموا أفضل ما لديهم، ويدفعوا عجلة الوطن إلى الأمام»، نعم مرة ثانية فمحمد بن راشد ليس صانع ثقافة الأحلام وحسب، ولكنه أول وأكبر من بشّر بها في الواقع العربي.
من يقرأ التاريخ العربي المعاصر سيدرك اللحظة المصيرية الفارقة للإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وسيعرف جيداً ما أضافته لمحيطها، ومن يقرأ الفكر العربي المعاصر سيعرف القيمة التي يمثلها محمد بن راشد لمسألة النهضة والتقدم.
مر العالم العربي بأحداث وتحولات بدأت من مرحلة النضال من أجل الاستقلال، مروراً بصراعات واستقطابات سياسية سادت خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وصولاً إلى واقع عربي مضطرب نتيجة لأزمات في التنمية والتطور خلال ما عُرف بالربيع العربي.
في ظل هذه الصورة كانت التجربة الإماراتية شابة، ومغايرة وتتوجه بوصلتها وفق رؤى مؤسسين وضعوا التنمية في مقدمة أولوياتهم، وكما جاء التاريخ العربي المعاصر قلقاً مضطرباً، جاء الفكر العربي انعكاساً له، كان المنتج النخبوي الفكري قد وصل إلى طريق مسدود، واتصف بالتشاؤم، بل بالنظرة السوداوية، وأعلن الكثيرون اليأس عقيدة ومنهج حياة، وكأن العرب خرجوا من التاريخ. لم تكن هناك من فسحة حلم في الواقع أو مستوى النظر، وعلى النقيض من ذلك تماماً جاءت رؤية محمد بن راشد آل مكتوم.
تخبرنا تجربة النهضة الأوروبية، بل وتجارب النهضات الأخرى، بأن الإنسان باستطاعته تجاوز مختلف العراقيل والعوائق، وبأنه لا مستحيل، ولا وضع بإمكانه أن يسود إلى الأبد، وأن البشر سواسية يمتلكون القدرات نفسها، وأنهم يستطيعون تطويع مواردهم، ولو كانت سهلة في سبيل الاستفادة منها، واستثمارها بأفضل السبل، واستوعب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التجارب، بل وأضاف إليها وأكسبها طابعاً عربياً مستلهماً القيم الإيجابية في تراثنا التي في الحقيقة نحن أحق بها، فالتبسم في وجوه الجميع وإشاعة روح التفاؤل قيم عربية أصيلة، وهناك فكرة المضمار والسبق وضرورة الوصول إلى الرقم واحد، من هنا فرادة تجربة محمد بن راشد التي تحتاج إلى التوقف والتحليل والقراءة أكثر من مرة.
قدم الشيخ محمد بن راشد تجربة عربية أصيلة في النهضة، جعلتنا نحصد ما زرع على مدار عقود، تجربة تتأسس على رؤى واستراتيجيات وخطة عمل وإيمان بالعمل الجماعي، وفي هذه التجربة هناك قيم وممارسات ولغة وانفتاح على مختلف النماذج الناجحة، والملاحظ في زوايا وأركان هذه التجربة أنها وهي تشتغل بصبر ودأب على ترسيخ الإيجابيات كانت تمحو سلبيات ترسخت بفعل سنوات التراجع العربي، ولذا لاحظنا في أكثر من موقف أن تلك التجربة لا تعترف بكلمة مستحيل، ولا تلتفت إلى عوائق، ولا تتوقف أمام مطبات، ولا تولي اهتماماً كبيراً بقلة الموارد أو التقلبات الاقتصادية العابرة.
كانت تلك التجربة في صمودها ومتانتها وقوتها تشق طريقها بثبات وتقدم مطرد، لا تعرف التراجع أو التوقف أو حتى التقاط الأنفاس، كانت تُحلق، لأنها تدرك أن السير خطوة خطوة قد يتوقف فجأة لعائق ما ونتيجة لذلك ربما تتراجع خطوتين، من هنا فرادتها وقدرتها على الإدهاش وكلمة السر فيها هي الحلم، بكل مداراته ودلالته التي تحيل إلى المختلف والمغاير وغير المتوقع.
نعم جاء حلم محمد بن راشد مختلفاً ومميزاً وناجحاً، حلم أدخل دبي والإمارات في أفق آخر، لا يعرف سوى النجاح، وقدم لكل العرب الأمل، وقال لهم: «التقدم قاب قوسين أو أدنى إذا توافرت الرؤية والعزيمة»، وعلينا جميعاً أن نستفيد من مفردات حلم محمد بن راشد، وهو في الحقيقة حلمنا جميعاً.

مقالات مشابهة

  • التويزي رئيس فريق البام : السكوري وزير كفاءة بشهادة الأغلبية و المعارضة
  • فيلم الدشاش يحقق نجاحا متواصلا في دور العرض.. كم تبلغ الإيرادات؟
  • وكيل صحة أسيوط: إجراء أول عملية انفصال شبكية لمريض علي نفقة الدولة بمستشفى الرمد
  • أحمد زعيم يطرح كليب أغنيته الجديدة «هد حيل».. اليوم
  • ناهد السباعي: هبة رجل الغراب أكثر أعمالي نجاحا.. وأعمال فريد شوقي غيرت قوانين
  • بالفيديو.. البرهان في مناطق جديدة محررة يتحدث عن إستمرار المعركة ويبشر المواطنين بالاقتراب من الخرطوم
  • راندا البحيري تفتخر بشهادة حسن الخلق لابنها: أنا اللي بصرف عليه لوحدي
  • الدكتور أحمد زايد فى ندوة ببيت السحيمى: الحداثة المتسارعة تشكل تهديدًا على التراث والهوية
  • نجم دفاع الزمالك يغادر إلى ألمانيا لإجراء عملية الرباط الصليبي
  • محمد بن راشد.. وثقافة الحلم